س- هل كانت جمعية الهلال الاحمر منذ البداية على استعداد لمواجهة كورونا ؟
ج- نحن علی أیّة حال، نمثل قطاع سلامة البلاد، أي الجمهوریة الإسلامیة في ایران، وعلی وجه التحدید في جمعیة الهلال الأحمر، حینما بدأ إنتشار العدوی من الصین، تمّ القیام بأعمال جیّدة علی مستوی البلاد، والمدینة التي بدأ إنتشار الفیرس فیها وتمّ رصد أوّل حالة من مرض مورونا هي مدینة قم المقدّسة. کانت هناك إستعدادات جیّدة تمّ تنفیذها منذ الیوم الأوّل، فقد تمّ إطلاق إعلان عام من هذه المدینة. تمّ توظیف وتعبئة جمیع طاقات البلاد ، ومن الطبیعي لأنّ المرض کان واسع الإنتشار لم یکن بإمکان وزارة واحدة أو منظّمة محلیة واحدة تحمّل المسؤولیة. فقد تعاونت جمیع المؤسّسات والوزارات بما فیها جمعیة الهلال الأحمر بناء علی مسؤولیتها وواجبها حیث قامت بعملها جنباً إلی جنب وزارة الصحّة ونفّذت أعمالاً کبیرة سوف أوضّحها أکثر لکم خلال برنامجنا هذا.
س- هل واجهتم مشاكل في تأمين المعدات الطبية ومستلزمات الاغاثة؟
ج- علی أیّة حال، فأنّ هذا المرض، أو مایسمّی بکوفید 19 ، یُعتبر جدیداً. وفي حقیقة الأمر لم یکن العالم علی إستعداد لمواجهة هذا الفیروس القادم. لیس فقط لأنّ العالم لم یکن لدیه لقاح خاصّ به بل کان یفتقد للدواء الخاصّ بعلاجه. حسناً، من الطبیعي أنّ جمیع الدول واجهت تحدّیاً من نوع جدید ومشکلة لم تکن واجهتها من قبل، وکما شاهدتم فأنّ دولة کبیرة مثل أمریکا تواجه مشکلة جدّیة في هذا الصدد. من الطبیعي أنّنا کنّا نواجه مشکلات في ایران، فقد کان هناك موضوع الحظر الإقتصادي وأنواعه المختلفة، إلی جانب الضغوط من قبل أمریکا وبعض الدول الأخری. ولکن لحسن الحظّ، بسبب تضحیات شعبنا والأطقم الطبّیة تمّ التحکّم بهذا الفیروس. المشکلة الرئیسة التي تواجهنا في البلاد تتمثّل في أنواع الحظر الإقتصادة التي تفرضها أمریکا علینا. فعلی الرغم من الکلام المکرّر الذي یقوله البعض من أنّ أنواع الحظر الإقتصادي لاتشمل الدواء والعلاج إلا أنّ المحدودیة والقیود الموجودة في المعاملات المصرفیة لیس بإمکاننا توفیر الکثیر من المواد الطبّیة بسهولة. لکن المسعی ترکّز علی توفیر هذه المواد ونجحنا في الحصول علیها وخیر دلیل علی هذا هو أنّ وضعنا في السیطرة علی هذا الفیروس أفضل بکثیر من العدید من دول العالم بما فیها الدول المتقدّمة. ما أودّ قوله لکم، هو أنّه بالرغم من الشعارات الجوفاء فأنّ الحظر الإقتصادي أثّر علی قطاع العلاج والدواء في البلاد. بمعنی أنّه لربّما توجد مواد طبّیة لاتخضع للحظر الإقتصادي، ولکن بسبب المشکلات في القطاع المصرفي والمعاملات المصرفیة، لهذا تواجهنا مشاکل في الحصول علیها. قمنا بإبلاغ منظّمة الصلیب الأحمر بوجوب فتح طریق کي نستطیع من خلاله الحصول علی هذه المواد براحة وسهولة. علی أیّة حال، فأنّ جمعیة الهلال الأحمر نجحت في الحصول علی المواد والأدویة الضروریة لعلاج فیروس کورونا مثل "کلترا" و "تامي فلو" وذلك عبر قنواتنا الخاصّة ووضعناها تحت تصرّف الناس.
س- هل الحسابات المصرفية الخاصة بجمعية الهلال الاحمر تم اغلاقها؟
ج- عملیاً في الحقیقة لدینا مشکلات في الحسابات المصرفیة الخاصّة بإرسال الحوالات والمبالغ للدول التي نشتري منها مایلزمنا من المواد الطبّیة. فالحظر یشمل هذه الدول کما یشمل الشرکات أیضاً. ما طلبناه من منظمة الصلیب الأحم هو الوضع في الإعتبار إفتتاح خطّ بالعملات الصعبة خاصّ بجمعیة الهلال الأحمر في الجمهوریة الإسلامیة في ایران، ولکن علی أیّة حال کانت المنظمة المذکورة تواجه محدودیة وقیوداً خاصّة في هذا المجال أیضاً. قامت منظمة الصلیب الأحمر الدولیة بالکتابة لمنظمة الصحّة العالمیة ولمنظمة الأمم المتحدة، تمثّل طلبنا في أن یکون الخطّ خاصِاً، نفس الخطّ بالعملات الصعبة التابع لجمعیة الهلال الأحمر، ولکن للأسف حتّی هذا الخطّ واجه مشکلة. نحن نأمل بحصولنا علی هذا الخطّ کي نتمکّن من القیام بمعاملاتنا المصرفیة بسهولة ویسر.
س- ما هي الدول التي ارسلت لكم مساعدات في مجال مكافحة كورونا؟
ج- الموضوع المطروح للمناقشة في جمعیة الهلال الأحمر، وللعلم فهو من المبادئ الأساسیة للهلال الأحمر، ما یُسمّی "یونیفرسالتي" أو العولمة. أي بمعنی أنّنا ننتمي إلی العالم بأسره شأننا في هذا شأن جمعیات الهلال الأحمر في جمیع الدول. منذ تلك الأیّام التي واجهت الصین فیها هذه المحنة وکانت في موضع لا تُحسد علیها، قامت بلادنا من خلال جمعیة الهلال الأحمر بإرسال من ملیون إلی ملیونین من الکمّامات کمساعدات إلی الصین، وخلال هذه المدّة التي کانت الصین فیها تمرّ بأزمة حادّة بسبب فیروس کورونا لم نکن نحن قد وصلنا إلی مرحلة حرجة بعد. ولکن بعد أن تفاقمت المشکلة، ووفقاً للمبادئ الأساسیة لجمعیات الهلال الأحمر، علی الرغم من أنّ المشکلة کانت لاتزال موجودة وبقوّة في الصین، قامت الحکومة الصینیة واثنتان وعشرون أو ثلاث وعشرون من الدول في العالم بإرسال مساعدات جیّدة للجمهوریة الإسلامیة في ایران، بل أقول أنّ أکثر المساعدات وصلتنا من الصین، أي أنّها أرسلت لنا مساعدات طبّیة بأضعاف الکمّیة التي أرسلناها لها. ففي موضوع العولمة، لو حدث وأن تعرّضت دولتان لمشکلة، فأنّ الدولة التي تُعتبر أفضل حالة من الأخری تقوم بمساعدتها. ولحسن الحظ وبسبب الحیاد وعدم وجود أهداف خاصّة في المبادئ الأساسیة لجمعیات الهلال الأحمر، فقد کانت جمیع منظمات الصلیب الأحمر وجمعیات الهلال الأحمر علی أتمّ الإستعداد لتقدیم ید العون لبعضها البعض ، ولحسن الحظ أیضاً لاتزال هذه المساعدات تمضي علی قدم وساق عبر منظمة الصلیب الأحمر الدولیة للدول التي هي بحاجة إلیها.
س- ما سبب رفض طلب منظمة اطباء بلا حدود بتقديم مساعدات طبية للإيرانيين ؟
ج- کلا، الأمر الذي کان موجوداً تمثّل في عدم التنسیق إلی حدّ ما، والا نحن نرحّب بالمساعدات الدولیة. حتّی الدول التي لاتوجد بیننا وبینها علاقات إذا قامت بتقدیم المساعدات بنیّة حسنة سوف نرحّب بها. علی سبیل المثال، خلال الزلزال الذي ضرب بم أرسلت أمریکا مساعدات لنا وکذلك حذت حذوها دول أخری. ولکن في هذا الموضوع علی وجه التحدید کان هناك نوع من عدم التنسیق، فنحن نرحّب بالمساعدات الدولیة. بالنظر إلی وجود مهاجرین أفغان في مشهد، هذا الفریق العالمي موجود في المنطقة وللعلم فأنّ وزارتي الخارجیة والصحّة تقمان بتنفیذ أعمال الفریق وإن شاء الله سوف یستقر هناكویقوم بأعماله. نحن لانعارض أيّ مساعدات دولیة، کما أنّنا نقوم بمسؤولیاتنا تّجاه الدول الأخری. العدید من العناصر البشریة أبدت إستعدادها لتقدیم المساعدة لأمریکا، ولکن کما أسلفتُ لکم کان هناك نوع من عدم التنسیق ولیس رفض المساعدات الدولیة. نحن نرحّب بحسن النیّة من الدول الأخری تّجاه شعبنا وبلادنا.
س- هل هناك جهات غير حكومية ارادت مساعدة ايران لمحاربة كورونا لكن الحظر الاميركي حال دون ذلك؟
ج- الموضوع الذي کان مطروحاً هو أنّ المواطنین الایرانیین المتواجدین في أمریکا والدول الأوروبیة ومواطنین من دول أخری کالصینیین في الصین أبدوا إستعدادهم ورغبتهم في تقدیم المساعدة لبلادنا، إلی درجة أنّ مؤسّسة خیریة في باکستان ساعدتنا بمبلغ مائتي ألف دولار. کلّ هؤلاء الذین ذکرتهم کانوا یواجهون مشکلات في تحویل المبالغ، تصوّروا فقط المبالغ التي تبرّع بها الایرانیون المقیمون في أمریکا إستغرق وصولها إلینا مابین اسبوعین إلی ثلاثة أسابیع. فیما یخصّ التحویلات المالیة أودّ القول أنّ المحدودیة والقیود من قبل أمریکا جدّیة، وهذا کان طلبنا من منظّمة الصلیب الأحمر الدولیة واللجنة الدولیة کي تقوما بتقدیم المساعدة لنا وذلك من خلال الخطّ المالي الخاصّ بنا. وفیما یتعلّق بالمساعدات غیر النقدیة لم یواجه المتبرعون مشاکل تُذکر فقد کانت تشتمل علی المواد الطبّیة. في حقیقة الأمر المحدودیة التي واجهناها خلال هذه المرحلة تمثّلت في الرحلات الجوّیة الدولیة فقد کانت قلیلة إلی جانب عدم سماح الأمریکیین بتنفیذ التحویلات المالیة. من المشکلات الأخری التأخیر في وصول المواد الطبّیة إلینا، ما نطلبه من المجتمع الدولي یتمثّل في إقامة خطّ مالي للعملات الصعبة خاصّ بجمعیة الهلال الأحمر من أجل الأعمال الإنسانیة کي نستطیع القیام بالتحویلات المالیة وإستلام المساعدات وفي المقابل تقدیم المساعدات للدول الأخری التي هي بحاجة لها.
س- ما هو ردكم على كلام البعض حول عدم ترحيب ايران بالمساعدات الطبية بل فقط المالية منها؟
ج- کلا، نحن نرحّب. فالموضوع المطروح کان یخصّ الکمّامات ومیزان الحرارة اللیزري الخاصّ بعدم الإتّصال ونحن کنّا نرحّب بالمواد السابقة. النقطة لمهمّة هي أنّنا حالیاً في البلاد نشکو من قلّة أعداد أجهزة التهویة، کي أکون أکثر دقّة نحن لدینا نقص في هذه الأجهزة بحوالي ألفي جهاز. جهاز التهویة هو جهاز التنفس الإصطناعي الذي یُستفاد منه في غرف العملیات وغرف العنایة المرکزة. نحن بحاجة إلی ألف من أجهزة التهویة لحالات الطوارئ ولعلاج مرضانا. أعلن من هنا أنّ أيّ دولة تقدّم لنا أجهزة لتنفس الإصطناعي نحن علی إستعداد لإستلامها، نحن نتوقّع من جمیع الدول العربیة ومن أشقائنا تقدیم المساعدات لنا، وهکذا الحال مع الدول الأوروبیة، ونحن بدورنا سوف نعوّض ما یقدّم لنا للدول المانحة فیما لو حدثت أزمات فیها في المستقبل. أمّا فیما یخصّ المساعدات النقدیة فهي لدیها وضعها الخاصّ، نحن رحّبنا بالدول التي زوّدتنا بالکمّامات ومعدّات الحمایة الشخصیة، أمّا الدول التي نجحت في تقدیم المساعدات النقدیة فقد ذستلمناها وقمنا بمساعینا من أجل توفیر المواد الضروریة لنا. علی أیّة حال نحن نرحّب بنوعي المساعدات، سواء النقدیة منها أو غیرالنقدیة. أمّا الآن فنحن بحاجة ماسّة لأجهزة التنفس الإصطناعي ونحن علی إستعداد لتقدیم أثمانها للدول التي تبدي الإستعداد لتزویدنا بها، أي أن تبیعها لنا ونحن نقوم بشرائها، أنا أطرح هذا الموضوع کي أوضّح أنّه علی الرغم من کلّ هذا الضیق والمأزق الذي نعیشه إلا أنّنا تمکنا من الوصول إلی وضع جیّد في موضوع التحکّم بالفیروس. حوالي أکثر من ملیون وستمئة ألف شخص في العالم أصیبوا بهذا الفیروس وأقل من ثلاثمائة وخمسین ألف شخص تعافوا، أمّا في بلادنا ایران فقد تعافی خمسة وثلاثون ألف شخص من مجموع ثمانیة وستّین ألف مریض، بمعنی آخر أنّ مجموع المتعافین في العالم کان أقلّ من خمسة وعشرین بالمائة، بینما في بلادنا تبلغ النسبة أکثر من خمسین بالمائة. ما أودّ توضیحه هنا هو أنّه بالرغم من جمیع القیود والمحدودیات المالیة والتحویلات والإمکانیات وغیرها إلا أنّنا نجحنا بفضل التضحیات التي قدّمتها الأطقم الطبّیة والتعاضد والتعاطف إلی التحکّم بالفیروس. کما أعلن أنّنا نرحّب بالمساعدات النقدیة وغیر النقدیة، ونحن أیضاً شأننا شأن العالم بأسره نرید التغلب علی هذا الفیروس والتحکّم بالمشکلات.
س- ما هي مهام الهلال الاحمر الايراني في مجال مكافحة كورونا؟
ج- علی أیّة حال، أحد المهام الموکولة لنا موضوع التعلیم العام إلی جانب جمیع المؤسّسات والمنظمات وموضوع التحکّم في الخروج من المدن، والسبب أنّ هذا المرض تزامن مع عطلة السنة الایرانیة الجدیدة أي الهجري الشمسي، حیث دأبت شریجة کبیرة من أفراد المجتمع علی السفر إلی مختلف محافظات البلاد، لهذا فقد أوکلت السلطات مهمّة مراقبة منافذ المدن إلی جمعیة الهلال الأحمر. ونحن بدورنا قمنا بالتحکم في منافذ الخروج لمدن مختلفة في ثلاث عشرة محافظة في البلاد، إضافة إلی منافذ الدخول والخروج في بقیّة المحافظات. قبل أن أتطرّق إلی موضوع التحکّم في هذه المناطق، أودّ أن أقول أنّه في موضوع التعلیم العام قمنا بإنتاج أفلام ومخططات بیانیة للمعلومات إلی جانب ملصقات. في الحقیقة فقد قمنا بإعداد ملیون أو ملیونین من الملصقات ومخططات بیانیة للمعلومات. وبسبب وجود هذا التنوّع من القومیات في البلاد فقد قمنا بإنتاج الملصقات بلغات متعدّدة منها العربیة والآذریة والکردیة إلی جانب بعض اللغات الأخری کالانجلیزیة، ولربّما کان هذا العمل یُعتبر جدیداً في البلاد. کما قمنا بتعلیم الکثیر من الأفراد کمقدّمة لتزویدهم بشهادات وذلك بالتنسیق مع مؤسّسة النظام الطبّي حیث قمنا بمنح شهادات لسبعمائة وخمسین ألف شخص تثبت مشارکتهم في هذه الدورات التعلیمیة. العمل الآخر الذي قمنا به هو إنشاء موقع "کورونا دات آي آر" وذلك بسبب القلق عن طبیعة المرض الذي کان مستحوذاً علی الناس ورغبتهم في معرفة ما إذا کانوا قد أصیبوا به أم لا. کان أفراد الشعب یعودون إلینا حیث کنّا نقیّم أوضاعهم الصحّیة وفقاً للمعلومات التي کانوا یزوّدوننا بها، ولاحقاً أخذت وزارة الصحّة هذه المسؤولیة علی عاتقها حیث قامت بها علی نطاق أوسع وأشمل. شارك في هذه المنظومة حوالي عشرة ملایین فرد حیث قاموا بعملیة تقییم ذاتي، نحن بدورنا قدّمنا المساعدة في هذا المجال من أجل التقلیل من القلق والإضطراب لدی مواطنینا. النقطة المتعلقة بمنافذ الخروج من المدن والتي تطرّقتُ إلیها آنفاً، قمنا بالتحکّم والتدقیق بحوالي واحد وعشرین ملیون شخص من المسافرین کانوا یستقلّون سبعة ملایین وخمسمائة ألف سیّارة. بعد أن بدأنا بعملیة التحکّم والتدقیق في المسافرین کنّا نفصل الأشخاص الذین کانوا یشعرون بإرتفاع في الحرارة، للعلم فقد وجدنا أکثر من أربعة عشر ألف شخص یحملون أعراض مشبوهة حیث تمّ إرسالهم إلی مراکز العلاج. حسناً، کان هذا عملاً ضخماً وعلی نطاق واسع قامت به جمعیة الهلال الأحمر للمرّة الأولی وقد أبلت بلاءً حسناً فیه من خلال التحکّم بالمواطنین الذین کانوا یشکون من أعراض المرض. قامت جمعیة الهلال الأحمر بتقدیم المساعدة للمواطنین في مجال التعلیم العام والفحص إلی جانب قیاس الحمّی بشکل ملحوظ.
س- هل استفدتم من طاقات المتطوعين والمنظمات غير الحكومية في عملكم؟
ج- بالنظر إلی المجهود المبذول في الجمهوریة الإسلامیة في ایران سابقاً، یوجد حوالي ملیونا شخص من المتطوّعین وقوی الإغاثة والشباب ورجال الإنقاذ الذین یتعاونون مع جمعیة الهلال الأحمر. هؤلاء الذین کانوا یساعدوننا في موضوع التحکّم بمنافذ الخروج من المدن حیث کانت أعدادهم تقدّر یومیاً بثلاثة آلاف وأربعمائة متطوّع، ونفس هذا العدد شارکوننا في موضوع الفیضانات الذي سوف أتطرّق إلیه لاحقاً. حسناً، کوْن هؤلاء کانوا من نفس أفراد الشعب لهذا فقد نجحوا في الحصول علی المساعدات الشعبیة أیضاً، ونحن إلی جانب تعاوننا مع الملیونین من الأفراد والصلة الموجودة بیننا وبین المؤسّسات الخیریة تمکنّا من الحصول علی مساعدات کثیرة للمستشفیات والمراکز العلاجیة. کان هؤلاء الأفراد بمثابة جسر بیننا وبین أفراد الشعب والسبب هو أنّهم کانوا من شرائح المجتمع المختلفة. قامت مجموعات خیریة متعدّدة بالتعاون معنا في موضوع فیروس کورونا کما کانت تفعل في الحوادث الأخری، فقد قمنا بتنظیمها ومنحها الرخص اللازمة ونتیجة لکلّ هذا حصلت جمعیة الهلال الأحمر علی مساعدات کبیرة من أفراد الشعب.
س- ما هو السبب الذي حد من أضرار الفيضانات لهذا العام رغم انها كانت اشد من العام الماضي؟
ج- من الأعمال التي نُفّذت في البلاد العمل علی عدم تبدیل هطول الأمطار إلی أزمة. فبعد المشکلات التي واجهتنا في السنة الایرانیة المنصرمة قامت الأجهزة المعنیة المختلفة بتنفیذ آعمال جیّدة ومن ضمنها البنی التحتیة الضروریة. فقد کان هناك موضوع التحکم في الفیضانات والمیاه والمشکلات التي کانت تترتّب علی هطول الأمطار علی أیّة حال، إلی جانب توفیر الإقامة للأفراد المتواجدین بجوار الأنهار. کانت جمعیة الهلال الأحمر مستعدّة بشکل جیّد هذا العام، کنّا منشغلین بمتابعة مسائل الفیضانات في مائة وثلاث وسبعین مدینة وقریة موزّعة علی خمس وعشرین محافظة في البلاد. ولکن بسبب الإجراءات المسبقة فقد کنّا علی إتّصال دائم مع الأصدقاء ومع الأنواء الجوّیة کما عملنا علی تقویة مخازن الإغاثة. عملنا علی نقل اللوجستیات ومواد الإغاثة إلی المناطق المنکوبة عن طریق أربع مروحیات إستقرّت فیها. النقطة التي أودّ توضیحها هنا هي أنّ جمعیة الهلال الأحمر في الجمهوریة الإسلامیة في ایران تُعتبر من أکبر منظمات الإغاثة والنجاة في المنطقة. فهي تمتلك إمکانیات ممتازة وبسبب الإستعداد والبرامج الموضوعة مسبقاً هذا العام لجمیع الأجهزة وعلی الأخصّ جمعیة الهلال الأحمر، نجحنا في التحکّم في فیضانات هذا العام ما أدّی إلی التقلیل من الخسائر إلی حدّ کبیر مقارنة بالعام الماضي. بالرغم من إنشغال مائة وثلاث وسبعین مدینة وقریة بموضوع الفیضانات، إلا أنّنا نجحنا في التغلب علیها وعلی المشکلات الناجمة عنها. ثمانیة وعشرون شخصاً قاموا بعملیات الإغاثة، وفّرنا السکن لأکثر من خمسة آلاف مواطن إلی جانب التواجد الدائم لأربع مروحیات في المناطق المنکوبة. ترکّز أغلب مشکلاتنا في أربع محافظات في جنوب البلاد ألا وهي بوشهر وهرمزکان وسیستان وبلوشستان وأخیراً کرمان. تواجدنا أنا والأمین العام ورئیس منظمة الإغاثة في المنطقة وأشرفنا علی أعمال الإغاثة عن قرب. وهذا العمل یمثّل ما ماذکرته لکم في بدایة حدیثي من أنّ طبیعة عمل جمعیة الهلال الأحمر هي طبیعة إنسانیة، أکثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة شخص تفرّغوا لموضوع فیروس کورونا ونفس العدد تقریباً إنطلق في تقدیم المساعدة في موضوع الفیضانات.
س- ايضا هم من المتطوعين؟
ج- نعم، کان الأفراد من المنطوّعین ومن طاقمنا متواجدین في المناطق المختلفة، حینما توجّهتُ شخصیاً إلی المناطق المنکوبة، شاهدت العزیمة والإخلاص، فلو کانت مشکلاتنا أضعاف ما کان موجوداً لکان أفرادنا علی إستعداد تام للقضاء علیها وإدارتها علی أحسن وجه.
س- ما هي المساعدات التي قدمتموها للمناطق المتضررة من الفيضانات في ايران؟
ج- نعم، المهمّة التي نفذناها في تلك المناطق تمثّلت في توفیر الإقامة للأفراد الذین کانوا في حاجّة ماسّة إلیها، قمنا بتوفیر مساکن مؤقّتة کالخیام إلی جانب ماکانوا یحتاجونه من المواد الغذائیة علی شکل عبوات غذائیة صالحة لمدّة اثنتین وسبعین ساعة ، وبعد الزیارة التفقدیة قمنا بتوزیع مواد غذائیة علی الأفراد صالحة لمدّة شهر. کان لدینا جمیع الإمکانیات الضروریة کالبطانیات والسجاد والخیم والمواد الغذائیة في المنطقة، حیث قمنا بتوزیع حوالي عشرین طنّاً من المواد الغذائیة علی مختلف الأفراد بهدف التقلیل من المشکلات التي واجهت المواطنین في الأیّام الأولی للأزمة.