انطلاق القمة الإسلامية بمكة بعد ساعات من قمتين طارئتين

انطلاق القمة الإسلامية بمكة بعد ساعات من قمتين طارئتين
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٩ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

انطلقت قمة منظمة التعاون الإسلامي، في دورتھا الـ14 العادیة، التي تعقد في مدينة مكة المكرمة، منتصف ليل الجمعة السبت، بمكة المكرمة، وذلك بعد أن استضافت قمتين طارئتين واحدة عربية وأخرى خليجية، لبحث "تحديات المنطقة".

العالم-السعودية

انطلقت في مكة المكرمة، لیل الجمعة، أعمال القمة الدورية الـ14 لمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة الملك السعودي تحت شعار "يدا بيد نحو المستقبل".

وفي الكلمة الافتتاحية، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز، "نأمل أن تحقق القمة للدول الإسلامية ما تصبو إليه الشعوب من تقدم وازدهار".

وزعم أن فلسطين هي "قضيتنا الأولى حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم و نرفض أي إجراءات من شأنها المساس بوضع مدينة القدس الشريف".

وقال الملك سلمان إن "التطرف والإرهاب من أخطر الآفات التي تواجه الأمة الإسلامية والعالم ويجب تظافر الجهود لمكافحة هذه الظاهرة".

وأشار خلال كلمته الى هجوم الفجيرة واستهداف سفن تجارية قرب المياه الإقليمية الإماراتية واصفا إياها بأنها "تهديد خطير لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي".

كما تطرق إلى استهداف الجبش اليمني محطتي ضخ للنفط في المملكة، يوم 14 مايو، بطائرات دون طيار قائلا: "نؤكد على أن هذه الأعمال الإرهابية التخريبية لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج(الفارسي) فقط، وإنما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم".

ويأتي توجيه الاتهامات الواهية للملك سلمان ضد اليمن وإيران، في حين أن السعودية تعد واحدة من أكبر المؤيدين والمروّجين للأفكار الإرهابية في العالم، وإن نظرةً على أنشطة هذا البلد علی الصعيدين الداخلي والخارجي تُظهر أن أغلب الإرهابيين الإقليميين والدوليين يتحدّرون إلی السعودية، أو متأثرين بالميول الوهابية لهذا البلد، أو يتلقون الدعم والتمويل والأسلحة منه.

كما أدان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال كلمته بالدورة الـ 14 للقمة الإسلامية، حادث الفجيرة، قائلا: "نؤكد إدانتنا للهجمات التي تعرضت لها السفن قبالة سواحل الإمارات لما تشكله من تهديد لأمنها واستقرار المنطقة".

وتابع: "القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا، تألم لتعثّر جهود حلها، وندعو المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام وحل القضية الفلسطينية طبقًا لمبدأ حل الدولتين"،

وحول الحرب السعودية الإماراتية المستمرة ضد اليمن، أوضح الشيخ صباح: "أن الوضع في اليمن يمثل تحدياً للأمة الإسلامية، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة الالتزام باتفاق ستوكهولم الأخير للوصول إلى الحل وفق المرجعيات المعتمدة والمتفق عليها.".

ولم يشر امير الكويت الى جرائم تحالف العدوان السعودي بحق الشعب اليمني طيلة خمس سنوات ماضية والتي خلفت الالاف من القتلى المدنيين بينهم اطفال و نساء.

من جانبه، شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، على أن الحل الأمثل للقضية هو إيجاد سلام عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967".

وقال العثيمين خلال كلمته في القمة: إن "منظمة التعاون الإسلامي تتمسك بحقوق الفلسطينيين التاريخية وبحل الدولتين، ونرفض الإجراءات التي تمس الوضع التاريخي للقدس".

وأضاف العثيمين "الإرهاب والتطرف في مقدمة الآفات المتربصة بأمن المنطقة والعالم، ولا دين له وأبرز دليل على ذلك الاعتداء الذي وقع شهر مارس الماضي وراح ضحيته خمسون آمناً من المصلين في مسجدين بنيوزلندا".

كذلك، أكد رئيس الوفد التركي وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن منظمة التعاون الإسلامي بعد خميس عاماً من إنشائها لا تزال تواجه التحديات المعقدة في قضية مستقبل فلسطين والقدس التي كانت السبب الأساسي وتأسيسها.

وقال أوغلو، خلال كلمة رئاسة الدورة السابقة للقمة: إن "تركيا مع حق العودة ووضع القدس الشريف وقيام دولة فلسطينية".

وشدد أوغلو على أن قضية فلسطين ستبقى دوماً القضية الأساسية ، وأي عملية سلام لاتنص على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 م وعاصمتها القدس فهي مرفوضة في مجتمع منظمة التعاون الإسلامي .

كذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن بلاده وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ستواصل وبالتنسيق مع الفلسطينيين وبدعم الدول العربية والإسلامية العمل على تعزيز صمود المقدسيين والتصدي لأي محاولة لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وقال الملك الأردني خلال كلمته: "يواجه الفلسطينيون ظروفاً اقتصادية صعبة تستدعي منا تكثيف جهودنا لدعم صمودهم بما في ذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لتستمر في تقديم خدماتها لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني الذين يجب ضمان حقوقهم وخاصة حقهم في العودة والتعويض".

وعقد قمة مجلس التعاون الاسلامي في مكة المكرمة دون حضور الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان. كما غاب عن أعمال القمّة أيضًا الرئيس الإيراني حسن روحاني، و امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وكان روحاني وإردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شاركوا جميعهم في القمّة الإسلامية السابقة الـ13 في اسطنبول.

وجاءت القمة الثالثة برئاسة السعودية، بعد ساعات من انعقاد مماثل لقمتين عربية وخليجية دعت لهما السعودية، وغلب على بيانهما الختامي، انتقاد إيران.

أنشئت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة من بينها إيران، في سبتمبر/أيلول 1969، ولها قمة إسلامية دورية تجتمع مرة كل 3 سنوات للتداول واتخاذ القرارات.

وكشف عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني الأربعاء الماضي، عن أن "إيران ستشارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة لكن ليس على مستوى رفيع".

وقبل ساعات، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في رسالة إلي القمة الإسلامية إلى عدم تشتيت العالم الإسلامي بعيدا عن القضية الفلسطينية باعتبارها "القضية الرئيسية".

وكانت الدورة الثالثة عشرة للقمة الإسلامية عقدت في تركيا عام 2016.

واستضافت مكة المكرمة ليل الخميس- الجمعة قمتين طارئتين، واحدة عربية وأخرى خليجية، لبحث "التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط".

اتهمت القمتان الخليجية والعربية اللتان اختتمتا في مكة المكرمة إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما سجل العراق اعتراضه على صياغة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة.