هل ستصل قطر والسعودية الى مصالحة تستثني الامارات؟

هل ستصل قطر والسعودية الى مصالحة تستثني الامارات؟
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

القت بطولة كأس الخليج الفارسي لكرة القدم في الدوحة بظلالها على اقتراب حل الأزمة بين الدول العربية في الخليج الفارسي. كما ان مشاركة رئيس الوزراء القطري في قمة مجلس التعاون بالعاصمة السعودية الرياض، في الـ10 من الشهر الجاري قد زادت من هذه الاحتمالات.

العالم - تقارير

ولكن هذا الاقتراب فتح عدة تساؤلات حول شمولية الحل، هل يكون بين الجانبين القطري والسعودي فقط، ام ان الحل يشمل ايضا اطراف الصراع الاخرى مثل مصر والامارات والبحرين؟.

وقد حسم هذا الموضوع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحيث قال في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، السبت، إن قطر "لا تجري حاليا محادثات مع الإمارات العربية المتحدة بشأن إصلاح الخلاف الدبلوماسي والاقتصادي الإقليمي الذي دام 30 شهرا".

واضاف آل ثاني إن قطر "أجرت مناقشات مع المملكة العربية السعودية، ومكّن هذا الطريق المسدود المبكّر بينهما، الجيران من تطوير خط تواصل".

وصرح "حديثنا الآن مع المملكة العربية السعودية، ونعتقد أننا سننظر في بقية القضايا في مرحلة لاحقة". وقال :"قطر لا تتوقع موعداً محددا بعد لاتفاق المصالحة مع السعوديين" مؤكدا إن "تقدما طفيفا تحقق، مجرد تقدم طفيف".

وقد اثارت المفاوضات الثنائية بين قطر والسعودية غضب الامارات التي تعتبر نفسها متحالفة مع الرياض في عدة ملفات خاصة مقاطعة قطر والعدوان على اليمن.

وقد دفعت هذه المفاوضات دون مشاركة أبوظبي وكذلك المنامة فيها، بوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، لاتهام الدوحة بالسعي إلى "شق الصف" بين السعودية وغيرها من الدول المقاطعة لقطر.

وكتب قرقاش في تغريدة على "تويتر": "التسريبات القطرية الأخيرة بشأن حل أزمة الدوحة مع السعودية الشقيقة دون الدول الثلاث تكرار لسعي الدوحة إلى شق الصف والتهرب من الالتزامات".

وبحسب قرقاش فإن "الرياض تقود جبهة عريضة من أشقائها في هذا الملف والملفات الإقليمية الأخرى، والتزامها بالمطالب والحلفاء أساسي وصلب".

اما حول خفض العلاقات الوثيقة بين طهران والدوحة التي كانت من شروط تحسين العلاقات بين دول المقاطعة وقطر أوضح وزير الخارجية القطري، خلال منتدى "حوار المتوسط" الذي عقد مؤخرا بالعاصمة الإيطالية روما، إن بلاده ملتزمة بعلاقة حسن الجوار مع طهران، ولن تنسى أنها فتحت أجواءها لقطر بعد الحصار.

واضاف أن الحديث مع السعودية لم يعد يدور حول المطالب الـ13 التعجيزية، مؤكداً أن المفاوضات تبتعد عنها.

وشدد رأس الدبلوماسية القطرية على أن بلاده "لديها سياستها المستقلة"، مشيراً إلى أن شؤون قطر الداخلية "لن تكون محل تفاوض مع أي طرف".

وبيّن وزير الخارجية القطري، "دعمنا كان للشعوب وليس للأحزاب السياسية"، مؤكداً بالقول: "دعمُنا لمصر لم ينقطع حتى بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي"، مؤكداً أن "الإخوان المسلمين" ليس لديهم وجود رسمي في قطر.

وفي الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ووضعت امام الدوحة شروطا لعودة العلاقات بينها.

على الصعيد ذاته حذرت المعارضة السعودية المعروفة، مضاوي الرشيد، في مقال نشرته السبت، مما أسمته فخ "لم شمل قطر مع السعودية"، معتبرة أن الرياض تضع شروط استعباد جديدة للدوحة.

وقالت الرشيد في مقال نشرته في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، : "لو قبل القطريون بشروط الاستعباد الجديدة للرياض، فإنهم يواجهون التعرض للإذلال على يد محمد بن سلمان" .

وقالت إن "القطريين يواجهون تحديا حقيقيا، إذ يُطلب منهم اليوم أن يقرروا ما إذا سيقبلون بالتقارب الذي تبادر به الرياض تجاههم أم أنهم سيتجاهلون عرضا تأخر كثيرا، يراد منه إعادتهم إلى الصف الخليجي".

ولفتت إلى أنه "ما من شك في أن الاعتذار عن السياسة الخاطئة التي انتهجها الملك سلمان وابنه قد استحق منذ زمن طويل. ولكن إذا ما قبل القطريون شروط الرياض الجديدة لاستعبادهم، فعليهم أن يعدوا أنفسهم لمزيد من الذل والهوان على يد أمير الرياض"، وفق تقديرها.

وأضافت: "أما إذا لم يقبلوا، فسوف يوفرون على أنفسهم مواجهة مستقبلية بسبب سياستهم الخارجية التي تنسجم مع متطلبات مصالحهم القومية، لا متطلبات مصالح المملكة العربية السعودية".

وقالت إن ما يجري من مصالحة خليجية يأتي بعد "فشل ابن سلمان في التخلص من أمير قطر الشاب تميم بن حمد".

واعتبرت أنه "يجدر بالقطريين أن يعلموا أن الأمير القابع في الرياض لا يحترم الإمارة الصغيرة ولا يحترم شعبها".

ولكنها أوضحت أن ابن سلمان "بات الآن شديد الحرص على رؤية أميرها يطأ بقدميه الرياض. وفعلا، لقد وجه الملك سلمان دعوة إلى الأمير لحضور القمة الخليجية، إلا أن قطر اختارت أن يمثلها في القمة رئيس وزرائها".

وكان الحديث عن المصالحة بين الدول العربية في الخليج الفارسي تزايد بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، مع تلميحات رسمية وشبه رسمية من قبل أطراف النزاع بقرب إتمام المصالحة.

إلا أن مؤشر المصالحة عاد إلى الهبوط مجددا، مع عودة التراشق الإعلامي، في أعقاب انتهاء قمة مجلس التعاون التي عقدت مؤخرا في الرياض.