تراجع ابن سلمان عن تهديد ايران.. الاسباب والدلالات

تراجع ابن سلمان عن تهديد ايران.. الاسباب والدلالات
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠١:٠٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة معشبكة "سي بي إس" الاميركية بُثّت الأحد أنّ الحرب مع إيران ستدمّر الاقتصاد العالمي وأنّه يفضّل حلاً غير عسكري للتوتّرات معها.

العالم - تقارير

واعرب بن سلمان في برنامج "60 دقيقة" عبر شبكة "سي بي إس" الاميركية، عن أمله في إيجاد حل سياسي للأزمة مع طهران بعيداً عن الحلول العسكرية، لكنه رأى أنّ العالم سيشهد المزيد من التصعيد اذا لم يَتخذ عملاً قوياً ضدها.

وأضاف "ستتعطّل إمدادات النفط، وسترتفع أسعار النفط" لتبلغ "أرقامًا عالية خياليّة لم نشهدها في حياتنا"ن وستكون "كارثية على الاقتصاد العالمي".

وقال "إنّ المنطقة تُمثّل نحو 30 في المئة من إمدادات الطاقة في العالم، وحوالى 20 في المئة من الممرّات التجاريّة العالميّة، ونحو أربعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. تصوّروا أن تتوقّف هذه الأمور الثلاثة".

وأردف "هذا يعني انهيارًا كلّيًا للاقتصاد العالمي، وليس للمملكة العربية السعودية أو دول الشرق الأوسط فحسب".

كما قال بن سلمان إنه يتفق مع مزاعم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو على أن الهجوم على منشأتي النفط كان عمل حرب من إيران.

كما قال ابن سلمان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب أن يلتقي بالرئيس الإيراني حسن روحاني لصياغة صفقة جديدة بشأن "برنامج طهران النووي ونفوذها في الشرق الأوسط".

ومن كان يتابع تصريحات بن سلمان في السابق كان يلاحظ انها كانت اكثر عدائية ضد الجمهورية الإسلامية، كقوله ان السعودية تستطيع تحريض فئات من المجتمع الايراني ضد الحكومة او فيما بعد قوله انه سينقل "المعركة" من خارج ايران الى داخلها، وغيرها من التصريحات والمواقفة ضد الجمهورية الإسلامية.

واليوم وبكلامه بهذه الطريقة، يرى المراقبون انه تراجع كثيرا عن مواقفه السابقة نتيجة خوفه من اي مواجهة مع الجمهورية الإسلامية، والسبب قد يكون اولا التجربة الفاشلة معها في اي ميدان من ميادين المواجهة، سواء كان بصورة مباشرة او غير مباشرة عبر اي دولة اقليمية.

كذلك فإن اللاعبين الاقليميين اثبتوا للسعودية وداعميها وللعالم كله الاثمان الباهضة لأي مواجهة، كما حصل مع اليمن الذي استهدف جيشه ولجانه الشعبية قبل اسبوعين منشأة ارامكو وهز الاقتصاد العالمي وقبله السعودي بقوة، وجعلهم يعيدون حساباتهم الف مرة قبل التفكير بأي عمل عسكري.

كما ان عملية السبت الماضي النوعية والتي اسر فيها اليمنيون اكثر من الفي عنصر من مرتزقة العدوان السعودي بينهم عشرات الضباط والجنود السعوديين، اثبتت عدم جهوزية السعودية بريا ايضا بالاضافة الى العملية الجوية التي استهدفت ارامكو.

لذلك فإن المحللين العسكريين يقولون انه اذا كانت دولة فقيرة ومحاصرة ومضطهدة ومنقسمة مثل اليمن وبإمكانات بسيطة استطاعت ان تهز السعودية وتهدد الاقتصاد العالمي بهذا الشكل، فكيف ان تهورت السعودية وواجهت دولة كبيرة ومتقدمة ومتماسكة مثل ايران، وما هي الكلف والاثمان التي قد تدفعها السعودية لمواجهة كهذه؟ وكيف ستكون النتيجة لحرب معها؟ خاصة وان الولايات المتحدة، "اقوى" دولة في العالم وهي الداعم الاكبر للسعودية، لا تجرؤ على الإعتداء على ايران وجربتها عبر طائرة تجسس اسقطتها ايران بمجرد اختراقها لأجوائها.

ولذلك فالمحللون يرون في كلام بن سلمان الاخير تعبيرا عن خشيته من المواجهة مع ايران.