فيلم وثائقي:

شهادات مروعة ومفزعة لجنود الاحتلال عن قتل الفلسطينيين

شهادات مروعة ومفزعة لجنود الاحتلال عن قتل الفلسطينيين
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

بثت القناة الـ 11 بالتلفزيون العبري لكيان الاحتلال فيلما عن ممارسات الوحدة التي كان يطلق عليها اسم وحدة عقرب والتي نشطت خلال الانتفاضة الاولى قبل 32 عاما.

العالم - فلسطين

الفيلم، الذي استمر أكثر من ساعةٍ من الزمن، شمل فيما شمل مقابلات وأحاديث مع عددٍ كبيرٍ من الجنود، الذين شاركوا في عمليات بالمناطق الفلسطينيّة المُحتلّة خلال الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة، حيثُ اعترفوا وأقروا بأنهم، حسب تعبيرهم، كانوا يطلقون النار على الفلسطينيين دون سببٍ، كما أنهم، بحسب أحاديثهم، درجوا على القيام بعملياتٍ تقشعّر لها الأبدان ضدّ المواطنين الفلسطينيين العزل دون أي سبب يُذكر.

واللافِت أنّ أفراد الوحدة، الذين تحدّثوا لمُعدّي الفيلم الوثائقيّ، أدلوا بشهاداتهم دون أنْ يقوموا بإخفاء وجوههم، كما أنّهم تحدّثوا مع أسمائهم الكاملة، وسردوا “بطولاتهم” بشكلٍ مُسهب، وكأنّ الحديث يجري عن ذبح دجاجة، وليس عن قتل أناس أبرياء لم يرتكبوا أي ذنب، سوى أنّهم ينتمون للشعب العربي الفلسطيني، الذين ثاروا على الظلم وعلى الاحتلال الغاشمز. وعلى الرغم من اعترافهم الصريح بارتكابهم الجرائم البشِعة، إلّا أنّ المسؤولين عنهم في جيش الاحتلال، لم يتخذّوا ضدّهم الإجراءات القانونيّة، كما هو متبعٍ في أيّ دولةٍ بالعالم، والأخطر من ذلك أنّ أحد الجنود اشتكى خلال حديثه للفيلم الوثائقيّ بأنّه جرّاء خدمته في هذه الوحدة أُصيب بمرضٍ نفسانيٍّ ، مُضيفًا أنّه عندما توجّه إلى وزارة الأمن للحصول على تعويضاتٍ، تمّ رفض طلبه من قبل مسؤول مظالم الجنود لأنّهم أكّدوا له على أنّهم لم يسمعوا من ذي قبل عن هذه الوحدة، على حدّ تعبيره.

ووفقًا للشهادات التي عرضها الفيلم الوثائقيّ فإنّ جنود الوحدة المذكورة، أيْ وحدة العقرب، ارتكبوا فظائع بحقّ المدنيين الفلسطينيين العُزّل منها على سبيل الذكر لا الحصر: إطلاق النار بدون أيّ سببٍ ولجميع الاتجاهات دون أنْ يتخذّوا الاحتياطات اللازِمة لعدم إصابة “غير العنيفين”، أعمال وحشيّة يندى لها الجبين ضدّ الجرحى الفلسطينيين جرّاء أطلاق النار عليهم من قبل أفراد الوحدة.

وشدّدّ الفيلم على أنّ الجنود الذين انخرطوا في الوحدة المذكورة تمّ تجنيدهم من قبل جيش الاحتلال ليكونوا بمثابة “ميليشيات تابعة لوحدات سلاح المدفعيّة”، وذلك خلال الانتفاضة الأولى، وخلال الخدمة حاولوا أنْ يكونوا “وحدةً مُختارةً ونُخبويّةً” دون أنْ يحصلوا على التأهيل اللازِم وحتى الأسلحة، وكان واضِحًا أنّ الحديث يدور عن شهاداتٍ مُروّعةٍ، وأنّ جميع الجنود ، الذين خدموا في الوحدة المذكورة، عادوا وكرروا الشهادات عينها حول أعمالهم الوحشيّة، المُقلِقة والمُخيفة جدًا، والتي تقُضّ المضاجِع، والتي تركت لديهم أثارًا سلبيّة جدًا على الرغم من مرور سنواتٍ عديدةٍ على العمليات التي قاموا فيها، ومن الأهمية بمكانٍ الإشارة إلى إنّ قسمًا من الجنود أدلى بأقواله دون تردّدٍّ ودون وازع ضميرٍ ولم يرتجِف البتّة خلال السرديّة المُفزعة، في حين أنّ القسم الثاني من الجنود تحدّثوا وهم يرتجفون.