العالم- العراق
ابدى زعيم التيار الصدري في العراق السيد مقتدى الصدر، مؤخرا، قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي، داعيا إلى تنحي حاكم البحرين فوراً، لكن وزير الخارجية البحريني رد عليه بتغريدة "مسيئة" وفتح على نفسه "ابواب جهنم".
ولاقت تغريدة آل خليفة ردود فعل عراقية سياسية وشعبية مستنكرة وإدانة لكلام الوزير وطالبوه بتقديم اعتذار رسمي واستدعاء السفير البحريني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية ذلك.
فبعد الاهانة التي وجهها وزير الخارجية تظاهر العراقيون بالقرب من سفارة المنامة وسط العاصمة بغداد. واكدوا رفضهم وادانتهم للتصريحات المسيئة. كما تظاهر اتباع التيار الصدري في النجف الاشرف امام القنصلية البحرينية.
وطالب المتظاهرون الحكومة البحرينية بتقديم اعتذار رسمي بسبب الاساءة. واعتبروها تمس كل الرموز الوطنية والدينية في العراق، وتوعد برد رسمي وشعبي اوسع في حال عدم تعاطي السلطات البحرينية مع مطالب العراقيين. وشددوا على أن الاساءة للرموز بهذه الطريقة تعكس غياب الدبلوماسية وعدم وجود الحكمة في التعامل مع المبادرات التي تقدم.
هذا فيما استدعت وزارة الخارجية العراقية سفير البحرين لدى بغداد صلاح المالكي، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية تصريحات آل خليفة، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها احمد الصحاف إن بغداد لن تسمح بالاساءة للرموز العراقية، وإن على الجميع معرفة حدودهم.
وأكد الصحاف في تصريح لقناة العالم أنه "تم استدعاء سفير البحرين لدی بغداد وتم تسليمه مذكرة احتجاج ضد تصريحات وزير الخارجية البحريني وطالبناهم بالاعتذار".
وفي نفس السياق، أثبتت الكتل والشخصيات السياسية العراقية وحدة البلاد من خلال ردود فعلها المنددة بالاساءة البحرينية. فبعد ساعات فقط من تغريدة الوزير، قالت القيادية في حراك الجيل الجديد بالعراق، سروة عبدالواحد، إنه من "الحماقة" ان يتم التطاول على رموز العراق الوطنية من قبل وزير خارجية لا تملك دولته الجرأة في اتخاذ القرار دون الرجوع إلى السعودية.
وذكرت عبد الواحد في تغريدة على تويتر "عندما تكون دولتك تابعة للسعودية وغير قادر على اتخاذ قراراتك الداخلية، من الحماقة ان تتطاول على احد الرموز الوطنية في العراق. ما أراد إيصاله السيد مقتدى كانت رسالة واضحة بعدم القبول بالإملاءات والتدخلات".
وانهت عبد الواحد تغريدتها بالقول: "من كان بيته من زجاج فلا يرمي بالحجر على بيوت الآخرين يا معالي وزير البحرين".
رئيس تحالف الاصلاح والاعمار العراقي السيد عمار الحكيم، ايضا اكد رفضه القاطع لاي مساس وتطاول على مقام المرجعية الدينية.
كما استنكر رئيس كتلة الاصلاح والاعمار النيابية، النائب صباح الساعدي، موقف الوزير البحريني وقال إنه بدلا من ابعاد العراق ودول المنطقة عن نار التخندق الطائفي التي يسعى "تحالف الشر" الى تسعير أوارها، نجد "تغريدات حمقى" تحاول ان تذر الرماد بالعيون.
وفي السياق ذاته قالت كتلة سائرون النيابية، التي قالت إن العراقيين اثبتوا وحدتهم من خلال ردودهم على الوزير البحريني الذي "أساء" الى زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.
ووجه رئيس الكتلة حسن العاقولي قوله الى من سماهم "الحكام الظالمين" اينما وجدوا في العالم أن "الشعوب هي المنتصرة في النهاية لانها اقوى من الطغاة"، داعيا، المجتمع الدولي المتمثل بالامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والجامعة العربية بـ"الالتزام الكامل بالقوانين الدولية لاحترام سيادة البلدان".
كما اعلن رئيس كتلة الحل في العراق، جمال الكربولي، انه يتفق مع طروحات زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الوطنية.
وقال الكربولي في تغريدة له، "قد نختلف سياسيا مع السيد مقتدى الصدر احيانا، لكننا نتفق مع طروحاته الوطنية"، مضيفا: "نرفض بشدة اي تجاوز عليه كونه والحق يقال رمزا وطنيا لشريحة واسعة من العراقيين".
هذا فيما خاطب تحالف الفتح في العراق، وزير الخارجية البحريني بالقول "اسائتكم لن تقلل من شأن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر".، مضيفا: "ربنا يقول (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان)، فانتم في بحر الموت ونحن في محيط الحياة".
وبالطبع استنكر القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، الإساءة المتعمدة لزعيم الصدر، داعياً آل خليفة إلى الاتعاظ من مصير صدام حسين ومعمر القذافي وعمر البشير.
وقال الزاملي: إن "البيانات التي تصدر من السيد مقتدى الصدر تصب في مصلحة الشعوب العربية والإسلامية وتسهم في معالجة المشاكل التي تمر بها"، مبيناً ان الصدر يبذل جل جهده من أجل إنهاء الظلم الذي يتعرض له الشعب البحريني والشعب اليمني فضلاً عما يجري في العراق وسوريا".
واضاف الزاملي ان "كل بيانات الصدر هي بيانات تهدئة ونصح وإرشاد وتحتوي في مضامينها حلول واقعية لكل الأزمات التي تعصف بالمنطقة"، داعياً "الذين تسلطوا على رقاب الشعوب الحرة بالحديد والنار كوزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خليفة وأسياده إلى الاتعاظ من مصير الحكام الدكتاتوريين كصدام والقذافي والبشير وعبدالله صالح وغيرهم من حكام العرب".
ووجه المتحدث السياسي باسم زعيم التيار الصدري العراقي، جعفر الموسوي، ردا مفحما للوزير البحريني حيث قال: "ان التدخل بشؤون الدول يرتبط بوجود مصلحة للمتدخل، مبينا ان "الصدر ليس لديه مصلحة شخصية للتدخل بشؤون الدول الأخرى".
واعتبر الموسوي، التغريدة المسيئة انها تدل على "الخشية من النصح وتشخيص الاخطاء من قبل اصحاب العروش الخاوية".
ومن الناحية الاقليمة اصدر حزب الله لبنان بيانا استنكر فيه تغريدة وزير الخارجية البحريني وجاء فيه: " تصريح مدان ومستنكر ومرفوض وغير أخلاقي، وهو تصريح يعبّر فقط عن الشخصية السفيهة والتافهة لهذا الوزير، الذي لجأ إلى الشتائم والكلام البذيء والتعرض الشخصي، عوض أن يستخدم مفردات السياسة والمنطق والبيان القويم كما يليق بوزير آخر في موقعه، إلا أنه آثر أن يعكس خصاله المريضة ومواصفاته السيئة التي عرفها العالم عنه، وهو الشريك في سياسة الإجرام والظلم والقهر التي ينفذها نظامه البغيض ضد شعب البحرين الشريف الأبي المتمسك بحقوقه الانسانية وكرامته الوطنية ونضاله السلمي رغم الضغوطات والمصاعب والتضحيات.
بعد كل هذه الضجة التي تسببت بها تصريحات وزير خارجية البحرين نرجو ان يكون قد تعلم الدرس جيدا وان يعي ما يقوله اولا.