ايران والصناعات الفضائية... نحن نستطيع

الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

استضافت قناة العالم في برنامج "من طهران" مساعد وزير الاتصالات ورئيس منظمة الفضاء الايرانية الدكتور مرتضى براري، للحديث عن الاقمار الصناعية التي تعمل ايران حاليا على صناعتها وما هي المرتبة التي تتربع عليها ايران على مستوى المنطقة والعالم في مجال الفضاء والصناعات المتعلقة به.

العالم - برامج

وهذا نص اللقاء كاملا:

س: قبل بضعة ايام عشنا اسبوع الفضاء العالمي، ما هي ابرز الفعاليات الايرانية في هذا الاسبوع؟

براري: نحن لحسن الحظّ، أطلقنا 76 حدثاً خلال العام الماضي، وهاجسنا العام الماضي ترکّز علی تقدیم التقاریر اللازمة للطلبة والمجتمع المتخصّص والأجهزة والمؤسّسات الحکومیة ونظیراتها في القطاع الخاصّ حول ما تتضمّنه هذه التقنیة من تطبیقات وتأثیرات علی برامجها.

نشکر الله سبحانه على إقامة أکثر من 395 حدثاً وبرنامجاً في الاسبوع العالمي للفضاء حتّی الآن. وعلی أنّ الشرکات المعرفیة التي أبصرت النور خلال العام المنصرم في هذه الأحداث والبرامج، قد شارکت في أنشطة هذا العام، لتقول للمجتمع ماهي الخدمات التي نقدّمها للمجتمع من خلال الإستفادة من التقنیة الفضائیة، وماهو الدور الذي نؤدّیه لزیادة الرعایة الإجتماعیة، وفي التنمیة الإقتصادیة وایجاد فرص العمل.

وأهمّ برنامج لنا خلال العام المنصرم تمثّل في موضوع ممارسة الصناعة الفضائیة إلی جانب تطویر وتوسعة التقنیة والصناعة في مجال الفضاء، کان هذا علی رأس أولویاتنا، إلی حدّ أنّنا خلال أیّام الفیضانات التي اجتاحت البلاد خلال شهري آذار/ مارس ونیسان/ أبریل الماضیین تمکّنا من خلال التقنیة الفضائیة من تقدیم المساعدة لمدرائنا بهدف تقدیم الإدارة الأمثل للفیضانات، کما إستطاعت هذه التقنیة من اداء دور مهم في تقییم الأضرار الناتجة من الفیضانات، وعلی الأخصّ في القطاع الزراعي، أمّا المحور الثالث الذي کان یحظی بالأولویة من قبلنا فقد کان التواجد في الأحداث والمناسبات العالمیة.

س: ما هو احدث منتج ايراني في مجال صناعة الفضاء؟

براري: عام 2008 کنّا نتبوّأ المرکز التاسع عالمیاً لحصولنا علی الدورة التقنیة الفضائیة الکاملة، أي أنّنا بالإعتماد علی القدرات الذاتیة نجحنا في تصمیم وصنع القمر الصناعي ووضعه في المدار الخاصّ به والحصول علی المعطیات منه، لذا فأنّ بلادنا إنضمّت إلی نادي الأعضاء الحاصلین علی عجلة التقنیة الفضائیة. والیوم، أهمّ هاجس لدینا یتمثّل في إقامة البُنی التحتیة العملیة لقطاع الفضاء بأقصی سرعة ممکنة.

لدینا في برنامجنا هذا العام إعداد ثلاثة أقمار صناعیة ووضعها في المدار المحدّد لها، وهذه الأقمار الصناعیة المخصّصة لتنفیذ مهام خاصّة توضع في مدار یتعدّی الخمسمائة کیلومتر ومدّة الصلاحیة لمدّة سنتین.

آمل مع إطلاق هذه الأقمار الصناعیة ووضعها في المدارات المخصّصة لها أن نستطیع ایجاد البُنی التحتیة الفضائیة المحلّیة.

س: حبذا لو تشرحوا لنا ما هي مهام هذه الاقمار؟

براري: نعم، لدینا قمراً صناعیاً یسمّی "ظفر واحد"، یتمیّز هذا القمر الصناعي بقدرته علی التعرّف علی الصور بقیاس 22.5 متراً ومن ثمّ تحلیلها، ومن المقرّر أن یوضع في مدار یتعدّی الخمسمائة کیلومتراً، ویدور هذا القمر حول الأرض 16 مرّة في الیوم، وهذا العدد من الدوران یوفّر الإمکانیة بأن یضع تحت تصرّفنا صوراً بمقاس 22.5 مترا بعد التعرّف علیها وتحلیلها، وهذه الصور نضعها تحت تصرّف القطاع الزراعي والمصادر الطبیعیة والبیئة للإستفادة منها.

أمّا ثاني قمر صناعي في مجموعتنا فیسمّی "بارس یکه" وهو خاصّ بالقیاس عن بُعد أیضاً مع القدرة علی التعرّف علی الصور وتحلیلها بمقاس 15 متراً ویوضع في مدار أکثر من 500 کیلومتر.

نحن نمتلك خارطة طریق لصناعة الأقمار الصناعیة الخاصّة بالإتّصالات ووضعها في المدار الجغرافي. المرحلة الأولی من خارطة الطریق هذه تتمثّل في القمر الصناعي "ناهید 1" الذي یُعتبر قمراً صناعیاً خاصّاً بالإتّصالات، حیث من المفروض أن یوضع في مدار بإرتفاع 250 کیلومتراً، وخلال العام القادم سوف تُجهز النسخة الثانیة من القمر الصناعي هذا، حیث عقدنا العزم علی وضعه في مدار یربو علی السبعة آلاف کیلومتر إلی جانب کتلة الإنتقال المداریة.

س: وزير الاتصالات قبل بضعة ايام في تصريح له قال نحن ننوي اطلاق قمر صناعي الى الفضاء خلال العامين المقبلين، دقة الرصد في هذا القمر يصل الى متر واحد، ما مهمة هذا القمر، وحدثنا اكثر عن هذا المشروع؟

براري: نحن في منظّمة الفضاء في الجمهوریة الإسلامیة في ایران مسؤولون عن الأنشطة السلمیة في قطاع الفضاء، فخلال العام المنصرم الذي واجهت فیه بلادنا کوارث عديدة، علی الأخصّ الفیضانات، قمنا بالإستفادة القصوی من قدرات وطاقات الأقمار الصناعیة في موضوع الفیضانات، ولحسن الحظّ، فأنّ وزارة الداخلیة قد وضعت ثقتها فینا، إلی درجة أنّها ألقت بمهمّة تقییم أضرار الفیضانات علی عاتقنا، أمّا في موضوع الزلازل فللأسف نتصدّر المرکز الأوّل في قائمة اصدرتها الأمم المتّحدة. إذاً، النتیجة هي أنّ بلادنا تواجه کوارث عديدة.

کما أنّ بلادنا تتمیّز بأنّ إقتصادها الزراعي یمثّل ثلث إقتصاد البلاد، لذا فنحن بحاجة إلی الإستفادة القصوی من طاقات التقنیة الفضائیة بهدف زیادة إنتاجیة هذه الصناعة. أو الإستفادة منها في قطاع المناجم أیضاً. نحن نواجه تحدّیات بیئیة متنوّعة، کالغبار وتلوّث المیاه والجوّ والتربة والبحر، بالطبع یتمثّل هدفنا في تقدیم ید المساعدة إلی القطاعات الإنسانیة المشار إلیها آنفاً، وذلك من خلال تطویر وتوسعة صناعة الأقمار الصناعیة وتقویة قدرات وطاقات بلادنا في مواجهة الکوارث.

لذا، قرّرنا في خارطة طریقنا وضع أقمار صناعیة تتمیّز بدقّة عالیة في المدارات المختلفة وبسرعة. وعدنا السیّد الوزیر بوضع قمر صناعي خاصّ بالقیاس وبدقّة متر واحد في المدار الخاصّ به حتى عام 2021 بإذن الله.

س: ايضا قيل إن ايران تسعى لارسال رائد الى الفضاء، عبر دولة اخرى، حبذا لو تشرح لنا هذا الموضوع ايضا.

براري: نعم، الیوم أصبح موضوع الأبحاث الفضائیة وتواجد العلماء في المحطّة الفضائیة العالمیة لإجراء مختلف الأبحاث، علی رأس جدول أعمال الکثیر من الدول النامیة. ونحن أیضاً ولهذا السبب، وضعنا البرامج الخاصّة لتواجد علمائنا في المحطّة الفضائیة الدولیة بهدف إجراء الأبحاث العلمیة المختلفة، وقد إنطلق هذا العمل بتوجیه من السیّد الوزیر. سوف نسعی جاهدین أن نبعث برجل فضاء من قبلنا عن طریق دولة أخری.

س: ما هي مرتبة ايران على مستوى المنطقة والعالم في مجال الصناعات الفضائية والصناعات المرتبطة بالفضاء؟

براري: منذ أکثر من ثلاثة عقود دخلت بلادنا وجامعاتنا مجال الفضاء، وقامت بتعلیم وإعداد القوی البشریة المتخصّصة في هذا المجال. أحمد الله ویطیب لي أن أعلن أنّنا من حیث المستوی العلمي في المنطقة نتبوّأ المرتبة الأولی بکلّ ثقة وقوّة، بینما نحتلّ المرکز الحادي عشر عالمیاً.

لا یوجد تصنیف محدّد في قطاع التقنیات، أقصد مراکز الدول في قطاع الفضاء، لکنّنا في سنة 2008 وبعد أن وضعنا القمر الصناعي "أمید" في المدار، کنّا من ضمن الدول التسعة الأوائل الأعضاء في النادي الخاصّ بالدول الحاصلة علی عجلة التقنیة الفضائیة، أو في مجال إطلاق الأقمار الصناعیة، حیث کنّا نتبوّأ المرکز الخامس آنذاك، علماً بأنّ قاعدة الإطلاق الخاصّة بنا کانت من تصمیم وصنع متخصّصیننا.

لحسن الحظّ، فأنّ بلادنا في قطاع الفضاء نجحت في الوصول إلی هذا الموقع المتقدّم من خلال شعار "نحن نستطیع" وبالإعتماد علی القدرات الذاتیة، ولانزال نسعی کي نکون إن شاء الله في المستقبل القریب من ضمن الدول العشر في العالم في القطاعات الإقتصادیة والتقنیة والعلمیة.

س: دكتور دعني أسال سؤال بصراحة.. اين انتم واقتصاد الفضاء؟

براري: کان قطاع الفضاء خلال عدّة عقود ماضیة قطاعاً یختصّ بالقوّة، فبُعد القوّة کان هو الغالب علی نظیره الإقتصادي، ولکن خلال السنوات العشر المنصرمة نما إقتصاد الفضاء بصورة ملحوظة، إلی حدّ أنّ نموّه بلغ خلال العقد المنصرم بنسبة 139%، لذا، تمّ تعریف هذا الإقتصاد بالإقتصاد الناشئ.

نحن بدأنا مساعینا خلال الأشهر الثمانیة عشرة الماضیة کي نضع خارطة طریق خاصّة بالقدرة العلمیة في قطاع الفضاء وتبدیلها إلی قدرة إقتصادیة. وفي هذا الصدد، تمّ توفیر الأرضیات المناسبة لدخول القطاع الخاصّ والإستثمار في مجال الفضاء. لحسن الحظّ، في الصناعات الأساسیة في مجال الفضاء وقسم الأقمار الصناعیة وإمتلاکها، وأیضاً في البُنی التحتیة لصناعة الفضاء التي تقدّم الخدمات للمجتمع، فقد کان للقطاع الخاصّ دخول جیّد. نحن نسعی لأن نزید من وتیرة نصیبنا في إقتصاد الفضاء إن شاء الله. حالیاً، فأنّ إقتصاد الفضاء لدینا قد وصل إلی حوالي 20 مليون دولار، ونحن بصدد زیادة نموّ وتطوّر هذا الإقتصاد إلی مستویات أعلی.

س: تحدثتم حول الانجازات الايرانية، ما هو دور القطاع الخاص في هذه الانجازات؟

براري: الیوم في جمیع أنحاء العالم، یمتلك القطاع الخاصّ نسبة 76% من قطاع الفضاء، خلال العقود المنصرمة، کنّا نقوم بأنشطتنا في المراکز البحثیة الحکومیة وقد کان الإنسجام هو السمة الغالبة علیها. کما قمنا بإعداد الأرضیات المناسبة لدخول القطاع الخاصّ المجال الفضائي. لحسن الحظّ، فأنّ شرکات القطاع الخاصّ قد دخلت میدان صناعة الأقمار الصناعیة.

صنع وإنتاج الأقمار الصناعیة یعني أنّ صناعتنا الفضائیة دخلت مرحلة التبلور والتکوین. ومن جانب آخر، فقد وفّرنا الأرضیات المناسبة في قطاع الخدمات لحضور الشباب المبدعین والمقاولین والشرکات المبتدئة. ولکن ما هي الخدمات التي یقدّمها هؤلاء حالیاً؟ الیوم نحن نحصل علی المعطیات الخاصّة بالأنواء الجوّیة، فهي ضروریة للمزارعین وصیّادي الأسماك والسائحین والسائقین وللجمیع.

نحن نسعی حالیاً لتزوید المزارعین بمعطیات الأنواء الجوّیة في الحقول، والسبب أنّ هذه المعطیات مهمّة للمزارع کي یعرف المتغیّرات الجوّیة أوّلاً بأوّل بهدف وضع برنامج خاصّ به، وهل یجب علیه حقن الأرض الزراعیة بالسماد أم لا، وأیضاً نثر السموم الزراعیة، هذا الأمر مهمّ جدّاً للمزارع، او في قطاع الخدمات المدنیة مثلاً، لاحظوا، عملیات الشحن عبر الإنترنت، المصدر والمکان المقصود، کلّ هذه العملیات تُنفّذ بناء علی المعطیات المرسلة من الأقمار الصناعیة.

لحسن الحظّ، هناك موجة من إنشاء الشرکات المبتدئة في العالم وایران لیست إستثناء في هذا المجال، لدرجة أنّنا أقمنا حدثین خلال هذا الاسبوع، أحدهما یوم الخمیس الماضي، حیث شارك فیه أکثر من 120 شخصا في منظومة الأقمار الصناعیة الصغیرة الحجم، وإن دلّ هذا علی شئ فإنّما یدلّ علی أنّ المجتمع الفضائي في البلاد یسرع کي یلتحق برکب قطاع الفضاء ویساهم فیه.

س: حبذا لو تشرح لنا اكثر حول هذه المنظومات..

براري: انظر، هناك ثورة إنطلقت في القطاع الفضائي، في السابق کانت الأقمار الصناعیة بوزن طنّ أو طنّین أو 5 أطنان وکان یجب أن توضع في مدار 36 ألف کیلومتر! إلا أنّ الثورة التي تبلورت في القطاع الفضائي أدّت إلی أن توضع أقمار صناعیة صغیرة الحجم عوضاً عن نظیراتها من وزن طنّ أو 6 أطنان في مدار منخفض من الأرض، وللعلم فأنّها تؤدّي نفس المهمّة والدور.

لهذا السبب، توجد منظومة من الأقمار الصناعیة تقدّم خدمات متنوّعة للمجتمع، ولحسن الحظّ فأنّ أعداداً کبیرة من شبابنا قد دخلوا هذا القطاع. سیکون لدینا حدث یوم الخمیس القادم یختصّ بالأقمار الصناعیة الصغیرة الحجم، وقد سجّل أکثر من 70 شخصا أسماءهم في هذا الحدث. وإن دلّ هذا علی شيء فإنّما یدلّ علی العزم الجدّي لشبابنا للتواجد في الصناعات الأساسیة في قطاع الفضاء.

س: لماذا لم تقم الجمهروية الإسلامية بشراء اقمار صناعية جاهزة من دول اخرى بدلا من صرف الوقت والاموال لتصميم وصناعة قمر ومن ثم اطلاقه؟

براري: نعم، من السیاسات الإستراتیجیة التي وضعناها نصب أعیننا في برنامجنا الفضائي، تلك التي تتمثّل في نبذ إحتکار العمل والمناصب، بل تهیئة الأرضیة المناسبة للإستثمار من قبل القطاع الخاصّ. وفي هذا الصدد، فقد تمّ إعتماد مشغّل الأقمار الصناعیة للإتّصالات، بمعنی أنّ الأرضیة لدخول الإستثمار من قبل القطاع الخاصّ وشراء أقمار صناعیة خاصّة بتقدیم الخدمات قد تمّت الموافقة عليها.

لحسن الحظّ، أعلنت أکثر من 10 دول عن إقامة إتّحاد لشراء أقمار صناعیة خاصّة بالإتّصالات وتلك الخاصة بالقیاس ووضعها في المدارات الخاصّة بها ومن ثمّ تقدیم الخدمات للمجتمع. هذا الأمر علی رأس أولویاتنا. وإن شاء الله تعالى في المستقبل القریب سوف نشهد إستثمار القطاع الخاصّ في هذه المجالات.

س: لماذا لم تبادر الدول للشراء حتى اليوم؟

براري: یُعتبر تطویر وتوسعة التقنیات علی رأس أولویاتنا في السنوات العشر الأولی الخاصّة بالقطاع الفضائي، بمعنی أنّه یجب علینا العمل علی تحقیق هذا الهدف، لکن في برنامج السنوات العشر الثانیة یُعتبر تطویر إقتصاد الفضاء علی رأس أولویاتنا، وفي هذا الصدد، تمّ تدوین وتأیید المقدّمات الضروریة، وإن شاء الله في المستقبل القریب سوف نشهد إستثمار القطاع الخاصّ في هذا القطاع، وتواجد الأقمار الصناعیة الایرانیة في المدارات المختلفة.

س: من الامور التي تتداول كثيرا في الجمهورية الإسلامية موضوع الحظر الاميركي على ايران، سمي هذا الحظر على لسان وزير الخارجية وايضا رئيس الجمهورية بالحرب الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية، هل هناك تأثير لهذا الحظر على صناعة الفضاء.

براري: بالطبع الفضاء ملك للبشریة جمعاء، ووفقاً للمعاهدات والمواثیق الدولي، یحق لجمیع الدول الدخول في مجال الفضاء، وقد تمّ التأکید في الأمم المتحدة على ضرورة تعاون الدول في مجال الفضاء، إلی حدّ أنّه خلال العام المنصرم وفي اسبوع الفضاء کان الشعار "الفضاء یوحّد العالم".

یترکّز السعي حالیاً علی ایجاد تعاون مشترك بین جمیع الدول من أجل الوصول إلی الفضاء وحلّ جمیع التحدّیات الموجودة في مجتمعنا وجمیع المجتمعات. ولکن علی النقیض تماماً لجمیع معاهدات ومواثیق منظّمة الأمم المتّحدة قامت أمریکا بفرض الحظر الإقتصادي بأنواعه علی بلادنا.

بدایة عليّ أن أوضّح أنّه خلال العقود الأربعة الماضیة، أي منذ قیام الثورة الإسلامیة، بدأ متخصّصونا في الداخل بأنشطتهم الفضائیة تحت شعار "نحن نستطیع" وبعیداً عن أيّ تعاون دولي. وهذه الإنجازات والنجاحات في مجال الفضاء ما هي إلا ثمرات للسعي الدؤوب من قبل المتخصّصین وعلماء الفضاء. هذا الحظر الإقتصادي لن یکون له أيّ دور في برنامجنا الفضائي، بل سیضاعف من دوافعنا عدّة مرّات کي نتمکّن بإذن الله من إطلاق أقمارنا الصناعیة إلی الفضاء بسرعة أکبر.

س: كيف تقيمون مستوى الجامعات الايرانية في مجال الابحاث المتعلقة بالفضاء والصناعات الفضائية؟

براري: منذ أکثر من 3 عقود وجامعات البلاد الرائدة بدأت أنشطتها في مجال الفضاء، لحسن الحظّ، تمّ إعداد وتعلیم أفضل المتخصّصین وعلماء الفضاء، إلی حدّ أنّني أقول وبکلّ ثقة أنّ الإستحواذ علی المرکز الأوّل في المنطقة والمرکز 11 في العالم لم یأتیا جزافاً بل نتیجة لمجهود وسعي الجامعات في البلاد. والآن أهمّ هاجس لدینا یتمثّل في أن تقوم هذه الجامعات التي لعبت هذا الدور المهمّ في مجال العلم والتقنیات وتحقیق هذه الإنجازات، أن تعمل بالتعاون مع الأفراد المبدعین بتطبیق هذه التقنیة في المجتمع، تطبیق التقنیات الفضائیة من قبل هذه الجامعات یُعتبر من أهمّ أولویاتنا، حیث نسعی من خلال إنشاء البنی التحتیة والأرضیات المناسبة في الجامعات من تطویر الشرکات الفضائیة المبتدئة، سواء في الصناعات الأساسیة أم في البنی التحتیة.