لماذا يجاهر ترامب بعنصريته؟

لماذا يجاهر ترامب بعنصريته؟
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

مرة أخرى يقوم الرئيس الامريكي دونالد ترامب بتصرف عنصري سافر بعد ان نشر تغريدة على "تويتر" تضمنت مقطع فيديو يظهر أحد أنصاره وهو يهتف بشعار العنصريين الامريكيين "سيادة البيض" ردا على متظاهرين كانوا يحتجون على عنصرية ترامب في ولاية فلوريدا.

العالم - يقال ان

اللافت ان ترامب نشر شريط الفيديو مرفقا برسالة "شكرا لسكان فيليجيز الرائعين" في إشارة الى مجمع خاص بالمتقاعدين في شمال فلوريدا، الا انه قام بحذفه بعد ساعات بعد ان اثار الفيديو استياء وجدلا واسعان على وسائل التواصل الاجتماعي.

واللافت ايضا ان الناطق باسم البيت الابيض جود دير حاول ان يجد مخرجا للاحراج الذي سببه ترامب للبيت الابيض بقوله إن "الرئيس ترامب مؤيد كبير للفيليجيز. لم يسمع الرسالة في هذا الفيديو. ما شاهده هو حماسة كبرى من جانب مؤيديه"، بينما الفيديو واضح ولا يتجاوز عدة ثوان ويظهر مدى وفاء العنصريين لزعيمهم ترامب.

ما نشره ترامب لم يكن خطأ، وانه كان يعرف الرسالة التي اراد توجيهها من خلال الفيديو، فالرجل لم ينافق ولم يحاول اخفاء عنصريته وكان وفيا لافكاره العنصرية ولقاعدته الشعبية التي يؤلف العنصريون الامريكيون غالبيتها العظمى، لانه تيقّن انه خسر كل الاصوات التي حصل عليها بفضل الاموال الطائلة التي ضخها ملوك وامراء ومشايخ بعض الانظمة الرجعية في الخليج الفارسي، كجزية مقابل الحفاظ على عروشهم، والتي ساهمت في توفير وظائف للامريكيين وخاصة في قطاع الصناعة العسكرية، بعد تفشي جائحة كورونا التي اسفرت عن اغلاق العديد من الولايات الامريكية ، وكذلك بعد تدني اسعار النفط الى مستويات قياسية.

القشة التي قصمت ظهر شعبية ترامب المصطنعة بالاموال الخليجية، كانت الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها امريكا إثر جريمة قتل المواطن الامريكي من اصول افريقية جورج فلويد، والفضائح الاخلاقية والاجتماعية والشخصية والسياسية لترامب والتي كشف عنها اعضاء مقربون من ترامب واخرهم كان مستشار الامن القومي السابق جون بولتون.

يعتقد ترامب ان افضل وسيلة تنتشله من واقعه المزري، وهو على ابواب الانتخابات التي سيخوضها امام منافسه الديمقراطي جو بايدن، هي الهجوم، عبر الكشف عن عنصريته دون رتوش، من اجل جذب اصوات العنصريين البيض، الذين يمثلون الغالبية الساحقة من المجتمع الامريكي حسب اعتقاد ترامب، وهو اعتقاد صحيح في جوانب عديدة منه، بعد ان ذهبت كل المحاولات الامريكية لاستئصال جرثومة العنصرية المستوطنة في الروح الامريكية ادراج الرياح، لهذه الاسباب واسباب اخرى لم يحاول ترامب اخفاء عنصريته، بل انه سيجاهر بهذه العنصرية وبإشكال مختلفة كلما اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية.