هل ستفقد ايران حليفها الاستراتيجي، اي العراق؟

هل ستفقد ايران حليفها الاستراتيجي، اي العراق؟
الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠١٩ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:

اثر تقديم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقالته الى البرلمان، بدأت وسائل اعلام مناوئة للجمهورية الاسلامية الايرانية بالترويج لفكرة ان ايران فقدت حليفها الاستراتيجي، اي العراق! .

الاعراب :

-لا يختلف اثنان بان بعض الدول الاقليمية والخارجية حاولت خلال الحركة الاصلاحية التي يشهدها العراق مؤخرا ، حرف هذه الحركة الاصلاحية الشعبية عن مسارها وتوجيهها نحو الانقلاب وتغيير النظام في العراق، تلك الخطوة التي تمت تجربتها فيما سبق ولم تحصد سوى الفشل واخرها المحاولات التي تمت خلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة .

-خلال الاحداث الاخيرة وفضلا عن فشل هذه الجهود والتي للاسف اتخذت منحى دمويا، واصلت تلك الدول المعروفة بحشر انفها في كل ما يحدث بالمنطقة والتدخل في شؤون الاخرين عبر اطلاق حرب نفسية شاملة، مساعيها الرامية الى بلورة ضرب من الانقلاب، والنيل من العلاقات القائمة بين العراق وايران والتي ترسخت بشكل خاص اثناء النضال ضد نظام البعث البائد وخلال فترة احتلال الامريكان للعراق وبالتالي الجهاد ضد شذاذ الارض ( الدواعش ) الذين غزو مناطق من البلاد، تلك الخطوة التي باءت بالفشل في ضوء وعي ويقظة الشعب العراقي والمرجعية الدينية والمسؤولين العراقيين. ومن جملة هذه المحاولات الفاشلة يمكن الاشارة الى الهجوم على القنصليتين الايرانيتين في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وتلفيق الاخبار بشان تورط عناصر من ايران في قمع المتظاهرين العراقيين والقائمة تطول.

-بعيدا عن تلك الاتهامات والفبركات فان هناك حقيقة لا تشوبها شائبة وهي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وخلال الفترة الماضية من التظاهرات الاخيرة، دعمت باستمرار المواطنين والمرجعية وبالتالي القانون العراقي، وليس فقط لم تألوا جهدا لتحقيق مطالب الشعب العراقي فحسب، بل انها لم تتقدم ولم تتاخر على هذه المطالب بل واكبتها بشكل كامل. وفي الواقع ان رؤية الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الاحداث الاخيرة مبنية على دعم واحترام القانون ووجهات نظر المرجعية والمطالب المشروعة للمواطنين. هذا فضلا عن ان التركيز في الحرب النفسية على التدخل في الشان العراقي هو ضرب من الاهانة لكافة ابناء الشعب العراقي التواق للعدالة ومكافحة الفساد.

-الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت لها علاقات متينة مع شيعة وسنة واكراد العراق على الدوام، وفي الحقيقة لو وضعنا التهجم على هذه العلاقة الى جانب الدوافع الخارجية الاخرى لاتضح بانها محاولات ترمي الى تمهيد الارضية لتأجيج الحقد والعداء بين البلدين في المستقبل بعد الاصلاحات في العراق.