جواني: الدفاع الشعبي سبب انتصارنا في الحرب المفروضة + فيديو

الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2020.09.20 – أكد مساعد الشؤون السياسية في حرس الثورة الإسلامية العميد يدالله جواني أن قيام الإمام الخميني بتجييش الشعب وشعبنة الحرب وثقته والشعب بالقدرة الإلهية بالنصر كانت الأسباب في انتصار إيران على نظام صدام، ما قلب محاسبات الأعداء وغير موازين الحرب، بحيث لم تتحقق أي من أهداف العدو وبقيت سيادة إيران على أراضيها غير منقوصة وذلك في أول حرب التي لم تفقد إيران فيها شبرا من أراضيها.

العالم - إيران

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لفت العميد يدالله جواني إلى أن الحرب المفروضة من قبل النظام الصدامي على إيران في بداية الثمانينيات من القرن كانت أولى الحروب التي لم تفقد إيران فيها شبرا من أراضيها، مبينا أن: السبب هو أن محاسبات الأعداء أغفلت نقطة، وهي القدرة التي كان يمتلكها الإمام الخميني في تعبئة الشعب، وكذلك رؤى الإمام تجاهها حيث أنه اعتبرها حرب الكفر ضد الإسلام، كما أنه ربط دفاع الشعب الإيراني عن نفسه وثقافة عاشوراء.

وأوضح أنه وحين هاجم صدام حسين إيران في 21 سبتمبر 1980 من البر والبحر والجو كان واثقا أنه ومن خلال حرب خاطفة يمكنه الوصول إلى جميع ما يبغيه من هذه الحرب، مبينا أن ما كان يبغيه صدام من الحرب هي هزيمة الثورة الإسلامية وإسقاط الجمهورية الإسلامية وتجزئة إيران وتفكيك أجزاء منها وضمها إلى العراق حيث كان واضحا ذلك من تسمياته التي سمى من خلالها محافظة خوزستان الإيرانية بـ"عربستان".

وأضاف أنه ومن جانب آخر كانت تقييمات صدام حسين تقول إن الجمهورية الإسلامية تخوض وضعا متزلزلا، وسياسيا لا تمتلك قواتها المسلحة الاستحكام اللازم، كما أنه كان واثقا من أنه يخوض الحرب نيابة عن أميركا وأوروبا والكيان الصهيوني والحكومات العربية المرتجعة وحتى دول شرقية، لذلك كان يعول على حماية ودعم هذه الدول سياسيا وعسكريا ولوجستيا وماليا واستخباراتيا.

وخلص جواني إلى القول: لذلك بدأ صدام بالحرب وكان يتصور أنه وخلال شهرين كأقصى حد سوف يحتل طهران.. لكن ما حدث والذي لم يكن في حسبانهم هي الإدارة النبوية للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه حيث قال وفي بداية الأمر إنه لم يحدث شيئا فهو ليس أكثر من لص قد أتى إلى البيت وألقى بحجر وإن شعبنا سوف يؤدبه.

ولفت إلى أنه وبعد ذلك: قام الإمام بتجييش الشعب وعمد على شعبنة الحرب، أي أنه وفي حين أن الأعداء كانوا يتصورون أنهم يخوضون الحرب مع قواتنا المسلحة التي كانت قد تضعضعت بفعل الثورة رأوا نفسها فجأة أمام دفاع شعبي دخل الحرب بالثقة بالقدرة الإلهية بالنصر.

وأضاف: لذلك تغيرت الحرب المفروضة إلى دفاعا مقدسا، وهو دفاع شعبي وإسلامي كان يعني لهم الدفاع عن القرآن والإسلام والقيم الدينية والثورية، وهذا ما قلب محاسبات الأعداء وغير موازين الحرب، بحيث لم تتحقق أي من أهداف العدو وبقيت سيادتنا على أراضينا خلال حرب الـ8 أعوام ومابعدها غير منقوصة.

وردا على سؤال آخر لفت مساعد الشؤون السياسية في حرس الثورة الإسلامية أن إيران كانت توفر احتياجاها للدفاع المقدس من خلال عدة طرق، الأولى الأسلحة التي كانت لدى الجيش الإيراني منذ مدة، والأسلحة التي تمكنت من صناعتها داخليا بفعل الإبداع والابتكار الداخلي المتناسب مع متطلبات الحرب، وأضاف: لكن النقطة اللافتة هي أن جيش العراق بنفسه كان إحدى مصادر تأمين أسلحة ومعدات مقاتلينا، فنحن في مختلف العمليات كنا نغنم حجما كبيرا من أنواع الأسلحة والمعدات.

وأوضح أنه و: على سبيل المثال حين حررنا مدينة خرمشهر قتل حوالي 16 ألف عسكري عراقي في مجمل جغرافيا المدينة، كما أسرنا حوالي 19 ألفا منهم أو أنهم سلموا أنفسهم هناك، وهؤلاء تركوا بهذه الرقعة كما كبيرا من السلاح والمعدات غنمناها سالمة.

وأضاف: وبذلك نحن تلقينا أسلحة قليلة من الخارج لربما من ليبيا عن طرق سوريا وذلك بشكل محدود جدا، لأننا كنا نخضع للحظر ولم تكن تجرؤ أي دولة أن يكون لها هكذا تعامل معنا.

وفي جانب آخر من اللقاء نوه العميد يدالله جواني أن: قصة الحرب من حيث أن الحظر والتقييدات الجائرة التي كانت قد فرضت علينا آنذاك في حين أن صدام كانت متوافرة له جميع أنواع الأسلحة والمعدات قد أثارت الحيرة والدهشة لدى العالم بأن هذا الشعب المقيد كيف استطاع أن يقاوم لمدة 8 سنوات وأن يهزم عدوه المدجج بالسلاح في نهاية الأمر؟

ولفت إلى أن قرار 598 كان أول قرار يعترف ببعض حقوق الشعب الإيراني، وكان مختلفا تماما عما كانت تصدر من قرارات قبل ذلك، وقال: لذلك تنازل الإمام الخميني عن قراره المثالي بتأديب المتجاوز على الشعب الإيراني ووافق بالقرار 598 وأعلن آنذاك أنه يتجرع كأس السم بذلك.

وأشار إلى أن القوى العالمية وعلى رأسها أميركا كانت مصممة على الحؤول دون انتصار الجمهورية الإسلامية في هذه الحرب وبأي شكل كان، وقال: من تلك التصرفات كان قصف طائرة الركاب الإيرانية فوق مياه الخليج الفارسي، وهو كان رسالة بأننا سوف لن ندعكم وبأي وسيلة بأن تنتصروا عسكريا في هذه الحرب على العراق.

وأضاف جواني: فلو لم تكن مثل هكذا تصرفات لكانت الجمهورية الإسلامية المنتصرة عسكريا على نظام البعث الصدامي ولتمكنت وبالاستعانة من الشعب العراقي ذاته تخلصيه من هذا النظام.

وفي جانب آخر أشار العميد جواني إلى أنه ومع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية حصلت المقاومة على دفعة قوية في المنطقة، وأوضح ان: المقاومة كانت موجودة قبل انتصار الثورة الإسلامية وواجهت البريطانيين والإستعمار الفرنسي ولكن لم تصل إلى النتائج المطلوبة، عندما استقر النظام السياسي الداعم للمقاومة في إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية كان من الطبيعي بأن أي حركة تحريرية تنشأ في الدول الإسلامية تحصل على الدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبين أنه وعندما هاجمت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان أعلنت الجمهورية الإسلامية في إيران موقفاً واضحاً ودعمت المقاومة في لبنان وساهمت في تأسيس المقاومة اللبنانية بمواجهة الكيان الصهيوني، وأيضا في سوريا عندما برزت الجماعات التكفيرية دخلت إيران الخط ودعمت المقاومة لمواجهة الجهات التكفيرية.

وأضاف: قبل ذلك عندما حدث حادث 11 سبتمبر حيث أرسلت الولايات المتحدة جيوشها إلى أفغانستان والعراق قد حصل نوعأ من الوعي لدى الشعوب بأن الولايات المتحدة أرسلت جنودها لتسيطر على مصالح شعوب المنطقة، إذ تشكلت القوى المقاومة في هذه الدول، وبسبب وجود بعض التشابهات بين إيران وهذه الجهات حصل نوع من التنسيق والانسجام بين قوى المقاومة، لأن الجمهورية الإسلامية لن تترك الشعوب في وجه المحتلين والمستعمرين، وتساندهم، وبإمكاننا أن نقول بأن المقاومة تأسست بعد أمر الإمام الخميني(رض) بمواجهة المستعمرين والمستكبرين.

وأوضح أن الإمام الخميني كان يرى طريق التحرر من الإستعمار والإستكبار هو تشكيل نواة المقاومة، مبينا أن حرس الثورة الإسلامية هي الجهة التي عملت على تنفيذ ما كأن يأمر به الإمام الخميني حيث ظهرت قوى المقاومة بأشكال مختلفة في اليمن والضفة الغربية وغزة وسوريا وبعض البلدان.

ولفت إلى أن: القوى المقاومة لها دورها البارز، لكن في بعض البلدان في طور التشكيل، وبعضها الآن تنفذ عمليات، لكن بعضها في بداية طريقها.. لكن ما هو مؤكد بأن هذا الطريق سيستمر، فهو طريق تعزيز وتقوية المقاومة في كافة الدول الإسلامية.

وقال جواني: في المستقبل بإمكان المقاومة ان تتشكل في دول غير مسلمة مثل الولايات المتحدة والقارة الأوروبية، عندما نسمع الموت لأميركا في الولايات المتحدة حيث الأميركيون يهتفون بالموت ضد نظامهم السياسي الحاكم هذا يعني بأن الولايات المتحدة وصلت إلى هناك والمقاومة تعارض الرأسمالية.

وردا على سؤال حول مهام فيلق القدس بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني أوضح مساعد الشؤون السياسية في حرس الثورة الإسلامية قائلا: نعتقد بأن في مرحلة ما بعد الشهيد قاسم سليماني وببركة دماء الشهيد سليماني وأبومهدي المهندس وشهداء طريق المقاومة قد دخل فيلق القدس في مرحلة جديدة، بحيث أن الولايات المتحدة والصهاينة سيرون مستقبلاً أدواراً جديداً لهذه القوة.

وشدد على أن المحاسبات التي كان يفكر فيها الأميركيون لدى اغتيال الشهيد سليماني لم تتحقق، وقال إن الولايات المتحدة أنشأت داعش والجماعات التكفيرية لكن لم تحصل على شيء في سوريا والعراق، كما لن تحصل على ما تطمح له في جريمة استشهاد الحاج قاسم سليماني، وفيما لفت إلى أن الولايات المتحدة تهزم يومياً في العراق واليمن، قال: سيكون هناك صعوداً وإنخفاضاً، لكن طريق المقاومة سيستمر، ولا يوجد أي إنحراف في المقاومة والذين سيمحون هم الكيان الصهيوني.

وحول تهديدات قائد الحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي بالرد الحاسم ضد الولايات المتحدة قال يدالله جواني: هناك موضوعان، اولاً موضوع اغتيال الشهيد قاسم سليماني والانتقام القاسي حيث يؤكد قادة الحرس الثورة الإسلامية بأننا سننفذ يوماً ما هذا الإنتقام، والموضوع الآخر أن الثأر الحقيقي لدم الشهيد قاسم سليماني هو انهيار نظام الهيمنة المتمثل بالولايات المتحدة، حيث الثأر والقصاص القاسي يستهدف الاستكبار العالمي ويهدف إلى جعل الاستكبار العالمي منهارا.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..