من هو "جزار الخيام" العميل عامر الفاخوري؟

الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠٢٠ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية الإثنين قرار مفاجئ بتبرئة العميل عامر الفاخوري من تهمة التعامل مع الإحتلال وتعذيب الأسرى اللبنانيين في معتقل الخيام إبان إحتلال جنوب لبنان مما تسبب بسخط شعبي واسع في الشارع اللبناني.

العالم - لبنان

وندد حزب الله في بيان قرار المحكمة العسكرية مشدداً بأن القرار جاء تحت ضغط الأمريكي للإفراج عن الفاخوري الذي كان ينسق مع جيش الإحتلال في فترة احتلال جنوب لبنان معتبراً بأن هذا اليوم هو يوم حزين للبنان والعدالة.

وجاء في بيان حزب الله:"منذ اليوم الأول لإعتقال العميل المجرم والقاتل عامر الفاخوري بدأت الضغوط والتهديدات الأميركية سراً وعلانية لإجبار لبنان على إطلاق سراحه مع ثبوت كل الجرائم المنسوبة إليه ومع كل ماضيه الأسود والدموي" مشيراً بأن "كان من الأشرف والأجدى لرئيس المحكمة العسكرية وأعضائها أن يتقدموا بإستقالاتهم بدل الإذعان والخضوع للضغوط التي أملت عليهم إتخاذ هذا القرار المشؤوم".

كما دعت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين في لبنان إلى وقفة احتجاجية أمام المحكمة العسكرية يوم أمس "استنكارا لقرار المحكمة العسكرية الدائمة، إسقاط التهم بحق العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، المعروف باسم جزار الخيام"، بحسب بيان الهيئة. يذكر بأن لبنان تعرض الى ضغوط أمريكية منذ اعتقال الفاخوري للإفراج عنه.

واوقفت السلطات اللبنانية في أيلول2019 عامر الفاخوري الذي كان قيادياً في ما كان يعرف بـ"جيش لبنان الجنوبي"، وهو مليشيا مسلحة كانت تتعامل مع جيش الإحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات.

وكان الفاخوري القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام في جيش أنطوان لحد، على علم مسبق بموعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في 25 ايار 2000، وتبلغ بالاجراءات العسكرية واللوجستية المقررة قبل ان يعرف اي مسؤول في جيش لبنان الجنوبي او غيره.

وسجن الخيام هو معتقل يقع على تل مرتفع ضمن بلدة الخيام في موقع حصين يطل على شمال فلسطين من جهة وعلى مرتفعات الجولان السورية من جهة ثانية ويؤمن السيطرة عليهما.

ويتكون من خمسة مبان، وكل مبنى يتألف من عشرين غرفة. ولا تتعدى مساحة الغرفة الجماعية المترين طولا والمتر ونصف عرضا، يحشر فيها من خمسة إلى ستة أفراد، والغرفة الانفرادية لا تتعدى التسعين سنتيمترا طولا وعرضا.

وفي 23 أيار/مايو 2000 هربت القوة المسيطرة على المعتقل بعد الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ واقتحم الأهالي المعتقل ليطلقوا سراح 142 أسيرا بقوا في المعتقل.

والفاخوري هو من الذين عملوا مع الجهاز 504 الاسرائيلي، وهو ما يعني تماديه في ارتكابه تهمة العمالة في فترة ما قبل وما بعد التحرير. في اثناء انتقاله الى داخل الاراضي المحتلة بقي يعمل مع الجهاز عينه، واستحصل تقديرا لخدماته على هوية وجواز سفر اسرائيليين سمح له بالسفر الى خارج الاراضي المحتلة.

وأعلن الأمن العام اللبناني في أيلول 2019 توقيف آمر معتقل الخيام سابقاً عامر الفاخوري واعترافه خلال التحقيق بتعامله مع "إسرائيل". حيث اعترف الفاخوري أنه استحصل بعد فراره إلى فلسطين المحتلة على هوية إسرائيلية وعلى جواز سفر إسرائيلي غادر بموجبه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار الأمن العام اللبناني إلى أن تحرّكه أتى في إطار متابعته لعملاء العدو الإسرائيلي وتعقبهم.

وقالت قناة المنار إن هناك من يعمل في الدولة على تنظيف ملفات 60 عميلاً، وأشارت معلومات القناة إلى أن الضابط الذي رافق العميل الفاخوري إلى الامن العام يخضع للتحقيق.

وكان القضاء اللبناني قد أصدر مذكرة توقيف بحق المدعو عامر الياس الفاخوري المسؤول السابق عن معتقل الخيام في ميليشيا العميل الإسرائيلي أنطوان لحد.

جريدة "الأخبار" اللبنانية كشفت في 11 ايلول 2019 أن "السفارة الأميركية في بيروت دخلت على الخط لأن الفاخوري يحمل الجنسية الأميركية. وبهذه الذريعة، أجرت السفارة اتصالات بمسؤولين لبنانيين، طالبة مقابلة الموقوف بهدف تقديم العون له، إلا أن طلبها قوبِل بالرفض".

ونقلت جريدة "الأخبار" عن مصادر قضائية قولها إن الفاخوري انتقل قبل تحرير الجنوب بنحو سنتين من قيادة العملاء في ثكنة الخيام ومعتقلها، إلى جهاز الأمن التابع مباشرة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان). واستمرّ، حتى تحرير الجنوب عام 2000، وهو يعمل في جهاز الأمن الذي كان يتولى مراقبة الجنوبيين واعتقال من يشتبه العدو به، إضافة إلى تجنيد العملاء في المناطق المحررة.