تصريحات اللواء سلامي؛ تحليل متعدد الأوجه لأهداف امريكا في المنطقة

تصريحات اللواء سلامي؛ تحليل متعدد الأوجه لأهداف امريكا في المنطقة
الأحد ٣٠ مايو ٢٠٢١ - ١٢:٣٩ بتوقيت غرينتش

اعتبر القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي أن الهدف الاساس من الوجود العسكري الامريكي في المنطقة هو زعزعة أمن بلدان المنطقة وإشاعة التوتر فيها بشكل متواصل.

العالم- تقارير

وفي تصريحات له السبت على هامش مراسم اربعينية رحيل العميد حجازي، قال اللواء سلامي في معرض رده على سؤال لمراسل قناة العالم الاخبارية حول ما اذا شهدت السياسة الامريكية تغييرا مع رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب ومجيء الرئيس الحالي جو بايدن إلى السلطة، قال إن رحيل مثل هذه الشخصيات لن يغير سلوك البيت الابيض مضيفا انه قد تتغير اساليب امريكا ولكن اهدافها لن تتغير.

تصريحات القائد العام لحرس الثورة الإسلامية هي تحليل واضح ومتعدد الأوجه حول الاستراتيجية الأمريكية في غرب آسيا. هذه التصريحات تطرقت الى بعض القضايا التي تشكل في الواقع جزءًا ثابتاً واستراتيجيًا من السياسة الخارجية الأمريكية في إطار الحفاظ على مصالح وأهداف الولايات المتحدة السلطوية في غرب آسيا.

وفي هذا السياق أوضح القائد العام لحرس الثورة الإسلامية أن استراتيجية امريكا الثابتة هي العمل على زعزعة استقرار الدول الاسلامية بهدف تحجيمها وتدمير أسس السلطة فيها والهيمنة على طاقات واقتصاد العالم الاسلامي، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية لن تتغير برحيل ومجيء رؤساء هذا البلد.

وتابع اللواء سلامي أن أمريكا وعلى عهد بايدن ستتابع هذه الاستراتيجية وقال: لايمكن الوثوق بامريكا أبدا، أنها ستواصل دعمها للكيان الاسرائيلي والسعودية وأنها العنصر الاساس لانعدام الامن بالمنطقة.

والسؤال المهم الذي يُطرح هنا هو: ما هي المصالح الإستراتيجية لأمريكا في غرب آسيا؟

وللإجابة على هذا السؤال، تجدر الإشارة إلى بعض النقاط: أولاً، إن الأهمية التي تتمتع بها منطقة غرب آسيا بالنسبة للولايات المتحدة لم تتراجع فحسب، بل ازدادت أيضًا نظرا لتغيير التوازن العسكري وتأثير تيار المقاومة على معادلات القوة.

في هذه المعادلة، لا تزال الهيمنة على موارد الطاقة وخلق انعدام الأمن وإثارة التوتر في غرب آسيا هي بمثابة أداة ضغط تستخدمها أمريكا على صعيد المنافسات الإقليمية.

ويقول الخبير في شؤون الدبلوماسية الاقتصادية حسين حاجي لو: "بعد القضاء على داعش، حققت دول محور المقاومة استقرارًا نسبيًا في المجالين العسكري والأمني​​، لكن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق أهدافها من خلال الضغط الاقتصادي على دول محور المقاومة".

الجانب الثاني لمصالح أمريكا الاستراتيجية في غرب آسيا هو الحفاظ على وجود الكيان الاسرائيلي غير المشروع. تقديم الدعم لإسرائيل التي تعد ركيزة للإرهاب وزعزعة الأمن في المنطقة، هو في الواقع أحد أعمدة الحفاظ على المصالح الأمريكية غير المشروعة.

الجانب الثالث الذي يتمتع بأهمية في النظر إلى الإستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة فهو سياسىة ما يسمى احتواء إيران، والتي أصبحت الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية التي تنتهجها امريكا في غرب آسيا، حيث حاولت واشنطن فرض الضغط الأقصى على إيران من خلال إجراءات الحظر؛ لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، مما دفع الابيت الابيض بعد هذه المرحلة إلى وضع ضغوط أمنية قصوى على جدول أعماله.

ففي 3 كانون الثاني/ يناير 2020، قامت القوات الإرهابية الأمريكية بشن هجوم صاروخي قرب مطار بغداد ما أدى إلى استشهاد قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية في ايران اللواء قاسم سليماني ومجموعة من رفاقه الذين كانوا ضيوفا رسميين للحكومة العراقية. وفي أعقاب هذا الهجوم الإرهابي، أصدر البرلمان العراقي قرارًا يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وفي هذا السياق أشار القائد العام لحرس الثورة الاسلامية الى استمرار الاحتلال الامريكي في المنطقة وقال: "ما زال يستمر تواجدهم الاحتلالي في العراق وما زالوا يؤججون النيران في سوريا ونيرانهم تتساقط على الشعب اليمني بأيدي السعوديين وفقط أجبروا على الفرار من أفغانستان".

ويوجد حاليًا حوالي 46 قاعدة عسكرية أمريكية في غرب آسيا. فيما تغيرت المعادلات الأمنية والعسكرية في المنطقة.

ويقدم تحليل القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في هذا المجال صورة واضحة للاوضاع في المنطقة، حيث قال اللواء سلامي إن الأمريكيين ليس لديهم خيار سوى الفرار من المنطقة، ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، فسيتم طردهم ويبدو أنهم فهموا ذلك إلى حد ما.