مركز تحقيقات 'باستور-ايران' الطبي.. بين المهام والتحديات والانجازات

الأحد ٢٦ يوليو ٢٠٢٠
٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش
طهران (العالم) ‏22‏/07‏/2019 - اجرت قناة العالم مقابلة خاصة مع رئيس مركز تحقيقات باستور الطبي الدكتور علي رضا بيكلري وهو ايضا امين لجنة تشخيص كوفيد-19 في ايران، حيث يتحدث عن تاريخ هذا المعهد وانجازاته وكذلك خطواته لمواجهة فيروس كورونا الذي يعصف بالعالم.

العالم - من طهران

وقال بيكلري في برنامج "من طهران" ان معهد باستور الطبي في إيران يحتل مكانة الـ 80 في مؤشر "أتش" لتقييم الأبحاث على مستوى العالم، وانه سارع إلى دراسة فيروس كورونا منذ انتشاره لأول مرة ودخوله البلاد، وان المعهد عند انتشار هذا الفيروس في ايران قام باجراء الأبحاث لتشخيصه وعلاجه والقضاء عليه.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

قناة العالم: حبذا لو تذكر لنا بعض المواقف والمحطات التاريخية لمعهد "باستور ايران".

بيكلري: ان معهد باستور ايران يمتد تاريخه الى قبل 100 عام تحديدا، وفي هذا العام نحن نحتفل بعامه المئة ويواصل ابحاثه وتحقيقاته في قرنه الثاني ومنذ البداية ومن اهداف هذا المعهد تقديم الخدمات والابحاث العلمية للايرانيين ولدول المنطقة وللدول خارج المنطقة، ومعهد باستور في ايران هو مجموعة مليئة بالفخر وتقدم خدمات التشخيص الطبي للمحتاجين وهي ترافق الشعب الايراني في كافة الصعاب والمحن وكان في الزمن الماضي اثناء إنتشار مرض الطاعون وهذه الامراض الوبائية والجدري كان لهذا المعهد دورا فعالا في مواجهة هذه الامراض وهو حارس امين لمجال الصحة في ايران.

ومن هذا المنطلق عندما نرجع للوراء مع معهد باستور فإنه مهامه لم تقتصر في مواجهة الامراض المعدية وانما تدشين خطوط انتاج اللقاحات لمرض السل والحمى المالطية، وهذه اللقاحات هي ليست فقط للايرانيين وانما نحن نصدرها الى الكثير من دول العالم، وهناك 400 مليون شخص في العالم يستفيدون من انتاجات ولقاحات هذا المعهد في ايران، وفيما يتعلق بلقاح التهاب الكبد-بي، نحن قمنا بانتاج هذا اللقاح في معهد باستور ونصدره ايضا الى الدول الاخرى في العالم ونحن مستمرون في مواصلة مكافحة هذه الامراض ونقل التجارب الى الدول الاخرى.

خلال الـ100 عام الماضية فإن معهد باستور في ايران كان قد ساعد منظمة الصحة العالمية وهو يعمل كعضو في شبكة معاهد باستور على مستوى العالم وقام بدوره بشكل جيد في داخل الحدود الايرانية وخارجها، وفي داخل ايران نحن يمكننا ان نقول بكل ثقة انه لا يوجد ايراني واحد لم يتلق اللقاح من معهد باستور الطبي في ايران، ايضا فنحن ساعدنا دولا في خارج المنطقة وفي الدول الافريقية بتزويدهم باللقاحات وما نستطيع القيام به.

قناة العالم: ما هي ابرز مهام هذا المعهد، هل تقومون فقط بالابحاث والداراسات المتعلقة بانتاج العقاقير، ام هنالك مجالات اخرى؟

بيكلري: كما اشرت سلفا بأن معهد باستور في ايران هو مؤسسة بحثية تدريبية انتاجية وخدماتية في مجال تشخيص الامراض، واذا ما عدنا الى هذا التعريف فهناك ابحاث عملية يقوم بها معهد باستور، فعلى سبيل المثال عندما ينتشر مرض ما في منطقة من ايران او في خارج ايران، الباحثون في معهد باستور-ايران سيقومون بإجراء الدراسات والابحاث لتشخيض هذا المرض وكيفية مواجهته والقضاء على هذا المرض بإمكاني ان اقول ان هناك امراض في كل عام تظهر في مناطق مختلفة من ايران وعلى عاتق معهد باستور ان يقوم بتشخيص الامراض اولا وثانية كيفية القضاء على هذه الامراض.

اما فيما يتعلق بالمجال الثاني بعد الابحاث فهو قسم التعليم والتدريب ونحن لدينا 250 طالبا يدرسون في مجالات عليا واختصاصات ونحن ندربهم من اجل هذا البلد، وبما ان معهد باستور هو يركز على المجالات العملية، فنحن ندرب هؤلاء الطلبة على اابحاث والخدمات العملية من اجل تقديم الخدمات في مستقبل هذا البلد.

ومن المهام الاخرى التي يقوم بها معهد باستور هو الانتاج، هناك مجمع انتاجي لهذا المعهد يقع قرب مدينة كرج في منطقة "غرمدره" يقوم بإنتاج 53 منتجا ولقاحا فيما يتعلق بإلتهاب الكبد، ونحن حاليا نستعد لانتاج لقاح ذات الرئة وايضا لقاح اسهال الاطفال، نحن نستعد لانتاج هذه اللقاحات للمرة الاولى في ايران، اضافة الى ذلك والى جانب هذه اللقاحات هناك عدة طبية لتشخيص الامراض كالحمة المالطية نحن حصريا نقوم بهذا المعهد بإنتاجها وايضا هناك الكثير من المنتوجات في مجال الصحة نحن بحاجة اليها ونقوم بإنتاجها.

ومن الاعمال الاخرى التي يقوم بها معهد باستور وهي من الاهداف الرئيسية لهذا المعهد هو وجود مختبر مرجعي، وفي هذا المعهد هناك 14 مختبرا مرجعيا على مستوى ايران، او ان تكون هذه المختبرات مساعدة للمختبرات المرجعية في ايرانن واي عينة مشتبه بها فيما يتعلق بالامراض اول مكان سيتم ارسال هذه العينات اليه هو معهد باستور لان اهم مختبر لتشخيص امراض الالتهابات متواجدة في معهد باستور-ايران وهو يقوم بتقديم الخدمات في هذا المجال.

قناة العالم: الدراسات والابحاث التي تقومون بها في هذا المعهد هل سترسل الى المجاميع الدولية او تتم المشاورة مع المجاميع الدولية وتؤخذ التأييدات لهذه الدراسات التي تقومون بها في هذا المعهد؟

بيكلري: نظرا للتاريخ العريق لمعهد باستور-ايران واهداف كافة الابحاث التي تتم في هذا المعهد هي ابحاث عملية ومن هذا المنطلق هناك استقبال حافل من قبل مراكز الابحاث الطبية والعلمية على مستوى العالم، وبإمكاني ان اقول اننا في مؤشر (H) وهو يقيم مستوى الابحاث والدراسات في المعاهد العلمية والطبية، فمعهد باستور-ايران يحتل المركز الثمانين على مستوى العالم والكثير من الابحاث التي اجريت في هذا المعهد قد اصبحت مرجعا للابحاث على المستوى الدولي. كما ان معهد باستور-ايران لديه تعاون واسع ومستمر مع شبكة معاهد باستور على مستوى العالم، ومعهد باستور في ايران هو يعد الثاني بعد معهد باستور في باريس.

كذلك فإن النشاطات الواسعة والتعاون الواسع موجود لمعهد باستور في ايران مع معهد باستور باريس ومعاهد باستور في قارة اسيا، على سبيل المثال لدينا تعاون وثيق وواسع مع معهد باستور الصين في شنغهاي.

قناة العالم: بعد مرور 5 اشهر على ظهور عدو قاتل يسمى كوفيد-19، هل اصبحنا نعرف هذا المرض؟

بيكلري: نظرا لانتشار فيروس كورونا قبل نحو 8 اشهر في الصين، فنحن منذ 8 اشهر بدأنا بدراساتنا وابحاثنا في معهد باستور-ايران، وركزنا على هذا الفيروس الجديد، وفي تلك الفترة كانت لدينا، كما هي لدى العالم الاجمع، معلومات قليلة جدا، في الاسابيع الاولى ركزنا على معرفة هذا الفيروس ووصلنا الى هذه النتائج بأن الخطوات التي يجب ان نقوم بها هي مرحلة التشخيص، وكما تعلمون بأن هذا الفيروس قاتل واحدى الطرق الامثل لمواجهته هي قطع تسلسل تنقله من شخص الى اخر.

إذا المرحلة الأولى هي ان نتعرف على الأشخاص الذين ينقلون هذا الفيروس او المصابون بهذا الفيروس، الأولوية كانت لنا قبل 8 أشهر ان يركز معهد باستور في إيران على التشخيص هذا الفيروس، أجرينا نحو شهرين للحصول على الطريق الأمثل للتشخيص فيروس كورونا وكيف ان نشغل شبكات تشخيص هذا الفيروس على مستوى إيران وقمنا بتشخيص ثلاثة مراحل او خطوات على مدى 8 أشهر ونحو شهرين قبل ان ينتشر الفيروس في إيران قمنا بهذه الدراسات وبثلاثة أعمال كبيرة اولاً اجراء الإختبار الأمثل لتشخيص فيروس كورونا وهو الإختبار الجزئي لنكتشف الفيروس داخل جسم الإنسان كما قمنا بتصميم الإختبارات الجيدة والعدة الجيدة لتشخيص هذا الفيروس وسعينا في الأيام الأوائل ان نستقبل كل عينات المصابة بفيروس كورونا.

وبإمكاني ان اقول بكل ثقة بأن كافة عينات الإصابة بكورونا من انحاء البلاد قد وصلت الى معهد باستور بإيران وحاولنا ان نزيد من سعة المختبرات التي تجري الإختبارات اللازمة لتشخيص فيروس كورونا حيث بإمكانها اجراء 200 إختبار على مستوى اليوم الواحد لكننا بعد شهرين تمكننا من زيادة سعة اخذ الإختبارات من 200 الى نحو 900 الآلآف في اليوم الواحد كما قمنا بتدريب الكوادر الطبية وإعداد المختبرات المناسبة لهذا الفيروس على مستوى البلاد و بعد 6 أسابيع كانت لدينا شبكة من عينات نستفيد منها في مواجهة فيروس كورونا على انحاء ايران واللافت بأن كافة هذه المختبرات لديها بروتوكول موحد وتعمل بمنهج واحد في إيران وهذا احدى الأسباب الذي ادى تقليل وانخفاض عدد الوفيات في إيران، فيما يتعلق بالأبحاث نحن ركزنا على الحصول على مناهج تقلل تكلفة هذه الإختبارات وفي الأيام الأولى دراساتنا وصلنا الى هذه النتائج بأننا بإمكاننا ان نركز على جين واحد للحصول على الإختبارات اللازمة وقالت منظمة الصحة العالمية بعد عدة اسابيع بأن جين واحد يكفي للإختبارات.

قناة العالم: فيما يتعلق بتشخيص المرض هل كانت لديكم دراسات حول الجوانب الآخرى من المرض ؟

بيكلري: الى جانب تشخيص الفيروس نحن دخلنا في ثلاثة مجالات مختلفة التي تتعلق بفيروس كورونا، المجال الأول للأبحاث ودارسة الشريط الوراثي لهذا الفيروس، ما هي تغييرات التي طرأت على هذا الفيروس وايضا ما توصلنا اليه عبر هذه الأبحاث بأن اعراض هذا الفيروس يختلف من شخص الى آخر وهذا يعني بأن الجهاز المناعي لأي شخص يختلف من شخص الى آخر والأمر يعود الى الوراثة في كل شخص. على سبيل المثال رجل وإمراة يصابان بفيروس كورونا في حفل عرس لكن الأعراض تختلف من هذا الشخص لشخص آخر وهذا يعود الى الجهاز المناعي لكل شخص وهذا ما توصلنا اليه بأن اعرض هذا الفيروس مرتبط بشكل وثيق بالشريط الوراثي لهذا الشخص وايضا بالوراثية لاي شخص.

إذا درسنا الشريط الوراثي لهذا الفيروس وشريط الوراثي للشخص الذي يصاب بهذا الفيروس وايضا توصلنا الى هذا الأمر بأن الأعراض تختلف من شخص الى آخر، المجال الآخر الذي عملنا ونعمل عليه بشكل جاد هو موضوع اللقاح ونواصل نشاطنا في هذا المجال وبما اننا حقيقة امام هذا السؤال بأن هذا اللقاح سيكون مؤثرا او لا؟ لأن الأخبار تشير الى أن الأشخاص اصيبوا للمرة الثاية بهذا الفيروس لكن هناك نواصل نشاطنا مع باقي الدول للوصل الى اللقاح.

قناة العالم: فيما يتعلق بتطورات الجينية للمرض كوفيد 19 قيل أن هناك افراد رصدت للمرض قليل ما يصيب الرئة وهو يصيب الدماغ اكثر وهذه الإصابة في بعض الحالات تؤدي الى وفاة المصاب في بضعة ساعات، هل تؤيدون ذلك؟

بيكلري: نظراً للأبحاث التي اجريت على مستوى العالم نحن نعلم بأن هذا الفيروس يتسبب بأمراض مختلفة من شخص الى آخر وقلت بأن هذا الأمر يعود الى الجهاز المناعي لأي شخص ولكن لم نصل الى هذه النتيجة ومن هذا المنطلق يجب ان نتريث للرد على هذا السؤال لأن حسب المصابين المتوفرين لدينا نحن وصلنا الى هذه النتائج ويجب ان ننتظر قليلاً.

قناة العالم: هل هناك اخبار سارة بمواجهة كوفيد 19؟

بيكلري: الخبر السار الذي بإمكاني ان اكشف عنه أن على مستوى العالمي معلوماتنا تزداد يوماً بعد يوم وهناك أمل كبير لإحتواء هذا الفيروس لكن في داخل إيران نحن لحسن الظن استطعنا ان نصنع العدة الطبية التشخيصية واهم من ذلك بأن الكادر الطبي في إيران لديه السيطرة اكثر على هذا الفيروس وكيف يجب ان نتعامل على هذا الفيروس وهذه الأخبار تطمئن الشعب ونحن نأمل ان تكون لدينا أخبار سارة خلال الأشهر المقبلة حول إنتاج اللقاح ان شاءالله.

0% ...

آخرالاخبار

إنطلاق المرحلة 2 من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية


منتخب إيران للتايكواندو یحصد ذهبيتين في بطولة العالم للشباب


اتفاق غزة بين الاعتداءات الإسرائيلية وخطة ترامب


بعد هلاك 'أبو شباب'.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال للاستسلام


الرئيس الروسي.. سنواصل 'دون انقطاع' تصدير الوقود للهند


متحدث الفيفا يرحب بحضور ممثلي إيران في حفل قرعة كأس العالم


فنزويلا تواجه عزلة جوية بعد وقف شركات طيران رحلاتها إليها


منصّات التواصل تغلي.. تعيين"كرم" يفجّر عاصفة جدل على المنصّات اللبنانية!


مسؤول أممي يدعو للضغط على كيان الإحتلال لإنهاء خروقاته


بيان لرئاسة العراق حول إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب