حصار قسد لأهالي القامشلي.. اهداف ونوايا!

حصار قسد لأهالي القامشلي.. اهداف ونوايا!
الجمعة ١٥ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

تتفاقم المعاناة الإنسانية في مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق سوريا، بعد سيطرة قسد على المخابز، ومنعها دخول المواد الغذائية والمحروقات، عبر حصار خانق تسبب في أزمة خبز غير مسبوقة، دفعت الأهالي لمطاردة رغيف خبزهم، واللجوء الى وسائل عديدة للحصول على الخبز، وبأسعار خيالية. 

العالم - كشكول

لم تعد فقط طوابير الخبز عند أبواب الافران هي ازمة المواطنين في الحسكة والقامشلي، بل أصبح الحصول على رغيف الخبز هي المشكلة، هذا الرغيف الذي تمنعه قسد فجأة، يحمل رسائل ونوايا توتير واضحة، وسط لجوء الأهالي للأفران الحجرية، او المخابز السياحية، او حتى الحصول على الخبز من السوق السوداء التي تديرها قسد.

يسابق العم عطية 75 عاما، الزمن للحصول على ما يسد رمق عائلته من الخبز، بعد ان جال على كل المحال في مدينة القامشلي، ويقول " اقطع مسافات طويلة وانا من الحي الغربي في مدينة القامشلي، القريب من مخبز البعث الحكومي، لكن للأسف بعد استيلاء هذه الميليشيات على هذا المخبز، أصبحت اضطر لشراء الخبز من محلات تجارية (سوبر ماركت) وهذه المحلات باتت تتلاعب بأسعار الخبز دون حسيب أو رقيب، فربطة الخبز اشتريتها يوم أمس ب3500 ليرة سورية ( أي ما يعادل اضعاف ثمن الخبز الحكومي المدعوم " ويتابع " اتحمل مشقة البحث بالرغم من صومي شهر رمضان المبارك، فهي المادة الأساسية التي لا يمكن قطعها من اي بيت"

إن المعاناة الكبيرة التي لحقت بأصحاب الدخل المحدود في مدينتي القامشلي والحسكة، تتلخص بفقدان صمام الامن الغذائي للإنسان، بعد ان دخل الخبز بازار الاستغلال السياسي من قبل قسد، واستهدف الشريحة الأفقر، حيث شرحت السيدة نرمين من مدينة القامشلي، حال تجار السوق السوداء، الذين استغلوا هذه الازمة، وقالت "أنا موظفة حكومية وراتبي الشهري 80000 ليرة سورية، فكيف لي ان اشتري يومياً ربطة الخبز ب3500 ليرة سورية كحد أدنى في المحلات التجارية إن وجدت أصلاً، ويوم الأمس اضطررت لشراء رغيف الخبز الواحد ب500 ليرة سورية قبل الإفطار بثلاث ساعة".

أما رافع من أهالي القامشلي، 45 عاما، اكد غياب دور المنظمات الإنسانية، وناشد " جميع المعنيين بالشأن الإنساني التدخل الفوري لحل هذا الموضوع" وتساءل "أين المنظمات والمؤسسات والجمعيات مما نعانيه، فهل من المعقول ان تبقى منازلنا دون مادة الخبز في هذا الشهر الفضيل" وعرج رافع على تفاصيل المعاناة، وأضاف " للأسف معاناتنا ليست فقط من ممارسات ميليشيا قسد، فتجار المنطقة أيضاً يتحكمون بأسعار المواد الغذائية الأساسية، بما فيها مادة الخبز، مستغلين هذه التعديات الإجرامية بحقنا، فهي لا تطال أحد إلا نحن الطبقة الفقيرة أبناء هذه المنطقة، كان الله بالعون، تحملنا تعدّيات المحتل التركي وتحكمه بالكهرباء والمياه، ووصلنا اليوم لتحكم ميليشيا قسد برغيف خبزنا". بحسب تعبيره.

وختم " أطالب بعودة مخبز البعث الحكومي للعمل بأسرع وقت ممكن، فهو يخدم الآلاف من أبناء المدينة والريف أيضاً، وأتمنى تحييد هذه الأمور عن تلك الصراعات، لأننا وبكل صراحة لا يمكننا الانتظار، والبحث لساعات وساعات عن مخبز خاص لشراء الخبز بأسعار خيالية".
وأكد مدير فرع المخابز في الحسكة عبد الله الهصر، أن "عمليات إنتاج الخبز متوقفة بسبب نفاد كميات الدقيق التمويني الواردة إلى المخابز سواء العامة أو الخاصة، ما شكل أزمة حقيقية في توفر مادة الخبز وزيادة الطلب عليها". وأوضح الهصر أن "الأمر ذاته ينطبق على مخبز البعث في مدينة القامشلي المتوقف عن الإنتاج لليوم السادس على التوالي."

من جهته قال محافظ الحسكة اللواء غسان خليل إن حصار قسد التي اسماها "الميليشيات الأمريكية" على الأحياء الآمنة في الحسكة والقامشلي لازال متواصلاً لليوم السادس على التوالي، مضيفا "لازالت تلك الميليشيات تمنع دخول الطحين والمشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى تلك الأحياء" . وأضاف "تقوم الدولة بجهود استثنائية لتأمين احتياجات المواطنين في المناطق السكنية الآمنة التي يسيطر عليها الجيش وسط الحسكة رغم أنها محاطة بالميليشيات المدعومة أمريكياً، كما تعمل على تأمين الاحتياطيات اللازمة". ونوه خليل إلى وجود اجتماعات مستمرة عبر القوات الروسية مع المسلحين الأكراد للتوصل إلى حل لإعادة الوضع إلى ما كان عليه في الحسكة والقامشلي، قائلا "حتى الآن لم يتم التوصل إلى حل مناسب، والميليشيات تجاوزت الحصار واستولت وحاصرت مؤسسات ومبان حكومية خارج تلك المناطق الآمنة.

العالم - بقلم حسام زيدان