لماذا يرفض الكويتيون تلقي لقاح كورونا؟

لماذا يرفض الكويتيون تلقي لقاح كورونا؟
الأحد ١٠ يناير ٢٠٢١ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

يرفض 50% من الكويتيين، تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا لشكهم في جدواته ولرؤيتهم مجموعة من مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تصوّر اللقاح كـ"مؤامرة" لتغيير الحمض النووي للإنسان، وذلك بحسب إحصائيات جديدة.

العالم - الكويت

وأورد الإحصاء، الذي أجرته مجموعة من الأطباء في الكويت، أن 30% من الكويتيين فقط أكدوا أنّهم سيتلقون اللقاح فور وصول دورهم، وذلك بعد تسجيلهم في الموقع الإلكتروني المخصص للتقديم على اللقاح، والذي دشنته وزارة الصحة الكويتية، فيما لم يقرر 20% مصيرهم بعد.

ونقل "العربي الجديد" عن "تركي الشبيب" أحد الرافضين لتلقي اللقاح، وهو مواطن متقاعد يبلغ 60 عاماً، قال إنّه لن يأخذ اللقاح "بناءً على نصيحة طبيبه المختص"، لكن هذا الطبيب، بحسب ما يوضحه "الشبيب"، "لا يستطيع التصريح بمثل هذه الأمور، خوفاً من سطوة المجتمع الطبي داخل الكويت" حسب قوله.

ويرى "الشبيب" الذي عمل في السلك العسكري لسنوات طويلة، أنّ "مقاطع الفيديو والرسائل التحذيرية للخبراء الأوروبيين تظهر خطورة لقاح كورونا وأنّه يساهم بتغيير تركيبة جسم الإنسان".

ويضيف أنّه وأفراد عائلته لن يأخذوا اللقاح أبداً، قائلاً: "كيف تطلبون مني أخذ دواء لم يستغرق اكتشافه أكثر من عام واحد، بينما هناك أدوية تعمل لعشرات السنين ولم يتم التأكد من موثوقيتها؟".

وفي السياق، قال "سعود الناصر"، وهو طالب جامعي يبلغ 23 عاماً: "كنت أعتقد أنني مجنون لأنني أرفض أخذ اللقاح، لكن في الفترة الأخيرة، أجد تجاوباً كبيراً من قبل الناس، حتى إن عائلتي التي كانت خائفة من فيروس كورونا بدأت تتحدث عن إمكانية رفضها أخذ اللقاح".

وعلق الطبيب الكويتي "مبارك الحربي" على مبررات رافضي لقاح كورونا بقوله: "ما يحدث من حملات تشويه إعلامية للقاح ولقضية فيروس كورونا، من قبل بعض الباحثين عن الشهرة، يتعدى المعقول. ففي بداية الأمر، كانت السلطات الصحية تنظم حملات توعية مستمرة حول الفيروس وخطورته، لكن مع مجيء اللقاح انهارت هذه الحملات التوعوية بفعل الضغوط التي يمارسها الرافضون للقاح".

ويعتقد الطبيب الاستشاري "محمد جمال" أنّ المسؤولين عن علوم الطاقة، وما يُسمى بالطب البديل، يتحملون المسؤولية كاملة في تشويه صورة اللقاح، وذلك بسبب عدائهم للطب وأفكارهم التي يحملونها حول العلاج بالذبذبات وغيرها.

ويؤكد "جمال" أنّ "الطب الوحيد الذي يمكن تصديقه هو الطب الذي يخرج من المختبرات"، مضيفا: "هل يعقل أن تكون كل الهيئات الدوائية الموجودة في العالم غير موثوق بها، وبعض غير المتخصصين، من الذين لا يحملون أي شهادات في الطب، ولا يملكون أي بحوث علمية، هم أهل للثقة في ما يخص موضوع اللقاح؟".

ولم يُعلّق المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الكويتية "عبدالله السند" على دعاوى وجود عددٍ من الأطباء الذين يحاربون اللقاح، ويوصون المواطنين بعدم أخذه، لكنّه اعترف بوجود توجهٍ شعبي بين فئات كبيرة، لرفض اللقاح، وطالب الجميع بـ"عدم الاستماع لهذه الإشاعات".

وأكد "السند" أنّ وزارة الصحة تؤدي الجهد المطلوب في توعية المواطنين بأهمية اللقاح، مشددا: "لو لم يكن اللقاح مهماً لما تلقيته وتلقاه رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة ورئيس مجلس الأمة وبقية قادة الدولة".