حفلة طلاق فلسطين و"اسرائيل" والعاقد ترامب!

حفلة طلاق فلسطين و
الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠ - ١١:٣٣ بتوقيت غرينتش

بالامس وخلال جلسة الاعلان عن "صفقة ترامب" كان الرئيس الامريكي يسعى جاهدا الى اعادة لم الشمل بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ثانية اثر توتر العلاقات بينهما ، لبلورة علاقة أقوى وارسخ من علاقة اوسلو.

العالم كشكول

كل شيء كان حاضرا وجاهزا في هذه الحفلة بدءا من العاقد والشهود واسباب اللهو والطرب والمجون باستثناء احد طرفي العقد .

شروط العقد كانت مجحفة وتعسفية وقاسية الى درجة ان الطرف الفلسطيني البالغ من العمر 84 عاما رجح بالا يرضح لهذه الذلة وحسب وصفه الخيانة .

لذلك فانه ليس تغيّب عن جلسة العقد الجديدة فحسب بل لم يسمح بان ينوب عنه أي احد ليكون وكيله في قبول صيغة العقد .

الحاضرون كانوا يحاولون الايحاء بأن اجواء الجلسة حميمية ومبتهجة ، ولذلك كان كل من ترامب ونتنياهو يخاطبان بعضهما باسمائهما الاولى ويشجعان بعضما كرارا وتكرارا وبالطبع كانا يتصافحان مع بعض ابتهاجا بانجازاتهما . وقد اعلن في هذه المراسم بان وثيقة الزواج تشتمل على 80 صفحة ، وبالطبع تم تقديم كل الصلاحيات والامتيازات الى الطرف الحاضر في العقد .

القدس عاصمة موحدة لـ"اسرئيل" ، غور الاردن من حصة "اسرائيل" ، عدم تفكيك المستوطنات العشوائية التي ستكون من حصة "اسرائيل" ، والاهم من كل ذك وبالطبع البند الذي يشكل المسمار الاخير في نعش القضية الفلسطينية اسقاط حق عودة الفلسطينيين لصالح "اسرائيل" .

طبعا خلال هذه الجلسة ، وعد العاقد (ترامب) بأنه في حال رضخ ( او بالاحرى انبطح ) الجانب الفلسطيني لكل الشروط التي تم الاعلان عنها في هذا الجلسة ونفذها بحذافيرها ، فحين ذلك يمكنه في المستقبل المجهول والذي لا يعرف متى سيحل ولا ضمانة لحلوله أيضا ان يأمل بانه ربما ، وربما يمكن التفكير في بلد وشعب باسم فلسطين.

حفلة الامس كانت أشبه بحفلة طلاق اكثر من حفلة زواج ، وكانت تفوح من كافة ارجائهما رائحة تزكم الانوف بسبب الشعور بالندم حيال اتفاق اوسلو .