اميركا وتركيا على مفترق طرق.. أبعاد التوتر من سوريا إلى أزمة "إف – 35"

اميركا وتركيا على مفترق طرق.. أبعاد التوتر من سوريا إلى أزمة
الأربعاء ٢٨ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

تشير تطورات الأوضاع بين أميركا وتركيا خلال الفترة الماضية إلى توترات متزايدة يقول بعض المراقبون أن هذه التوترات من شانها ان تضع مستقبل العلاقات بين البلدين على مفترق طرق.

العالم – كشكول

ترتبط تركيا وأميركا بعلاقات متشابكة ذات بعد استراتيجي على المستويين الإقليمي والعالمي، وحرصت كل من واشنطن وأنقرة خلال الفترة الماضية على التعاون في الكثير من الملفات انطلاقا من التعاون السياسي وصولا إلى التعاون العسكري ومشارع التطوير العسكرية المشتركة بين البلدين، ولكن مع ذلك فقد واجه الطرفان عدداً من الملفات الشائكة والخلافية انطلاقا من العلاقة بين أميركا والأكراد شمال سوريا وصولا إلى علاقة اميركا بفتح الله غولن الذي شن اردوغان حملة شديدة ضده ضد أنصاره خلال الفترة التي تبعت الانقلاب الفاشل.

الملفات الخلافية بين البلدين بدأت تشهد الكثير من التصعيد خلال الفترة الأخيرة ولعل العلاقات التركية الروسية وتسليم روسيا منظومات اسلحة إلى تركيا كانت ابرز نقاط الخلاف بين الحليفين وهذا ما دفع اميركا باستبعاد تركيا من برنامج إنتاج مقاتلة الجيل الخامس الأحدث "إف – 35″ وهذا ما شكل نقطة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين وخصوصا أن أميركا تدعم تركيا بهدف تحجيم الدور الروسي في المنطقة.

قامت العلاقات بين البلدين على ركائز عديدة لعل أهما هو عضوية تركيا في حلف الناتو وفي هذا السياق تستضيف تركيا حوالي 20 قاعدة عسكرية للتحالف مهمتها الرصد وجمع المعلومات، وفي الحقيقة وعلى رغم حجم الاختلافات الحالية فإنه لا يمكن تصور الصراع التام بين البلدين وذلك لضرورة تركيا الجيو-ستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، كما أن تركيا أيضا لا ترغب بفقدان الامتيازات التي حصلت عليها نتيجة علاقاتها مع اميركا.

ولكن على الرغم من ذلك فإن مناخ العلاقات بين البدين يتوتر بشكل متزايد وقد شهد توترا مضاعفا مؤخر مع إقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"الإبادة الجماعية للأرمن" وهذا ما اثار ردود فعل قوية من المسؤولين الأتراك.

اذا ففي ظل التوتر الراهن بين البدين هل يمكن ان نتشهد نهاية أو بداية نهاية علاقات البلدين أن هذه الأزمة تعتبر أزمة عابرة يمكن للبدين تفايديها من هلال تفعيل قنوات اتصال نشطة ولا سيما في الجانب الأمني والتوازن الإقليمي؟

كلمات دليلية :