هل نقترب حقا من انتهاء الازمة الخليجية؟

هل نقترب حقا من انتهاء الازمة الخليجية؟
السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

ظهرت مؤخرا في أوساط الاعلام الخليجي إشارات عن قرب انتهاء الازمة الخليجية، وذلك استنادا على قرار مشاركة دول مجلس التعاون في مباريات كأس الخليج الفارسي (خليجي 24)، إشارات لم تأخذ بعد طابعا رسميا عن إمكانية حدوث انفراجة في الأزمة مع قطر، فيما يرى محللون أن هذه المشاركة لم تكن دليلا كافيا على ذوبان جليد الخلافات العميقة بين دول الحصار والدوحة.

العالم - تقارير

مرت قرابة ثلاثة أعوام على الأزمة الخليجية، من دون التوصل إلى أي حل ولا جلوس على طاولة الحوار بين اطراف الازمة، ولا تزال قطر متمسكة بموقفها الرافض للحصار الذي فرضته السعودية وحلفاؤها الخليجيون على الدوحة ودعوتها للحوار دون شروط، فيما تريد دول الحصار فرض إملاءاتها عبر شروطها لإنهاء الخلاف الخليجي.

وأبدت قطر استعدادها لحل الأزمة مرة أخرى، حيث صرح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني على استعداد بلاده للحوار لحل الخلافات، قائلا "منذ بدء الأزمة أعربنا عن استعدادنا للحوار لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون وفي إطار ميثاقه على أسس أربعة، الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم الإملاء في السياسة الخارجية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وتقول قطر ان "الامارات والسعودية عمدتا منذ بداية الازمة الى تقويض جميع مبادرات حل الازمة عن طريق الحوار القائم على احترام السيادة، وتشويه سمعة قطر في مؤتمرات وندوات مشبوهة مدعومة من اللوبي الصهيوني في أوروبا والولايات المتحدة بهدف إخضاع قطر للوصاية وتجريدها من استقلالية قرارها".

وأعرب مساعد وزیر الخارجیة الكویتي أحمد ناصر المحمد الصباح عن أمل بلاده، التي تبذل جهودا ووساطة لحل الأزمة، في أن تشھد المرحلة القريبة المقبلة نوعاً من الانفراج بالأزمة الخليجية، مؤكداً حتمية استمرار جهود بلاده في الوساطة.

وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قد أبدى انزعاجه من استمرار الخلافات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون، قائلاً إنه "لم يعد مقبولاً، خاصة أن المنطقة تشهد تطورات غير مسبوقة"قائلا: "نتابع بكل قلق وألم ما يجري في عدد من الدول الشقيقة من مظاهر التصعيد، ولا خيار أمامنا سوى ترسيخ وحدتنا ونبذ الخلافات"، حسب تعبيره.

المشاركة في بطولة خليجي 24

الى ذلك، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين، موافقتها على المشاركة في بطولة كأس الخليج الفارسي في نسختها الـ24 والتي تستضيفها قطر بين 24 نوفمبر/تشرين الثاني و7 ديسمبر/كانون الأول.

ووفقاً للحساب الرسمي لاتحاد الكرة السعودي على تويتر، فإن المشاركة في "خليجي 24" جاءت بناء على تجديد الدعوة التي وجّهها الاتحاد الخليجي لكرة القدم إلى الاتحاد السعودي، للمشاركة في البطولة الخليجية.

بدوره، تحدث الأكاديمي الإماراتي "عبد الخالق عبد الله" في تويتر، عن "تطورات مهمة لحلّ الخلاف الخليجي"من دون تصريح رسمي إماراتي حول الموضوع.

فيما كشف الكاتب الشهير “ديفيد هيرست” عن أن ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد سيبذل قصارى جهده لإفشال أي صفقة لمصالحة السعودية مع قطر.

وقال “هيرست” إنه ليس من الواضح إذا كانت المبادرة الحالية لإنهاء الحصار ستنجح؛ فمحمد بن زايد بحاجة إلى الصراع لكي يصبح له نفوذ، ولن تكون له قيمة من دون السعودية، ومن دون محمد بن سلمان على وجه الخصوص.

شكوك قطرية

الى ذلك، تحدث رئيس وزراء قطر الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم، عن المصالحة الخليجية، وما يتم تداوله حول "الصلح المنتظر" بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

وفي سلسلة تغريدات له على صفحته عبر "تويتر"، قال حمد بن جاسم: "ما يتم تداوله هذه الأيام عن الصلح المنتظر يحتاج إلى تقييم مدى الضرر من جميع الأطراف وأن يكون هذا الحل للأزمة والحصار الذي فرض علينا والذي أصاب المنطقة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا".

وأشار إلى أن الأضرار التي أصابت المنطقة يجب أن تكون "عبرة" بحيث لا تتكرر مثل هذه السياسيات التي لم تؤد إلا إلى خلل في المجلس.

وتابع: "أنا مع الصلح غير المشروط والذي يحفظ كرامة وسيادة الدول و يجب أن يكون هناك بحث عميق من قبل أعضاء مجلس التعاون الذي جُمد في هذا الخلاف والمنطقة في اشد الاحتياج لمثل هذا التكتل".



وأضاف: "علما ان هذا المجلس في آخر 10 سنوات لم يكن فعال كما يطمح له شعب المجلس. لا أريد أن أخوض في موضوع الثقة المهزوزة بين أعضاء المجلس والتي تحتاج إلى سنوات من إعادة بنائها".

أمير قطر يؤكد عدم تأثر بلاده بالحصار

الى ذلك، أوضح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أن صادرات بلاده ارتفعت بنسبة 18% خلال العام الماضي ولم تتأثر بالحصار المفروض عليها، مؤكدا على أن الدوحة ستحافظ على مركزها كأكبر مصدر للغاز المسال في العالم على مدى سنوات قادمة.

وأشار ، خلال افتتاح الدور الانعقادي السابع والأربعين لمجلس الشورى القطري، إلى أن الريال القطري حافظ على قيمته.

وقال إن اقتصاد البلاد قد ساعدهم بالاعتماد على النفس ضد الهزات الخارجية وزاد من حصانة البلاد، وأن قطر تمكنت من تجاوز آثار الحصار المفروض عليها بشكل كبير، منتقداً استمرار الأزمة الخليجية "التي كشفت إخفاق مجلس التعاون في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا".

ومع السعي الدبلوماسي لحل الأزمة الخليجية يجد المتابع لآراء المواطنين القطريين وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم غير آبهين إن حُلت الأزمة الخليجية أم لم تحل.

وفيما يرى البعض منهم انهم ملتفون حول حكومتهم بعد نجاحها بتجاوز الحصار، يرى آخرون أن السبب في إقبال دول الحصار على حل الخلاف هي مصالح هذه البلدان، وليس رغبة بعودة العلاقات مع بلد شقيق.

وبناء على هذه المعطيات، يشكك المراقبون في أن تفضي مشاركة دول مجلس التعاون في حدث رياضي لا علاقة له بالسياسة، الى ذوبان جليد المشاكل بين دول الخليج الفارسي وقطر، خاصة وأن قطر تصر على مواقفها وعلى الانخراط في الحوار من دون شروط مسبقة وعلى حفظ سيادتها واستقلالها في القرار.

وفي السياق، نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مسؤول خليجي طللب عدم الكشف عن اسمه، إن الوساطة تركز حاليًا على إصلاح العلاقات بين قطر والسعودية، وسوف تنضم الإمارات لاحقا.

وقالت الوكالة إنه في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لبيع أسهم شركة "أرامكو"، تظهر علامات على أن ولي العهد محمد بن سلمان قد يحاول حل النزاعات التي ألقت بظلالها على الاستقرار السياسي للمملكة.