هل ينصف ’البدون’ في الكويت وتسترد حقوقهم المسلوبة

هل ينصف ’البدون’ في الكويت وتسترد حقوقهم المسلوبة
الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٠:٣٨ بتوقيت غرينتش

تداول الكويتيون قرارا اصدره رئيس جهاز أمن الدولة الشيخ سالم النواف الصباح برفع كافة القيود التي وضعت في السابق على المواطنين وغير محددي الجنسية (البدون) دون أحكام قضائية بعد أن تم وضعها من غير دليل، معتبرينها خطوة لبداية الإصلاح والعهد الجديد.

العالمكشكول

وما بين حين وآخر، يعود مصطلح "البدون" للتداول في وسائل الإعلام ويبدأ الحديث عن معاناتهم بسبب عدم حصولهم على حق المواطنة في الكويت، ثم تهدأ الأمور لفترة حتى يتكرر الحديث ثانية وهكذا.

والبدون هم فئة سكانية تعيش في الكويت لا تحمل الجنسية الكويتية ولا جنسية غيرها من الدول، ووفقا لتقرير صادر عام 2018 من منظمة هيومن رايتس ووتش، يبلغ عددهم البدون في الكويت حوالي 100 ألف شخص، ونظرا لـ"عدم قانونية" إقامة البدون في الكويت، فإنهم يعانون من الحرمان من الحقوق التي يتمتع بها المواطن الكويتي.

مجلس الأمة في الكويت بدأ قبل ايام بمناقشة المقترحات المتعلقة بمعالجة أوضاع "البدون"، حيث أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، أن قانون البدون في غاية الأهمية ويجب إقراره قبل نهاية دور الانعقاد الحالي لمجلس الأمة، مشيرا إلى أن نصاب لجنة الداخلية والدفاع لم يكتمل، بسبب إصابة عدد من أعضائها بـ"كورونا"، مشدداً على أنَّ فض دور الانعقاد لا يعني عدم مناقشة هذه القضية.

الغنام جدد تصريحاته السابقة قائلا هناك عديداً من المشاورات بين مقدمي القوانين لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين القوانين المطروحة، قائلا: "نريد قانوناً يحافظ على هويتنا الوطنية ويضع حلاً جذرياً للمشكلة، ولا نسعى لظلم أي فئة مهما كانت، عكس ما يحاول البعض أن يشيعه، لأنه مستفيد من الأوضاع الحالية".، مشددا"مشكلة البدون يجب أن تنتهي بحلول جذرية، والهوية الوطنية ليست سلعة تباع وتشترى".

بالتأكيد لا يمكن حلّ مشكلة البدون بالقوة.. نعم، يظن من يتبنى هذا الطرح أنه بالقانون يستطيع أن يعالج المشاكلة الاجتماعية والسياسية، وهذا أسلوب من يجهل الواقع الاجتماعي والسياسي، حيث انه يرتكز على إحصائيات وبيانات الجهاز المركزي لـ "البدون"، والكل يعرف مدى الظلم الذي يمارسه أحيانًا هذا الجهاز مع هذه الشريحة من المجتمع بحسب ناشطين، فهو اكتشف مصرياً "بدون" وعراقياً من الجيش الشعبي ما زال على رأس عمله، وكم قصة أخرى من هنا وهناك، وأخذ يطنطن فيها كمثال على واقع المئة ألف "بدون" الموجودين بالكويت.

الكويت للكويتيين صحيح، لكن "البدون" لم يكونوا نبتاً شيطانياً، بل نبت في الكويت وبمباركة رسمية من الدولة في بعض مراحلها! معظم دول العالم تجنس من يحمل مؤهلاً علمياً، أو يملك مبلغاً من المال يستثمره في النشاط الاقتصادي المحلي، أو مضى على تواجده سنوات محددة من دون إخلال بالأمن الوطني.

ويطالب "البدون"، بشكل متواصل، بمنحهم الجنسية الكويتية، في حين تقول حكومة البلاد إن غالبية هذه الفئة يحملون جنسيات عراقية أو سعودية أو سورية، لكنهم أخفوها للحصول على الجنسية الكويتية.

الان وفي ظل تنصيب الشيخ نواف الأحمد الصباح، أميرا جديدا للكويت، خلفا للراحل الشيخ صباح الأحمد، يأمل البدون وحتى اهالي الكويت في انصاف هذه الشريحة من المواطنين وحصولهم على كافة حقوقهم في المواطنة على اراضي البلاد وطي صفحة مظلمة كانت سببا لظلم الكثير منهم سواءا في الدراسة او العمل او حتى الزواج والتي اودت ايضا الى فقدان حياة البعض منهم سقما لسوء حالهم في البلاد التي ولدوا وترعرعوا فيها وهم محرومين من ادنى الحقوق.