مجلس النواب الأمريكي يناقش توجيه "اتهام تاريخي" إلى ترامب

مجلس النواب الأمريكي يناقش توجيه
الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

 افتتحت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي المداولات بشأن التهمتين اللتين يواجههما الرئيس دونالد ترامب في إطار مساءلته، وذلك قبل التصويت عليهما في وقت لاحق اليوم.

العالم- امريكا

وقالت بيلوسي “افتتح بكل أسف المداولات بشأن مساءلة رئيس الولايات المتحدة. وإذا لم نتحرك الآن فسيكون ذلك إهمالا في أداء واجبنا”.

وأضافت بيلوسي أن ترامب استغل سلطته للحصول على منفعة سياسية شخصية على حساب الأمن القومي الأمريكي وأنه شرع في حملة لم يسبق لها مثيل من تحدي الكونغرس وعرقلة عمله بعد انكشاف أمر مخالفاته.

رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي

وتعتبر مناقشة مجلس النواب، الأربعاء، مناقشة تاريخية تهدف إلى توجيه الاتهام إلى ترامب ليصبح بذلك ثالث رئيس أمريكي يحال إلى المحاكمة تمهيدا لعزله.

ويتوقع أن تستمر المناقشات نحو ست ساعات في المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، على أن تنتهي بتبني اتهامين يستهدفان الرئيس الجمهوري هما استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.

وقبل ساعات من بدء الجلسة أصر الرئيس الأمريكي على أنه لم يرتكب “أي خطأ”، وذلك غداة توجيهه رسالة إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي شبّه فيها الإجراءات بـ “محاولة انقلاب”.

وقال الرئيس على تويتر “هل يمكنكم تصديق أنه سيتم إطلاق إجراءات عزلي اليوم من قبل اليسار الراديكالي، (من قبل) الديمقراطيين الذين لا يقومون بشيء، بينما لم أرتكب أي خطأ! إنه أمر فظيع”. وكتب ترامب “يجب ألا يحصل هذا الأمر مع أي رئيس آخر”.

رسالة غاضبة

وفي رسالة استثنائية من ست صفحات، قال ترامب مخاطبا رئيسة مجلس النواب إن “التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس”.

وجاءت الرسالة بعد دقائق فقط من إعلان بيلوسي أن المجلس سيصوّت، الأربعاء.

وقالت بيلوسي في رسالة إلى أعضاء الكونغرس الديمقراطيين “مجلس النواب سيمارس إحدى الصلاحيات الأكثر أهمية التي كفلها لنا الدستور عندما سنصوّت لإقرار مادتي العزل ضد رئيس الولايات المتحدة”.

وأضافت “في هذه اللحظة التي تعمها الصلوات في تاريخ أمّتنا، علينا احترام قسمنا بدعم وحماية دستورنا من جميع الأعداء في الخارج والداخل”.

واتُّهم ترامب بمحاولة الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن خصمه الرئيسي في انتخابات 2020 جو بايدن.

واتٌّهم كذلك بعرقلة الكونغرس عبر رفضه التعاون مع التحقيق الرامي لعزله، إذ منع موظفين من الإدلاء بشهاداتهم ورفض تقديم وثائق كأدلة.

ولا شك في أن مجلس النواب، الذي يشكل الديموقراطيون غالبية أعضائه، سيقر التهمتين اللتين تعرفان بـ “مادتي العزل”.

قال جيري نادلر، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترامب، وضع مصالحه السياسية الخاصة فوق مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

جاء ذلك في كلمة أدلى بها نادلر، في مجلس النواب في مستهل جلسة للتصويت على بندين بلائحة اتهامات عزل الرئيس، حسب شبكة "سي إن إن".

وأضاف نادلر، "يواجه الرئيس بُندين يجري التصويت عليهما، أحدهما يتعلق بإساءة استخدام سلطته، والآخر بعرقلة عمل الكونغرس".

وأوضح أن البند الأول يتهم ترامب باستخدام منصبه العام لإكراه حكومة أجنبية على مهاجمة منافسه السياسي.

فيما قال نادلر، إن البند الثاني يتعلق باتهام الرئيس الأمريكي "بخطوات متطرفة وغير مسبوقة لعرقلة تحقيقنا في سلوكه".

وأردف: "ترامب، وضع مصالحه السياسية الخاصة فوق أمننا القومي، فوق انتخاباتنا، وفوق نظامنا المتعلق بالضوابط والتوازنات".

وشدد نادلر، على أنه "بعد أشهر من التحقيق، لا يمكن أن يكون هناك جدال حول الأدلة الموجودة في أيدينا".

وستحال بعد ذلك القضية على مجلس الشيوخ حيث من المفترض أن تبدأ محاكمة ترامب في كانون الثاني/ يناير. وهنا، يتوقع أن تتم تبرئته نظراً لهيمنة الجمهوريين على هذا المجلس.

ورغم هذه النتيجة المرجّحة، صب ترامب كامل غضبه في الرسالة التي وجهها إلى بيلوسي، إذ لم يتوان عن الدفاع عن سجله ومهاجمة الديمقراطيين.

وفي الرسالة، اتّهم ترامب السياسية الديموقراطية المخضرمة بـ”خرق ولائها للدستور” وإعلان “حرب مفتوحة ضد الديموقراطية الأمريكية”.

وكرر إصراره على أن القضية ضدّه “خدعة” و”ظلم جسيم”، مشدداً على أن الديمقراطيين مدفوعون لعزله بفعل “ممثليكم (في الكونغرس) المضطربين والراديكاليين من اليسار المتطرف”.

نواب يخاطرون بمقاعدهم

وفي رد فعلها على الرسالة، وصفتها بيلوسي بأنها “مريضة حقًا”.

وفيما تجري الجلسة، سيتوجّه ترامب إلى باتل كريك، المدينة في ولاية ميشيغان غير المحسوبة على أي الحزبين من أجل تجمع انتخابي، مساء الأربعاء.

وباستثناء عضوين فقط، يبدو أن جميع أعضاء الكونغرس الديمقراطيين (235) على استعداد لاتّخاذ موقف موحد في التصويت لصالح إقرار مادتي عزل الرئيس.

ورغم أن بعض ممثلي المناطق المحافظة قد يواجهون احتمال خسارة الانتخابات العام المقبل جرّاء مواقفهم، إلا أنهم اتّخذوا موقفًا موحداً.

وقال ممثل منطقة تميل لتأييد ترامب في نيو جيرسي ميكي شيريل “علّمتني خدمتي في الجيش أن أضع بلدنا — لا السياسة — أولاً. وعلمتني الفترة التي قضيتها كمدع فدرالي أهمية حكم القانون والعدالة”.

وأضاف “سأصوّت لصالح مادتي العزل”.

وقال ديمقراطي آخر من دائرة انتخابية محافظة في نيويورك هو أنتوني برينديسي “أعرف أن البعض سيغضبون من قراري، لكنني انتُخبت لأقوم بما هو صحيح لا ما هو آمن سياسيًا”.

وسجلت تظاهرات مؤيدة لعزل ترامب في عدة مدن بينها نيويورك وبوسطن ونيو أورلينز ولوس أنجليس.

ورفع المتظاهرون لافتات حملت شعارات موجهة للكونغرس على غرار “تخلصوا من ترامب” و”احموا ديمقراطيتنا”.

وتمنت إحدى اللافتات لباقي المتظاهرين “عزلاً سعيداً” في إشارة إلى اقتراب عطلة عيد الميلاد.

توتر في الكونغرس

وخلال جلسة للجنة قواعد مجلس النواب، التي تحدد إجراءات التصويت، اتّهم الجمهوري البارز دوغ كولينز الديموقراطيين بالعمل على استعجال إجراءات العزل.

وحذر “سيكون هناك يوم للمحاسبة. أي شيء تحصلون عليه لن يدوم طويلاً”.

واختلف العضوان الأبرز في مجلس الشيوخ على الشكل الذي ستتخذه المحاكمة.

ويصر الديمقراطيون على استدعاء مسؤولي البيت الأبيض كشهود.

ويطالب السناتور الديموقراطي تشاك شومر بأن يدلي كبير موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي ومسؤولان اثنان آخران بشهاداتهم.

لكن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، القادر بشكل كبير على تحديد القواعد، رفض ذلك وأصر على أن المحاكمة بحت سياسية.

وقال “أعتقد أن (التصويت) على العزل سيكون على أساس حزبي بشكل كامل”.

وأضاف “إنها عملية سياسية. ليس هناك أي شيء قضائي بشأنها. لست محايداً حيال ذلك على الإطلاق”.