الثورة الإسلامية.. يوم خسرت"إسرائيل"شاه إيران

الثلاثاء ٠١ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

أكد القيادي في حركة حماس، اسامة حمدان أن انتصار الثورة الاسلامية في ايران، أخسر كيان الاحتلال الاسرائيلي حليفاً استراتيجياً وجعل ايران من أهم داعمي القضية الفلسطينية.

العالم - خاص بالعالم

وقال حمدان في حديث لبرنامج "ضيف وحوار" علی شاشة قناة العالم الاخبارية ان البيئة الاقليمية قبل انتصار الثورة الاسلامية، كانت تتجه نحو انهيار لصالح الكيان الصهيوني المتحالف مع نظام الشاه المقبور، فقد كانت مصر تغادر الصف العربي باتجاه اتفاقية كامب ديفيد، وتخرج من بيئة مواجهة الاحتلال الی بيئة مصالحة هذا الكيان بما كانت تمثله مصر آنذاك من ثقل اقليمي وعربي.

وأضاف حمدان: "انتصار الثورة الاسلامية كان تحولاً مهماً في رفع الروح المعنوية علی مستوی المنطقة فاننا وان خسرنا في ذهاب مصر الی كامب ديفيد، لكن العدو أيضاً خسر خسارة استراتيجية فادحة بانهيار نظام حليف له وقيام نظام اسلامي في المنطقة يحمل هموم و قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

اغلاق السفارة الاسرائيلية في طهران

ورأی القيادي في حركة حماس ان التغييرات التي احدثتها الثورة الاسلامية لم تقتصر علی اغلاق السفارة الاسرائيلية وتحويلها الی سفارة فلسطينية بل وصلت الی أبعاد أكثر من ذلك تمثلت في تطور استراتيجي علی مستوی المنطقة من قاعدة للاميركان حليفة للكيان الصهيوني الی قاعدة حليفة للمقاومة وقاعدة للاسلام في مواجهة قوی الطغيان بالمنطقة.

وأشار الی حدوث صحوة بعد الثورة الاسلامية، أعادت الامة الی قيمها الحضارية وعودتها الی الحالة الاسلامية بعد ان جرت محاولات تجهيل وتضليل وحرف مسارات هذه الامة فكرياً وثقافياً واجتماعياً حيث بدأ يظهر من يقول ان الاسلام غيرقادر علی تلبية متطلبات واحتياجات العصر واحتياجات الزمان، لكن ايران قدمت نموذجاً حول كيف يكون هذا الامر حقيقياً وواقعاً في ظل القرن العشرين والواحد والعشرين وهذا أيضاً احدث نقلة مهمة في واقع ايران وأيضاً في واقع المنطقة.

الثورة الاسلامية تغير ايران الی بلد ديموقراطي

ورأی حمدان ان الثورة الاسلامية نقلت ايران من بلد يحكمه نظام قمعي ديموقراطي الی بيئة تنتشر فيها حالة من الحرية والاستقرار والديموقراطية حيث ينتخب الشعب فيها مجلس الشوری وينتخب رئيساً للجمهورية وتتشكل كل مؤسسات الدولة في اطار من الرقابة والمتابعة الشعبية ونظام فيه تداول للسلطة والفرص متاحة لكل ابناء الشعب الايراني ولاشك ان هذا نموذج مهم في هذا التحول.

وأضاف ان النقلة الاعمق، كانت انتقال ايران من دولة تابعة بكل ما تملك من امكانات وقدرات الی دولة رائدة، الی دولة هي التي تقود وهي التي تقرر سياساتها بنفسها وتقرر ما تريد بما يخدم مصالح الشعب ومصالح البلاد وأيضاً مصالح الامة.

شخصية الامام الخميني أهم عنصر في انتصار الثورة الاسلامية

واشار حمدان الی عدم توقع كل المراقبين ومراكز صناعة القرار الدولية والاقليمية انتصار الثورة الاسلامية مؤكداً ان جملة عوامل أدت الی نجاح هذه الثورة وانتصارها، لعل من أهمها شخصية من قاد الثورة وهي شخصية الامام الخميني.

وتابع ان أهم عوامل في شخصية الامام الخميني كانت الاصرار وعدم الاستسلام مهما كانت الضغوط قاسية. فالكل يعلم ان الامام لوحق وسجن وأبعد ولوحق حتی في منفاه وكل هذه القضايا كانت ممكن ان تؤدي الی تراجع وتنازلات و البحث عن تسويات والبحث عن مأوی آمن وينتهي الامر؛ لكن اصراره كان حاسماً في اتجاه تحقيق النصر حتی عندما هرب الشاه من ايران وبدأ البعض يحاول ان ينصح الامام ان لا يذهب الی ايران، الاوضاع غير مستقرة ولربما يقع ما يقع من حوادث، كان اصراره ان يذهب في تلك اللحظة الحاسمة الی ايران وقد فعل وكان وصوله الی ايران، حاسماً في انتصار الثورة ولربما لتغيرت الاحداث لو لم يذهب.

وأوضح ان العامل الثاني في شخصية الامام الخميني نظرته الكلية للأمور بمعنی انه حتی وهو يخوض المعركة لم يكن يری ان المعركة تقتصر علی معركة مع نظام فاسد أو نظام دكتاتوري، المعركة كانت كلية مع طغيان في هذا العالم ولذلك حتی بعض الذين كانوا يظنون ان من السياسة ان لايجري انتقاد للولايات المتحدة او هجوم علی الكيان الصهيوني وتأكيد انه لابد ان يزال عندما كان بعضهم يطلب من الامام ان يخفف من هذه القضايا كانت اجابته واضحة: اذا لم نتكلم في هذه المواضيع فعم نتكلم؟ اذا هو كان دائماً يركز علی جذر المشكلة واصل المشكلة وهي هذا الطغيان العالمي والذي تقوده الولايات المتحدة هذا الاستكبار هذا الشيطان الاكبر كل هذه مترادفات ليؤكد ان جذر المشكلة هو في الهيمنة علی بلادنا والهيمنة علی انظمتها والهيمنة علی مقدراتها وان المسألة لاتتعلق فقط بتغيير شكلي وانما لابد من تغيير جذري وهذا ايضاً كان تعبيره السياسي واضحاً بعد انتصار الثورة لاشرقية ولاغربية جمهورية اسلامية. بمعنی انه نحن لم نتخلص من طغيان لنخضع لطغيان اخر وانما لابد ان نتحرر والتحرر الحقيقي يكون بالاسلام.

الثورة الاسلامية والمؤامرات

وأكد القيادي في حركة حماس ان الطغيان الدولي والاستعمار يفرض سلطته ونفوذه علی الاخرين وهو لايريد أي دولة مستقلة بقرارها وسيدة نفسها أياً كان شكل النظام وأياً كان طبيعة النظام ولهذا بعد ما بدت ايران تخرج من دائرة الهيمنة وتكون دولة مستقلة ذات سيادة تقرر ما فيه مصلحتها ومصلحة شعبها ومصلحة المنطقة التي تنتمي اليها ومصلحة الامة التي تنتمي اليها، أصبحت مناقضة لمشاريع الاستعمار، فكان من الطبيعي ان تجري محاولة لافشال هذه الثورة عن طريق المؤامرات.

وأكد ان اعداء الثورة الاسلامية في صراع معها وفي الصراع، يستخدم العدو كل الوسائل وعليك ان تكون يقضاً ومنتبهاً وحذراً والا تكون خائفاً. مبيناً ان الامام الخميني كان يقدر حجم المواجهة دون الشعور بالخوف والقلق من المواجهة، ليستعد للمواجهة بقدرة التوكل علی الله.

السيد الخامنئي والامانة الثقيلة

واعتبر القيادي في حركة حماس ان الامانة كانت ثقيلة بعد الامام الخميني بشخصيته وبدوره وبتأثيره وبما انجزه من انتصار للثورة لكن الصحبة طوال فترة الثورة والانتصار ثم رئاسة الجمهورية في ظل وجود الامام الخميني صقلت قدرة السيد الخامنئي وجعلته قادراً علی حمل الامانة كما يجب.

وأضاف حمدان: "اليوم ما نراه من واقع ايران ومن قدرة ايران ومكانة ايران وما تديره ايران يكشف انه لم يكن هناك مجرد وفاء والتزام في شخصية السيد الخامنئي بل كان هناك قدرة عمل مضافة لديه انجزت اضافة حقيقية لهذه الثورة واضافة حقيقية لهذا المشروع ولهذه المسيرة وكانت نقلة نوعية خلال هذه السنوات في واقع ايران؛ الامام حقق الانتصار وتأسيس الجمهورية الاسلامية والسيد الخامنئي حقق نهضة ونمو هذه الجمهورية وان تأخذ دورها علی المستوی الداخلي والاقليمي وان يستقر هذا المشروع علی الارض وان يصبح عصياً لاأقول علی الكسر وانما علی كل المؤامرات والمحاولات.

ايران، بعيدة عن مقولة المحتاط ينجو

ويعتقد حمدان ان الايمان بالمبادئ وبالله وبأن النصر من الله، هو سر نجاح الثورة الاسلامية موضحاً ان ايران بذلت جهوداً كبيرة ولم تخنع لمقولة المحتاط ينجو، لان المحتاط لايتقدم فكانت في ايران، ايمان وقناعة راسخة بما تحمل من قيم و من رسالة ومن مبادئ وهناك ان صح التعبير اخذ بالاسباب وبذل للجهد وهناك ايضاً مبادرة فاعلة باتجاه ان يكون محققاً للاهداف.

وأكد ان ايران رغم كل الضغوط تحمل دعمها للقضية الفلسطينية علی عاتقها وتعيد ترتيب اوراقها لتبني قوة حقيقية مؤثرة ايران وتتحرك في نصرة قضايا المظلومين بشكل عام وكل هذه، عبارة عن مبادرة لاتتعلق فقط باحتياط وانا اظن هذه الاسباب كانت من أهم العوامل في ان تنهض الثورة وان تستمر وان تنمو وان تحقق كثيراً من اهدافها.

خطط الاستعمار ضد الثورة الاسلامية منذ الانتصار حتی الان

وأكد حمدان ان محاولات استئصال الثورة الاسلامية من قبل اعدائها بدأت منذ بداية الثورة بمكائد داخلية و خارجية، موضحاً انه عندما تفشل محاولة الاستئصال تبدأ محاولة الاخضاع وأيضاً هذه جرت ولم تنجح، فبعد فشل محاولة الاخضاع صارت محاولة الاضعاف الدائم ونجحت ايران في تجاوز هذه المرحلة ونجحت في ان تبني قدرتها وقوتها.

وتابع القيادي في حماس:"الان كل المحاولات هي لوضع حدود لهذه القدرة ولهذه القوة ومنعها من ان تصبح قادرة بشكل كبير جداً ومؤثر بما يتجاوز حدود السيطرة وانا أظن انها ايضاً لن تنجح، يعني الذي يستطيع ان يواجه محاولة الاستئصال وينجح فيها ويواجه محاولات الاخضاع ومحاولات التحطيم والحصار والتضييق سيتجاوز هذا ولذلك انا اعتقد ان كل هذه المحاولات لربما في بعضها جانب سلبي سببت اذی علی مستوی الدولة والشعب الايراني وكان هناك تضحيات في هذا جسيمة، لكنها في الجانب الاخر مع الارادة اوجدت نتائج انك اعتمدت علی نفسك اكثر بنيت قوتك بذاتك اكثر نجحت في أن تؤسس ما يتخطی قدرة العدو في المساس بك وبقدراتك الحقيقية".

الدور الايراني في دعم المقاومة في فلسطين

وقال حمدان:"الدور الايراني بات واضحاً في دعم المقاومة في فلسطين لكن هناك علامات مهمة في هذا الدور ان الدور تركز في دعم المقاومة، المقاومة التي تريد ان تحرر الارض وتريد ان تحرر القدس وتريد ان تحرر الشعب الفلسطيني وهذا الدعم لاشك ان له تبعاته السياسية وتبعاته في مواجهة قوی الاستكبار العالمي هذا التزام منذ ان انتصرت الثورة وحتی اليوم الالتزام مازال قائماً ومازال متصاعداً".

وأكد ان الدعم الايراني لقوی المقاومة لايستثني أي انتماء فكري او ايدولوجي فهناك قوی غير اسلامية تدعمها ايران وتقف الی جانبها وهذا الدعم لكل من يقاوم الاحتلال ايضاً رسالة مهمة ان الدعم للقضية الفلسطينية وليس لفريق في القضية الفلسطينية.

ورأی ان الموقف الايراني المدافع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل السياسية والدبلوماسية الاقليمية والدولية يمثل عاملاً مهماً وعلامة فارقة. مشيراً الی الی تخصيص الجمعة الاخيرة من شهر رمضان كيوم عالمي للقدس.

واستذكر القيادي في حركة حماس، المواقف المتكررة في مناصرة الشعب الفلسطيني في محطات خلال العدوان عام 2008 و2012 والعدوان 2014 وايضاً الوقوف الی جانب المقاومة في عملية سيف القدس والوقوف الی جانب انتفاضة الشعب الفلسطيني. مؤكداً ان ايران منذ انتصار الثورة حتی اليوم كانت دوماً الی جانب الشعب والی جانب القضية والی جانب المقاومة وهذا لاشك شكل علامة فارقة في علاقة لاأقول المقاومة مع ايران انما في علاقة الشعب الفلسطيني بمجمله مع ايران واثبت ان الفلسفة الاساسية التي انطلقت منها الثورة قبل انتصارها ومع انتصارها وهي مقاومة الاستكبار العالمي ونصرة المظلومين والدفاع عن القضايا المحقة بعد 43 سنة لاتزال قائمة وان هذه الثورة لن تشخ وان هذه الثورة لازال شبابها يتجدد بالتزامها بهذه المبادئ.

تأثير الثورة الاسلامية في ايران علی المقاومة في فلسطين

وأكد حمدان ان الدعم الذي تقدمه ايران كان له دور اساسي في الصمود بالنسبة للشعب الفلسطيني وفي تطوير بنية المقاومة وتطوير قدرات وامكانات المقاومة وبالتالي فله تاثيرها في مواجهة الاحتلال كان له تاثير كبير في بناء معادلات في ادارة الصراع مع الاحتلال معادلة لاتتعلق بالميدان هذه معادلة مهمة معادلة الميدان التي انتقلت من الحجر الی الصاروخ انتقلت من تلقي الضربات فالصمود فالمبادرة باتجاه العدو كما حصل في سيف القدس، انتقلت من منطق الدفاع عن النفس الی منطق التحرير هذا كله ناشئ عن هذا الدعم.

وأوضح انه هناك شئ أهم وهو المعادلة الاقليمية، فالعدو حاول والاميركيون يحاولون بناء معادلة اقليمية تؤدي الی تصفية القضية الفلسطينية ولكن اليوم تتشكل معادلة جديدة في المنطقة تقول ان هذه المقاومة الفلسطينية تقف وراءها قوی ايضاً في الاقليم وان تصفية القضية الفلسطينية ليس أمراً ممكناً وان الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية لاتقف وحيدة في الميدان هذه الفلسفة الذي ارادها العدو منذ عام 48 ان يقول للفلسطينيين انتم وحدكم في الميدان استسلم لها مع الاسف البعض من النخب اليوم لاتسمع لها صوتا ولاتجد لها ذكراً الشعب الفلسطيني لايقف وحيداً في الميدان ولايقف معزولاً في الميدان وانما هناك مجموعة في المنطقة من القوی تقف الی جانب الشعب الفلسطِيني وتسنده وهذا بحد ذاته انا في رأيي معادلة مختلفة تماماً عما يريده الاحتلال ومعادلة تشكل ركيزة اساسية من ركائز التحرير القادم باذن الله سبحانه وتعالی.

وقال اسماعيل رضوان في نهاية اللقاء:"انا لدي قناعة وايمان راسخ ان النصر هو لهذا الدين وللاسلام ولهذه الامة وان كل ما تتعرض له الامة هو امتحان وتهيئة للنصر النهائي وهذا وعد رباني، ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون سيرث هذه الارض الصالحون من عباد الله اذا حققنا معادلة اننا صالحون بكل تفاصيلها ان شاء الله تعالی سنرث هذه الارض وانا عندي ثقة بذلك. الان في عالم السياسة تتكلم عن اخر 40 سنة في تاريخ المنطقة كل الكيد وكل المكر وكل العدوان ماهي المحصلة؟ المحصلة انك كمشروع نهضة للأمة تسير في مسار تصاعدي والمشروع الاخر الذي يريد تحطيم الامة مساره فيه تراجع المحصلة النهائية باذن الله تعالی ستكون نصر وتمكين عباد الله الصالحين".

التفاصيل في الفيديو المرفق ...