العالم - إيران
فيما يلي نص مقابلة قناة العالم مع الدكتور آقامحمدي:
العالم: هل تمكنت العقوبات الأمريكية غير المسبوقة ان توجه إضرار للإقتصاد الإيراني؟ كيف استطاعت إيران ان تستوعب هذه الهجمة الثقيلة وأن تصمد أمامها؟
آقا محمدي: ان الضرر الذي تلقيناه هو امر واقع حيث السبب يرجع الى الهجمة التي تقودها أمريكا والتي لم تنفذ الى الآن ضد أي دولة آخرى وكذلك بالنسبة الى إيران يعتبر أمراً غير مسبوقاً وعندما نقارن وضع الحالي مع الذي حدث بين عامي 2011 و 2012 نلاحظ بأننا تمكنا الآن من إستيعاب الضغط الأمريكي وإيجاد حلول للأزمة الإقتصادية وهذا يؤشر الى تعزيز الصمود الإقتصادي أمام الأحداث الثقيلة و الأهم من ذلك هناك أخبار عن توجه الإقتصاد الإيراني الى النمو، مع كل هذه المعطيات أرى مستقبلاً مشرقاً رغم أن مشاكل الشعب تعتبر جدية.
العالم: ما هي توجهات إيران النهائية أمام الحرب الإقتصادي الأمريكي وما هو دور الإقتصاد المقاوم في هذا الإطار؟
آقامحمدي: هدفنا هو ان يقوم هذا البلد على قوته ونحن نتابع سياسة عدم فرض الحظر وهذا يعتبر مهم جداً بالنسبة الينا لأن أمريكا جعلت كل قوتها في هذه الحرب حتى تنجح في جهدها. السياسة الأمريكية هي بأن تظهر للجميع بأن لا يوجد طريق خلاص من أمريكا وحسب تعبير مسؤولون أمريكيون في قمة الدوحة الأخيرة بأن هذا الحظر الشديد هو بديل للحرب العسكرية و من هنا يعتبر الإنتصار في هذا الموضوع إنتصاراً في الحرب والهزيمة فيه تفسر الحرب الأمريكية.
كما قيل في ذكرى انهيار جدار برلين وتحدث عنه جميع المحللين لدى انهيار الجدار بأنه لم يكن المسألة فقط أوروبا الشرقية و الغربية بل كان هناك دور للأفغانستان التي تمكنت من كسر الهيبة السوفيتية جراء احتلالها، على هذا الأساس في حال انتصار إيران و إلحاق الهزيمة لهذا الضغط الشديد الذي هو بديل للحرب العسكرية، هذا مقدمة لتوجيه هزائم آخرى لأمريكا وستصل بعض الدول الى هذه النتيجة بان مقاومة الحرب الإقتصادية الأمريكية هي أمر ممكن لذلك أنا اعتبر إنتصار إيران أمر مهم جداً و توجهاتنا تتجه نحو تحقيق هذا النصر و نحن سنحتفل بهذا الإنتصار ان شاءالله.
الإقتصاد المقاوم هو عموداً لهذه الحركة حيث توقع قائد الثورة الإسلامية عودة الحظر بناء على تجارب السابقة مع أمريكا في عدم التزامها في تعهداتها، كان واضحاً لإيران بان أمريكا تريد توجيه ضربتها اليها، كما حدث في نهاية الحرب المفروضة عندما قبلت إيران قرار 598 لإنها الحرب المفروضة، اعتبرت الدول الغربية ومعها نظام صدام حسين بأن إيران قبلت القرار لأنها ضعيفة فقاموا بتخطيط عملية مرصاد، عندما إيران قبلت الإتفاق النووي شعرت أمريكا بنفس الوضع بأن إيران قبلت بالإتفاق بسبب ضعفها وقامت بتنفيذ عملية مرصاد آخرى من نوع إقتصادي ضد إيران، فلذلك في حال هزيمة هذه العملية والتي ستحصل ونرى بشائرها بوضوح نحن سنرى قطعاً هزائم جدية آخر لأمريكا.
العالم: ما هو البرنامج في مجال القطاع الخاص وتنفيذ مادة 44 في الدستور لتنشيط الإنتاج و الإقتصاد؟
آقا محمدي: ما نمكله اليوم في هذا المجال هو تنفيذ مادة 44 في الدستور وأؤكد بأن سياسة الجمهورية الإسلامية في هذا الإطار تحظي بصمود كامل، قائد الثورة الإسلامية وخلال لقائه الأخير مع جمع من المنتجين اعتبر مادة 44 امر واجب و حق للناس، لذلك في المجال الإقتصادي نحن نعتقد بأن العمل الإقتصادي يجب ان ينفذ على أيدي الشعب، نحن ثابتي الأقدام و سنعمل على تطوير هذا المشروع لأننا نرى المنتجين والصناعيين الكبار يرافقوننا و قمنا بإجراءات اللازمة في ميزانية العام المقبل اضافة الى تعميق الإستثمار في القطاع الخاص بالتزامن مع تنفيذ مادة 44.
العالم: ما هو برنامج إيران لتفعيل تصدير السلع غير النفطية، الإكفاء الذاتي وعدم الإعتماد على الدول الغربية و في أي مرحلة يسير؟
آقامحمدي: بدأ النمو الإقتصادي في القطاع غير النفطي في هذه السنة و اظهر تقدماً في ثلاثة في منتصف السنة حيث نتوقع النمو الإقتصادي بميزان 2% في أسواء حالة الإقتصاد في العام المقبل الذي قد يتصاعد في المستقبل. نحن درسنا إعتماد البلد على الإقتصاد الغربي وبذلنا جهداً كثيراً لإنتاج في الصناعة الألكترونية واستبدالهم بالنماذج الغربية.
الإقتصادي الإيراني تحول الى إقتصاد كبير في القطاع غير النفطي حيث تبلغ تصدير غير النفطي الإيراني فوق 45 مليار دولار و هناك معلومات تتحدث عن وجود استعداد لتصدير في القطاع غير النفطي في مبالغ تصل الى 100 مليار دلار لكن بشرط ان لا نتعامل مع الدول الغربية يعني الإقتصاد الإيراني بدون الغرب لديه هذه القدرة و هذه المسئلة تمت دراستها و تخطيطها بشكل جيد جدا ونأمل ان ننفذ هذه المخططات عبر دعم الإنتاج والمستثمرين في القطاع الخاص وفي حال نجاح هذه المخططات سنرى بأن الإقتصاد الإيراني لن يبقى معتمداً على أي دولةـ بمعنى آخر يعني الحظر لن يكون مؤثراً في المستقبل، ثانيا سيبثت هذا الأمر بأن الأمريكيين ليسوا قدرة عظمى التي تستطيع ان تدمر الإقتصاد الإيراني.
العالم: مسؤولون حكوميون في إيران يعتقدون بأن هذا الأمر سيصبح سهلاً في حال انضمت إيران الى الإتفاقيات الدولية مثل FATF لذلك يسعون جاهداً لإقرار مشروعي بالرمو وCFT في مجمع تشخيص مصلحة النظام .. ما تحليلكم حول هذا الموضوع؟
آقامحمدي: هذان المشروعان لا يساعدان في ظروف الحظر و قد يتسببا لنا المشاكل في المستقبل، مشاكلنا من نوع الحظر الشامل المالي من قبل أمريكا ونحن لا نستطيع ان نستخدم الآليات التي تستخدمها أمريكا لفرض الحظر علينا لكن في حال لم يتسبب لإيران أضراراً سنتعامل مع إتفاقيات مثلهما.
الحمدلله هناك جلسات حوارية بين اللجان المختصة في المجمع وسوف نصل الى نتيجة مشتركة التي سيقرها في النهاية وانا متاكد ما سنقرره في المستقبل هو لمصلحة النظام.
العالم: كما تعلمون شهدت مدن إيرانية مختلفة عدة حوادث بسبب ارتفاع سعر البنزين والتي ادت الى اعمال شغب و التخريب، برايكم أين يمكن ان نجد جذور هذه الأعمال الشغب؟
آقامحمدي: يمكننا القول بأن القرار الذي تم اصداره بشأن البنزين لم يتم الإعلان عنه بشكل مناسب و في المقابل لم يكن هناك ضرورة لإعلان عن هذا الموضوع مسبقاً لكن في يوم تنفيذ هذا القرار الذي كان من المفترض ان نرى تغطية إعلامية ملحوظة شاهدنا صمتاً إعلامياً شاملاً لدرجة لم نرى أي مسؤول على الإعلام ليتحدث عن أسباب هذا القرار وتبعاته، في هذه الظروف استعجلت مجموعات معارضة و معادية التي كانت لديها مخططات للمستقبل وقاموا بشرح الحدث والسيطرة على الوضع.
كان هناك مخططات لبدء بأعمال الشغب في المستقبل لكن قضية البنزين جعلت هذه المجموعات ان تستعجل في تنفيذها لانهم كانوا يعتقدون أنهم اقتنصوا فرصة تاريخية للقيام بما يفكرون به لأن أغلب العمليات التي شاهدناها طيلة الأحداث لم تكن مرتبطة بقضية البنزين، مثلا الهجوم على مخازن القمح او الهجوم على ميناء بهدف السيطرة عليه لم تكن عملية من قبل الشعب، هذا الأمر يثبت بأن الأمريكيين يتابعون سياسة الضغط القصوى على إيران عبر بدء أعمال الشغب و ربطهم الى وضع الإقتصادي السيء وإظهار الشعب الإيراني بانه يعتقد بضرورة التعامل مع أمريكا لتحسين الأوضاع لذلك كل هجمتهم الإعلامية كانت مبنية على ضرورة توجه إيران الى أمريكا.
المظاهرات كانت تقسم الى قسمين، القسم الاول كان يشعر بشعور إجتماعي وخرج الى الشارع الذي كان طبيعي أسباب و دلائل خروجه، القسم الثاني كانوا مخربين الذي كان كانوا يستهدفون المناطق بشكل نقطوي، مثلا اثناء نزول المطر قطعوا الطرق الرئيسية في طهران و تسببوا بحدوث أزمة، نحن يجب ان نفصل هذين القسمين، أنا أعتبر سبب الإحتجاجات يرتبط بالداخل لكن الشغب و التخريب مرتبط بالخارج.
النظام تصرف مع هذه الأحداث بعقلانية و قام بفصل القتلى حيث اعتبر بعضهم شهداء أما عن الذين نفذوا مخططات الغربية سيعرف الشعب الإيراني في المستقبل لدى التخلص من محكمتهم أي خطر تم رفعه من الشعب الإيراني.