مساعد وزير الدفاع الايراني يجيب..

هل بامكان الصهاينة التواجد بالخليج الفارسي؟+فيديو

الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

قال رئيس منظمة الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية، إن إعلان الكيان الصهيوني عن استعداده للانضمام الى التحالف البحري الامريكي المزعوم في الخليج الفارسي ليس سوى مراوغة وإن هذا الكيان هو أتفه من أن يمكنه التواجد في المنطقة وهو يعلم بذلك ايضا. 

العالم _ برامج

استضافت قناة العالم عبر برنامج "من طهران" يوم الاحد 25/08/2019، مساعد وزير الدفاع ورئيس منظمة الصناعات البحرية في ايران الادميرال امير رستكاري، وتمحور البرنامج حول الانجازات البحرية والدفاعية في ايران وفيما يلي نص المقابلة.

كيف تقيّمون انجازات الصناعة البحرية بعد انتصار الثورة الاسلامية؟

اذا نظرنا الى الصناعة البحرية الايرانية قبل انتصار الثورة الاسلامية المظفرة نستطيع القول إن بلادنا كانت تابعة للغرب مئة بالمئة حيث لم يكن بإمكاننا صنع مجذف واحد، ولكن بفضل انتصار الثورة الاسلامية وروح الثقة بالذات التي نفخها سماحة الامام الخميني الراحل (رض) في جسد الشعب الايراني ولا سيما القوات المسلحة، نعتز بأننا نمتلك اليوم في جميع المجالات، سواء في مجال الزوارق السريعة او السفن السطحية او الغواصات والعوامات تحت السطحية وكذلك الحوامات الطائرة، نمتلك منتجات محلية وايرانية بحتة بإمكانها ان تكون ندا للعوامات والسفن الحديثة في العالم. واليوم تساهم هذه المنتجات التي تم تصميمها وتصنيعها بمنظمة الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع الايرانية، في تحقيق الامن في مناطق الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، التي تشهد رفرفة علم الجمهورية الاسلامية فيها.

الى اي مرحلة وصلت صناعة غواصات "فاتح"؟

نحن دخلنا عملياً ضمن الدول الـ 11 الاولى في العالم في مجال صنع الغواصات، بتصميم وصناعة غواصات "فاتح" شبه الثقيلة التي تم تسليمها الى البحرية الاستراتيجية في الجيش الايراني العام الماضي برعاية رئيس الجمهورية، واليوم نظرا لتحويل كافة البنى التحية في مجال الغواصات في البلاد الى صناعة محلية، فنحن اصبحنا قادرين على تصميم وصناعة غواصات ذات سعة أكبر، كما وضعنا في جدول أعمالنا العمل على تصميم غواصات ثقيلة، ونأمل بحول الله وقوته أن نصنع اول غواصة ايرانية ثقيلة ذات امكانيات فريدة ونسلّمها الى القوة البحرية في الجيش الايراني.

في اي مرحلة يكون خط انتاج صناعة الغواصات؟

قد تم تدشين خط انتاج صناعة الغواصات في ايران والآن يتم تصنيع الأعداد الثانية والثالثة والرابعة منها ونسعى الى تسليمها تباعا الى بحرية الجيش ايضا في فترة زمنية منطقية تنطبق مع المواصفات العالمية. واضافة الى ذلك وكما اسلفت ان صناعة الغواصة الثقيلة تم وضعها في جدول الاعمال ايضا وقد بدأ العمل على تصميمها ونأمل أن نقوم بتسليم اول غواصة ايرانية ثقيلة الى القوة البحرية في المستقبل القريب.

ماهي إجراءاتكم بشأن إنتاج الزوارق السريعة؟

في مجال الزوارق السريعة نستطيع القول بثقة إننا نكون من ضمن الدول الخمس الاولى المصنعة لهذه الزوارق، لأننا وصلنا الى امكانية تجعلنا نصمم زوارق سريعة تبحر بسرعة تفوق 125 كيلومترا في الساعة، ولديها قابلية تنفيذ عمليات بقوة ثلاث درجات وحمل صواريخ سطح-سطح ورادارات التوجيه والاطلاق، وربما قد تم إنتاج زوارق في العالم تبلغ سرعتها 180 كيلومترا في الساعة لكن هذه الزوارق هي لأغراض السباقات بشكل عام دون ان تكون مزودة بمعدات عسكرية. ونحن نأمل أن نزيح الستار حتى أسبوع الدفاع المقدس (ذكرى الحرب الصدامية المفروضة على ايران بين عامي 1980 و1988) عن اول زورق يتحرك بسرعة تفوق 90 عقدة بحرية أي ما يعادل 170 كيلومترا في الساعة تقريبا، وكذلك زوارق سريعة أخرى تعمل بمحركات توربينية، وأستطيع القول إنه قد نزيح الستار عن جيل جديد من الزوارق يعمل بالدفع التوربيني البحري.

حتى اليوم كانت الزوارق السريعة تعتمد على المحركات التي تعمل بالديزل او محركات "اوت بورد"، لكن لدينا خطة ونأمل أن نعدّها حتى اسبوع الدفاع المقدس بتصنيع اول زورق سريع يعمل بالتوربين البحري وبإمكانه التحرك بسرعة 150 كيلومترا في الساعة ويتمتع بقابلية حمل صاروخ سطح سطح ومزود بمنظومة التوجيه والإطلاق، ويمكنني القول إنه قد يكون أول زورق سريع سيتم ازاحة الستار عنه في هذه المنطقة وشمال المحيط الهندي وهو يعتمد الدفع التوربيني في تحركه السريع، ونأمل أن نتمكن من هذا الانجاز حتى اسبوع الدفاع المقدس.

الى اي مرحلة وصلت صناعة المدمرات الايرانية؟

حتى اليوم قامت وزارة الدفاع وكذلك القوة البحرية الاستراتيجية في الجيش الايراني بتصميم وتصنيع عدد من مدمرات فئة "موج" (الخفيفة)، كمدمرة "جماران" ومدمرة "دماوند" في بحر قزوين ومدمرة "سهند" في ميناء بندر عباس ومضيق هرمز وشمال المحيط الهندي، واليوم بحمد الله قد تم تدشين خط انتاج هذه المدمرات في منظمة الصناعات البحرية، ونحن نقوم بتصنيع الأعداد الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة من هذه المدمرات التي يتوقع استخدامها في شمال المحيط الهندي وبحر عمان.

في مجال المدمرات القاذفة للصواريخ من طراز "سبر"، حتى الآن وكما شوهد في وسائل الإعلام، فإنه قد تم تصنيع أعداد منها، والاعداد الأخرى دخلت طور الإنتاج ونأمل أن نستطيع حتى العام المقبل ان نقوم بتسليم واحدة أخرى من هذه المدمرات الى القوة البحرية وهي الآن قيد الصناعة تباعا، وعلاوة على ذلك يكون في جدول الاعمال صناعة مدمرات ثقيلة الوزن. ونقوم حاليا بالتصميم الاولي والهندسي لمدمرة تزن 6 آلاف طن تقريبا وتتمتع بقابليات خاصة وفريدة ونأمل ان نقوم بتسليم اول مدمرة ثقيلة محلية الصنع خلال السنوات القليلة القادمة الى البحرية الايرانية.

جدير بالذكر ان صناعة المدمرات في كل انحاء العالم تتم بصورة عامة عن طريق مجموعة شركات عسكرية في عدة دول، حيث تقوم كل شركة او دولة بصناعة اجزاء معينة منها ويتم تجميعها في النهاية بإحدى الدول، لكننا في الجمهورية الإسلامية الايرانية نفتخر بأن أكثر من 80 بالمئة من المنظومات الداخلية التي يتم تركيبها على مدمراتنا وبوارجنا الحربية والحاملة للصواريخ هي صناعة محلية بحتة يتم تصنيعها في المنظمات العملاقة التابعة لوزارة الدفاع الايرانية، نحن في منظمة الصناعات الدفاعية نقوم بتصنيع مدافعها ومنظمة الجوفضاء الايرانية تقوم بتصنيع صواريخها، فيما تتولى منظمة الصناعات الالكترونية الايرانية إنتاج انظمة التوجيه والإطلاق والنقل والرادارات وانظمة الاستشعار، وأما منظمة الصناعات البحرية فتقوم بتصنيع انواع مختلفة من أنظمة الاستشعار المتعلقة بالنقل، والطوربيدات والانظمة المتعلقة بالبحر، وفي النهاية يتم تجميع كل هذه المعدات والانظمة في منظمة الصناعات البحرية وتتحول الى مدمرة كاملة. واليوم لدينا جهوزية لتصدير هذه المدمرات ونستطيع أن ننشئ خط تصدير لها في غضون العامين المقبلين ونقوم ببيع المدمرات والبوارج القاذفة للصواريخ الى الدول الصديقة والحليفة.

هل هناك طلبات من الدول الاخرى لشراء المنتجات الدفاعية الايرانية؟

نعم، لدينا عدة طلبات من دول صديقة ونقوم بدراستها حاليا، وبمجرد أن تصبح نهائية سنقوم بإنشاء خط إنتاج هذه المعدات ومن ثمّ تسليمها.

متى بدأت ايران بتصميم وتصنيع منظومة "باور 373" للدفاع الجوي؟

برأيي، ان احد مفاخر وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية هو الدخول في موضوع تصميم وتصنيع منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى. أنتم رأيتم اننا تعرضنا للحظر حيث اضطرت الدولة الصديقة والحليفة لنا الى ألا تسلمنا منظومة "اس 300" وتوقفت هذه القضية، لذلك تم إدراج هذا الموضوع على جدول اعمالنا من قبل القائد العام للقوات المسلحة وتم ابلاغ هذا الامر الى وزارة الدفاع بضرورة تصميم وانتاج منظومة بعيدة المدى للدفاع الجوي وبذلك تحول هذا التهديد الى فرصة، وحققنا انجازا كبيرا في هذا المجال بالاعتماد على المنظمات الصناعية التابعة لوزارة الدفاع ومنظمة الصناعات الالكترونية ومنظمة الجوفضاء، كما تعاونت معنا عدد من الشركات العلمية والمعرفية وكذلك عدد من جامعاتنا دخلت في التعاون معنا في اطار مشاريع أطروحات الدكتوراه الجامعية. ونظرا للحاجة تم توزيع الادوار في الاقسام المختلة، وبعد عشر سنوات نعتز اليوم بأننا نمتلك أول منظومة بعيدة المدى للدفاع الجوي في البلاد تسمى منظومة "باور 373".

ان منظومة "باور 373" بعيدة المدى للدفاع الجوي هي أقوى من منظومة "اس 300" الروسية، وهي قادرة على اكتشاف 300 هدف طائر سواء من الطائرات او الصواريخ البالستية او صواريخ كروز في مساحة تتخطى 300 كيلومتر مربع. كما انها قادرة على رصد اكثر من 100 هدف بفاصل 250 كيلومترا وبإمكانها ايضا أن تضرب 6 أهداف بشكل متزامن من مجموعة 60 هدفا ترصدها في مساحة 200 كيلومتر مربع، ما يشير الى ان هذه المنظومة المحلية الصنع متفوقة على منظومة "باتريوت" الاميركية الصنع، وعلى هذا الاساس نستطيع القول إن سماء البلاد اصبحت اكثر امنا باستخدام منظومة "باور 373"، وهذا الامر يعد احد مفاخر الجمهورية الإسلامية في ايران، حيث وصل الى مرحلة الانتاج بعد عشر سنوات من تصميمه.

واليوم لدينا امكانية ان نرصد اي هدف بفاصل 300 كيلومتر بشكل دقيق، ونركز على الهدف بفاصل 250 كيلومترا وان نستهدف اي مقاتلة تحلق باتجاه اجواء ايران بفاصل 200 كيلومتر وعلى ارتفاع 27 كيلومترا (نحو 81 الف قدم)، اي 3 أضعاف مستوى تحليق الطائرات المدنية.

ما هي آخر انجازات ايران في مجال صناعة البوارج القاذفة للصواريخ؟

اليوم وبفضل جهود الكوادر المحلية المتخصصة في منظمة الجوفضاء الايرانية، قمنا بتزويد كافة سفننا العسكرية، سواء المدمرات او البوارج القاذفة للصواريخ وكذلك الزوارق السريعة، بصواريخ بعيدة المدى، حيث اصبحت بإمكاننا استهداف اي قطعة عائمة للعدو تبحر خلف الافق. وعلى صعيد القتال البحري قمنا بتزويد كافة قطعاتنا البحرية بهذه الامكانيات واليوم قادرون عبر إستخدام منظومة ادارة الحرب الشاملة على ايجاد حرب شاملة ضد القطعات البحرية العائمة للعدو، اي نستطيع باستخدام قيادة ثابتة واحدة ان ننقل كافة المعلومات العسكرية في ساحة القتال الى قواتنا التي تتواجد في الميدان ونصيب البارجة المهاجمة للعدو من الجو والبحر والبر بشكل متزامن بواسطة الطائرات والمروحيات والمدمرات والبوارج القاذفة للصواريخ ومنظومات صواريخ ارض – بحر، وهذا يدل على قوة التخطيط العسكري للجمهورية الإسلامية في ايران التي تستطيع ان تستخدم منظومة ادارة الحرب الشاملة ضد القطعات البحرية والطائرات المعادية.

على أي مدى يمكن للبوارج الإيرانية استهداف السفن الحربية المعادية؟

اليوم نستطيع ان نستهدف السفن الحربية للعدو من مسافة تتجاوز 300 كيلومتر، بإطلاق صواريخ كروز سطح - سطح المصنعة في منظمة الجوفضاء التابعة لوزارة الدفاع الايرانية.

ما هي التطورات التي حققتها ايران في مجال محركات الدفع البحرية؟

ايران خطت خطوات كبيرة في هذا المجال، حيث استطاعت ان تحقق الاكتفاء الذاتي في حقل انتاج معدات الدفع وقد نجحنا في توطين صناعة إنتاج الاعمدة والمراوح الثابتة والمتحركة (الخاصة بمحركات الدفع) بشكل كامل. وفيما يخص محركات الدفع النفاثة فقط ازحنا الستار العام الماضي عن أول محرك وطني، وتم خلال العام الجاري تجهيز العديد من الزوارق التي تم تسليمها الى قوى الامن الداخلي في الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذه المحركات. هذه المحركات تزيد من قدرة مناورة الزوارق. وفيما يخص محركات الديزل فقد نجحنا في تصميم محركات بقوة 1300 حصان. نحن اليوم يمكننا إنتاج محركات بقوة 1300 و900 حصان و مولدات كهربائية بطاقة ميغاواط واحد، ومن خلال رفع قوة الديزل الى 5000 حصان فإننا اليوم حولنا الديزلات الصناعية الى بحرية وقمنا بنصبها على جميع عواماتنا. حاليا مدمرات فئة "موج" مجهزة بمحرك ديزل بقوة 5000 حصان، ونأمل بأن نتمكن في غضون العامين القادمين من صناعة توربين بحري بقوة 25 ميغاواط بالاشتراك مع احدى الشركات الوطنية ونصبها على البارجات الايرانية.

ما هو موقف ايران من تشكيل التحالف البحري الامريكي المزعوم؟

الجمهورية الاسلامية أكدت دوماً أن إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتم إلا بمشاركة دول المنطقة، ان اي مكان تواجدت فيه الدول الاجنبية ولا سيما الاستكبار العالمي لم نشهد سوى انعدام الامن والقتل والارهاب والعنف. ان تواجد الامريكيين في افغانستان والعراق واليمن وسوريا خير مثال على ذلك. ونعتقد ان منطقة الخليج الفارسي تتمتع بالامن والسلام منذ السنين الماضية وليست هناك مشكلة. ان طرح موضوع التحالف البحري الدولي هو سيناريو مبيت هدفه الايرانوفوبيا وتبرير لتواجدهم في المنطقة وللاسف فان بعض الدول المشاطئة على الخليج الفارسي لم تدرك هذا الامر، نفقات هذا التواجد ستدفعه بعض دول المنطقة في حين ان المنطقة لم تكن تعاني من انعدام الامن في السابق ابدا. ان حوالى 30 الف سفينة وعوامة تتنقل فيها بلا اي مشكلة كما ان دول المنطقة تعيش جبنا الى جنب بود وسلام على مدى السنين الماضية، نعتقد بان دول المنطقة كفيلة بارساء الامن والاستقرار ولا حاجة لتدخل اي قوى اجنبية. وفيما يخص اعلان الكيان الصهيوني عن استعداده للمشاركة في التحالف البحري الامريكي المزعوم فنؤكد ان هذا الكلام ليس سوى مراوغة وإن هذا الكيان هو أتفه من أن يمكنه التواجد في المنطقة وهو يعلم بذلك ايضا. لو كان الكيان الصهيوني يرى بأنه قوي لما سمح لحزب الله بأن يستهدف بارجتين له في البحر المتوسط، فالكيان الصهيوني لا لديه قوة بحرية تذكر ولا جرأة للتواجد في المنطقة. وتشكيل هذا التحالف لن يتمخض عنه سوى تحميل نفقاته على بعض دول الخليج الفارسي ولن يجلب الامن بل قد يزعزعه أيضا.

هل تغيرت مهام القوات البحرية الايرانية خلال الشهرين الماضيين؟

لا . نحن وكما في السابق نقوم بدورياتنا البحرية. القوة البحرية في حرس الثورة الاسلامية تتولى مهمة الدوريات في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، فيما تقوم القوة البحرية التابعة للجيش الايراني بدوريات بحرية انطلاقا من مضيق هرمز وباتجاه شمال المحيط الهندي وبحر عمان. الناقلات النفطية والسفن التجارية تتنقل في اجواء آمنة تماما ونحن لا نرى اي تغيير في هذا المجال وليس لدينا اي حالة انعدام امن في الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز.