ملفات ضاغطة تتحدى سياسات ترامب المثيرة للجدل

ملفات ضاغطة تتحدى سياسات ترامب المثيرة للجدل
الخميس ٢٣ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

جاء في الخبر ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بإرسال مزيد من عناصر أجهزة تطبيق القانون بلباس عسكري، إلى مدن أميركية لإخماد تظاهرات منددة بالعنصرية وأعلن خطته بتوسيع برنامج عملية الاسطورة ليشمل عدة مدن مثل شيكاغو (ثالث أكبر مدينة في البلاد والتي تشهد تصاعداً في العنف) وألبوكيرك ونيو مكسيكو، في جهد إضافي للتصدي لما اسماه بالعنف، مبررا قراره بتصاعد القتل والجرائم العنيفة على حد تعبيره.

العالم - يقال أنَّ

سياسات الرئيس الاميركي وقراراته الداخلية والخارجية تكاد تكون ارتجالية يحددها مزاجه الفوضوي دون دراسة الابعاد والتبعات التي دائما ما تنعكس على اجراءاته ودساتيره وقراراته الوردية تنديدا ومقتا شعبيا وحتى دولي.

فقد واجه مخططه تجاه شعبه تنديدا على مستوى الولايات الفيدرالية ومن قبل اوساط أميركية لان من شأنه مفاقمة الاوضاع ويجر الجيش للتدخل في مواجهة الاحتجاجات المطلبية.

ففي الوقت الذي ينتهج فيه الرئيس الاميركي سياسة مثيرة للجدل ازاء جائحة كورونا تراه يشدد من هجماته ومواقفه ضد ابناء شعبه الذين يواصلون الانتفاض بوجه العنصرية والعنف في الولايات المتحدة.

كي تتضح الصورة، يدعي الرئيس الاميركي ان قراراته تأتي كجهد اضافي لمواجهة ما اسماه بالعنف، مبررا قراره بتصاعد القتل والجرائم العنيفة على حد تعبيره، والحقيقة انه في مواجهة تنديد جماهيري واسع لسياسته العنصرية بل سياسة النظام الفيدرالي العنصري برمته.

ففي ولاية بورتلاند يشاهد المراقب دون عناء الصورة نفسها منذ مقتل جورج فلويد اوخر ايار/مايو على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.. متظاهرون غاضبون ضد ممارسات الشرطة بينما الاخيرة تستمر في قمعهم بوحشية، فيما يهدد ترامب بإرسال مزيد من عناصر أجهزة القمع ضمن سياسة كم الافواه لارغام المحتجين على السكوت والخضوع للامر العنصري الواقع من اجل امنياته في عودة "النظام" العودة التي اعتبرها أحد شعاراته للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر..

السلطات المحلية في الولايات الفيدرالية اشتكت من التدخل الاتحادي واعتبرته تدخلا غير مسؤول وبعيدا عن الدستور الاميركي، وذلك ما اكده رؤساء بلديات ستّ مدن رئيسة هي (أتلانتا وواشنطن وسياتل وشيكاغو وبورتلاند وكانساس سيتي) في رسالة إلى وزير العدل الاميركي وليام بار ووزير الأمن الداخلي بالوكالة تشاد وولف، اكدوا خلالها إنّ عمليات نشر القوات الفيدرالية بدون دعوة تعتبر انتهاكا دستوريا.

رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو ندد بتهديد ترامب بإرسال قوات فدرالية إلى العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة، قائلا "أنه إذا نفذ ترامب تهديده، فذلك لن يؤدّي سوى إلى زيادة المشاكل" و"سنقاضيه على الفور لوقف هذا الأمر"، و"سيكون ذلك مثالاً جديدا على الإجراءات غير القانونية وغير الدستورية التي يتخذها الرئيس".

جاء ذلك في وقت أشارت فيه رئيسة ​مجلس النواب الأميركي​ ​نانسي بيلوسي،​ الى أن ​ترامب​ سوف يخسر الإنتخابات ويغادر ​البيت الأبيض​ سواء كان يدرك ذلك أم لا!، وان "الناخبين، وكذلك الدستور، سيؤديان إلى مغادرة ترامب للمنصب في كانون الثاني المقبل، بغض النظر عما يقبله في ذهنه، أو ما إذا كان يرفض الخروج من البيت الأبيض، سواء كان يعرف ذلك أم لا، فسيغادر".

تصريح علني واثق الدلالات والاعتبارات لبيلوسي وبمثابة تحد صارخ لترامب بان اوراقه لدخول دورة رئاسة جديدة الى البيت الابيض قد احترقت. مشيرة الى انه لا مفر من مغادرة البيت الابيض وانه "لمجرد عدم رغبته في الخروج منه لا يعني أننا لن يكون لدينا حفل تنصيب لتولي رئيس منتخب للولايات المتحدة".

عبارات نارية اختزلت توجهات وطموحات شعب بأكمله إلّا اللمم من مؤيده وممن كان على شاكلته (ممن غمسوا رؤوسهم في وحل العنصرية والمادية والانانية).

هناك من المراقبين من اعتبر خطوة ترامب التصعيدية هذه ضرورة أمنية فيما ربطها منتقدون آخرون بالانتخابات المرتقبة، وفي رأينا انها في كل الاحوال خطوة فاشلة وبجدارة في التدخل المباشر والتعمد في استفزاز ولايات غالبا ما يسيطر عليها ديمقراطيون الى جانب سوء ادارته في التعاطي مع جائحة كورونا الى جانب تواصل التظاهرات الشعبية المنددة بالعنصرية والعنف في المجتمع الاميركي.

انه الرئيس الفاشل بجدارة في كل سياساته الداخلية والخارجية.. على حد سواء.