ازمة السيول وتحديات منظمة الطوارئ الايرانية

الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

كما ورد في نشرات الاخبار هناك موجة امطار غزيزة تغطي معظم المحافظات الايرانية ومعظم المدن الايرانية، وأدت في بعض المدن الى فيضانات والي سيول وحول هذا الموضوع نستضيف بير حسین کولیوند رئيس منظمة الطوارئ الايرانية.

س. كيف تقيمون مستوى المنظمة قياسا بمنظمات الطوارئ في المنطقة؟

ج. حالیاً، نحن ننظر إلی وحدة الطوارئ في بلادنا علی أنّها واحدة من الوحدات الممتازة، وذلك بسبب التطوّر الذي طرأ علیها والأنشطة التي تُنفّذ من خلالها. أستطیع أن أقول بشکل تقریبي أنّنا قمنا بتقویة اسطولنا البرّي بنحو ضعفین ونصف الضعف مقارنة بالماضي، وبالنسبة لأسطولنا الجوّي فقد کنّا نملك سبع مروحیات فقط قبل ثلاث سنوات، أمّا الیوم فلدینا اثنتین وأربعین مروحیة تغطّي جمیع أنحاء البلاد وقد تمکّنت حتّی الیوم من نقل أربعة وعشرین ألف مصاب حیث تمّ إدخال 65% من الرقم الآنف الذکر غرف العملیات والمراکز العلاجیة وبذلك حفظت أرواح الکثیرین من الأفراد. کما أنّنا قمنا بإطلاق الاسعاف بواسطة الدرّاجات الناریة ، وللعلم فأنّ مدینة طهران العاصمة تحتوي علی أکبر عدد من الدرّاجات الناریة الخاصّة بالاسعاف في جمیع أنحاء العالم، وقد نجح هذا الاسطول من القیام بعمله بنجاح منقطع النظیر حیث یقوم بتنفیذ حوالي ألف حالة في الیوم الواحد، أمّا بالنسبة للفترة الزمنیة للوصول إلی المصابین فأنّها تستغرق أقلّ من عشر دقائق، ففي فترة من الفترات کان متوسّط وصولنا إلی المصابین في العاصمة طهران یصل إلی أکثر من ثمان وثلاثین دقیقة، أمّا الیوم فأنّ هذه الفترة الزمنیة قد تقلّصت لتصل إلی أربع عشرة دقیقة أو اثنتي عشرة دقیقة، کما أنّ درّاجاتنا الناریة تصل إلی المکان المقصود في أقلّ من عشر دقائق وتقدّم أفضل الخدمات الطبّیة والإسعافات الأوّلیة.

أمّا العمل الآخر الذي أُضیف إلی وحدة الطوارئ، أو الاسعاف، في البلاد، فیتمثّل في التشکیل الخاصّ بها، حیث تمّ حذف الطبقات الخاصّة بإتّخاذ القرارات في المجال الإداري منها والیوم لدینا طبقة واحدة من الإدارة في إتّخاذ القرارات، لهذا فأنّ القرارات تُتّخذ بسرعة قیاسیة، وأنتم تشاهدون في الحوادث التي تقع في البلاد کیف أنّ أوّل منظّمة أو مؤسّسة تصل إلی مکان الحادث هي وحدة الطوارئ أو الاسعاف، فحینما نلقي نظرة علی الحوادث غیر المتوقّعة کالفیضانات والزلازل وغیرها، نری أنّ وحدة الطوارئ هي أوّل من یصل إلی مکان الحادث، حیث یصل العاملون معي أو أنا شخصیاً وحتّی المساعدین إلی مکان الحادث.

قمنا بإضافة نظامین ممتازین لوحدتنا، الأوّل یُسمّی "إم سي إم سي"، أو رئاسة توجیه المرضی، حیث نجحنا من خلال النظام الآنف الذکر من توزیع مرضانا علی المستشفیات بطریقة ترشیدیة فاعلة، بحیث نستطیع من خلال هذا النظام معرفة الغرف الشاغرة في المستشفیات بدقّة ومن هم الأخصّائیین المتواجدین في المستشفیات في الوقت الحاضر، لذا فأنّنا نقوم بتوزیع مرضانا علی المستشفیات وفقاً للمعلومات المتوفّرة لدینا في نظام "إم سي إم سي" کي یتمّ تقدیم أفضل وأسرع الخدمات لهم. هذا النظام الذي تمّ إدخاله في مجموعتنا منذ سنة ونصف السنة، نجح في تقدیم مساعدة کبیرة لنا من خلال عملیة إدارة نقل مرضانا، وحتّی الیوم نجحنا في الحفاظ علی أرواح العدید من مرضانا من خلال برنامج "إم سي إم سي".

کما أنّه لدینا نظام آخر یُسمّی "اي یو سي" ، أي مقرّ توجیه عملیاتنا، وهو خاصّ بالأحداث غیر المتوقّعة في نظامنا. تقع قیادتنا الأصلیة في هذه الغرفة حیث یتواجد فیها ممثّلون عن معاونیات وزارة الصحّة والمنظّمات الأخری، وحتّی الوزیر بنفسه یستطیع أن یبعث بممثل له في هذا المکان. ولو أردتُ أن أخبرکم بصورة أکثر دقّة، لو کان هذا الفیضان الذي شهدته محافظة غلستان أو الذي حدث في أماکن أخری، قد حدث في أيّ مکان في العالم، لانتشرت أمراض معدیة کثیرة، ولکن بسبب هذا النظام الذي نعمل به والحضور الفعّال للعاملین في وحدة الطوارئ والأخصّائیین الأعزّاء في الأمراض المعدیة وفي العلاج ومرکز نقل الدم ومنظّمة الدواء والتغذیة المتّصلین بهذا النظام، لم نشهد أیّة حالة من حالات الأمراض المعدیة،حیث یتمّ وضع البرامج الخاصّة بکلّ منطقة علی حدة وفقاً لإحتیاجاتها وطاقاتها وقدراتها الذاتیة ومن ثمّ یتمّ تقدیم الخدمات الضروریة، علی سبیل المثال، إذا کانت هناك حاجة لمستشفی متنقّل یتمّ البتّ في الأمر، وإذا کانت هناك حاجة لسیّارة إسعاف أو مروحیة یتمّ توفیرها، علی سبیل المثال في منطقة "گرگان" لا یتسنّی لنا الوصول إلی العدید من القری عن طریق البرّ، امّا أن نتوجّه إلیها بواسطة القوارب أو المروحیات، کما أنّ الطاقة الکهربائیة مقطوعة في بعض الأماکن بسبب الظروف الجوّیة السائدة بینما متوفّرة في مناطق أخری.

عمل آخر قمنا به یتمثّل في إعداد فرق "ایه تي إم"، أو فرق الإستجابة السریعة، التي تدخل المیدان بسرعة کبیرة، وأعضاؤها ذوي خبرة وأصحاب مهارات کما أنّهم یتمتّعون بلیاقة بدنیة جیّدة، لذا یمکنهم القیام بأعمالهم ومسؤولیاتهم بسرعة وکفاءة عالیتین في هذه الظروف. إضافة إلی ماسبق ذکره، یمکنني القول أنّ شعوراً بالتضحیة ومعنویات جهادیة قد توسّعت بین أفراد طاقم وحدة الطوارئ في البلاد، وهذا التواجد الفعّال سبّب في إنقاذ أرواح العدید من المواطنین الأعزّاء. هذا مانقوم به علی وجه التحدید.

أمّا فیما یخصّ بالمتطوّعین فهذا الموضوع موجود علی جدول أعمالنا، وإن شاء الله سوف أوضّحه لکم في الوقت المناسب.

س. هل هناك من تعاون بين منظمة الطوارئ الايرانية ونظيرتها في دول الجوار؟

ج . لدینا الإستعداد للتعاون والتنسیق مع جمیع الدول الراغبة بذلك، علی الأخصّ مع دول کالعراق وسوریا ولبنان وأفغانستان وباکستان وغیرها من الدول التي نرغب بالتعاون والتنسیق معها ، نحن بإمکاننا نقل خبراتنا إلی هذه الدول وتدریب الأطقم لدیها وتقدیم المساعدات لها وکذلك تفعیل نظامنا في هذه الدول، کما لو کانت لدی هذه الدول خبرات وتجارب یمکننا نحن الإستفادة منها. هذا العمل قمنا به مع ألمانیا، فبعد وقوع الزلزال في کرمانشاه، طلب منّا الألمان نقل تجاربنا الخاصّة بایصال الخدمات للمتضرّرین من الزلازل إلیهم، وبدورنا طلبنا من الألمان نقل خبراتهم في التقلیل من خسائر الحوادث المروریة ودمج أرقام هواتف الإغاثة إلینا، وقد وقّعنا معاهدة تفاهم مع الألمان في هذا المجال، أمّا بالنسبة للدول الجارّة فأيّ دولة تبدي رغبتها في هذا المجال، سوف نقوم بذلك دون تردّد أو منّة في حدّ قدراتنا وطاقاتنا.

س. هل جرى تعاون بالفعل ؟

ج. التعاون الذي نقوم به في الوقت الراهن، علی سبیل المثال، خلال الزیارة الأربعینیة والمسیرة التي تتشکّل في العراق، یُعتبر هذا المثال أکبر تعاون بیننا وبین هذا البلد، هذا مثال واحد. وللعلم فنحن لانعمل في العراق بصفتنا قوی وعناصر تابعة لوحدة الطوارئ الایرانیة، بل في إطار التعاون مع العناصر العراقیة ومن خلال مجموعة العمل المشترکة. انظروا أنتم، إذا أردنا أن نقوم بعدّ الأعمال، لربّما تکون المسیرة الأربعینیة في رحاب الإمام الحسین (ع) تجمّع بشري هائل وکثیف، إلا أنّنا نشهد القلیل من الإصابات بالأمراض المعدیة والقلیل من الخسائر أو الإصابات، ولربّما لاتوجد لدینا منها علی الإطلاق، والسبب هو التعاون والتنسیق بیننا وبین العراق، کما لدینا حالات أخری في مناطق أخری سأوضّحها لکم لاحقاً.

س. هناك ضغوطات امريكية وحظر احادى الجانب ضد الجمهورية الاسلامية .هل يعيق هذا الحظر تجهيز الطواقم الطبية والاسعاف لديكم؟.

ج. من الطبیعي أنّ للعقوبات الظالمة والمجحفة تأثیرات، ولو کنّا نحن في حِلّ من هذا الحظر الإقتصادي حقّاً، کان بإمکاننا الحصول علی عدد من المروحیات الخاصّة بالطیران اللیلي، علی سبیل المثال في منطقة سربل ذهاب نجحنا في نقل المصابین في فترة زمنیة تراوحت بین الثمان والتسع ساعات وذلك في ظلام دامس ومن خلال البرّ فقط، والسبب هو عدم إمتلاکنا لمروحیات خاصّة بالطیران اللیلي. وللعلم فأنّ مثل هذه المروحیات تُعتبر من ضروریات الطیران اللیلي لوحدة الطوارئ. بالطبع، نحن نعتمد علی أنفسنا وعلی طاقاتنا الذاتیة ونسعی للإستمرار في عملنا والقیام بواجباتنا بالإعتماد علی أنفسنا، بالرغم من وجودنا في الحظر الإقتصادي الظالم والمجحف وعدم إمتلاکنا للمروحیات الخاصّة بالطیران اللیلي. ومع وجود تلك الظروف الصعبة إلا أنّنا نجحنا في تسجیل رقم قیاسي عالمي حیث نقلنا سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسین مصاباً في أقلّ من عشرین ساعة. ولکن لو لم نکن نرزح تحت وطأة الحظر الإقتصادي، لکنّا نستطیع أن ننقل بطریقة أفضل أثناء اللیل الکثیر من المصابین بواسطة المروحیات الخاصّة بالطیران اللیلي ، نعم للحظر الإقتصادي آثار من هذا القبیل.

س. كم هي المدة الزمنية التي تستغرق حاليا لايصال طواقم الاسعاف لانقاذ المريض؟ وكم هي المعايير المثالية ؟

ج. الفترة الزمنیة التي یستغرقها وصولنا للمصاب تعتمد علی الظروف المکانیة والزمانیة. ففي المدن الکبیرة، کالعاصمة طهران، فقد تراوحت هذه الفترة الزمنیة مابین اثنتي عشرة وخمس عشرة دقیقة. أمّا في المدن الصغیرة فأنّ هذه الفترة الزمنیة تتقلّص إلی ثمان دقائق، وفي الطرق الرئیسة نصل عادة إلی مکان الحادث في فترة زمنیة تتراوح الى أربع عشرة أو خمس عشرة دقیقة، بینما في الطرق القرویة أو الریفیة فأنّ أقصی فترة زمنیة تصل إلی عشرین دقیقة. بالطبع عن طریق المروحیات یمکننا تقلیص هذه الفترة الزمنیة إلی حدّ بعید. بإمکاني القول أنّ الفترات الزمنیة في أغلب مناطق العالم واحدة، ونحن نصل في الوقت المناسب کما أنّ فترة وصولنا مقنع رغم أنّ سعینا ینصبّ علی تقلیل هذه الفترات الزمنیة. علی سبیل المثال، بإمکاننا تقلیل هذه الفترات الزمنیة في المدن الکبیرة کشیراز وتبریز وإصفهان ومشهد وذلك من خلال زیادة عدد الدرّاجات الناریة العاملة في وحدة الطوارئ. حالیاً لدینا قوی بشریة ممتازة تُعتبر رأسمالنا وهي حقّاً متخصّصة في عملها. أکتفي بالقول أنّه في العام الماضي حینما أصدرت منظّمة الصحّة العالمیة نشرتها الخاصّة بالحوادث المروریة، قامت بمقارنتنا مع المجموعة الثامنة من دول العالم، لکنّها الیوم تقوم بمقارنتنا مع المجموعة ألف. هذا تقدّم ملحوظ، وأحد أسبابه هو النشاط والفاعلیة اللذین تقوم بهما وحدة الطوارئ في ایران والوصول السریع للمصابین وإنقاذنا للکثیرین من الموت.

س. ما هي الاجراءات التي قامت بها منظمة الطوارئ الايرانية لاغاثة المتضررين من السيول؟

ج. فیما یخصّ الفیضانات فقد أشرتُ في السابق إلی نظام "اي یو سي" الذي کان بحوزتنا، فأنّ مقرّ توجیه عملیاتنا کان یتمتّع بالجهوزیة للحوادث غیر المتوقّعة، ولو أردتم أن تبحثوا فأنّ الفیضان الواسع الذي غطّی محافظتي غلستان ومازندران بقرهما لم تحل دون تقديم الخدمات الطبية والسلامة للمنكوبين بالسيول حتّی أنّنا قمنا بتنفیذ أعمالنا والمسؤولیات الملقاة علی عاتقنا في الظلام وفي وضح النهار علی حدّ سواء. علی سبیل المثال، في الفیضان الذي وقع في محافظة غلستان لم تکن الأضرار کبیرة، وحتّی اللحظة لم نلاحظ أيّ أمراض معدیة.

لقد اضطررنا إلی إخلاء بعض القری والمنازل وفقاً لتشخیص المحافظ أو مسؤول الأمن وتحدید أماکن للإسکان المؤقّت للأهالي. عادة ما تکون الرقابة الطبّیة والصحّیة في الأماکن المکتظّة بالسکّان بسبب الإسکان المؤقّت أکثر، وذلك بسبب إحتمال زیادة وتیرة الإصابة بالأمراض، یتواجد أخصّائیون في أمراض الأطفال والنساء وأخصّائیون آخرون في هذه المعسکرات وأماکن الإسکان المؤقّت. کما توجد الأدویة والمعدّات وسیّارات الإسعاف لتقدیم الخدمات العلاجیة لطالبیها. علی سبیل المثال، لو راودتنا الشکوك ولو بصورة قلیلة في أحد المرضی ننقله علی الفور إلی المستشفی ولن نبقیه في مجموعتنا علی الإطلاق کي لایعدي الآخرین.

مثلاً في الفیضان الذي أصاب مدخل مدینة شیراز، لو لم تکن سيارات الاسعاف ومعسکر وحدة الطوارئ موجودیْن بالقرب من المکان للقیام بتقدیم الخدمات الخاصّة بعطلة الربیع، لربّما کانت الأضرار والخسائر البشریة أکثر، کما أنّ عناصرنا أنقذوا طفلین من الموت المحتوم، والسبب هو أنّنا کنّا في حالة إستعداد تامّ، وعناصرنا الماهرة کانت متواجدة في المنطقة، إلی جانب وجود روح إرادیة، وعلی الرغم من أنّ العدید من المدن متأثّرة بالظروف الجوّیة إلا أنّ هذه العناصر علی إستعداد للقدوم من أجل تقدیم المساعدة والتوجّه إلی مواقع أخری إن تطلّب الأمر. خلاصة الأمر أنّ هذه المعنویات موجودة وبقوّة لدی عناصر وحدة الطوارئ.

س. في اي محافظة برزت مشاكل اكبر؟

ج. حالیاً مشکلاتنا تترکّز في محافظة غلستان. والسبب هو الحجم الکبیر للمیاه الموجودة وکذلك بسبب الإنحدار الخفیف لم یتمکّن العاملون حتّی اللحظة من تفریغ المنازل والمباني والشوارع من المیاه. وعلی الرغم من أنّ الفیضانات سبّبت الخراب والخسائر والمحدودیة لبعض المحافظات، إلا أنّنا لم نواجه حتّی الآن أيّ مشکلة تتعلّق بالسلامة، علی سبیل المثال لدینا مستشفیات وأسرّة بعدد کاف في کرمانشاه، کما یوجد لدینا عناصر طبّیة طارئة بأعداد کافیة، وفي خرّم آباد ولورستان علی نفس المنوال. أمّا في محافظة خوزستان، وعلی الرغم من إعلان حالة الطوارئ فیها، إلا أنّه من ناحیة الإستعداد الطبّي والعلاجي فأنّ هذا الإستعداد ممتاز والعاملون جمیعاً متواجدون في مواقعهم. لانشکو من أيّ نقص في الأدویة والمعدّات، إضافة إلی أنّنا وضعنا برامج خاصّة للتعامل مع المصابین من الظروف الجوّیة الحالیة التي عصفت بالبلاد، ونحن نعمل وفقاً للبروتوکول الموجود.

س. هل هناك استعداد بشكل كامل لمواجهة السيول المرتقبة والمحتملة ؟

ج. هذا الإستعداد وحالة التآهّب موجودیْن وبصورة دقیقة. أنتم تشاهدون الآن کیف أنّ هیئة إدارة أزمات البلاد نشطة وفعّالة علی مدار الساعة لیلاً ونهاراً، وتتّخذ القرارات کلّ دقیقة وهي قرارات صائبة، وهذه الحالة مشهودة في مراکز المحافظات والمدن المختلفة وحتّی في القری والأریاف. أمّا فیما یخصّ مجال السلامة الذي هو من إختصاصنا ووحدة الطوارئ التي نعمل من خلالها، قمنا بوضع سیناریوهات مختلفة وفقاً للمخاطر المتوقّعة التي وضعناها في الحسبان، إلی درجة أنّنا قمنا ببعض التمارین الخاصّة بالطاولة المستدیرة للأحداث غیر المتوقّعة کالفیضانات والزلازل والحرائق. قمنا بإعداد عدد من السیناریوهات مسبقاً وحالیاً نقوم بوضع البرامج والخطط وفقاً لتلك السیناریوهات لدراسة مختلف الإحتمالات، وماهي المخاطر التي سنواجهها لربّما من أجل أن نقوم بزیادة طاقاتنا ورفع حالة التأهّب كذلك. ومع کلّ هذه الظروف الجوّیة الصعبة التي تجتاح البلاد من أقصاها إلی أقصاها، ولکن بفضل من الله ومنّه علینا لم نشهد خسائر بشریة کبیرة.

س. هل من توصية او توجيه ورسالة لابناء الشعب الايراني في محافظة خوزستان؟

ج. حالیاً یقوم کلّ طرف بتقدیم توصیاته. بدایة، أنا ممتن جدّاً لأفراد الشعب کوْنهم یقدّمون هذه المساعدات ویتصرّفون وفقاً للتوصیات الصادرة من المسؤولین والجهات ذات العلاقة. ما یتطرّق إلی ذهني وأقوله والجمیع یوصون به: أوّلاً: إمتناع أفراد الشعب الأعزّاء عن الحضور في الأماکن المغمورة بالمیاه وهناك إحتمال بوقوع فیضان لاحقاً. ولأنّ ما یحدث یُعتبر بمثابة ظاهرة جدیدة للبعض من الأفراد، لذا فهم یقومون بإلتقاط الصور وأفلام الفیدیو لهذه المناطق، وهذا التصرّف عُرضة للمخاطر ویمکن أن یسبّب الأخطار ولا سمح الله یمکن أن یؤدّي إلی وقوع مالا یُحمد عقباه للبعض من الأفراد، لذا علی مواطنینا الأعزّاء توخّي الحذر الشدید في مثل هذه المواقع. کما أرجو من الأعزّاء المصابین بالأمراض، وبالأخصّ الأمراض المستعصیة والسیّدات الحوامل ، أن ینتقلوا إلی أماکن أکثر أمناً خلال الأیّام القلیلة المقبلة کي لایصابوا بأيّ توتّر أو ضغط عصبي أو أيّ خسائر محتملة. أفراد شعبنا الأعزّاء لدیهم تعاون مثمر فیما بینهم، وهم مضیافون ، لهذا علیهم أن یخلوا الأماکن التي یُعلن عن وجوب إخلائها والذهاب إلی منازل أقربائهم إن استطاعوا وإلا علیهم التوجّه إلی مواقع الإسکان المؤقّت، أو إسکان الطوارئ، حیث لانعاني أيّ نقص في التسهیلات الصحّیة والعلاجیة ونحن نتواجد دائماً بالقرب من مواطنینا الأعزّاء، هذا هو شعارنا "نحن دائماً إلی جوارکم"، ولن نقصّر في أيّ شئ، وما یوجد تحت تصرّفنا من طاقات وإمکانیات ماهي إلا أمانة من قبل الشعب وسنعیدها إلیهم، بمعنی أنّنا أمناء الشعب علی ممتلکاته. شعبنا العزیز تعاون وقدّم مساعدات جمّة حتّی الآن، هنا اسمحوا لي أن أقدّم لکم توضیحاً، علی سبیل المثال، في لیلة آخر أربعاء من السنة الهجریة الشمسیة المنصرمة، أي عام 1397، عادة ما نواجه عدداً من الإصابات في تلك اللیلة وحقّاً أنّنا کنّا نحزن لأجلهم، ولکن منذ أن بدأنا بالتدریبات في المدارس والمساجد ساعدتنا إلی حدّ بعید، والدلیل هو أنّنا في لیلة آخر أربعاء من العام الهجري الشمسي المنصرم، أي قبل ثلاثة أسابیع ، إنخفضت الإصابات لدینا بحوالي 65% ، وإن دلّت هذه النسبة علی شئ، فإنّما تدل علی أنّ ثقافة الناس قد إرتفع مستواها، وأنّ الأفراد یساعدوننا وتعاونهم معنا ممتاز.