مواجهة فيروس كورونا في إيران .. إنجازات وتحديات

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٣:١٨ بتوقيت غرينتش

استضافت هذه الحلقة من برنامج "من طهران" على شاشة قناة العالم الدكتور محمدرضا ظفرقندي رئيس نقابة الأطباء في إيران لمناقشة آخر التطورات في موضوع مكافحة فيروس كورونا المستجد في البلاد.

العالم - برامج

وفيما يلي نص مقابلة قناة العالم مع الدكتور ظفرقندي

سؤال: انتم ترأسون اكبر واقدم نقابة في إيران بعد نقابة المحامين واليوم نتحدث عن فيروس كورونا تحديداً، فيما يتعلق بالأدوية والمعدات الطبية والتجهيزات الطبية لمواجهة فيروس كورونا، ما هو تأثير الحظر الأمريكي في وصول هذه الأدوية والمعدات الى إيران لمواجهة الفيروس؟

الدكتور ظفرقندي:

فیما یخصّ جمیع الأزمات التي تجتاح الدول المختلفة، بما فیها الحروب العسکریة التي تنشب بین الدول، هناك قواعد تحمل صفة القواعد الدولیة وأخری قواعد إنسانیة یجب علی جمیع الدول الإلتزام بها والإهتمام بها أیضاً. حتّی في الحروب العسکریة وکما تعلمون یجب أن تُستثنی المجموعات والفرق الطبّیة والإغاثة من أضرارها وویلاتها، کي تتمکّن سیّارات الإسعاف من التنقّل ذهاباً وإیّاباً بحرّیة بهدف تقدیم المساعدات الطبّیة. والیوم، نحن منخرطون في حرب أو کما یسمّیها البعض أزمة، الجمیع منشغلون بجائحة أي مرض کووید 19، وهذا المرض له مستلزماته الخاصّة لذا فهو بحاجة للرقابة الطبّیة مع توفّر الأجهزة والإمکانیات اللازمة کي یحاربه العالم المنشغل به.

وکما تعلمون أنتم، وبالإشارة إلی ما ذکرتموه عن أمریکا، فهذا البلد یئنّ من هجمات هذا الفیروس. القاعدة الأساسیة للعمل تتمثل في عدم وجود أيب محدودیة أو قیود في طریق تقدیم المساعدات الطبّیة والأجهزة والأدویة الخاصّة بعلاج هذا المرض. وللعلم توجد قاعدة دولیة وأخری خاصّة بحقوق الإنسان. لکن للأسف مع وجود هذا المبدأ الواضح إلا أنّنا شهدنا خروج أمریکا من إتّفاقیة خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي السلمي للجمهوریة الإسلامیة في ایران والحظر الإقتصادي الأحادي الجانب من قبلها ضدّ بلادنا إلی جانب القیود والمحدودیة التي فرضتها علی شعبنا في مجال إستیراد الأجهزة والأدویة والمعدّات الطبّیة.

وما نواجهه الیوم نحن في مؤسّسة النظام الطبّي، التي تضمّ في جنباتها ثلاثمائة ألف عضو طبّي وطاقم طبّي یقدّمون الخدمات الضروریة، هذه القیود والمحدودیات والحظر الإقتصادي التي سبّبت في أن یتحمّل أفراد شعبنا والمجتمع الطبّي أضراراً أکثر. من الطبیعي حینما لاتکون الأجهزة متوفّرة بأعداد کافیة، سوف نشهد زیادة في الأضرار وهذه الخطوة بالطبع هي منافیة لحقوق الإنسان، لهذا یجب علینا أن نعکس إعتراضاتنا بأيّ شکل من الأشکال وبأيّ صورة کانت سواء علی مستوی الوطن أم في البعد العالمي.

سؤال: أشرتم الى الضغوط الذي تتعرض له إيران جراء الحظر الأمريكي، هل هناك أدوية ومعدات طبية خاصة اردتم استيرادها لكن اجراءات الحظر الأمريكي حانت دون ذلك؟

الدكتور ظفرقندي:

الحالات المعیّنة الموجودة في هذا المجال تختصّ بالطوارئ، کما أنّ الأجهزة والمعدّات تختصّ بأقسام الطوارئ ووحدات العنایة المرکّزة والإجراءات التشخیصیة التي یجب أن تتوفّر. کما تعلمون کلّما إزدادت الإجراءات التشخیصیة ونجحنا في توفیر المعدّات والأجهزة الخاصّة بالتشخیص کمستلزمات المختبرات وأجهزة الطبّ الإشعاعي والأشعة المقطعیة من الطبیعي جدّاً ستکون الإجراءات والعلاج أسرع وأکثر تأثیراً کما ستکون خطوات العلاج أفضل. کذلك بالنسبة لعملیة الغربلة والحجر الصحّي والعزلة، سواء العزلة الإجتماعیة أم العزلة الذکیّة، بإمکاننا إتّخاذ خطوات أفضل في هذا المجال.

هذا مایتعلق بالبعد التشخیصي. لاحظ معي، علی سبیل المثال الجهاز الخاصّ بتصویر الأشعة المقطعیة، أو سي تي اسکن، والذي یعمل بصورة مستمرّة لمدّة عشرة أیّام ویقوم بتصویر الأشعة المقطعیة لعشر أو خمس عشرة مرّة، یضطرّ هذا الجهاز لتصویر أکثر من مائة حالة في ظروف فیروس کورونا، من الطبیعي أنّه بعد فترة زمنیة یتعرّض هذا الجهاز المهمّ إلی الخراب بسبب کثرة الإستهلاك ویحترق أنبوب الجهاز ولهذا یجب إستبداله بجهاز آخر.

أمّا فیما یخصّ الأدوات المخبریة، نحن بحاجة لأجهزة التنفس الإصطناعي في وحدات العنایة المرکّزة، وهذه حاجة عالمیة لاتخصّنا نحن فحسب، انظروا أنتم إلی العدید من الدول الأوروبیة وأمریکا أیضاً التي تشکو من قلة أجهزة التنفس الإصطناعي، من الطبیعي أنّ الکثیر من هذه الأجهزة یجب أن تُستورد إلی البلاد، هذه هي المشکلة التي نواجهها الیوم، علی الرغم ممّا یرددونه من عدم وجود أيّ قیود أو محدودیة علی تصدیر هذه الأجهزة إلی البلاد إلا أنّه وبسبب القیود الخاصّة بالعملات الصعبة التي فرضوها علینا فأنّ البلاد تواجه قیوداً ومحدودیة في الحصول علی رخصة إستیراد الأجهزة الطبّیة الخاصّة بالتشخیص والعلاج علی حدّ سواء التي ذکرتها آنفاً إلی جانب مشکلة المواصلات لنقلها، کلّ هذا یجب أن یتمّ حله من خلال البعد العالمي.

سؤال: اشرتم الى موضوع الضغوط والعراقيل التي سببها الحظر الأمريكي على إيران، أنتم كمنظمة غير حكومية تعلمون بأن القطاع الصحي يحتاج الى ادوية وتجهيزات طبية، في ظل الحظر الأمريكي كيف تحصلون على هذه التجهيزات؟

الدكتور ظفرقندي:

کما تفضلتم فأنّ مؤسّسة النظام الطبّي هي مرسّسة غیر حکومیة، أي "إن جي أو"، علیها أن تقوم بتنظیم الأمور الطبّیة وتوفیر التسهیلات الضروریة للناس وللمجتمع الطبّي وفقاً للقانون.

من الطبیعي أنّ هذه الأمور التي ذکرتُها والتي هي تتعرّض للمحدودیة والقیود، وعلینا توفیرها بطرق غیر رسمیة وبأسعار مضاعفة من أجل الحفاظ علی المرضی وعلی الأطقم الطبّیة وإلا سوف نتعرّض إلی حالة من شحّ هذه الأجهزة، بمعنی أنّه إذا لم نتمکن من توفیرها بأسعار عالیة جدّاً تتعرّض مستشفیاتنا إلی حالة من نقض الأجهزة، وهذا الأمر لایختصّ بمرحلة فیروس کورونا فحسب، سوف أوضّح لکم الآن، أنا کوْني متخصّص في جراحة الأوعیة الدمویة وأستاذ في جامعة طهران، کان یحدث أحیاناً أنّنا کنّا بحاجة لأوعیة إصطناعیة، بالطبع یجب إستیرادها، حتّی لو دفعنا أسعاراً مضاعفة، ولکن بسبب المحدودیة في عملیة النقل والمواصلات والعملات الصعبة، لم نکن نوفّق في إستیراد هذه الأوعیة لهذا کان علاج المرضی یتأخر.

لهذا فأنّ مایقلقنا نحن کمؤسّسة غیر حکومیة هو أن نقوم بعمل ما في هذه الظروف الحرجة والمتأزمة بهدف توفیر الإمکانیات الضروریة لأفراد الشعب.

سؤال: أنتم كرئيس منظمة غير الحكومية، بالتاكيد لديكم علاقات مع منظمات غير حكومية في بلدان آخر، هل هناك هناك طلب من إيران لهذه المنظمات خارج البلاد للحصول على المعدات الطبية والأدوية وهل عرقلت اجراءات الحظر الأمريكي تلبية هذه الطلبات؟

الدكتور ظفرقندي:

موضوعنا لایقتصر علی توفیر الموارد لایران فحسب، علی الرغممن أنّ هذا الأمر مهمّ جدّاً لنا. لاحظ، الحقیقة هي أنّ أزمة کورونا هي أزمة عالمیة وقد أصبح هذا الفیروس جائحة قلّ نظیرها خلال المائة عام المنصرمة علی أقلّ تقدیر. علی هذا الأساس، إذا لم تضع دول العالم أیدیها بأیدي البعض بهدف القضاء علی هذه المعضلة، سوف یتورّط الجمیع.

الفیروس لایعرف الحدود، کما تعلمون فقد بدأ هذا المرض من الصین والیوم لیست هناك دولة في العالم في مأمن منه، وجمیع الدول تضرّرت بنسب متفاوتة. نحن نقول أنّ هذا الحظر الإقتصادي لایضرّ بایران فحسب، بل سیعمل علی تبلور کارثة عالمیة وأنا شخصیاً أعتقد أنّ أنّ جریمة إنسانیة سوف تحدث.

الواقع هو أنّه لو حدث وأن لم یتمّ التحکّم في هذا الفیروس وفي هذه المشکلة في بلد ما، من المؤکّد أنّ هذا الفیروس سوف یلقي بظلاله وتأثیراته السیّئة في جمیع الأبعاد وفي جمیع أنحاء کوکبنا. لهذا السبب أعتقد شخصیاً ، وکما قال الأمین العام لمنظمة الأمم المتّحدة وکما یقول العدید من الأفراد المستقلین في الدول الأوروبیة وأمریکا وحتّی مرشّح إنتخابات الرئاسة الأمریکیة، أنّه یجب علی جمیع الدول أن تتکاتف کي لا یسبّب الحظر الإقتصادي بأيّ أضرار بأيّ دولة وبشعوب العالم.

سؤال: تحدثنا حول موضوع الحظر الأمريكي وتاثيراته السلبية على القطاع الصحي في إيران لكن رغم ذلك عندما نرى اعداد المصابين والوفيات في إيران مقارنة بدول الأخرى خاصة الدول الأوروبية، إيران لديها سجلا مقبولاً نوعا ما، ما هو السبب برايكم؟

الدكتور ظفرقندي:

السبب هو أنّنا في ایران لدینا "نظام العنایة الصحّیة الأولیة" ومُعترف به من قبل منظمة الصحّة العالمیة وهو واحد من أفضل أنظمة الرقابة الصحّیة. کما أنّ تواجد المجتمع الطبّي وأطقم المعالجة وکما اعترف مسؤولو البلاد عدّة مرّات هو تواجد یعکس نکران الذات والتضحیة. کذلك حضور الناس والتضامن الإجتماعي ووجود الخیّرین من الأفراد الذین یعملون علی تعویض خسائر الحظر الإقتصادي علی الشعب وعلی المجتمع الطبّي بتکلفة عالیة جداً. هذه المجموعة سبّبت في أن تکون الإحصائیات قابلة للمقارنة مع الدول الأخری. ولکن وفقاً لإعتقادي الشخصي فأنّ معدّل الأضرار والوفیات مرتفع جدّاً، لاحظ أنّ معدّل الوفیات بین الأطقم الطبیة کان مرتفعاً والسبب یعود إلی النقص الذي تحدّثنا عنه جرّاء الحظر الإقتصادي. تصوّروا أنّ شخصاً واحداً من هؤلاء ولیس هذا العدد، کم بإمکانه أن یعمل ویخدم، ولکن بسبب هذه النواقص یموت ومن ثمّ یتعرّض المجتمع لأضرار بفقده.

سؤال: أشرتم الى تضحيات الكوادر الطبية والصحية والعلاجية في إيران في مواجهة تفشي فيروس كورونا، هل لديكم إحصائية حول عدد الأطباء او الممرضين او الكوادر العلاجية الذين توفوا بسبب فيروس كورونا واثناء تقديم الخدمة للمرضى؟

الدكتور ظفرقندي:

في مجموعات الأطقم الطبّیة هذه الأیّام، بالمناسبة حینما أذکر المجموعات فأنّني أقصد الأطباء والممرضین والممرضات وجمیع المتواجدین في المراکز العلاجیة والمستشفیات لمواجهة فیروس کورونا، وفقاً لأحدث الإحصائیات التي في حوزتي، حوالي مائة وأربعین فرداً من هؤلاء إنتقلوا إلی رحمة الله تعالی، وبالطبع قسم من هؤلاء الأشخاص غادرونا بسبب النقص في مرافق الحمایة الشخصیة.

سؤال: بعد شهرين من انتشار فيروس كورونا في إيران، ما هو مستقبل هذا الفيروس في البلاد؟

الدكتور ظفرقندي:

لایزال مستقبل فیروس کورونا مجهولاً لأغلب دول العالم. فالتوقّعات مختلفة ومتنوّعة، بعض التوقّعات طویلة جدّاً، من إثني عشر شهراً إلی ثمانیة عشر شهراً، کلّ هذه التوقّعات علمیة ووبائیة، بالطبع مرتبطة بعدّة عناصر. وسبب تنوّع التوقّعات هو وجود عدّة عوامل تؤثّر علیها، من ضمنها هل بالإمکان ایجاد لقاح للفیروس أم لا؟ بالطبع إن وُجد فیمکنه التحکّم بالمرض في فترة زمنیة قصیرة. أمّا إذا لم یتمّ الحصول علی لقاح أو علاج للفیروس سیکون الموضوع التالي هو نوع المواجهة وإمکانیات المواجهة مثل العزلة أو الحجر الصحّي والتباعد الإجتماعي.

لو نجحنا في ایجاد تباعد نشط وفعّال بمعنی أنّه إذا مرض شخص ما وتمکّنا من إبعاد جمیع من کان علی صلة به من أفراد أسرته وأفراد آخرین، سوف یصبح بالإمکان التحکم بالمرض بسرعة. ولتحقیق هذا الهدف هناك ضرورة للحصول علی أجهزة فعّالة ومؤثرة والعدّة الخاصّة بالمختبرات إلی جانب تنظیم موضوع التباعد الإجتماعي. وعلی هذا وبسبب تأثّر العناصر بالإمکانیات والظروف التي أشرتم إلیها، لایمکننا تحدید وقت محدّد، لکنّنا نأمل من خلال الدعم من قبل المجتمع الطبّي والمجتمع الدولي والرأي العام العالمي، أن یقبل الجمیع من أنّ هذه الجائحة أو کووید 19 عبارة عن موضوع یشمل جمیع الدول، وبإمکان هذه الدول مجتمعة التحکّم في هذا الفیروس.

سؤال:فيما يتعلق بطرق مواجهة فيروس كورونا، بعض الدول نفذت الحجر الصحي الصارم، بعضها نفذت الحجر الصحي الجزئي، بعض الدول لم تلتزم بالحجر الصحي، برايكم وبعد 4 أشهر من انتشار فيروس كورونا الذي بدأ من الصين، ما هي طرق الأنجح لمواجهة كورونا؟

الدكتور ظفرقندي:

نعم، بمعنی أنّ الموضوع یعود إلی عنصرین. الأوّل لأنّ هذا المرض ظاهرة جدیدة ولم تکن لدینا هذه الجائحة وبهذه الأبعاد في العالم، لذا توجد خلافات في وجهات النظر بین الأشخاص الذین یتّخذون القرارات وحتّی المتخصّصین في علم الأوبئة حول موضوع کیفیة مواجهة هذا المرض. أمّا العنصر الثاني فیتمثّل في إختلاف الظروف من دولة إلی أخری في کیفیة تطبیق الحجر الصحّي. علی سبیل المثال، في الصین یمکنکم فرض الحجر العسکري، ولهذا نجحوا في التحکم بالمرض بشکل نسبي. أمّا في بعض الدول لایمکن تطبیق هذا النظام من الحجر الصحّي بسبب عوامل إقتصادیة وسیاسیة وعسکریة وثقافیة وإجتماعیة. من الطبیعي وبسبب عدم وجود انموذج محدّد لفرض الحجر الصحّي،هناك برامج منوّعة تطبّق>

سؤال: هناك سؤال حول إحصائية التي تنشرها وزارة الصحة الإيرانية عن عدد مصابين بفيروس كورونا وعدد الوفيات يومياً، هناك من يشكك في هذه الإحصائيات هل يمكن لوزارة الصحة ان تعطي إحصائيات غير دقيقة وغير صحيحة؟

الدكتور ظفرقندي:

کلا، الأمر لیس هکذا. لاحظ معي، الأرقام التي تعدّها وزارة الصحّة وتنشرها للرأي العام المحلي، تکون وفقاً لبروتوکول عالمي صادر عن منظّمة الصحة العالمیة. هذه الأرقام تختلف عمّا هو حاصل في الحقیقة، لماذا؟ السبب هو أنّه في بروتوکول منظّمة الصحة العالمیة یتمّ الإعلان عن حجم المصابین بالفیروس بناء علی التحالیل المخبریة الایجابیة وکذلك الحال مع حالات الوفاة. ولکن الواقع هو علی الشکل التالي: أولاً، الکثیر من الأفراد لا تبدو علیهم علامات المرض، لهذا من الطبیعي ألا تُجری علیهم تحالیل مخبریة. ثانیاً، الکثیر من الأفراد وفقاً للتشخیص السریري أو الأشعة المقطعیة یخضعون للمراقبة والعلاج، وهؤلاء أیضاً لایتم فحصهم مخبریاً . وثالثاً، عدد من التحالیل المخبریة تظهر نتیجة سلبیة کاذبة وهذا العدد من الأفراد عالي أیضاً حوالي 40%. علی هذا الأساس، ما أبلغت به منظمة الصحة العالمیة للدول وما تقوم به وزارة الصحة في بلادنا وفقاً للمنظمة الدولیة من الإعلان عن الأرقام والإحصائیات بشکل یومي، فأنّ الأرقام التي تعلنها وزارة الصحّة هنا هي وفقاً للتحالیل المخبریة وهي أرقام صحیحة لاغبار علیها. ولکن أن نقول أنّ هذه الأرقام تتطابق مع الوقائع الخارجیة، کلا! هناك فجوة بینها وبین الخارج، فوزارة الصحّة تعلم هذا جیّداً کما أنّ السلطات الدولیة تقرّ وتعترف بهذا الأمر.

سؤال: خلال هذه الفترة و في ظل انتشار فيروس كورونا في مختلف انحاء العالم، هل هناك بين دول مثل إيران و دول آخرى تبادل للمعلومات والتجارب في طرق مواجهة فيروس كورونا؟

الدكتور ظفرقندي:

أحد الإجراءات والذي یحظی بأهمّیة فائقة یتمثّل في هذا الموضوع. بسبب الظاهرة الجدیدة لهذا المرض یجب أن یوضع موضوع مواجهته للمشارکة المنظّمة في المراکز البحثیة والجامعات والمراکز العلمیة الأخری المعروفة عالمیاً وأن تتبادل المعلومات. وعلی هذا الأساس، نحن نری أنّ البروتوکولات المعلنة سواء مرسلة من السلطات الدولیة أم من المراکز العلمیة تتصّف بالتغییر ولیست ثابتة. بمعنی أنّه في بدایة إنتشار هذا المرض تمّ السماح بإستخدام دوائین في المناطق الموبوءة، کدواء "کلروکین وتامي فلو"، أمّا حالیاً فنحن نشاهد حذف دواء تامي فلو بشکل کامل من البروتوکولات العلاجیة المعلنة کما أنّ دواء "کلروکین" بدأ یفقد بریقه وجاذبیته في بعض المناطق ولم یعد یوصی به کثیراً. لذلك، نری ظهور أدویة وطرق علاجیة جدیدة، وهذه المبادلات العلمیة من المشکلات التي نعاني منها نحن بسبب الحظر الإقتصادي، بإمکانها المساعدة في ایجاد مواجهة أفضل وأکثر إستناداً علی العلم وایجاد علاج أکثر فعالیة لهذا المرض في جمیع أنحاء العالم.

سؤال: عندما شخص ما يصاب بفيروس كورونا في إيران ويدخل المستشفى، ما هي خطوات التي يتم اتخاذها وما هي الأدوية التي تستخدم ليتعافى المريض من كورونا؟

الدكتور ظفرقندي:

بدایة بصفتي رئیس مؤسّسة النظام الصحّي، أری من الضروري أن أعلن من هنا أنّ ماقامت به الأطقم الطبّیة بمختلف أنواعها والمجتمع الطبّي علی وجه الخصوص، سوف یبقی خالداً في سجل شرف وفخر هذا البلد. فقد کان هذا العمل ضخماً جدّاً، وکانت المواجهة متقدّمة علی خطّ المواجهة ولم تکن في خطّ المواجهة. من وجهة نظري الشخصیة کان هذا العمل قیّم لایقدّر بأيّ شئ. کان أسلوب المواجهة مع هذا الفیروس وطریق العلاج یعمل وفقاً لأنظمة التخطیط والبرمجة سواء في وزارة الصحّة أم مؤسّسة النظام الطبّي.

کما عُقدت إجتماعات مع متخصّصین من الطراز الأوّل في البلاد حیث کانت هذه الأمور تبلّغ للجمیع بصورة منتظمة والکلّ کان علی علم بما یجري أو سیجري لاحقاً. الجمیع کان یعلم أنّه حینما یصل مریض ما علی أيّ أساس یتمّ تشخیص حالته، ولو حدث وأن ظهر التشخیص ایجابیاً بسبب شدّة المرض التي تتّضح بناء علی الأشعة المقطعیة أو التحالیل أو کمّیة الأوکسجین في الدم أو حتّی عوامل أخری، یتمّ ایداعه في الأقسام العامّة أو وحدات العنایة المرکزّة. ولحسن الحظّ لدینا القدرات تساعدنا علی التحرّك من خلال مستویات علمیة رفیعة المستوی، کما أنّنا لدینا المسؤولیة المتمثلة في إبقاء مرضانا في ظروف مناسبة من خلال المساعي والمجهود من قبل الجمیع، علی الأخصّ مع وجود البُنی التحتیة الحالیة لم نتعرّض إلی أيّ نقص في أسرّة المستشفیات أو وحدات العنایة المرکّزة، وحالیاً نشهد وتیرة تنازلیة والحمدلله.