حزب النهضة ينفذ أجندة مرتبطة بالخارج

الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٣٥ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث السياسي أسد ماجد أن ما يحصل اليوم من احتجاجات في تونس هو نتيجة تراكمات منذ عهود بورقيبة و بن علي، لافتا إلى أن الرئيس التونسي رأى حساباته ومصلحته عند راشد الغنوشي الذي لم يعد هناك في تونس من بحجمه لكي يحاوره.

وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامح "مع الحدث" أشار أسد ماجد إلى أن الأمر معقد وصعب في تونس، وأن ما يحصل اليوم بالذات هو نتيجة تراكمات منذ سنوات، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية والمشاكل اجتماعية منذ عهد بورقيبة ترسخت في عهد زين العابدين بن علي حيث كثر الفساد وسرقة الأموال وإخراجها، مؤكدا أن ما يحصل اليوم هو انكشاف لسنوات قديمة.

لكنه نوه إلى أن احتجاجات اليوم لها وجه مختلف عن 2012، مبينا: الاحتجاجات آنذاك كانت صادقة كما هو الحال اليوم، لكن الوضع يختلف اليوم، على رأس تونس رئيس جمهورية كان شعاره في حملته الانتخابية أن التطبيع خيانة وكررها أكثر من مرة، في حين أن المعلومات والتقارير كانت تقول إن التطبيع قادم إلى المنطقة بقوة، وكأنه خرق الصف وكسر الصمت عند الزعماء والحكام العرب بهذا القول، فالذين يقودون حملات التطبيع وأسرلة المنطقة لا يرضون بأي رئيس أو زعيم أيا كان أن يقول هكذا كلام إطلاقا، وجاء بعدها التطبيع مع المغرب، فالجغرافيا السياسية أيضا تعاكس الشعب التونسي اليوم.
كما ولفت إلى أن الخلافات العميقة بين السلطات الثلاث قد ظهرت إلى العلن في الفترة الأخيرة، وقال إن الشارع التونسي يبدو في الظاهر أن ليس هناك من تدخلات فيه وهو قد رفض التدخلات الخارجية، وقال: هم يعطون للمسألة الطابع المطلبي، لكن هذه المرة يختلف الأمر تماما عن 2012، علينا التريث لنرى أن الأمور إلى أين سوف تصبح في تونس، وإن كنا لا نرى أي أفق لحل سياسي في تونس، فهناك خلافات عميقة بين الأحزاب، ولا أحد يطرح مشروعا يساعد المواطن التونسي الفقير، والرئيس قام بتعديل وزاري وكان بالأحرى أن يغير الحكومة كلها.
وفي جانب آخر من حديثه نوه أسد ماجد إلى أن ما يجري اليوم ليس هو واقع تونس، وقال: يشهد لتونس أحزابا وجماهيرا ومتظاهرين أنهم أداروا الأزمة منذ 10 سنوات حتى الآن بالحوار والتعقل والأناة و وطول البال والصبر والمؤسسات.
وأضاف: لكن المشكلة اليوم هو من يحاور من؟ الأقوى اليوم هو راشد الغنوشي على الأرض وفي البرلمان وحتى داخل الحكومة.. فكيف يأتي رئيس الجمهورية برئيس حكومة من طرفه ثم ينقلب عليه ويذهب إلى راشد الغنوشي؟ فهو رأى حساباته ومصلحته عند راشد الغنوشي.
وأكد أن: حزب النهضة مرتبط بأجندة في الخارج وينفذها، خاصة بعد التطبيع مع المغرب، وهذا ينعكس سلبا كثيرا على الساحة التونسية، وبما أن راشد الغنوشي هو الأقوى وليس هناك من بحجمه ليحاوره ستبقى هذه الأزمة على هذه الحال حتى إيصال تونس إلى الأنفاس الأخيرة.. إما التوقيع وإما خراب تونس.

وصف عضو التحالف التونسي لدعم المقاومة أحمد الكحلاوي جميع الحكومات المتعاقبة على تونس منذ 2011 حتى الآن بأنها حكومات صندوق النقد الدولي متهما إياها بإطلاق يد التدخل الخارجي في تونس، مؤكدا على أن الحوارفي تونس يجب أن يكون مع من تكون لهم مشاريع وطنية يمكن أن تنقذ البلاد وتحد من التدخلات الأجنبية وتعتني بما يطلبه الشعب التونسي.
وأشار الکحلاوي إلى أن: المشهد يشي بأننا في أزمة عميقة، تراجعنا بشكل عجيب وغريب، سقطت انتظارات الناس وطموحاتهم نتيجة الـ10 حكومات التي مرت منذ 10 سنوات.
وقال إن كل الداء إنما هو التدخل الأجنبي والانضباط إلى الأجنبي، وأوله إلى صندوق النقد الدولي، والذي عده بأنه نهب وتدمير، وقال إن هناك إخفاق في كل شيء تقريبا الآن في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وأكد أن الشعب التونسي ومنذ عشر سنوات ينتقل من أزمة إلى أزمة، رغم أنه وعندما خرج يوم 14 جانفي 2011 كان يحلم بوضع جديد، ورأى بأن: الحكومات التونسية كلها تسمى بحكومات صندوق النقد الدولي، فهي تلتزم بما يقوله الشعب وليس ما يطلبه الشعب.
وقال الكحلاوي: "لدينا أكثر من 200 حزب أغلبها صورية ومجرد أسماء، وقليلة تلك الأحزاب التي يمكن أن نقول عنها إن لديها مشاريع وبرامج، ولكن لا أحد يستمع إليها وهي مقصية ومبعدة، والأحزاب التي نراها حاضرة دائما في الإعلام بقوة هي تلك الأحزاب التي تتصارع على المناصب والكراسي والمنافع."
وأضاف: منذ 10 سنوات ونحن نعيش هذه المأساة، فالأمر اليوم ليس في الحوار.. نحن مع دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أطلق وللمرة الثانية مشروعا للحوار الوطني.. ولكن السؤال هو "حوار من مع من؟"
وأكد أن الحوار يجب أن يكون مع من تكون لهم مشاريع وطنية يمكن أن تنقذ البلاد وتحد من التدخلات الأجنبية وتعتني بما يطلبه الشعب التونسي.
وفي جانب آخر أشار إلى أن: "الاختراق الصهيوني قوي جدا، فلدينا وزراء في الحكومة يدافعون عن التطبيع مع العدو الصهيوني.. لكن الشعب التونسي واقف كرجل واحد ضد التطبيع.
ولفت إلى أن تونس خرجت من حكم الفرد الواحد إلى الحكم المفكك، مبينا: يجب ألا ننسى أن برنامج الأجنبي هو تفكيك السلطة والشعب والأمة بشكل عام.. فالسلطة فككت عبر دستور كتب خارج تونس، والسلطة المركزية لم تعد مركزية، فهناك ما يسمى بسلطة الحكم المحلي وهي السلطة التي تتيح لمؤسسات البلدية المحلية والجهوية بأن تتعامل مع الأجنبي دون الرجوع إلى السلطة المركزية.. لدينا الآن بلديات تقيم علاقات مع مؤسسات ودول أجنبية دون أن تمر بالدولة المركزية.
وخلص الكحلاوي إلى أن: الدستور والبرلمان هما أم المشاكل، جيء بالبرلمان لكي يتحول ليكون السلطة المركزية.. والعاهة الكبيرة حلت بنا بعد أن كان نظامنا رئاسيا معدلا وتم تحويله.. يجب على الساسة في تونس أن يقتنعوا بسلطة رئاسة الجمهورية معالجة بمشاركة البرلمان وبقية القوى الوطنية.

اتهم أستاذ الجغرافيا السياسية التونسي د.عمادالدين الحمروني النخب المعارضة لنظامي بورقيبة وبن علي والتي اختارها الشعب للحكم على تونس بأنها خانت شعبها، محذرا من أن الشعار الذي رفع سنة 2011 والذي أسس للثورة التونسية بات يرفع نفسه سنة 2021 وفي الاحتجاجات الحالية.
ولفت الحمروني إلى أن الثورة التونسية فريدة من نوعها لأنها انطلقت كثورة شعبية جماهيرية من دون تأطير، مبينا: بمعنى أنها كانت عفوية ومفاجئة ولم تكن مؤامرة، هي ثورة شعبية حقيقية سقط فيها شهداء واستطاع الشعب من خلالها إسقاط حاكم مستبد وإسقاط دولة البوليس، والشعب هو الذي أسس ثورته.
وأضاف: لكن الذي وقع هو أن الشعب انتخب النخبة التي عارضت نظامي بورقيبة وبن علي.. ولكن هذه النخبة إن كانت علمانية يسارية أو إسلامية إخوانية هي خانت شعبها.. فركن الإخواني إلى الأميركي والصهيوني وجاء بهم إلى تونس.. فيما ركن العلماني اليساري إلى المؤسسات اليسارية الغربية.. وبالتالي ضاعت آمال الشعب وضاعت أهداف تحقيق الثورة.
لكنه شدد على حيوية الشعب التونسي وشبابه، وقال إن: الشعب التونسي شعب متعلم ومتفوق وذكي، ولا ينزلق وراء العنف المسلح، رغم أن السلاح موجود في الجزائر وليبيا، وهو منضبط بالمعنى العفوي.
وفي جانب آخر من اللقاء أكد أن: "في تونس نجد دكاكين سياسية وليست أحزاب..هناك فراغ للنخبة السياسية والمشروع الوطني الجامع الشامل."
وحذر من أن الشعار الذي رفع سنة 2011 أي "شغل، حرية، كرامة وطنية" بات يرفع نفسه سنة 2021 أمام مجلس النواب وهو نفس الشعار الذي أسس للثورةن مبينا أن هناك عملية تصحيح للحركة الثورية.
وقال الحمروني: "عندما جاء الشعب التونسي بالسيد قيس سعيد إلى قصر الرئاسة قلب كل الخطط التي كانت تعدها دوائر داخلية وأجنبية للاستفراد بالسلطة.
وأكد أن: حركة النهضة ورطت الحركة السياسية التونسية بأجملها، وأوضح أنها تعاملت وتفاعلت مع حزب قلب تونس الذي تحوم حوله الكثير من الشبهات.
وفيما أشار إلى أن تونس باتت اليوم بـ3 رؤوس، أوضح أن هذا مأزق دستوري في إدارة الحكم، وأضاف أن: الشعب والشباب التونسي ذكي ويعي خطورة المرحلة.. ما يدركه التونسي أن الحل يكمن في الحوار الوطني.. يجب على السيد قيس سعيد وراشد الغنوشي ورئيس الحكومة أن يجدوا فرصة للجلوس معا لإيجاد حل وإلا سوف نذهب إلى مواجهات.
وحذر من أن الثورة المضادة وقعت في تونسس لكنها وقعت بشكل ناعم جدا من خلال اختراق ما يسمى بالمجتمع المدني حيث كثرت الجمعيات التي تشرف عليها السفارات الأجنبية إضافة للاختراق في داخل المؤسسات الحكومية من خلال مافيا الفساد الكبيرة جدا في تونس والتي قال إنها عطلت تحقيق أهداف الثورة.
وأشار إلى أن: من مطالب الثورة هي ألا تكون السلطة مركزية ويجب توزيعها على الجهات والمحافظات والأقاليم والبلدات، فكل هذه السلطة التي تجمعت بيد بورقيبة ومن ثم بن علي وعائلته.. والدولة العميقة التونسية تحاول اليوم استردادها للتفرد بثروات تونس.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5409758