لماذا يراهن المطبعون العرب على وجود زائل لكيان محتل؟

لماذا يراهن المطبعون العرب على وجود زائل لكيان محتل؟
الأحد ٢٧ مارس ٢٠٢٢ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

شهد الحلف العربي الاسرائيلي خلال الايام القليلة السابقة وسيشهد خلال الايام القريبة اللاحقة تحركات مكوكية متسارعة بين دول التطبيع العربي مع كيان الاحتلال واخرى تجمع اميركا بالاحتلال والدول العربية آنفة الذكر.

كشكول

في هذه الاثناء، تداولت مواقع اسرائيلية اعلانا لوزارة خارجية حكومة الاحتلال مفاده ان وزير الخارجية الاسرائيلي "يائير لابيد" يعتزم عقد لقاء قمّة في القدس المحتلة يجمعه مع "أنتوني بلينكن" وزير خارجية الولايات المتحدة "الدولة الراعية للتطبيع العربي مع كيان "اسرائيل"، ليجتمع الثنائي المذكور مع وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب، الأسبوع المقبل.

ذلك في اعقاب لقاء تم عقده قبل أيام في شرم الشيخ المصرية جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي نيفتالي بينيت، فيما افادت بعض المصادر بانضمام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القمة بشكل غير معلن.

سبق ذلك "قبل نحو أسبوعين"، زيارة قام بها وزير خارجية الاحتلال لابيد للأردن والتقى خلالها الملك عبد الله الثاني.

دواعي هذه اللقاءات المتتالية كثيرة منها قرب الاتفاق النهائي على البرنامج النووي الإيراني وقرب حلول شهر رمضان المبارك وخوف كيان الاحتلال من اندلاع انتفاضة جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، اضف الى دخول حلف الناتو في مناورات بحرية في منطقة البحر المتوسط بمشاركة المغرب ودول عربية بينها السعودية، بالإضافة إلى 5 دول أوروبية و كيان الاحتلال"الإسرائيلي"، حسب ما افادت به صحيفة "هسبريس" المغربية.

قالت الصحيفة انه "يستفيد من هذا التدريب مشاة البحرية من مختلف الدول العربية مثل السعودية ومصر والكويت، إلى جانب 5 دول أوروبية هي النمسا وكندا وقبرص وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسرائيل".

لنرجع قليل الى الوراء ، وتحديدا الى الشهر الاول من السنة الماضية يناير 2021، حيث اعلن رئيس أركان جيش الإحتلال أفيف كوخافي، في السادس والعشرين من الشهر المذكور، إن "قوة الردع الإسرائيلية زادت بوجه الدول التي تهدد أمنها"، موضحا في كلمة له خلال مؤتمر معهد دراسات ما يسمى بـ"الأمن القومي الإسرائيلي"، أن كيانه اللقيط "في مواجهة المحور الشيعي الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان" ما ادى ذلك الى "تبلور تحالف إقليمي قوي يبدأ من (اليونان وقبرص ومصر والأردن والدول الخليجية)، حيث يقف الكيان الاسرائيلي مترصدا وموجها وآمرا وناهيا "داخل هذا التحالف".

كوخافي اعتبر في حينها إن "إيران لا تعتبر مشكلة إسرائيلية فحسب بل مشكلة دولية لأنها تغذي "الارهاب" (حسب تسميته للمقاومة الحقة بوجه المحتلين وأطماعهم) وذلك في اشارة الى (المقاومة التي تريد وتسعى لتحرير اراضيها من لوث المحتلين بكافة اشكالهم الصهيونية الاسرائيلية المحتلة لفلسطين والاميركية المحتلة لاراض عربية اخرى في منطقتنا).

لم يفت كوخافي التعبير عن مخاوفه من الاتفاق النووي لسنة 2015 وقرب العودة اليه بعد رحيل سيده الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرا الى انه "حتى التوصل إلى اتفاق مشابه ومعدل سيكون اتفاقا سيئا على المستويين العملي والاستراتيجي، لذا يجب عدم السماح لذلك"، مؤكدا انه أصدر "تعليمات إلى جيش الاحتلال الاسرائيلي لوضع عدد من الخطط العملياتية فيما يتعلق بإيران، غير أن قرار تنفيذها يبقى في يد المستوى السياسي" (حسب هرطقته).

بعض المسؤولين العرب اطلق على هذه اللقاءات بانها تاتي لتعزيز التعاون العربي المشترك في مختلف الأصعدة ومن الطبيعي من بينها "التعاون الامني"، الذي عادة "لا يصب الا في مصلحة الكيان المحتل".

من هنا يمكن ملاحظة كثافة الزيارات العسكرية المتواصلة التي من شانها زعزعة امن المنطقة ومنها زيارة قام بها "كوخافي" في العاشر من آذار/مارس الحالي الى البحرين وقع خلالها مذكرات تعاون عسكري وامني مع نظام ال خليفة.

الاطماع الاميركية والاسرائيلية لن تخف عن اعين المراقبين للتطورات الامنية في المنطقة التي يحاول الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة تاجيجها لبيع المزيد من الأسلحة والاعتدة، انها تجارة مربحة تستنزف طاقات دول عدة في صرف بترودولاراتها على ركام من الاسلحة التي لا تسمح الولايات المتحدة بادارته وادمتها أو حتى استعمالها الا في حدود ما تسمحه لهذه الدول الهلامية وباشراف ضباطها وجنودها بعد حذف اجهزة التحكم المتطورة منها.

المساعي الاسرائيلية والاميركية لا تقتصر على التخويف من المجهول والمتاجرة بالسلاح بل يستعدان ايضا لتوسيع رقعة الاراضي الفلسطينية المحتلة لتشمل دول الجوار لتأسيس ما تسمى بـ"اسرائيل" الكبرى، بمصادرة اراض لم تتمكن ولن تتمكن من الوصول اليها دون مساعدة بعض العملاء والخونة في بعض البلدان العربية وباسم الاستثمار ومن ذلك الاستثمار الزراعي..

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :