منعطفات السودان الخطيرة.. وخيارات المعارضة ؟

منعطفات السودان الخطيرة.. وخيارات المعارضة ؟
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩ - ٠٩:٤٨ بتوقيت غرينتش

بعد ثلاثة أيام من عصيان مدني شامل، شل الحياة في مدن السودان المختلفة، عادت الحياة الطبيعية الى البلاد بعد اتفاق المجلس العسكري الانتقالي الحاكم وقوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الحراك الشعبي على استئناف المفاوضات بينهما بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية، على وقع حراك امريكي مكثف.

العالم - تقارير

وتراجع تجمع المهنيين وحلفاؤه في قوى التغيير عن العصيان المفتوح إلى حين إسقاط المجلس العسكري ونقل السلطة للمدنيين، مكتفين بثلاثة أيام شلت الحياة في الخرطوم وعدد من ولايات البلاد خاصة في اليوم الأول، بعد تطبيق هذه القوى في وقت سابق إضرابا سياسيا استمر يومين أواخر مايو/أيار الماضي.

ويبدو أن طرفي التفاوض المجلس العسكري وقوى التغيير بحاجة إلى تقييم مواقفهما بعد العصيان المدني، قبل لملمة الجراح واستئناف التفاوض حول انتقال السلطة إثر أحداث فض الاعتصام أمام قيادة الجيش الذي أسفر عن نحو 112 قتيلا ومئات الجرحى والمفقودين.

ضرورة الحفاظ على أسلحة الشارع..

ومن الراجح أن المجلس العسكري وقوى التغيير يتأهبان الآن لجولة تفاوض أخرى لتجاوز حالة الانسداد التي يعاني منها السودان حاليا.

لكن قوى التغيير سيكون عليها الحفاظ على أسلحة الشارع بعدما جربت تراجع العسكر عن الاتفاق الذي أبرمه الطرفان الشهر الماضي، فماذا سيكون لديها من أسلحة؟

يقول القيادي في هذه القوى الطيب العباسي إن ذات الوسائل التي أسقطت عمر البشير ستكون بحوزتهم، وتتمثل في الحراك الثوري السلمي في الأحياء والخرطوم والولايات تحت راية قوى التغيير.

ويتابع "مثلما كان السقوط الأول للبشير والثاني لعوض بن عوف عبر هذا الحراك، سنكون قادرين على السقوط الثالث للمجلس العسكري إذا لم يضع حدا لحماية النظام البائد ولم يستجب للمستحقات التي طلبتها قوى الثورة".

ووصف العباسي العصيان بأنه "سلاح فتاك وسلمي وحقق نجاحا باستجابة العاملين في القطاعين العام والخاص، مما يؤكد استمرار الثورة وبلوغ غاياتها، بعد الحرج الذي طال المجلس العسكري بانتهاك حرم الاعتصام".
لكن القيادي في قوى التغيير محمد عصمت يقدم إجابات أكثر وضوحا ويقول إن القوى تدرس الآن حزمة خيارات للإبقاء على التعبئة في الشارع.

ويشير عصمت، الذي أطلق سراحه قبل ساعات بعد اعتقاله عقب المفاوضات التي أجراها وفد قوى التغيير مع رئيس الوزراء الإثيوبي في الخرطوم، إلى أن من هذه الخيارات استمارات تتعلق بتلمس آراء عضوية وأنصار قوى التغيير للتغلب على إجراءات القمع التي تتخذها سلطات المجلس العسكري.

ويضيف أن قوى التغيير تدرس أيضا تنظيم لقاءات مفتوحة ومباشرة مع قواعدها في الساحات العامة بغية تبادل الآراء والتنوير بما يستجد من مواقف.

وفي اتجاه الانفتاح على الولايات، يفيد محمد عصمت بأن قوى التغيير تعمل الآن ضمن خطط إعادة الهيكلة على اعتماد أجسام ممثلة لها في كل ولايات البلاد، دون استبعاد العودة إلى خيارات الإضراب السياسي والعصيان المدني في أي مرحلة قادمة.

حراك ولقاءات امريكية مكثفة..

وأصدرت قوى الحرية والتغيير في السودان، مساء الأربعاء، بيانا عقب اجتماعها مع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية والمبعوث الأميركي الخاص للسودان، أكدت فيه على ضرورة انتقال الحكم إلى سلطة مدنية انتقالية فورا.

وأعلن البيان ترحيبه بالمبادرة الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد للوساطة وما توصلت إليه حتى الآن ودعم كافة جهودها، مؤكدا ضرورة سحب القوات العسكرية من المناطق السكنية في المدن والقرى فورا واستبدالها بقوات الشرطة لحفظ الأمن.

ودعا البيان إلى إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا، وضرورة رفع الحظر عن خدمات الإنترنت بالبلاد وكفالة الحريات الإعلامية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، تعيين مبعوث خاص للسودان، هو الدبلوماسي السابق دونالد بوث، الذي كان قد تولى هذا المنصب سابقا.

ويزور وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون أفريقيا تيبور ناغي الخرطوم حاليا، لتشجيع قادة المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة المدنية على التوصل إلى حل للأزمة السياسية.

المعارضة السودانية.. امكانية الانفتاح على الجانب الروسي

صرح الممثل لتجمع المهنيين السودانيين رشيد سعيد يعقوب، بأن المعارضة السودانية مستعدة ومنفتحة على اللقاء مع المسؤولين الروس في حال طلبت موسكو ذلك.

وقال يعقوب في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية: "حتى الآن، لا يوجد لدينا أي اتصالات مع الجانب الروسي، لأن روسيا لم تطلب مقابلتنا حاليا. لكننا منفتحون على أي طلب من الجانب الروسي، لأننا استجبنا لطلبات جميع الدول التي أرادت لقاءنا. نحن على استعداد للقاء روسيا في حال طلبت ذلك من (قوى الحرية والتغيير) أو من "تجمع المهنيين السودانيين".

وأضاف أن لدى التجمع علاقات مع جميع الأطراف، مثل الاتحادين الإفريقي والأوروبي والولايات المتحدة وكذلك السويد وألمانيا. كما وصف موقف الاتحاد الأوروبي من السودان بأنه إيجابي ويدعم نقل السلطة إلى حكومة مدنية.

وشهد اليومان الماضيان تطورات إيجابية على صعيد استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، والتقدم الذي تحرزه الوساطة الإثيوبية وجهود المبعوث الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.