لمن يفرق بين وهابية السعودية و"داعش".. أنظر الى مظلومية الشيخ الزاكزكي

لمن يفرق بين وهابية السعودية و
الأربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

البعض يحاول ان يتقمص دور المحلل السياسي المحايد والموضوعي، عندما يقر ويعترف ان "داعش" عصابة وهابية، الا انها ليست سعودية. ومثل هذ القول لطالما سمعناه عبر الفضائيات السعودية او العربية الممولة سعوديا ، في محاولات مستميتة للفصل بين وهابية "داعش" و وهابية السعودية، وهي محاولات شهدنا مثلها سابقا عندما حاولت السعودية التبرأ من وهابية "القاعدة"، وهي محاولت باءت حينها بالفشل.

العالم- كشكول

كان يمكن قبول هذا الراي رغم كل علّاته، لو ان السعودية اكتفت فقط بنشر الفكر الوهابي، دون دعم العصابات الوهابية بالسلاح والمال، الا ان الخطير في القضية ان السعودية متهمة حتى من قبل حلفائها الغربيين، وفي مقدمتهم امريكا، بانها الممول المالي والتسليحي لجميع العصابات الوهابية في العالم. حتى المجموعة الوهابية التي وقفت وراء تفجيرات الحادي عشر من ايلول تلقت دعما ماديا من السفارة السعودية في واشنطن، ومن قبل اعضاء من الاسرة المالكة السعودية نفسها، وفقا لوثائق امريكية.

عندما تدعم السعودية العصابات الوهابية في امريكا، سيكون الحديث عن دعم السعودية للعصابات الوهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والصومال وليبيا وافغانستان وباكستان والشيشان ومالي ونيجيريا و جميع انحاء العالم، تحصيل حاصل، ولا حاجة لاثباته او البحث عن دليل لتوكيده، فعندما ترسل السعودية عشرت الالاف من السعوديين الى العراق ليفجر 5000 منهم انفسهم في هذا البلد، ويقام لهم سرادق العزاء في السعودية، وعندما تضبط قوات الامن العراقية العتاد والاسلحة والاموال والسيارات التي مصدرها السعودية مهربة الى "داعش"، عندما يعلن الاعلامي السعودي الشهير داود الشريان، ان حرب "داعش" في العراق يقودها مشايخ الوهابية في السعودية، ترى بعد كل هذه الادلة، هل هناك صاحب ضمير يمكن ان يفصل الوهابية السعودية عن وهابية "داعش"؟!!.

مثل هذا القول ينطبق على كل الدول التي صدرت اليها السعودية بضاعتها الدموية "الوهابية" ، ويمكننا ان نسود مئات الصفحات عن فظائع هذه البضاعة في افغانستان وباكستان واليمن و..، الا اننا سنكتفي اليوم بدليل جديد يثبت ان وهابية السعودية هي نفسها وهابية "داعش"، بل انها اخطر منها وافتك، وذلك عندما يكون التدخل السعودي الوهابي من اعلى راس الهرم في السعودية. وهذه الوهابية الخطيرة ابتلي بها اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا وشخص رئيس الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ العلامة ابراهيم الزكزكي.

القنبلة التي فجرها محامي الشيخ الزكزكي، اسحاق آدم اسحاق، في مقابلة مع موقع "اسلام تايمز"، حول دفع السعودية ملايين الدولارات الى مسؤولي ابوجا من اجل قتل الشيخ ابراهيم الزكزاكي وتصفية الحركة الاسلامية في نيجيريا، وهو مطلب امريكي اسرائيلي ايضا، كما قال المحامي اسحاق آدم، جاءت كدليل على ان الوهابية السعودية هي الام والرحم الذي خرجت منه كل عصابات الوهابية من القاعدة ومرورا ببوكو حرام وانتهاء بـ"داعش".

مظلومية الشيخ الزكزكي الذي قتلت قوات الامن النيجيرية اربعة من ابنائه، ثلاثة منهم في مسيرات يوم القدس العالمي عام 2014 والرابع في هجوم للجيش النيجيري على حسينية "بقية الله" في زاريا عام 2015، والذي اصيب فيه الشيخ الزكزكي اصابات بليغة في محاولة لتصفيته، كما قتل اكثر من 1000 نيجيري من اتباع اهل البيت كانوا يستعدون للاحتفال بالمولد النبوي.

ومنذ ذلك التاريخ تم اعتقال الشيخ الزكزكي وحرم من الرعاية الطبية، ولم يطلق سراحه رغم ان المحكمة برأته من جميع التهم المنسوبة اليه والى حركته، الا ان سلطات ابوجا لازالت ترفض اطلاق سراحه، رغم حالته الصحية المتدهورة، بسبب بقاء عدد كبير من الرصاصات في جسده والتي باتت تهدد حياته في اي لحظة.

فريق الدفاع عن الشيخ الزكزكي الذي يقوده المحامي اسحاق ادم، وبينهم محامون مسيحيون وشيعة وسنة، يؤكدون على ان السلطات ترفض اطلاق سراحه رغم قرار المحكمة، بسبب الضغوط التي تمارسها الوهابية السعودية، بهدف اجتثاث كل اثر لاتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا، وهو ذات هدف وهابية "داعش" في العراق واليمن وسوريا و..، لذا يكفي نظرة سريعة الى مظلومية الشيخ الزكزكي حتى نتأكد ان وهابية السعودية هي ذاتها وهابية "داعش" إن لم تكن ابشع منها واخطر، لانها تتستر وراء المال والدبلوماسية والخطاب المعسول.