لماذا ترتبط "الكارثة الكبرى" في امريكا بالرئيس ترامب؟

الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

تشتد الانتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب سوء ادارته لأزمة كورونا. وأكد كبير مستشاري الصحة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي أن الإدارة الأميركية لو كانت قد اتخذت إجراءات مشددة لكبح تفشي الفيروس لكان بالإمكان إنقاذ العديد من الأرواح. برنامج "مع الحدث" الذي تعرضه قناة العالم ناقش هذا الموضوع من عدة زوايا وبحث في حالة "الكارثة الكبرى" التي اعلنت في الولايات المتحدة.

وقال ضيف البرنامج، الخبير في الشأن الاميركي كامل وزني: ان الكارثة الكبرى تعني ان هناك اكثر من 558 الف مصاب بمرض كورونا و28 الف ضحية حتى الان (وقت البرنامج) وهذا العدد في تصاعد، وهناك ولايات تكدس الاموات داخل المستشفيات، كما عرضت وسائل اعلام امريكية.
واضاف وزني: اليوم هناك حالة كارثية في الولايات المتحدة وجزء منها يتعلق بكيفية ادارة هذه الازمة، فالولايات المتحدة هي الدولة التي لديها جيش يبلغ مليون ونصف المليون عسكري ولا تستطيع ان تؤمن الكمامات والالبسة الواقية للقطاع الطبي، الولايات المتحدة التي لديها 4000 رأس نووي ولا تستطيع ان تؤمن اللقاحات في ولاياتها الخمسين.
وتابع: الولايات المتحدة التي تنفق 790 مليار دولار على موازنة التسلح والقطاع الصحي مدمر، الولايات المتحدة لديها 17 جهاز استخباراتي ولم تستطع ان تحدد ساعة تفشي المرض، ولو نظرنا الى كل ما يحصل في الولايات المتحدة والاخفاقات التي تحدث فيها، فالناتج انها انفقت على التسلح وعلى الحروب وعلى الدمار وعلى العقوبات وعلى النفوذ وعلى وضع الحكام والرؤساء لكنها نسيت الانسان داخل الولايات المتحدة وخارجها.
واردف وزني: اليوم هناك صراع حقيقي موجود داخل الولايات المتحدة بين الحكومة الفدرالية التي يقودها الرئيس ترامب والولايات الممتدة على مساحة امريكا، واذا تسمع التصريحات والمؤتمرات الصحفية التي يقودها مسؤولو وحكام هذه الولايات وبالاخص ولاية نيويورك وغيرها ستلاحظ مدى تحميل حكام هذه الولايات الرئيس ترامب مسؤولية الاخفاقات التي وصلت اليها الولايات المتحدة.
من جهته قال ضيف البرنامج الكاتب والمحلل السياسي محمد دلبح: ما يجري في الولايات المتحدة ان هناك تحميل للمسؤولية لترامب شخصيا بأنه تراخى في الاستجابة للوباء على اعتبار ان اجهزة الاستخبارات الاميركية ابلغته مسبقا منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بامكانية تفشي الوباء انتقالا من الصين حسب المعلومات التي حصلوا عليها ولكنه تجاهل هذا الامر واعتبر ان هذه المسألة عادية وكان كل همه هو الحفاظ على تصاعد سوق الاسهم والاوراق المالية في وول ستريت وهذا ما كان يهمه وكان يعتقد ان اي حديث عن تفشي مثل هذ الوباء في الولايات المتحدة سينعكس سلبا على سوق المال وقد يؤدي الى انهياره.
واضاف دلبح: النظام القائم في الولايات المتحدة هو نظام رأس مالي، والرأس مالية لا تهتم بمصير الافراد بمقدار ما تهتم بأرباحها ومراكمة ثرواتها، وهذا هو ديدن الرأس مالية في الولايات المتحدة وفي اوروبا.
فيما رأى ضيف البرنامج الباحث السياسي زيد العيسى: ان صورة الولايات المتحدة من الخارج تبدو مأساوية وكارثية لا تتحدث عن صورة دولة عظمى متمكنة وقادرة وكانت في السابق تتبجح وكذلك سمعتها بأنها تقود المساعي والتوجهات الدولية، وعندما تحدث المآسي والكوارث الطبيعية الكبرى فهي تزعم ودائما تتبجح بأنها هي الوحيدة القادرة على قيادة هذا التوجه الدولي للانقاذ في حالة الكوارث وذلك باستخدام القدرة اللوجستية والاموال الهائلة وكذلك الجيوش المكدسة.
وقال العيسى: اليوم العالم يرى الرئيس ترامب وهو يتهرب ويحاول القاء الكرة في ملعب غيره ويلوم غيره، داخليا رأينا انه يلوم الديمقراطيين وبأن ما يحدث هو حيلة من الديمقراطيين للتحضير للانتخابات وبعد ذلك بشان نقص المواد مثل الكمامات والملابس الواقية والفحص الذي يعتبر اساسيا وجوهریا والنقص في اجهزة التنفس الاصطناعي يحاول ان يلوم اوباما في هذا الشأن وكذلك يوجه دائما الاتهام الى الصحافة الليبرالية بأنها صحافة مزيفة.
وتابع: خارجيا يحاول ترامب محاولة الباس كورونا اللباس الصيني واعطاءه هوية ولون وشخصية، وهذا ما فعله بومبيو ايضا وبعد ذلك رمى الكرة في ملعب الاتحاد الاوروبي بأنهم تباطأوا وحاول استخدام سياسة فرق تسد، بأنه عزل بريطانيا وقال ان القادمين من بريطانيا يمكنهم البقاء ليومين، وفي الاخير رايناه يرمي الكرة في ملعب منظمة الصحة العالمية واتهمها بانها تنحاز لجهة الصين.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4862101