في حدث هو الأول من نوعه يشهده السعوديون...

شاهد مهرجانا في السعودية له علاقة بالشيطان!

الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٩ - ١٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

يأتى وصول مهرجانات الهندوس إلى السعودية، كهذا المهرجان، في وقت يشهد المجتمع السعودي تغييرات كبيرة منذ أن تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو 2017، وأخذ يدعم قرارات جديدة لم يعهدها السعوديون، تتعلق بإقامة مهرجانات واحتفالات صاخبة ومختلطة، في حين تفيد تقارير صحف أجنبية أن الملك سلمان لا يتمكن من السيطرة على نفوذ ولده ولي العهد.

العالم-السعودية

وشارك مواطنون ومقيمون من كلا الجنسين في مهرجان للمرح أقيم في مدينة الخبر (شرق)، السبت الماضي (23 مارس).

المهرجان الغريب من نوعه في المملكة هو سباق طوله خمسة كيلومترات، يُرَش فيه المشاركون بالرذاذ الملون، وفي نهاية السباق يكون هؤلاء المشاركون قد تحولوا إلى لوحات بشرية ملونة.

المهرجان الذي يقام في دول أخرى، ويطلق عليه اسم "أسعد خمسة كيلومترات على ظهر الكوكب"، هو مبادرة انطلقت عام 2011؛ بهدف الجمع بين الناس وجعل العالم مكاناً أكثر سعادة وصحة، بحسب ما ورد على الموقع الرسمي للمشروع الدولي على الإنترنت.

وقال المنظمون، بحسب ما أورد الموقع الرسمي للمهرجان، إن عشرة آلاف و433 شخصاً شاركوا في هذه الفعالية.

مهرجان هندوسي!

الغريب في إقامة هذا المهرجان بالسعودية لا يرتبط فقط بكونه يأتي ضمن سلسلة المناسبات المختلطة التي تبنتها سياسة المملكة الحديثة بدعم من ولي العهد محمد بن سلمان، التي تعتبر مخالفة لتقاليد المجتمع السعودي المحافظ، إنما في كون هذا المهرجان هو نسخة من احتفال هندوسي مقدّس يحييه كل عام الهندوس في مختلف دول العالم!

ويحتفل الهندوس بمهرجان الألوان "هولي"، مع قدومه في فصل الربيع؛ حيث يعتبر عيداً وطنياً تعطل فيه الدولة رسمياً.

موعد الاحتفال يقام في فترة آخر قمر مكتمل بالتقويم الهندوسي، وعادة ما يكون في شهر مارس، وتستمر الاحتفالات بهذا المهرجان ستة عشر يوماً.

للشيطان وأخته علاقة بالمهرجان!

هذا المهرجان، الذي يعرف عند الهندوس بأسماء عديدة: هولي فاغوا، ومهرجان هولي، واحتفالات الربيع، تعود جذور قصّته إلى عدّة روايات.

الأولى تعيده إلى "الإله كريشنا"، حيث قيل- بحسب معتقداتهم- إن الإله أصيب بالغيرة الشديدة من بشرة رادا توءم روحه ذات اللون الأبيض؛ فذهب إلى والدته واشتكى غيرته وحزنه بسبب لون بشرته الدّاكن، فما كان من والدته إلاَّ أن اقترحت عليه بأن يرشّ وجه رادا باللون الذي يغيّر فيه لونها حسبما يود.

وتفيد الرواية الثانية أن أصل الحكاية يعود إلى الأساطير المعروفة عند الهندوس، التي تتحدث عن الإشعاع المنتشر في الوجود، حيث إن هذه الإشعاعات تنشر الضوء لجميع أرجاء الأرض من خلال موجات، وتكمل العناصر الأربعة الموجودة في الطبيعة لدى الهندوسيين: الماء، والرياح، والنار، والتراب.

أما الرواية الثالثة فتقول إن جذور المهرجان تعود إلى الأسطورة الهندوسية "هوليكا"، وهي شيطانة شقيقة الشيطان الملك هيرانياكاشياب، الذي كان يعتقد أنه حاكم الكون؛ وفقاً للمعتقدات الهندوسية.

في هذه المناسبة تكتسي شوارع المدن الهندية بالألوان الزاهية، وتتم طقوس الاحتفال فيه بطريقة شعبيّة ومرحة؛ حيث يخرج الناس إلى الشوارع ليلاً، مرتدين الثّياب الملوّنة، ويرشّ المحتفلون بعضهم بعضاً بالمساحيق الملوّنة، وكذلك بالسوائل المصبوغة والمياه، مردّدين الأغاني الخاصّة بهذه المناسبة، وسط هتافات وصيحات بصوت مرتفع.

في خلال احتفالات هولي الحديثة تعاد مراسم حرق جثة هوليكا عبر إشعال النيران في الليلة التي تسبق يوم احتفال هولي، المعروفة باسم هوليكا داهان، ويعمد بعض الهندوس إلى جمع الرماد ونثره عليهم كنوع من أنواع التطهير.

تحتفل بعيد الألوان العديد من الدول الآسيويّة؛ لكونها البلدان التي تنتشر فيها الديانة الهندوسية، وفي مقدمتها الهند، وبنغلادش، وسريلانكا، وباكستان، ونيبال، إضافة إلى دول أخرى تضم مواطنين هندوساً، في أفريقيا وأوروبا وأمريكا.

وعلى الرغم من أن المهرجان هندي في الأساس، وله طابع ديني، فإن العديد من المدن في العالم تبنت الفكرة، وأصبحت تنظم مهرجانات مشابهة، لكنها تواجه انتقادات لاذعة حين تقام في دول عربية.

السعودية تحتفل على الطريقة الهندوسية!

آخر الدول التي خصصت يوماً للاحتفال بهذا المهرجان الذي تعود جذوره إلى الديانة الهندوسية، هي المملكة العربية السعودية.

مقاطع الفيديو والصور التي تناقلتها وسائل إعلام محلية وغير محلية، فضلاً عما نشر على الموقع الرسمي للمهرجان، تؤكد الشبه الكبير بين المهرجان الذي أقيم في السعودية، والمهرجان الأصلي الذي يقيمه الهندوس.

وتفيد هذه الأسطورة أن الشيطان براهلاد ابن الشيطان الملك هيرانياكاشياب، اتبع الإله فيشنو حامي الكون؛ ودفع هذا القرار والده إلى التخطيط مع هوليكا لقتله، لكن الخطة فشلت، وقتل هيرانياكاشياب وأصبح براهلاد هو الملك، وهذا يعني انتصار الخير على الشر بحسب المعتقد الهندوسي.

المشاركون بالنسخة السعودية من المهرجان الهندوسي كانت أصواتهم تتعالى بالصراخ، وتغيرت أشكالهم بسبب الألوان التي كانت ترش عليهم، ما جعل وجوههم وملابسهم تتحول إلى لوحات بألوان مختلفة ومتداخلة.