العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية إلى أين؟

العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية إلى أين؟
الخميس ٠٥ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

بلغت السخونة في الأيام الماضية حدّها الأقصى بين "التيار الوطني الحر" برئاسة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وحزب "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، وزادت الاتهامات المتبادلة بين القطبين المسيحيين، بلغت حاليا أسوأ مراحلها، ما يدلّ على أنّ كل الجُهود التي بذلت في السابق، لا سيّما من جانب النائب إبراهيم كنعان والوزير السابق ملحم الرياشي قد ذهبت سُدى، وقد بدأ هذا الواقع ينعكس على العلاقات بين مُناصري الطرفين من جديد، في ظلّ توقّعات باستمرار التصعيد المُتبادل في المرحلة المُقبلة.

العالم_لبنان

فقد رفع جعجع الأحد الماضي سقف مواجهته السياسية والإعلامية مع التيار الوطني الحر متهما إياه بالانقضاض على "اتفاق معراب" والتنصل من موجباته.

مصادر "التيار" ترفض ما يروج ضده بأنه يريد إلغاء "القوات" وتصف ما يقال بالأكاذيب والافتراءات، مؤكدة أن مشكلة جعجع الحقيقية أنه لا يريد التعاطي مع باسيل من الندّ إلى الند، بل يريد القول إنه وقع اتفاقيّة رئاسية مع الجنرال ميشال عون، وعندما ينتهي عهده سيكون هو الرقم (2). فالأزمة الكبرى هي عدم اعتراف جعجع بالندية مع باسيل.

لكن مصادر سياسيّة مطلعة ترى أن للصراع وجها آخر، وهو أن جعجع الذي لطالما راهن على الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها في المنطقة، يعود للرهان عليها اليوم، إذ يظنّ أن "صفقة ترامب" آتية لا محالة، وبأنها ستُطبق سواء رضي بها من يعارضونها اليوم أم لا، وبالتالي يريد أن يكون جاهزا لقطاف ثمار ما يفعله لأجل هذه الصفقة، وهو يظن أنه سيكون رجل أميركا المفضّل في لبنان بحال نجحت "صفقة ترامب"، ممّا سيضمن له ​رئاسة الجمهورية​ المقبلة. لذلك أعلن الحرب السياسيّة على العهد لتحالفه مع حزب الله، وعلى وزير الخارجية لكونه منافسا رئاسيًّا شرسا، وعلى الرئيس السوري بشار الأسد لكونه الرئيس العربي الوحيد الذي لا يزال راسخا في محاربته للمشروع الأميركي.

وفي حال استمر الخلاف بين "القوات" و"التيار" مشتعلا، ولا سيما بعد تحذير الأخير أن ليس بمقدور جعجع البقاء في الحكومة وإطلاق النار عليها، كما لا يمكنه مشاركة الرئيس عون في التعيينات ويسبب له أزمات، يطرح سؤال أساسي: هل يؤثر هذا الأمر بانتظام عمل المؤسسات الرسمية وأبرزها الحكومة؟

إتفاق معراب

وقع "اتفاق معراب" بتاريخ 18 كانون الثاني 2016 بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وعلى أساس هذا الاتفاق انتخب ميشال عون رئيسا للجمهورية.

تتوزع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مناصفة المقاعد الوزارية المخصصة للطائفة المسيحية.

تعهد الطرفان توحيد جهودهما كافة من أجل إقرار قانون انتخابي جديد يقوم على احترام صحة التمثيل وعدالته لجميع الطوائف والشراكة الصحيحة بين مكونات المجتمع اللبناني كافة بما يحفظ قواعد العيش المشترك.

إتفق الطرفان على أن تكون كتلتا التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية النيابيتان مؤيدتين لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعاملتين على إنجاح عهده من خلال تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الفساد وتعزيز الدور المسيحي الوطني وصلاحيات رئيس الجمهورية وتحقيق الإصلاح المنشود، وبغية الوصول إلى هذه الغاية.

يُشكل فريق عمل من الطرفين لتنسيق خطوات العهد سياساته تبعاً لنظرة الفريقين معا.