محاولات نتنياهو الحثيثة في الوقت الضائع..

محاولات نتنياهو الحثيثة في الوقت الضائع..
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

بعد مرور 9 أيام فقط من إعلان التهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، شنت مقاتلات اسرائيلية فجر اليوم الاحد، غارات عدة على أهداف متفرقة في قطاع غزة. كما أثار إطلاق صواريخ من غزة، موجة غضب واسعة في صفوف مستوطني ومسؤولي كيان الاحتلال في ظل غياب اتفاق سياسي على تشكيل حكومة ائتلافية.

العالم- تقارير

قصفت طائرات حربية للإحتلال الاسرائيلي موقعا للمقاومة شرقي جباليا شمال قطاع غزة، بعدد من الصواريخ، ما أحدث أصوات انفجارات هائلة، وأضرار في المناطق المجاورة.

كما استهدفت طائرات الاحتلال نقطة للمقاومة غرب مدينة غزة بعدد من الصواريخ.

وأصيب مواطنان فلسطينيان، بشظايا صواريخ الاحتلال.

وبالمقابل أطلقت المضادات الأرضية للمقاومة الفلسطينية نيرانها صوب طائرات الاحتلال في مناطق عدة بغزة.

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني، قد اعلنت مساء أمس السبت، عن رصدها إطلاق ثلاثة صواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة، ما تسبب في إصابة عدد من المستوطنين بحالات هلع بالإضافة إلى إصابات نتيجة الهرب نحو الملاجئ.

وأشار جيش الاحتلال في بيانٍ له الى "رصد إطلاق 3 قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل (فلسطين المحتلة)"، مدعيا أن القبة الحديدية اعترضت قذيفتيْن منها.

ويعود آخر تاريخ لإطلاق صواريخ من قطاع غزة إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أصيب ثلاثة أشخاص في سديروت، وردّت تل أبيب باستهداف موقع لحماس في غزة.

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني إغتال الكيان الإسرائيلي قياديا ميدانيا لسرايا القدس بهاء أبو العطا في منزله بغزة، فردّت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق مئات الصواريخ في غضون يومين، وأدت المواجهات إلى استشهاد 36 فلسطينيا.

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، إن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة التصعيد على غزة وقصف واستهداف مواقع المقاومة وكتائب القسام، "تصعيد خطير لا يمكن التسليم به".

وأكد برهوم في تصريح أن الاحتلال يتحمل تبعات ونتائج هذه "السياسة الحمقاء"، والتي لن ترتد إلا في وجهه.

وأضاف ان "المقاومة الباسلة وفي مقدمتها كتائب القسام لها تجارب كافية في كيفية التعامل مع هذا العدو وكسر معادلاته وجعله لا يعرف الهدوء".

وتزامن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الفلسطينيين وتفاخره بما قدمه لـ"إسرائيل".

وقال ترامب في كلمته أمام المؤتمر الوطني للمجلس الإسرائيلي- الأميركي "إيباك"إن "الدولة اليهودية لم يكن لها صديق قط في البيت الأبيض أفضل منه، مشيرا إلى أن رؤساء الولايات المتحدة طوال عشرين عاما كانوا يعدون "إسرائيل" دون نية لوفاء تلك الوعود، لكنني وعدت وأوفيت".

هذا وأثار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، مساء السبت، موجة غضب واسعة في صفوف مسؤولي ومستوطني كيان الاحتلال.

وقال بني غانتس رئيس حزب أبيض أزرق إنهم سيغيرون الواقع الأمني في جنوب فلسطين المحتلة، مضيفاً: "سنعيد الردع لدولة "إسرائيل" بعد أن قام نتنياهو بمحوه".

في حين قال عضو الكنيست جدعون ساعر والذي ينافس نتنياهو على رئاسة حزب الليكود إن صواريخ مساء السبت تثبت مرة أخرى فشل السياسة المتبعة مع قطاع غزة.

وأضاف أن أي تسوية ستسمح لحماس والجهاد الإسلامي بالاستمرار ببناء قوتهم تعتبر خطأ استراتيجيا كبيرا وستدفع "إسرائيل" ثمنا كبيرا لذلك مستقبلاً.

من ناحيتهم قال رؤساء مجالس المستوطنات في غلاف غزة إن عشرات آلاف المستوطنين يعيشون في خطر الموت، بينما ينشغل الساسة بلعبة الكراسي.

بينما قال عمير بيرتس رئيس حزب العمل إن الحكومة اليمينية برئاسة نتنياهو التي تحكم "إسرائيل" من عشر سنوات أثبتت فشلها بجلب الهدوء للمستوطنين.

وأضاف أن جميع التصريحات التي تحدث بها نتنياهو حول تدمير حكم حماس في القطاع تحولت وأصبحت تصريحات تتحدث عن المباحثات مع حماس على أمل الوصول لتهدئة.

وبحسب بعض المحللين فإن ما يفعله الاحتلال بتوجيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اعتداءات على قطاع غزة، ليس سوى محاولة من نتنياهو تهدف الى كسب الوقت لإفشال غانتس في تشكيل الحكومة أو دفعه إلى تشكيل حكومة ائتلافية تحت عنوان مواجهة الأخطار التي تحدق بـ"إسرائيل"، مع تبقي أربعة أيام على مهلة تشكيل الحكومة، التي تنتهي عند منتصف ليل الأربعاء القادم.

وأمس، أعلن نتنياهو تأييده لفكرة إجراء انتخابات مباشرة فقط لمنصب رئاسة الحكومة، بينه وبين غانتس، من دون انتخابات عامة للكنيست، وهو اقتراح رفضه حزب أبيض أزرق باعتباره فارغ المضمون.

وجاءت دعوة نتنياهو في سياق الاستعداد للمعركة الانتخابية، وفي محاولة جديدة منه لتجنيب اتهامه شعبياً بالتسبب في انتخابات ثالثة.

كما يعتقد البعض أن ما يقدم عليه نتنياهو ووزير حربه نفتالي ضد القطاع، لعبة خطرة قد تشعل حربا أوسع ومبررها محاولات نتنياهو للإفلات من الملاحقة القضائية بتهم الفساد. لأن نتنياهو هو المأزوم سياسيا وشخصيا، والمهدد بفقدان مستقبله السياسي. وأن أجواء الحرب التي يفرضها نتنياهو وزمرته على قطاع غزة تخدمه سياسيا وترفع من أسهمه في الشارع الصهيوني.

والدليل على ذلك هو طلب نتنياهو باجراء "انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة بينه وبين غانتس في ظل الازمة السياسية التي تعصف بـاسرائيل".

وزعم نتنياهو أنه بذل كل جهد مستطاع لتجنيب "إسرائيل" انتخابات ثالثة، ولتشكيل حكومة ائتلافية، بما في ذلك إطلاع زعيم المعارضة بني غانتس على معلومات أمنية حساسة، لكن حزب ابيض ازرق يرفض دخول حكومة ائتلافية.

ويعتبر المحللون هذه التطورات مؤشرا واضحا على اقتراب حياة نتنياهو السياسية من نهايتها مع ذهاب الكيان الاسرائيلي نحو إجراء انتخابات ثالثة وحسم ملفات نتنياهو القضائية في قضايا الفساد.