تفاوت في قراءة مؤتمر حاكم مصرف لبنان بين الخبراء الاقتصاديين

تفاوت في قراءة مؤتمر حاكم مصرف لبنان بين الخبراء الاقتصاديين
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٥٨ بتوقيت غرينتش

حاكم مصرف لبنان يذر الرماد في عيون الراي العام ويرمي الكرة في ملعب الظروف الاستثنائة حسب المراجع الاقتصادية.

العالم - لبنان

لم تمض ساعات على المؤتمر الصحفي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والذي فند فيه الهندسة المالية والظروف التي ادت الى شبه الانهيار في القطاع النقد وانعكاسه هلى الوضع الاقتصادي بشكل عام، حتى بدأت مراجع التخص واخبراء في تعليل وتحليل ما ساقه سلامة لجهة المرحة المصرفية حاليا وفي المستقبل الفريب.
حاكم مصرف لبنان رياض سلامة شرح الأسباب التي أوصلت الإقتصاد الى عجز مرتفع وما زعزع معنويات الاسواق من الحرب السورية واثرها على حركة الإيداع، إلى العقوبات الأميركية الإقتصادية وكيفية التعامل معها إلى تخفيض الوكالات الإئتمانيّة لتصنيف إقتصاد لبنان وما سبقه من إستقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في السعودية إلى ما وصلنا إليه وما زاد الوضع سوءأً والمتمثل كما قال بـ"الشائعات وبث اخبار من قبل اشخاص غاياتهم سلبية بحسب وصفه.
ومع انه طمأن المودعين بحيث لا "كابيتل كونترول على الايداعات والسحوبات. الا ان الاقتصاد اللبناني ظل يراوح ما بين مطرقة سيدر وسندان العقوبات.
الخبير الإقتصادي الدكتور سامي نادر اعتبر أن مؤتمر سلامة كان لتبرير السياسات والهندسات المالية التي اتخذها والتي حولت المليارات لتمويل العجز والتي ساهمت بحسب كلام الحاكم بتثبيت القدرة الشرائية وسعر صرف الليرة، خصوصاً بعد أن اتهمه البعض بالتسبب بالأزمة وتبديد الأموال".
كما وكشف نادر أن ما يميّز كلام سلامة هو التدابير التي أعلن عنها للمرة الأولى والتي شرّعت بشكل واضح ومباشر الـ"كابيتل كونترول" والتحكم بأموال المودعين، هو نفى وجود قرار بتنفيذ عملية الـ"Haircut" أي القطع من الودائع، ولكن أعلن عن نظام جديد لإدارة السيولة أي التحكم بالدولار وتقنين هذه العملة النادرة وبالتالي لم يعد يمكننا تحويل الأموال وعملياً نحن ضمن النطاق التطبيقي للـ"كابيتل كونترول"، الذي نسير به من بداية الأزمة وتم الإعلان عنه اليوم .
وفيما لحظ الخبير الإقتصادي في مؤتمر سلامة بعض الإشارات الجيدة من حيث خفض الفوائد واعادة النظر بالتسهيلات المصرفية التي تم تجميدها.
رآى في المقابل الخبير الإقتصادي الدكتور محمد وهبي ان حاكم مصرف لبنان بالظاهر مطمئن ولكنه يطرح في الواقع الكثير من علامات الإستفهام. مشيرا إلى وجود هواجس كبيرة لدى اللبنانيين، في وقت كان سلامة يبرر سياساته النقدية وسلامة الهندسات الماليّة لأن العوائد التي كان يحصل عليها المركزي لم يتم تحويلها إلى وزارة المالية وقد استفاد منها بهذا الشأن، في حين كان يجب على سلامة يقول وهبي الحديث عن أمر مهم وهو صيرورة الإقتصاد والتسليفات التي يجب على القطاع الخاص والمواطنين والموظفين دفعها وتسديدها وهم الغير قادرين على ذلك، كيف يمكن فعل ذلك دون جدولة هذه الديون وكيف سيتم التعامل مع الشركات والمؤسسات التي أفلست وأغلقت أبوابها؟ هذا ما يجب الإجابة عنه كونه يتعلق بالواقع المالي .
وهبي شكك بالرقم الذي ذكره سلامة بخصوص وجود 30 مليار من العملات الأجنبية في المركزي، معتبرا أن هناك أقل من ذلك "وهذا ما أشارت إليه وكالة موديز مؤخراً.
هذا وعلقت مصادر مطلعة على كلام سلامة بالقول ان حاكم مصرف لبنان يحاول الهروب الى الامام خشية اعترافه بمدى الانصياع للضغوط الامريكية التي ينفذها سلامة بحذافيرها حسب المصادر.

حسين عزالدين