إعتصام وجع المحاريب - 2012

الجمعة ٠٨ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٣:٠٥ بتوقيت غرينتش

في الـ17من ابريل نيسان من عام 2012 ، نفذ علماء الدين البحرينيون اعتصاما في القفول في المنامة تحت عنوان "وجع المحاريب "في الذكرى السنوية الأولى لاقدام النظام بالبحرين مدعوما من قوات الغزو السعودي على هدم أكثر من38 مسجدا وحسينية.

العالم - لن ننسى

وشكل هذا الاعتصام رسالة واحدة للنظام وداعميه مفادها أن خططه لاثارة الفتن بين أبناء الشعب الواحد فاشلة، كما قال اية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم.

احتشد عدد من رجال الدين الثلاثاء (17 أبريل/ نيسان 2012)، في اعتصام أقيم بمسجد الإمام الصادق (ع) في القفول، وذلك بمناسبة مرور عام على هدم المساجد وتخريبها، معربين عن استنكارهم لهدم المساجد، ومطالبين في الوقت ذاته بإعادة بناء جميع المساجد المهدمة.

وشارك في الاعتصام الذي حمل عنوان «وجع المحاريب»، كبار رجال الدين في البحرين، ومن بينهم (السيدجواد الوداعي، الشيخ عيسى أحمد قاسم، السيد عبدالله الغريفي، الشيخ عبدالحسين الستري، الشيخ محمد صالح الربيعي)، إلى جانب عدد من طلبة العلوم الدينية.

وتقدمت جمعية الوفاق برفع بلاغ جنائي ضد وزير البلديات ووزير العدل، لدى النيابة العامة، متهمة إياهما بـ«المسؤولية وتورط الوزارتين في هدم المساجد».

إلى ذلك، طالب رجال دين بإعادة بناء جميع المساجد المهدومة، مستنكرين مماطلة الجهات الرسمية في إعادة بنائها. جاء ذلك في اعتصام لهم بمسجد الإمام الصادق بالقفول.

واعتبر الشيخ عيسى أحمد قاسم أن «هدم المساجد واحدة من مشكلات الفساد والخلل والانحراف السياسي، فلابد من تعديل الخط السياسي، وإلا فإن إعادة بناء المساجد لن يعيد لها هيبتها ودورها ولن تستوي الأمور كما ينبغي، دون الإصلاح السياسي».

ورأى قاسم، في كلمته خلال الاعتصام، أن خطوة هدم المساجد «خطوة لها هدف آخر، وليس هدفا سياسيا، وهذا الهدف أسقطه الوعي والإيمان والحرص على سلامة هذا الوطن، وبقاء الأخوة الإسلامية قوية متينة، وأسقطته تربية واعية من خلال منبره ووعيه، تربية تحرص على الإسلام»، مشيرا إلى أن «المساجد المهدومة ليست قلاع حرب وليست مخازن أسلحة، ومنها من يرتادها الكثير، ومنها من يرتادها بعض أفراد، هل لأنها منبع تأجيج سياسي، أم رعب أمنيا؟».

واعتبر أن «الحكومة وقعت في خطأ فادح عندما أقدمت على خطوة مكشوفة، وموقف يعيبها، ولابد أن يخجلها».
وتحت سؤال «لماذا كان هدم المساجد؟»، ذكر قاسم أن «الهدم كان لمساجد كثيرة، وفي هذه المساجد ما كان يمثل مساجد تاريخية وذات دلالة تاريخية معينة، تتحدث عن هوية إيمانية لهذا البلد، وتاريخ خاص لهذا البلد، وأصالة معينة، وتجذر، فهل كان هناك مكسب سياسي في تهديم المساجد؟، لا أتصور أن أحدا يقرأ خطوة الدولة على أنها خطوة تستهدف مكسبا سياسيا».

من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الاسلامي العلمائي الشيخ علي رحمة: «من أبرز المصاديق الخارجية لمنع ذكر الله في بيوته والسعي في خرابها هدمها ظلما وعدوانا، وهذا ما وقع قبل عام من الآن، حيث تحركت الآلة الرسمية قاصدة بيوت الله، لهدمها وتخريبها وتسويتها بالأرض».

ووصف رحمة، في كلمة المجلس الإسلامي العلمائي، هدم المساجد بأنه «من أبشع الجرائم، ذلك لأن المساجد ليست حجرا ومدرا، وإنما بيوت الله التي ارتضاها له في الأرض»، معتبرا أن «ما يجسد بشاعة هذه الجريمة، أنه لا توجد أية مصلحة ومنفعة في هدم المساجد. فأي دخل في هدم المساجد في مطالب الشعب؟، فإذا لا يوجد غرض لهدم المساجد سوى هدمها».
واعتبر رحمة أن «عرقلة إعادة بناء المساجد المهدمة، وتجميد بنائها، هو هدم بعد هدم، والتسبب في استمرارية الهدم، هو بمثابة هدم مجددا، لدينا وزارات لا تعمل. ووزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف مسئولة عن الحفاظ على المساجد، وإعطاء تراخيص بناء المساجد وتسهيل بنائها».

إلى ذلك، ذكر رئيس لجنة الدفاع عن المساجد المهدمة، الشيخ محمد جواد الشهابي، أن الهدف من الاعتصام العلمائي هو «إيصال رسالة من علماء الدين، وطلاب الحوزات العلمية في البحرين، تعبر عن رفضهم واستنكارهم لقرار هدم مثل هذه المقدسات، وإلى شحذ الهمم نحو المطالبة الحثيثة والأكيدة بإعادة بنائها من قبل هادمها سواء طال الزمان أم قصر!».
وأكد الشهابي أن «التعدي على المساجد وهدمها هو سابقة خطيرة في تاريخ البحرين القديم والحديث».

ونوه الشهابي إلى أن «أية تسوية عما ستؤول إليه العجلة السياسية، لن تكون المساجد من ضمن استراتيجية تلك التسوية، حيث الهوية لا تدخل في التسويات والصفقات، والمساجد بلا شك هي هويتنا، فلا تدخل في ذلك مطلقا».

وفي كلمة الحوزات العلمية في البحرين، نوه الشيخ إبراهيم الصفا الستري بدور الحوزات العلمية وما يتوجب عليها أن تقوم بواجبها بالشرعي آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر وداعية إلى الخير.
وعبر الصفا عن استنكار الحوزات العلمية بخصوص ما أسماه ب «العدوان السافر الذي طال المساجد والمآتم»، معتبرا أن «الجرح لن يندمل قبل أن تبنى جميع المساجد المهدمة».
وطالب الصفا، باسم الحوزات العلمية في البحرين، أن تنفذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وإعادة بناء جميع المساجد المهدمة.

ويستضيف برنامج" لن ننسى":

الناشط السياسي البحريني جعفر الحسابي من لندن

التفاصيل في الفيديو المرفق ...