مصادر خاصة للعالم:

إعادة تأهيل "داعش" في سوريا .. أمريكا تلعب بالنار!

إعادة تأهيل
الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠٢٢ - ١٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

هي حرب إرهابية تدار من وراء البحار، في البادية السورية وحتى حدود العراق، لم تنته المعركة مع داعش والامريكي بعد، إذ جمرها مازال تحت الرماد. ودخان نارها يتصاعد حاملا معه معلومات عن إعادة تدوير هؤلاء الإرهابيين، وترسم لهم معالم خطط وحلقات تدريب، والجيش السوري وحلفائه، يضيقون الخناق أكثر فأكثر، بالتمدد في جانب، وبالاستهداف المدفعي والصاروخي والغارات في جوانب أخرى.

العالم - كشكول
أخطر ما في الامر ان هؤلاء المسلحين المذمومين من على منابر القادة العالميين والاقليميين، هم ارباب هؤلاء وحلفاؤهم في الحرب على سوريا، حيث تحاول المخابرات الامريكية اعادة "داعش" كمشهد امها القاعدة في افغانستان، يوم دعمها الاميركيون وحلفاؤهم العرب، قبل ان تحرقهم بنارها، حيث تؤكد المعلومات ان مدربين أمريكيين يقدمون تدريبات مكثفة على قواذف ار بي جي وصواريخ تحمل على الكتف والرمي بالسلاح الخفيف لمجموعة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي الذين يحتجزهم الامريكي في سجن قاعدته العسكرية بمدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، اما قسم اخر من المدربين، يقدم خبراته لعشرة إرهابيين ويدربهم على رمي الصواريخ المضادة للدروع والطائرات تمهيداً لنقلهم خلال فترة قصيرة إلى باديتي دير الزور وتدمر. وقبل ان يكتمل المشهد حصلت قناة العالم على معلومات من مصدر خاص، تؤكد نقل القوات الامريكية يوم 9-4-2022 عند الساعة العاشرة مساءا، عدد من عناصر التنظيم الارهابي داعش المحتجزين في سجن القاعدة الامريكية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وكمية من الاسلحة والذخيرة عبر حوامتين واتجهت شرقا نحو الحدود السورية العراقية.

ورجحت المصادر نقلهم الى قاعدة القوات الامريكية في التنف على مثلث الحدود السوري العراقي الأردني، وكشفت المصادر ان من بين الذين تم نقلهم بعد تدريبهم الارهابي جبار السمران سعودي الجنسية، وحمدون الهادي اردني الجنسية، ومحمد مجول تونسي الجنسية وباقي الارهابيين من الجنسية العراقية، كل ذلك كان بالتزامن مع ادخال القوات الامريكية لاكثر من سبع قوافل من الأسلحة والمعدّات خلال شهر آذار المنصرم، وثلاثة خلال شهر نيسان الحال.

ما يحدث في هذه الأيام، هو جزء من المسرحية الأمريكية في شمال شرق سوريا، نفس الحوامات التي كانت تنقل الجنود في اثناء مهاجمة داعش لسجن الصناعة في الحسكة، هي نفسها حوامات الولايات المتحدة الامريكية التي تنقل عناصره بالمروحيات الى الحدود العراقية وقاعدة التنف، وهي ذاتها واشنطن التي تحاول ان تتوزع ارباح نتائج معركة سجن الصناعة، مع شركائها، والاستمرار بذريعة محاربة “داعش” كغطاء لتواجده في المنطقة، والاستمرار بحصار الشعب السوري، ومنع التواصل الجغرافي بين دول محور المقاومة، فهي مرحلة جديدة، ومحاولة امريكية لتنظيم داعش من جديد، بعد مقتل البغدادي وقرداش وتسلم جمعة عوض البدري قيادة التنظيم الإرهابي، وانهاء مرحلة الذئاب المنفردة واللامركزية، والتحول نحو مرحلة الهجمات الواسعة، والتي بدأت بهجوم استعراضي في سجن الصناعة، ومن ثم بهجوم تجريبي على مخيم الهول في ريف الحسكة، هذا التكتيك يسعى من خلاله الامريكيون الى تثبيت قيادة جمعة عوض البدري للتنظيم، بعد ان شهدت داعش صراعات داخلية عنيفة، والخلافات حول القائد الجديد لداعش، حيث حاول بعض القادة من جنسيات تعود للمغرب العربي وبعضها من القوقاز، منع ان يصبح قائد داعش من الجنسية العراقية كعرف وقانون في التظيم الإرهابي، ترافق ذلك مع تصاعد طموح قادة التنظيم من الصف الثاني والثالث، بعد استبعادهم بشكل واضح من قبل القيادات العراقية، ما اعطى المخابرات الامريكية فرصة لإعادة احياء بعض القيادات التكفيرية، ومسميات تنظيمية، للاستفادة منها في المرحلة المقبلة، واطلاق مرحلة الهجمات الواسعة، لمنع أي اعتراض على شخصية القائد الجديد، والاستفادة من اعداد ارهابيي التنظيم، والذين تحدث عنهم تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة في أب 2020 والذي احدث وجود اكثر من عشرة الاف إرهابي من داعش في سوريا والعراق، والعدد يشمل الخلايا النائمة، وبحسب التقرير هم يعملون بحرية عبر الحدود العراقية السورية، هؤلاء الإرهابيون وفقا للتقرير ينظمون في 15 الى 20 مجموعة نشطة، في الرقة وحمص ودير الزور، مع وجود إرهابيين في الحزام الحضري على طول الجانب الغربي من منطقة الفرات.

فلول داعش هذه يمكن للأمريكي تنشيطها انطلاقا من منطقة 55 كيلو في التنف، وهي حدود تحركات تلك الخلايا، أي ما بين شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات قسد، وبين غربي الفرات التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية، فيما تؤكد المعلومات ان تلك القوات تنتقل ليلا في مجموعات منظمة تخترق مناطق الهضاب والجبال، وتتكون كل مجموعة بين 10 الى 15 عنصراً، مزودين بأجهزة لاسلكي يتم التحكم ببثها من قاعدة التنف.

كل ذلك يبقى في اطار المحاولات التي يجربها الأمريكي، ليقول للناخبين في داخل الولايات المتحدة الامريكية، ان داعش ما زال موجود، ليبرر حضوره في هذه البقعة الجغرافية، ويغطي على المقاومة الشعبية التي تتصاعد ضده في المنطقة يوما بعد يوم.

*حسام زيدان