العالم - برامج
اليكم نص اللقاء كاملا:
س- سيادة اللواء كيف ترون المستوى الدفاعي والقوة العسكرية لايران حاليا وقدراتها العسكرية خلال تلك السنوات؟
ج - نعم، ما أودّ قوله هو أنّ صدّاماً عن طریق أمریکا التي أوعزت إلیه، وإلی حدّ ما الطمع الذي راوده تّجاه الجمهوریة الإسلامیة في ایران بسبب القوّة العسکریة لها آنذاك إلی جانب تأیید بعض الدول الإقلیمیة له، أقدم علی هجوم جبان علی الشعب المسلم. أنا شخصیاً أنظر إلی هذا الهجوم من خلال ثلاثة أبعاد وأودّ ایضاحها لمشاهدیکم المحترمین. أوّلاً من خلال بعد النظام الدولي أو الإستکبار العالمي، ومن ثمّ من خلال وجهة نظر الدول الإقلیمیة وآخیراً الدافع لدی صدّام نفسه. فمن وجهة نظر الإستکبار العالمي لاشك أنّ مصالح أمریکا والإستکبار قد تضرّرت وشابتها الشوائب بسبب رسالة الثورة الإسلامیة، کما أنّ الإستکبار العالمي شعر بأنّ نظام الجمهوریة الإسلامیة قد أصبح عائقاً أمام مصالحه، أو أنّ رسالة الثورة الإسلامیة تحوّلت إلی خطر موجّه إلی وجودهم. ماذا کانت رسالة نظام الجمهوریة الإسلامیة في ایران؟ وماذا کانت رسالة الإمام (ره)؟ مقارعة الظلم والوقوف بوجه الظلمة في العالم والدفاع عن المظلومین في أرجاء المعمورة. ماذا کانت رسالة الإمام الأخری؟ " نحن نستطیع ". ماهي الضرورة کي نحتاج إلی الغرب دائماَ؟ أرید أن أوضّح هذه النقطة لکم وللأعزّاء الذین یستمعون إليّ. نحن في دول المنطقة، أو بالأحری مظلومي العالم، نقدّم خدمتین کبیرتین للإستکبار ولمصّاصي دماء العالم، إذا لم نقدّم هاتین الخدمتین فلا شكّ أنّ موقعي الشرق والغرب سوف یتغیّران! الأوّل یتمثّل في توفیر المواد الخام الرخیصة الثمن کالنفط والغاز والنحاس والحدید وغیرها التي تُعتبر مصادر أوّلیة لإستهلاکهم. وثانیاً ایجاد أسواق إستهلاکیة لبضائعهم التي یبیعونها لنا بأضعاف مضاعفة وبأسعار عالیة جدّاً. لذا، فقد کانت رسالة الثورة الإسلامیة ورسالة الإمام بإمکاننا نحن الإستفادة من مصادرنا وتحویلها إلی ثروات ونمنحهم إیّاها بصورة عادلة، لماذا؟ لأنّنا نتصرّق وفقاً لمبدأ القرآن الکریم " لاتُظلم ولاتظلم"، لا نظلم ولانتحمّل ظلم الآخرین. وبالتأکید نحن نتابع هذا المبدأ في مجال الإقتصاد. الدافع الآخر الذي سبّب في الهجوم علینا، التنسیق بین معسکري الشرق والغرب. فللمرّة الأولی یتّفق المعسکر الشرقي بقیادة الإتّحاد السوفیتي السابق والمعسکر الغربي بعد مضي خمس وأربعین سنة علی وجه التقریب علی موضوع الهجوم علی ایران والقضاء علی النظام الجدید فیها. لماذا؟ لأنّ المعسکر الشرقي کان یرفع رایة عالم "من دون الله" ، بینما کان هناك نظام دیني قد تشکّل وأتی بحکومة إسلامیة وفقاً للقرآن الکریم وقفت أمام هذا المعسکر الإلحادي. أمّا فیما یخصّ من وجهة نظر الدول الإقلیمیة، فمن المعروف أنّ نظاماً دیمقراطیاً وفقاً لرأي الشعب وعلی أساس الإسلام کان قد ظهر إلی الوجود، لذا، فأنّ الأنظمة التي لاتعیر الشعوب أيّ أهمّیة کما أنّها لاتهتمّ بالآیات القرآنیة ولاتعیر أهمّیة للحکومة الدینیة قد شعرت بالخطر یحدق بها. أمّا من وجهة نظر حکومة العراق آنذاك، فقد أتوا بأسباب متنوّعة، السبب الأهمّ فیها عدم إستعدادنا العسکري، إلا أنّ صدّاماً کان یشعر أنّ البلد الثاني المرشّح لقیام ثورة إسلامیة فیه هو العراق، لماذا؟ السبب هو وجود جمیع الأسباب المؤدّیة إلی قیام الثورة الإسلامیة، جمیع الأسباب دون إستثناء. أدّی هذا السبب إلی أن یتحرّك صدّام ، علی الأخصّ بسبب الدعم الذي حصل علیه من الغرب کي یقوم بهذا العمل، وقد حدث ماحدث.
س- خلال فترة الدفاع المقدس أدت مقاومة الشعب الايراني خلال 8 سنوات من الحرب إلى تحقيق انجازات ونتائج كبيرة، كيف ترون التحدي الراهن بين ايران واميركا؟
ج- نحن خلال سنوات الحرب المفروضة التي إستمرّت لثمان سنوات توصّلنا إلی نتیجة مفادها إذا لم نکن أقویاء فسوف نتعرّض للهجوم. بشکل أساسي، توجد مقولة متداولة بین العسکریین مفادها إذا عقدت العزم علی عدم الدخول في أيّ حرب، عليك أن تکون مستعدّاً للحرب دائماً! سبب فرض الحرب علینا في بدایة إنتصار ثورتنا الإسلامیة، هو عدم إستعدادنا للحرب، وعدم إستعدادنا للدفاع عن أنفسنا وعن وطننا، ولکن حینما نجحنا في ایجاد هذا الإستعداد وزیادة قدراتنا وقوّتنا یوماً بعد یوم، خاصّة أنه قد مضت علی حربنا الآخیرة أکثر من ثلاثین عاماً ولم ندخل أيّ حرب أو نتلقّی أيّ تهدید، لماذا؟ لأنّنا کنّا نسعی یومیاً إلی زیادة قدراتنا وقوّتنا. ومن جانب آخر، قلنا أنّ حکومتنا دینیة والقرآن الکریم وتعالیم الله عزّ وجل أساس حکومتنا، وأحد التعالیم الذي وضعناه نصب أعیننا وعملنا وفقاً له هو: " بسم الله الرحمن الرحیم. واعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخیل" صدق الله العلي العظیم. ارفعوا من مستوی قدراتکم وقوّتکم کلّما استطعتم ذلك، لماذا؟ للردع، " ترهبون به عدوّ الله وعدوّکم".
س- يعني ايران لم تكن قوية خلال تلك الفترة و هذا أدى إلى فرض حرب ضد ايران؟
ج- خلال الآبعاد المختلفة، فقد نجحنا في إنشاء قوّات التعبئة التي یتجاوز عددها العشرین ملیون مقاتل، وهذا العدد یُعتبر القوّة الحاسمة في القتال. نحن لدینا قوات مسلّحة من أقصی الحدود وإلی العاصمة طهران حیث مرکز النظام، لدینا قوی شعبیة لاتحمّلنا أيّ نفقات، أفراد هذه القوی یضعون رشّاشاتهم إلی جانبهم، بعضهم یعمل في الزراعة وبمجرّد أن یظهر العدو یحمل سلاحه ویقف أمامه. الحمدلله، هذا الأمن الذي ننعم به في الوقت الراهن ندین به لجمیع أفراد شعبنا وعلی الأخصّ ساکني الحدود وفي الدرجة الأولی إخواننا من السنّة، سواء البلوش أو الأکراد المتدیّنین. فهؤلاء یدافعون عن الإسلام وعن حیاض وطنهم وشرفهم.
فیما یخصّ تهدیدات أمریکا، نحن دائماً کعسکریین نأخذ التهدیدات علی محمل الجدّ. یمکن للسیاسیین أن یحملوا أيّ تصوّر خاصّ بهم، إلا أنّنا نحن العسکریین علینا أن نضع في إعتبارنا مختلف آبعاد التهدیدات. علینا أن نکون مستعدّین لأيّ إحتمال، وهذا الإستعداد یشتمل في قسم منه علی القدرات التسلیحیة والقوی البشریة والعلم والتقنیات، بینما في قسم آخر یشتمل علی العملیات التي یجب علینا التنبّؤ بها من قبل والإستعداد لها. وفیما یخصّ إستراتجیّاتنا في الخطوة الثانیة للثورة فهي الدفاع الفعّال، بکلمات أخری الدفاع لیس في مواجهة الحرب، وقد وصلنا إلی هذه القدرة بحمدالله. للعلم فأنّنا لم نکن البادئین في أيّ حرب، ولن نکون کذلك علی الإطلاق.
س- سيادة اللواء ماهي التحديات الأمنية للجمهورية الاسلامية والتي تقومون برصدها وكشفها ومواجهتها؟
ج- قسم من تحدّیاتنا یعود إلی الحدود، حیث ننشغل هناك في حرب بالوکالة. هناك مرتزقة یسعون إلی الإنفصال، کانوا هکذا منذ بدایة الثورة الإسلامیة بدعم من الدول المستکبرة، لکن لا قیمة لهؤلاء مقابل القوّة التي تحظی بها الجمهوریة الإسلامیة في ایران. النقطة المهمّة هنا هي أنّنا خلال أربعین سنة من عمر الثورة الإسلامیة کنّا ولانزال نشهد مثل هذه التهدیدات وبأشکال وصور متنوّعة. فقد کانت هذه التهدیدات بمثابة لقاح لنظام الجمهوریة الإسلامیة في ایران وقد أدّت إلی زیادة قدراتنا وقوّتنا. نحن لدینا تصوّر من أنّ العدو یعمل لیلاً ونهاراً في غرفه السرّیة في إعداد المؤامرات والخطط الماکرة. نحن بدورنا نقوم مع أصدقائنا بمجهود لایتوقّف کي نضع الخطط اللازمة مقابل هؤلاء المرتزقة، إلا أنّنا علی یقین من أنّ الله سبحانه وتعالی یساعدنا، ومقابل مکر هؤلاء یوجد "مکًر الله" ، و"مکًر الله" هذا یسبّب في أن یقوم داعش بحیاکة المؤامرات في العراق لکنّه یواجه الحشد الشعبي في نهایة المطاف ویری بأمّ عینیه قوّة العراق. وفي سوریة أیضاً مکروا، لکنّ "مکًر الله" تحوّل إلی تقویة محور المقاومة. وفي الیمن أیضاً مکر الأعداء لکنّ "مکًر الله" أصبح القوّة الحاسمة للحوثیین الأعزّاء. نحن نعتقد آنّ الله یساعدنا. "ان تنصروا الله ینصرکم". من یمضي في طریق الله سبحانه وتعالی، فانّ الله یساعده بطرق وأشکال مختلفة سوف أوضّحها ان شاء الله إذا سمح لي الوقت بذلك.
س- ما هي المجالات التي تعتبرونها تهديدا للجمهورية الاسلامية؟
ج- نحن نضع في الإعتبار عدداً من التهدیدات بصفتها أمور أساسیة. فالتهدید المتمثّل بتواجد الدول الأجنبیة في المنطقة یُعتبر من التهدیدات الجسیمة، والسبب أنّ هذا الحضور یهدف إلی ایجاد الفرقة والخلاف بیننا وبین إخواننا في الدول الجارّة لنا. نحن إخوة مع شعوب الدول الجارّة، لم نکن نعاني من أيّ خلاف في الماضي وکذلك في الحاضر، إلا أنّ الأجانب هم الذین یعملون علی زیادة وتیرة الخلافات إن وُجدت. حالیاً، ترون أنّ الأجانب من خلال بیع أسلحتهم یسعون إلی تقویة إقتصادیاتهم، لذا فأنّهم یعملون لیلاً ونهاراً علی ایجاد الخلاف والفرقة بیننا وبین الدول العربیة الشقیقة في المنطقة، لاشكّ أنّ نفع هذا الخلاف یصبّ في صالح العدو. هنا أرید أن التطرّق إلی موضوع آخر أیضاً، قامت الدول الأوروبیة بإنشاء إتّحاد خاصّ بها، کما أصبح الیورو عملتهم الموحّدة، لذا فقد أصبح إقتصادهم واحداً وفُتحت الحدود بین أعضاء هذا الإتّحاد وأصبح لدیهم مجلساً واحداً. إذا کان هذا الإجراء جیّداً لماذا لانقوم نحن به؟ نحن لدینا أمر من جانب الله " وأعتصموا بحبل الله جمیعاً ولاتفرّقوا".
س- اذا هم يحاولون بث الفرقة بين المسلمين والأمة الاسلامية؟
ج- أحسنتم، لماذا لانقوم نحن بهذا العمل؟ السبب أنّ هؤلاء الأجانب لایسمحون لنا بالقیام بهذا العمل. هذه الوصفة جیّدة لهم، لکنّها مضرّة لنا! لأنّنا إذا ما قمنا نحن بتطبیق هذه الوصفة عندنا، لن یجنوا أيّ شئ من هذا العمل، فمصلحتهم تکمن في وجود الفرقة بیننا. التهدید الآخر لنا یتمثّل في الشقّ الإقتصادي الذي یعمل الأعداء لیلاً ونهاراً علی فرض الحظر الإقتصادي بأنواعه علینا. منذ أربعین عاماً والحصار الإقتصادي والتخریب الإقتصادي وإغتیال علماءنا وإصدار عشرات القرارات الموجّهة ضدّ أبحاثنا تجري علی قدم وساق، کلّ ماسبق ذکره من أجل ماذا؟ السبب هو من أجل منعنا من تأمین حیاة حرّة کریمة لشعبنا. قاعدتنا هنا الآیة القرآنیة الکریمة "ربّنا آتنا في الدنیا حسنة وفي الآخرة حسنة". فالحیاة الکریمة العامرة للناس تعني آخرة طیّبة. أربعون عاماً من الحظر الإقتصادي والحصار والتخریب الإقتصادي والإدارة المالیة والإعتباریة کي لا نتمکّن من بیع نفطنا وفي نهایة المطاف کي نفشل في توفیر الحیاة الحرّة الکریمة لأفراد شعبنا.
س- هل تعتبرون جماعات ارهابية كداعش و المنافقين والتي كانت تشكل تحديا للجمهورية الاسلامية، هل تعتبرونا كتهديد للجمهورية الإسلامية حاليا؟
ج- هذه المجموعات التي لاتُری إلا بالمجهر لاتشکّل تهدیداً جدّیاً لنا. فتهدیدها یشبه إتّصال نهر ما بالبحر، فإذا ما جفّ هذا البحر فمن الطبیعي أن یجفّ النهر أیضاً. بمعنی أنّ الدعم الأساس لهذه المجموعات یتمثّل في النظام الإستکباري. هؤلاء مجرّد دُمی خُدعوا، فالعناصر الرئیسة لیسوا هؤلاء، بل أنّ العامل الأصلي هو الإستکبار العالمي الذي یسعی إلی تطبیق الظلم من أجل مصلحه.
إذا، التهدید الکبیر الذي یستهدفنا هو التهدید الإقتصادي، لکننا یمکننا تحویله إلی فرصة، لماذا؟ السبب هو وجود کلّ شئ لدینا، إذا ما قمنا بتوحید إقتصادنا مع إقتصادیات الدول الإقلیمیة فکلّ شئ موجود لدینا مجنمعین.
التهدید التالي هو تهدید ثقافي، أکبر هجوم للأجانب یتمثّل في العمل علی محاربة الإسلام، لافرق في هذا بیننا وبین دول المنطقة. فالإبتعاد عن الإسلام أساس لعمل ثقافي موضوع علی رأس جدول أعمال العدو.
تهدید آخر یتمثّل في التهدید السیاسي، أو بمعنی آخر التغلغل! إرسال أبناء مسؤولینا ومسؤولي الدول الإقلیمیة إلی بریطانیا وغیرها من الدول وتنشأتهم کي یمسکوا بزمام الأمور السیاسیة مستقبلاً في هذه الدول. بإمکان هذه التهدیدات أن تدمّر البلد وتقضي علیه، لذا یجب علینا تهیئة وإعداد أنفسنا لکلّ التهدیدات بمختلف أنواعها. وفي المقابل فأنّ القوّة العسکریة جدیرة بالردّ. یجب علینا زیادة وتیرة قوّتنا کي ننجح في مواجهة القدرة العسکریة للعدو علی الأرض وفي الجوّ والبحر وفي الحرب السیبرانیة (الالکترونیة).
س- سيادة اللواء هل كان للحظر الامريكي ضد ايران تأثير على حرس الثورة الاسلامية خاصة في نشاطاتكم وفي مجال تطوير القوة العسكرية والمعلوماتية؟
ج- الحمدلله فقد استطعنا تحویل التهدیدات إلی فرص. فالتهدیدات في القطاع العسکري سبّبت في تقدّمنا ف الصناعات العسکریة خلال أربعین عاماً من عمر الثورة. فلو لم یکن الحظر الإقتصادي موجوداً لما تقدّمنا في أيّ قطاع. لکن في صناعة النفط أنتم تلاحظون العدو لایبادر إلی تطبیق الحظر والسبب هو أنّه یحصل علی النفط، جمیع الدول تعتمد علیه. لکن في الصناعة النوویة علی سبیل المثال، لدینا إنتاج الکثیر من المواد المشعّة ، أو في الصناعات العسکریة لدینا إنتاج العدید من الصواریخ، کلّ هذا النجاح بسبب عدم منح الأعداء هذه الإنجازات لنا، ولأنّهم لم یمنحوننا فقد قمنا بإنتاجها وصناعتها بأیدینا.
س- من البديهي أن بعضت نشاطاتكم يتم نشرها في وسائل الإعلام والبعض الاخر يتم التكتم عليه، اود أن تتحدثوا لنا قليلا عن الجانب الخفي لنشاطاتكم والتي لم يتم نشرها حتى الان في وسائل الإعلام؟
ج- نعم، کما أوضحتُ قبل قلیل، لدینا مسؤولیة تتمثّل في إنشاء القوّة وزیادة القابلیة والطاقات کي نصبح أقویاء. قسم من طاقاتنا وقدراتنا یختصّ بالإعلام، لربّما بما یقارب الأربعین أو الخمسین بالمائة. ولکن جزء من قدراتنا وطاقاتنا یجب الحفاظ علیه من أجل توجیه الضربات الإستراتیجیة. مایُعتبر عاملاً للحسم في المواجهات القادمة یتمثّل في مفاجأة العدو وآخذه علی حین غرّة، یجب علینا التفکیر في کیفیة مفاجأة العدو ووضع برنامج خاصّ لهذا الغرض، وأساس عملنا ینصبّ علی المفاجأة. لهذا السبب أعتذر عن الإفصاح عن الکثیر من قدراتنا وطاقاتنا لکم وللمشاهدین الأعزّاء، لکنّني أکتفي بهذا القدر وأعطي هذا الأمل لشعوب الدول الجارّة الصدیقة لنا ولمحور المقاومة بأنّ مظلومیة مظلومي العالم قد ولّت من غیر رجعة، والیوم وبالإعتماد علی الله الذي یسمو علی جمیع القوی، لن تستطیع أيّ قة الإستمرار في مواجهتنا. الله عزّ وجل یأمرنا بتقویة أنفسنا وذلك من خلال الآیة الکریمة التي نضعها نصب أعیننا. لذا، یجب علینا الإستفادة القصوی من قدراتنا الفکریة وفي أبعاد مختلفة. والحمدلله وصلنا إلی أماکن لایتصوّرها العدوّ علی الإطلاق، بإستثناء قیامه بتحویل تهدیده إلی عمل. أودّ توضیح نقطة أخری، الدخول في حرب مع أيّ دولة لیس أساس عملنا ولن نکون البادئین في أيّ حرب، إلا أنّنا قد أعددنا أنفسنا لأصعب الظروف وفقاً لإستراتیجیة الدفاع الفعّال في مواجهة أيّ تهدید محتمل. ضربة واحدة من العدو سوف یحصل علی عشر ضربات. ونقطة أخری أیضاً، أعتقد أنّ من ینوي التعرّض لنا، وکما ذکر السیّد العالي المقام، سیّد حسن نصر الله، هؤلاء یعیشون في قصور زجاجیة، فمن یعیش في قصر زجاجي لیس بمقدوره اللعب بالحجارة، هذه نقطة، والنقطة الأخری تتمثّل في أنّ الوضع في المنطقة یشبه الدومینو، ولو وقع أمر ما هنا فأنّ أحجار الدومینو سوف تتدحرج إلی حدّ أنّه لن یکون بمقدور أيّ محلّل سیاسي أو عسکري أن یتنبأ بنهایة اللعبة. ومن المؤکّد أنّ الأوضاع التي لم تکن في صالح الإستکبار خلال الأربعین سنة المنصرمة، سوف لن تکون في صالحه في المستقبل أیضاً.
س- في الوقت الراهن اميركا من جهة وبعض دول المنطقة من جهة اخرى تتحدث عن محاولتها لزعزعة الأمن والاستقرار داخل ايران، هل تتعاملون بجدية مع مثل هذه التصريحات؟
ج- نعم، ما أودّ قوله لکم هو أنّ أعداءنا منشغلون منذ أربعین عاماً في موضوع خلق حالة من عدم الإستقرار والتوتّر في بلادنا، الأمر لیس بجدید، بل منذ أربعین عاماً وهم یحیکون المؤامرات، کما أنّ الأمر في صالحنا أن یأتي الأعداء ویعلنوا صراحة من خلف المیکروفون أنّنا نسعی إلی إسقاط النظام وننسعی إلی ایجاد المؤامرات، لماذا؟ السبب هو أنّنه یوجد في الداخل عدد من الأفراد یقومون بتفسیر أسوأ سلوك للعدو علی أنّه أفضل سلوك. علی أقلّ تقدیر یجب علیهم أن یلاحظوا أنّ عدوّنا لایزال صاحیاً. إذا کنّا نحن نیاماً في خنادقنا، فأنّ عدوّنا یقظ یحيك المؤامرات والدسائس، لکنّنا نجحنا في تبدیل کلّ هذه التهدیدات والمؤامرات إلی فرص وإعداد أنفسنا بسرعة قیاسیة.
س- إثبت حرس الثورة الاسلامية خلال الاونة الاخيرة انه لن يتوانى أبدا في الدفاع عن المجال الجوي والبحري للجمهورية الاسلامية كما حدث في اسقط الطائرة الامريكية المسيرة و توقيف ناقلة النفط البريطانية، كيف تقيمون الوضع في المجال البري لايران؟
ج- نعم، أعتقد أنّ وضع القوّة البرّیة للجمهوریة الإسلامیة في ایران وقوّتها قد أُختبرا في المنطقة عدّة مرّات. سواء في الحرب المفروضة التي إستمرّت لثمان سنوات أو حروب الجوار إلی حدّ ما. الیوم نجحنا في أن نکون القوّة الحاسمة علی الأرض إضافة إلی الجوّ والبحر. والحمدلله فقد تمّ تحدیث جمیع الأسلحة التي کانت في متناولنا ولسنا متأخّرین عن أعدائنا في هذا المجال، بل أنّنا نتقدّم علیهم ، کما قمنا بأعمال جیّدة في مجال رفع مستوی الذکاء لمعدّاتنا کما أنّنا نتابع موضوع رفع نسبة الذکاء في قذائفنا، وإن شاء الله یتبلور هذا الأمر في المستقبل القریب. کما أنّنا نتابع إستراتیجیة الید العلیا في موضوع نطاق ومدی أسلحتنا، لماذا؟ لأنّنا تلقّینا ضربة في الماضي، حاربنا أعدائنا في المدن وخارج المدن. والیوم لن نقف وننتظر مکتوفي الأیدي لهذا العدو الذي ینوي الهجوم علینا ویبدأ بهجومه أن یدنّس ترابنا، بل سنقضي علیه في مهده.