كورونا يُعري ترامب.. لا قوة ولا ذكاء

كورونا يُعري ترامب.. لا قوة ولا ذكاء
السبت ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٣٧ بتوقيت غرينتش

 ترامب كان خبيرا في لغة الجسد، فبالرغم من انه ثرثار، الا انه كان يتكلم بجسده اكثر من لسانه، حيث حاول ان يرسم لنفسه صورة الرجل القوي والنشط والحرك والمملوء بالعنفوان، بالاضافة الى صورة الرجل الذكي والكيّس والخبير، من خلال لغة الجسد، الا انه مزّق تلك الصورة بثرثرته الجوفاء، قبل ان تمزقها كورونا، التي اماتت لغة جسد ترامب واسكتت لسانه عن الثرثرة.

العالم – كشكول

مستشارو المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، وكذلك كبار الاعضاء في الحزب الديمقراطي بينهم رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي، نصحوه بعدم المشاركة في مناظرة مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، انطلاقا من معرفتهم بشخصيته المتهورة والرعناء، وباسلوبه الهجومي وعدم احترامه لاداب المناظرات، وهي طباع وسلوكيات اعتاد عليها ترامب منذ ان كان نجما في تلفزيون الواقع الامريكي، والتي تتعارض كليا مع شخصية منافسه بايدن.

إصرار ترامب على الظهور بمظهر الرجل القوي والحازم والنشط والمندفع كان محاولة مفضوحة من قبله للتغطية على فقره الثقافي، وجهله السياسي، وعدم نضجه الفكري، ويكفي عدد المرات التي كذب بها والذي تجاوز اكثر من 20 الف كذبة خلال السنوات الاربع الماضية، وانكاره لخطورة فيروس كورونا، ووصفه علاجات غريبة عجيبة لكورونا ما انزل الله بها من سلطان، ورفضه استخدام الكمامات لانها لا تضر ولا تنفع!!، وهدمه للعلاقات الامريكية مع العالم اجمع ، حتى مع حلفاء امريكا، وخروجه الغبي وغير المبرر من الاتفاق النووي الذي وقعته امريكا الى جانب القوى الخمس الكبرى في العالم مع ايران، وسياسات الحظر والعقوبات البلهاء التي باتت بدون هدف وغير ذات جدوى او معنى ضد الشعب الايراني، واستجدائه جهارا نهارا لجائزة نوبل!!، لما انجزه من اعمال عظيمة للانسانية!!، و ظهوره المتكرر كالمهرج بين رؤساء العالم وهو يدفع الاخرين ليكون في المقدمة من اجل التقاط صورة، و..، كل هذه السلوكيات كشفت بما لا يقبل الشك ان ترامب ليس غبيا فقط بل هو الى الجنون اقرب.

اكبر عدوين لترامب هما شخصيته وكورونا، رغم ان العدو الاول نال من صورته، الا ان ترامب نجح نسبيا في ترقيعها، رغم ان الترقيع لن يعيد الصورة الى ما كانت عليه، ولكن العدو الثاني، كورونا، لم يتمكن من النيل من صورة ترامب فحسب، بل مزقها إربا إربا، حتى ظهر على حقيقته عاريا .. لا قويا ولا ذكيا.