الخوذ البيضاء تصل إلى إدلب مع معدات تصوير متطورة.. لماذا؟

 الخوذ البيضاء تصل إلى إدلب مع معدات تصوير متطورة.. لماذا؟
الإثنين ١٥ فبراير ٢٠٢١ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

كلما يشتد الخناق على المجموعات التكفيرية المسلحة في سورية، من قبل الجيش السوري وحلفائه، يبدأ عرض مسرحيات السلاح الكيمياوي، ذات الفصول الثلاثة، الاول يتم الاعلان عن وقوع هجوم كيمياوي في منطقة عادة تقع تحت سيطرة المجموعات التكفيرية، والثاني نشر افلام وصور ابطالها عناصر من مجموعة "الخوذ البيضاء" وهي تقوم بإسعاف الاطفال والنساء، والفصل الثالث قيام امريكا وحلفائها بتوجيه ضربات صاروخية الى مواقع الجيش السوري، لفك الحصار عن الجماعات التكفيرية.

العالمكشكول

يبدو ان ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن، اكثر ميلا الى استخدام المسرحيات، من بطولة الخوذ البيضاء، من سلفه دونالد ترامب، حيث اخذت الانباء ترد من ادلب، وخاصة في مناطق وقف التصعيد، وتتحدث عن تحركات مشبوهة تقوم بها جماعة الخوذ البيضااء التي بات ظهورها يشير الى احتمال عرض مسرحية جديدة، في محاولة لخلق المبررات لامريكا ودول العدوان على سوريا، للقيام بعدوان على الجيش السوري بهدف تخفيف الضغوط عن الجماعات التكفيرية في ادلب.

الأدميرال فياتشيسلاف سيتنيك، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، كشف في إفادة إعلامية، عن توفر معلومات تؤكد على ان الجماعات المسلحة غير الشرعية تستعد للقيام باستفزاز من أجل اتهام القوات الحكومية السورية بقصف أماكن في منطقة خفض التصعيد في إدلب، بعد وصول مجموعة الخوذ البيضاء إلى محافظة إدلب مع معدات تصوير متطورة!!.

جماعة الخوذ البيضاء التي يفترض أنها جماعة إنسانية تلتزم بحماية السكان المسالمين في سوريا، وتقف على الحياد السياسي ولا تنخرط في الأعمال القتالية المسلحة، بدأت في الظهور بشكل متزايد على أشرطة فيديو تصور أعضاءها وهم يقومون بعمليات إنقاذ وهمية للأطفال من تحت الأنقاض، ويضعون الماكياج على وجوه الضحايا وملابسهم بهدف إيهام الرأي العام بتعرضهم لهجمات بأسلحة كيميائية، ثم يملون عليهم ما يجب أن يتحدثوا به أمام الكاميرات والصحافيين.

بعد فضيحة اجلاء عناصر الخوذ البيضاء مع عائلاتهم من سوريا الى "اسرائيل" ومن هناك الى امريكا واوروبا، عبر عمليات معقدة شاركت فيها امريكا و"اسرائيل" وحلفائهما في سوريا، تكشفت اكثر فاکثر حقيقة هذه المجموعة التي يتألف عناصرها من الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها القاعدة وما تفرع عنها، للراي العام السوري والعالمي، رغم كل الضجة الاعلامية التي احيطت بها حتى انه تم منح افلام توثق "انشطة" هذه الجماعة جوائز سينمائية كبرى في المهرجانات العالمية.

الا ان الفضيحة الاكبر التي واجهتها جماعة الخوذ البيضاء، كانت موت مؤسسها العميل البريطاني جيمس لي ميزوريه، في ظروف غامضة في تركيا عام 2020 ، بعد انكشاف دور المخابرات الغربية في تشكيل هذه الجماعة، واستغلال مؤسس الحركة للاموال التي حصل عليها من الحكومات الغربية لاغراض شخصية.

المعروف ان جماعة الخوذ البيضاء اسسها ميزوريه في تركيا، وهو موظف سابق في مخابرات الجيش البريطاني. وعمل بعدما ترك الخدمة في الجيش لحساب منظمات تزاول النشاط المشبوه مثل جماعة المرتزقة "أوليف غروب". وقال ميزوريه لمجلة "مينز جورنال" في عام 2014 إن إنشاء جماعة "الخوذ البيضاء" تصادف مع وجوده في تركيا حيث قضى إجازته هناك. واللافت انه لم يواجه صعوبة في الحصول على الدعم المالي من الدول الأجنبية. فجمع ثروة باهظة بعد ان حصل من امريكا وحدها على 150 مليون دولار، و من هولندا على 4.5 مليون دولار، ومن ألمانيا على 4.5 مليون دولار، ومن الدانمارك على 3.2 مليون دولار. وحصل على معدات وتجهيزات أخرى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فكان هو وجماعته رهنا باشارة من مشغليه ، لتلفيق حوادث واخبار، من اجل تبرير اي عدوان على سوريا يتم الاعداد له.

اليوم تعود جماعة الخوذ البيضاء الى مسرح الاحداث، رغم كل فضائحها، ونتمنى الا يذهب اطفال سوريا الابرياء، مرة اخرى، ضحايا مسرحيات هذه المجموعة الارهابية التكفيرية، كما حصل في المرات السابقة، عندما كشفت جمعية "أطباء سويديون لحقوق الإنسان"، عن قيام هذه الجماعة بقتل الاطفال السوريين، عبر استخدامهم كوسيلة، لتأليب الراي العام الغربي على الجيش السوري، وتبرير هجوم امريكي غربي على سوريا، وذلك عندما عرضوا الاطفال للموت من اجل تحقيق هذه الغاية القذرة.