لبنان والحكومة.. من يريد ماذا؟ ومن يتربص بمن؟

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩
٠٨:٥١ بتوقيت غرينتش
لبنان والحكومة.. من يريد ماذا؟ ومن يتربص بمن؟ تنفس كثير من اللبنانيين الصعداء بعد اعلان رئيس الجمهورية ميشال عون تسمية وزير التربية والتعليم الاسبق حسان دياب لتشكيل الحكومة الجديدة. لكن الجميع يعرف ان المشكلة لم تجد حلا لها وان اقصى ما يمكن توقع به هو بداية للحل لن تكون سهلة، وذلك لاسباب عديدة.

العالم - لبنان

جاءت تسمية دياب بعد اسابيع من الفراغ الناتج عن مواقف لاطراف داخلية ومساع لتدخلات اجنبية. ومن خلال نظرة على ما شهده لبنان في الاسابيع الاخيرة يمكن تصور ما حصل بالفعل.

اولا

اعلن رئيس الحكومة حينها سعد الحريري استقالته بما يشبه المسعى لاظهار نفسه وكأنه خضع لمطالب الشارع لكن ما اعقب ذلك كشف محاولة لاحراج الاطراف الاخرى في السلطة.

ثانيا

بدأت عملية حرق الأسماء (السنية) المطروحة لترؤس الحكومة بما يخدم رؤية الحريري وشروطه للعودة الى السراي بحكومة (تكنوقراط) كما اعلن هو.

ثالثا

بدأت التدخلات الخارجية تطفو على سطح الأحداث في لبنان وصولا الى زيارة ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت تزامنا مع الإستشارات النيابية الملزمة التي سمت دياب.

وعليه يمكن استنتاج الاتي من هذه الأحداث..

ما قام به الحريري لإظهار نفسه في نفس الخندق مع المتظاهرين لم ينجح بسبب ربط الحريري خطواته لاحقا بدار الإفتاء ونظرية الغطاء الطائفي له وهو ما يتعارض مع مطالب الشارع الداعية للمجيء بسلطة بعيدة عن الأطر الطائفية. وما قضى على استراتيجية الحريري تمنعه عن تسمية شخص لترؤس الحكومة ما كشف الموقف الذي يتبناه من الأزمة وهو (أنا أو لا أحد) وهو ما يعتبر غير مقبول لدى القوى السياسية اللبنانية (مع وجود شخصيات وأسماء وقوى سنية غير تيار المستقبل).

الى جانب ذلك، كان واضحا المسعى الأميركي لتوجيه الأزمة لصالح مشروع واشنطن. حيث تكشف التقارير ان ديفد هيل وصل بيروت للترويج للسفير اللبناني في الأمم المتحدة نواف سلام كرئيس للحكومة. وهو ما سيعتبر استفزازا واستهدافا لحزب الله وحلفائه بسبب مواقف سلام المعروفة من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي. وهنا يبرز السؤال التالي.. هل كانت استقالة الحريري ورفضه ترؤس الحكومة لاحقا خطوة معدة مسبقا لعدم إحراجه داخليا من جهة الخطة الأميركية ولإفساح المجال لوصول نواف سلام بما يحمله من أجندة مرتبطة بواشنطن؟

الأمر المهم الآخر يتمثل بردة فعل الشارع المحسوب على الحريري بعد تسمية دياب. ردة فعل وجهت ضربة شبه قاضية للحراك حيث برز تمسك بعض هذا الشارع بالإطار الطائفي لاختيار رئيس الحكومة عكس ما يريده معظم اللبنانيين ومن كل الطوائف. وعليه أتت دعوة الحريري الوجدانية لشارعه بالعودة الى المنازل تجنبا لما قد يضعه في خانة التخندق المذهبي وهو ما لا يريده لنفسه و لتاريخه وتاريخ والده السياسي، في ظل وجود قوى اخرى تحاول استغلال الحراك لتمرير اجندتها.

في المقابل تبدو القوى السياسية مصرة على إنجاح مهمة حسان دياب رغم إعلان الحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة وليد جنبلاط عدم المشاركة في الحكومة لا لموقف عام متماه مع الحراك بل لغاية في نفس يعقوب تتمثل بالخصومة العميقة مع رئيس الجمهورية وفريقه.

وعليه يمكن القول ان البلاد اصبحت امام مسارين. مسار يريد إخراج المشهد من الفراغ والسعي لتحقيق ما يريده الشارع ومسار يريد إحراج الطرف الآخر ووضعه في مواجهة مع الشارع كما يحصل في اليومين الأخيرين من استهداف للجيش والقوى الامنية بما ينذر بنتائج غير محمودة.

حسین الموسوي / العالم

0% ...

آخرالاخبار

مقتل 6 جنود باكستانيين في هجوم استهدف موقعا أمنيا شمال غربي البلاد


تل أبيب تمدد قانون يمنح نشاط تجسسي ضد الدول العربية والفلسطينيين


حماس ترحب باستبعاد توني بلير وتؤكد رفض نزع سلاح المقاومة


تصعيد جوي للاحتلال فوق غزة وأمن المقاومة يصدر تعليمات وقائية مشددة


تخت روانجي يؤكد استعداد ايران لتعميق العلاقات مع الصين


شاهد.. سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف الجنوب اللبناني


وزير النفط: ايران ارض الفرص الذهبية للاستثمار


كبار أعضاء مجلس الشيوخ الروسي: لا مصداقية لأي جهد لإعادة فرض العقوبات على إيران


بقائي: إيران وجمهورية أذربيجان عازمتان على استخدام جميع الإمكانيات لتعزيز العلاقات


أكثر من 100 قتيل بهجمات على روضة أطفال ومستشفى بالسودان