نقيب الاطباء يطالب وزير الداخلية اللبناني بتأمين حماية الجسم الطبي

نقيب الاطباء يطالب وزير الداخلية اللبناني بتأمين حماية الجسم الطبي
الأربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٥٩ بتوقيت غرينتش

ناشد نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف في نداء وجهه الى وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، حماية الجسم الطبي والاستشفائي والتمريضي.

العالم_لبنان

وهذا النداء جاء اثر الاعتداء الآثم الذي تعرض له مدير مستشفى البوار الحكومي الدكتور اندريه قزيلي من قبل احد العاملين فيه خلال قيامه بواجبه الطبي والانساني، معتبرا ان هذا الاعتداء على الطبيب وعلى الطاقم التمريضي والاستشفائي بمثابة محاولة قتل متعمد، وكاد يودي بحياة المصابين لولا تدخل العقلاء وردع المعتدي عن اكمال اعتدائه.
وطالب نقيب الاطباء اليوم الااربعاء ، وزير الداخلية بعد تكرار هذه الحوادث في المستشفيات، بوضع عناصر من القوى الامنية عند مداخل المستشفيات لحمايتها والحفاظ على سلامة العاملين فيها وصحتهم"، وتمنى على القضاء "الاسراع في التحقيق صونا للعدالة، ووضع حد لهذه الاعتداءات عن طريق تطبيق القانون وانزال اشد العقوبات بالمعتدين.
كما أشار ابو شرف الى ان مثل هذه الاعتداءات تشكل احد الاسباب الرئيسية التي تجعل الاطباء يهاجرون لشعورهم بعدم الامان فيذهبون الى البلاد التي توفر لهم السلامة والطمأنينة، وهم الذين لم يتوقفوا عن العمل يوما رغم كل الصعوبات التي يمرون بها، ونحن نحاول اقناعهم بالبقاء لكي لا يفرغ البلد من الطاقات والكفاءات.

بينما أزمة هجرة عدد كبير من الاطباء تهدد مستشفيات لبنان وانفجار مرفأ بيروت قبل 40 يوما و خروج عدد من المستشفيات عن العمل نتيجة دمارها بشكل جزئي أو كامل تفاقم ادى الى فقدان المئات من الأطباء والممرضين وظائفهم.

علماً بأنهم قبل الانفجار كانوا يئنون من خفض رواتبهم، بسبب الأزمة المالية التي ترزح تحتها البلاد، كما عدم تسديد مستحقاتهم، هذا عدا احتجاز أموالهم في المصارف، كما باقي المودعين، مع شح الدولار في السوق اللبنانية.

ولعل ما زاد المشاكل في جسم الطبي هو اضطرار الطاقم الطبي للعمل لساعات متواصلة، وتعريض نفسه وعائلاته للخطر، مع تفشي وباء كورونا، وتسجيل بين 500 او 600 حالة يومياً منذ أسابيع. فبدل أن يتلقى هؤلاء حوافز ومكافآت، كما هو حاصل في كل دول العالم لحضهم على مواصلة الوجود في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس وتفشيه، شملت الإجراءات التقشفية التي اتخذتها المؤسسات الخاصة للصمود في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية المتعاظمة، القطاع الطبي، ما دفع المئات من العاملين فيه لتقديم طلبات للهجرة والاستجابة لطلبات توظيف سابقة وصلت عبر وزارة الخارجية من دول كإنجلترا وكندا.

ويكشف نقيب الأطباء البروفسور شرف أبو شرف، في حديث صحفي عن تقدم مئات الأطباء من النقابة لطلب ملفاتهم وإفادات استعداداً لمغادرة البلاد، منبهاً لكارثة حقيقية في حال استمر النزيف الحاصل في القطاع الطبي. .

ويشير أبو شرف إلى تهافت دول أوروبا وأميركا، كما الدول العربية المجاورة، على توظيف الأطباء والممرضين اللبنانيين، وكل العاملين في القطاع الاستشفائي، نظراً لمستوياتهم العلمية وخبراتهم الكبيرة، إضافة للاندفاع في العمل.

لافتاً إلى أن الأزمات المتشابكة المالية والاقتصادية والمصرفية انعكست على العاملين في هذا القطاع، وعلى عوائلهم، كما أن الشركات التي كانت تساهم بسفر الأطباء للمشاركة في مؤتمرات طبية في الخارج أحجمت عن ذلك في الفترة الماضية بسبب الأزمة، كل ذلك دفع الأطباء للبحث عن فرص عمل خارج لبنان لتأمين مستوى معيشة أفضل، والأهم الأمان والاستقرار لعائلاتهم.
ويوضح أبو شرف أن أعداداً كبيرة من الأطباء العاملين في المستشفيات الجامعية في بيروت من بين من بدأوا إجراءات الهجرة، مشدداً على انكباب النقابة للتصدي لهذه الظاهرة، وتحسين ظروف العمل، لكن الوضع صعب جداً بغياب الحد الأدنى من الحقوق والحماية، وتقاضي بدل الأتعاب بعد سنوات، إضافة لغياب الضمان بعد التقاعد.

ويضيف: تقدمنا مؤخراً باقتراح قانون لتأمين الحصانة للطبيب وحمايته أثناء أداء مهنته، كما نعمل على جوانب أخرى، لكن التطورات الكثيرة والمتلاحقة، آخرها انفجار المرفأ، وما ألحقه من أضرار كبيرة بمستشفيات في العاصمة فاقم المشكلة.