رفضا لقرارات امريكا.. فلسطين على موعد مع الغضب

رفضا لقرارات امريكا.. فلسطين على موعد مع الغضب
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٢:١٦ بتوقيت غرينتش

يستعد ابناء الشعب الفلسطيني لجولة جديدة من النضال الميداني للتعبير عن غضبهم تجاه المخططات الصهيواميركية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية والتي كان آخرها اعتبار واشنطن المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة، شرعية وغير مخالفة للقانون الدولي في انتهاك صارخ لقرارات الامم المتحدة.

العالم - تقارير

اعلنت الادارة الاميركية عن لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو انه "بعد دراسة جميع أوجه الجدل القانوني بعناية، توصلت الولايات المتحدة إلى أن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في حد ذاته لا يتعارض مع القانون الدولي"، على حد زعمه.

واثار هذا الموقف الاميركي موجة من الادانات لدى الشعب الفلسطيني والمسؤولين والقوى الفلسطينية فضلا عن الادانات الدولية بما فيها تأكيد الاتحاد الاوروبي على موقفه الثابت في عدم شرعية الاستيطان في الاراضي المحتلة.

وفي اطار مواجهة هذا القرار الاميركي الخطير الذي يشكل خطوة اخرى في محاولة تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية المنشوده اعلنت القوى السياسية والفصائل الفلسطينية عن تنظيم جولة اخرى من التصعيد الميداني وفعاليات شعبية في مختلف المناطق خاصة في الضفة الغربية داعية شرائح الشعب الفلسطيني للمشاركة الواسعة فيها.

وأكدت القوى الوطنية والاسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، "استحالة الرضوخ للاجراءات الاميركية" وقالت في بيان "ان اعلان وزير الخارجية بومبيو لن يغير من الواقع القائم وفق القانون الدولي بان المستوطنات كلها غير شرعية، وتتناقض مع القانون، وهي جريمة حرب ويجب ان تزال عن ارض دولة فلسطين بالكامل ولن يكون هناك تعاطي مع امكانية الاعتراف فلسطينيا مع وجودها".

ودعت القوى لاوسع مشاركة في الفعالية المقررة يوم غد الثلاثاء الساعة الثانية عشرة ظهرا على ميدان المنارة كما في مراكز المدن الفلسطينية تعبيرا عن رفض "المخططات الاميركية- الصهونية" ودفاعا عن حقنا الطبيعي والتاريخي في ارضنا الفلسطينية، ورفض اجراءات الاحتلال في القدس والاغوار والاراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دعت للمشاركة في الفعالية المقررة يوم الخميس المقبل من امام الهلال الاحمر شارع القدس تاكيدا على ان القدس لن تكون الا عربية فلسطينية وعاصمة لدولة فلسطين سيكون التجمع س 11 ظهرا.

واكدت القوى ان هذه الفعاليات هي مقدمة لسلسلة من الانشطة والفعاليات المتواصلة في الاراضي الفلسطينية لايصال موقف واضح ان الشعب الفلسطيني سيواصل مسيرة كفاحه الوطني المعمدة بدماء الشهداء حتى تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني، داعية للتوحد الميداني والكفاحي وتصعيد المقاومة الشعبية.

وأكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير وفتح على أهمية الحراك الشعبي غدًا الثلاثاء، رفضّا للسياسات الأمريكية والتصعيد الإسرائيلي بجرائم بحق الشعب الفلسطيني وقال أن القوى والفصائل اجتمعت في كافة المحافظات، وأنهت التحضيرات اللازمة ليوم الغضب غد الثلاثاء للخروج بصوت واحد يقول للعالم أجمع "إن حقوقنا لا يمكن سرقتها من قبل الاحتلال".

ومن المقرر بان يعقد وزراء الخارجية العرب اليوم الاثنين، برئاسة العراق ، اجتماعاً لبلورة موقف عربي جماعي ومنسق للتصدي للخطوة الأمريكية الأخيرة باعتبار أن الاستيطان الاسرائيلي غير الشرعي لا يتعارض مع القانون الدولي.

وسيواصل الفلسطينيون فعالياتهم التصعيدية يوم الجمعة وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول "ان الحركة والقوى الوطنية وضعت برنامجا ومخطط حراك ميداني على كافة الأصعدة خلال الفترة القادمة".

وأضاف: "أن الفعاليات تهدف إلى تصعيد عملية التصدي للاحتلال في ظل الانتهاكات غير المسبوقة" مشددا على انه لا يمكن على الاطلاق الاستمرار بهذه المعادلة القائمة .

نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم أكد على أن الفصائل كافة اجمعت على قرار استنهاض الشعب ودعوته للتعبير عن غضبه تجاه ما اعلنته الادارة الامريكية من قرارات خطيرة تجاه قضيتنا.

وبدوره، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني إنه تعبر هذه الفعاليات عن إدانة الشعب الفلسطيني للموقف الأميركي الذي ينتهك الشرعية والقانون الدوليين، ويحاول أن يستبدل بها القرار السياسي الأميركي الذي لا يمكن أن ينشئ حقاً، ولا يمكن أن يخلق واقعاً من الممكن التسليم به على الإطلاق".

أما الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، فأكد على ضرورة "تكاتف الكل الوطني في تصعيد المقاومة الشعبية ودعم حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل لمواجهة الهجمة الاستيطانية الأميركية الشرسة على الشعب الفلسطيني ومقدراته، حيث تدمر إسرائيل آخر فرص قيام الدولة الفلسطينية، وتعمل على فرض نظام أبرتهايد وتمييز عنصري بتأييد تام من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيسه ترامب".

ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ايضا جماهير الشعب وفصائله ومؤسساته إلى المشاركة الواسعة تلبية لدعوة القوى الوطنية في كل المحافظات الفلسطينية للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني للقرارات الأميركية والاحتلالية التصعيدية والإجرامية للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة التحرك الشعبي الجماهيري خلال الفترة المقبلة.

هذه المواقف تؤكد من جهة على إجماع الشعب الفلسطيني بمختلف ابنائه وقياداته وفصائله على ضرورة التصدي لقرارت واشنطن حول الاستيطان ومحاولاتها التي تهدف الى طمس الهوية الفلسطينية عبر منح الاحتلال الضوء الاخضر لتهجير سكان الضفة الغربية المحتلة وبناء المستوطنات الصهيونية فيها، ومن جهة اخرى تؤكد على أهمية إيصال صوت الفلسطينيين الى العالم بأسره بضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه الانحياز الاميركي العشوائي للاحتلال والذي يظهر أن واشنطن لا تكن اي احترام للقوانين والمواثيق الدولية وهي مستعدة لضربها عرض الحائط من اجل "اسرائيل" ومصالحها، كما تشير الى عزم الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال والكفاح من اجل استعادة حقوقه المسلوبة ودحر الاحتلال من اراضيه المغتصبة.