هل تنعكس نتائج  انتخابات اميريكا على ولادة الحكومة اللبنانية

هل تنعكس نتائج  انتخابات اميريكا على ولادة الحكومة اللبنانية
الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٥٠ بتوقيت غرينتش

جنون الانتخابات الامريكية وتاثيرها على مساعي تشكيل الحكومة في لبنان.

العالم_لبنان

لطالما ارتبط اي استحقاق لبناني بمروحة الاحداث التي تحيط به اكانت اقليمية ام دولية، فمنذ أسابيع يربط الكثير من ال لبنان يين بين استحقاق تشكيل الحكومة المُنتَظرة، و الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يتعامل معها البعض وكأنّها انتخابات محلّية الطابع، من دون أن تُفهَم الأسباب الموجبة الدافعة لمثل هذا الاعتقاد الملتبس.

ويقول الكاتب السياسي حسين عاصي ان البعض في هذا السياق، تنفّس "الصّعداء" يوم مدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، في زيارته الأخيرة إلى لبنان، "مهلة" تشكيل الحكومة بموجب المبادرة الفرنسيّة، لستّة أسابيع، بعدما أدركوا أنّها تنتهي بعد "حسم" السباق إلى البيت الأبيض .

ومع أنّ الاستشارات النيابية التي أفضت إلى تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتشكيل الحكومة، أتبِعت بجوّ مغاير أوحى وكأنّ الأخير يخوض "سباقاً" مع الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا أنّ التعقيدات على الأرض أعادت سريعاً "تثبيت" الجوّ الأول.

ولعلّ خير دليلٍ على ذلك أنّ "الجنون" أو "التخبّط" الذي ساد الانتخابات الأميركية ، انعكس "تخبّطاً" على خطّ الحكومة، معطوفاً على شبه "تجميدٍ" للاتصالات التي كانت نشطة مطلع الأسبوع، فأيّ رابطٍ بين الاستحقاقيْن؟ وماذا لو "تعقّدت" أكثر في واشنطن بعد تمسك ترامب بعدم الاعتراف بهزيمته. تقول المصادر:

صحيحٌ أنّ الربط بين الحكومة اللبنانية والانتخابات الأميركية ليس وليد اليوم، بل سابقٌ لموعد الاستحقاق، وسابقٌ لكلّ "جنون" الحملات الانتخابية بين المرشحيْن الديمقراطي جو بايدن الفائز والجمهوري دونالد ترامب ، الخاسر . إلا أنّ ذلك لا يعني أنّه ينطوي على أيّ منطقٍ أو واقعيّةٍ يمكن البناء عليها، كما يقرأ العديد من المراقبين.

وإذا كان لدى هؤلاء "تفسير" لوجهة النظر هذه، انطلاقاً من مبدأ "التبعيّة" اللبنانية المثبتة عبر العصور للخارج، عبر تحويل لبنان إلى ما يشبه "صندوق البريد" بين عواصم الإقليم ودوله، فثمّة من يسأل عن "التغيّر" الذي تُحدِثه هوية "سيّد البيت الأبيض" على حجم وشكل ونوع الحكومة اللبنانية، علماً أنّ الكلّ يجاهر بـ"ثابتة تاريخيّة" قوامها أنّ السياسة الخارجية الأميركية لا تتغيّر، أياً كان الرئيس والحزب الذي ينتمي إليه.

ولعلّ السؤال الأكبر من هذا يتمثّل في المسار الذي ستذهب إليه الأمور في حال تطوّر "الالتباس" الذي أحاط بالانتخابات الأميركية لأسابيع عدّة، في ضوء تلويح ترامب باللجوء إلى القضاء .

تتابع المصادر ان استحضار كثيرين لسابقة العام 2000، أو ما يصطلح على تسميته بـ"سيناريو بوش-آل غور"، حين بقيت النتيجة "غامضة" لأكثر من شهر بعد يوم الانتخابات، قبل أن تحسمها المحكمة العُليا الأميركية.

ومع أنّ "المبالغة" تبدو واضحة في مثل هذه الأسئلة، ثمّة شريحة من اللبنانيين مقتنعة بصوابيّة هذا "الترابط"، بل تذهب إلى حدّ القول إنّ هناك من أراد الاستفادة من الجوّ السياسيّ لوضع ورقة "تكليف" الحريري "في الجيب"، على أن يبدأ البحث الجدّي بالتفاصيل بعد انجلاء المشهد الامريكي بحيث يتّضح من يمكنه فرض شروطه، ومن ينبغي عليه تقديم التنازلات، علماً أنّ العُقَد "المفتعَلة" التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية، والتي لا تعكس "إرادة" حقيقيّة للتشكيل، توفّر خير دليلٍ على هذا التوجّه.

وتتابع المصادر قد تكون الانتخابات الأميركية ثبّتت على الأرض فعلاً، ما قيل كثيراً في الأسابيع السابقة لها، من كونها "مصيريّة ووجوديّة"، بل ربما "الأهمّ والأخطر" في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، نظراً لكلّ "الغموض" الذي أحاط بها، وصولاً إلى نتائجها، وسط تصاعد "التشكيك" بها، والحديث المتزايد عن "تزويرٍ" وما شابه ذلك.وقد تحتاج هذه الانتخابات "المجنونة"، إن جاز التعبير، للكثير من الوقت ليُطوى فصلها، بعدما وضعت بالنسبة إلى البعض، "الديمقراطية الأميركية المتجذّرة" على المِحَكّ، وبانتظار نضوج صورة ما سيعقبها من إجراءاتٍ قانونيّةٍ وغير قانونيّةٍ، علماً أنّ البعض ذهب إلى حدّ التلويح بشبح "الحرب الأهليّة" في الداخل الأميركي.

لكنّ كلّ ما سبق، على أهميته وحساسيّته، لا يقدّم أيّ "تبريرٍ" لأيّ "تقاطعٍ" بين الانتخابات الأميركيّة، واستحقاقٍ لا يفترض أن يكون داخلياً فحسب في لبنان ، بل بديهياً وبسيطاً، ك تأليف حكومةٍ في أيّ بلدٍ من البُلدان، علماً أنّ أيّ أثرٍ لمثل هذا الربط لا يُعثَر عليه إلا في لبنان، البلد الذي الذي يفترض فيه ان يكون "سيّدٌا وحرٌّا ومستقلّا بالمعنى الوطني الحقيقي الي ترمي اليه المقاومة ودفعت الاف الشهداء للحفاظ على كيانه واستقلاله وابعاده عن اي تاثير وارتهان.

صحيحٌ أنّ "المؤامرات" قد تكون موجودة، وصحيحٌ أنّ لبنان تعرّض ولا يزال إلى "حصارٍ" دوليّ وخاصة من الادارة الامريكية التي عمقت بعقوبا

تها الجائرة فجوة ازمته الاقتصادية خصوصاً في أيّام حكومة حسّان دياب وما تلاها من عقوبات على نواب ووزراء وشخصيات سياسية ومرافق اقتصادية ومصرفية وليس اخرها ما طال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، لكنّ الواضح أنّ "الخارج" تحوّل إلى مجرّد "ذريعة" عند البعض يتلطّى خلفها، فيما المطلوب "تفاهم" سريع على تشكيل "فوري" للحكومة، ومن دون إبطاء، للتصدّي للواقع "الكارثيّ" المحدق بالبلاد. تختم المصادر.

* حسين عزالدين - مراسل العالم بيروت