الإمام روح الله الخميني (رض).. أمة في رجل

الإمام روح الله الخميني (رض).. أمة في رجل
الأحد ٠٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٦:٥١ بتوقيت غرينتش

في ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية الإمام روح الله الخميني (قدس سره) الـ 33 لا بد ان نذكر ان تاثير انتصار الثورة الاسلامية في إيران لم يقتصر على الشعب الفلسطيني بل إنه كان تأثيراً واضحاً على كافة الشعوب الإسلامية والعربية وخاصة على صعيد اعادة الدور الإسلامي الجهادي في قيادة الأمة ونهضتها في وجه قوى الإستكبار العالمي.

العالم - كشكول

فمن القدس الى الوحدة والوقوف بوجه الظالم في اي بقعة من بقاع العالم، خطواته الاولى كانت في ايران، قارع الظلم وأرسى قواعد الجمهورية الاسلامية ممهداً الطريق لصرح العدالة الإلهية راعية الانسان من جور الظالم رافعة للواء الحق على امتداد البقاع حيث الحق اجهض بالموروث التاريخي الذي جسده الاستعمار في غير بقعة من بقاع العالم.

الامام الخميني (رحمه الله) حدد لنا الاعداء بدقة والذي كان يتمثل تكتيكياً في تلك المرحلة بالشاه على اعتباره شرطي المنطقة المنصب من قبل قوى الاستكبار الذي كان مسلوب الارداة لاسياده ومتغطرسا على المسلمين وابناء شعبه، وحدد العدو الاساس للامتين العربية والاسلامية المتمثل بامريكا والتي اعتبرها الامام الراحل الشيطان الاكبر وصنيعتها الكيان الصهيوني الذي اعتبره الامام الراحل الشيطان الأصغر وقال انه غدة سرطانيّة يجب استئصالها من الوجود، ولا مجال لأيّة مهادنة.

لقد تمكن الامام الخميني في نهضته أن يصنع ثورة الحق في إيران ثم الجمهورية الاسلامية وما المقاومة الاسلامية في لبنان الا نبتة زرعها الإمام الخمينيّ (قدس سره) لتنمو ويفيء ظلالها على مجتمع المقاومة العزيز وعلى الوطن والأمّة وما الصحوات التي انطلقت في العالم الإسلاميّ إلاّ استجابة بوعي لهدير النهضة الخمينية.

خص الامام الخميني الراحل القضية الفلسطينية بكل اهتمام ودعم المقاومة الفلسطينية وأمر بتحويل سفارة الكيان الصهيوني في طهران إلى سفارة فلسطين وجعل من الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس، والذي مازال العالمين العربي والاسلامي يحيون هذا اليوم رغم مشقة الصيام، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أكد في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ33 لرحيل الإمام الخميني (قدس سره)، أن الإمام الخميني اعطى بنهضته وحضوره معنى لحياة المسلمين، في كل مكان في العالم، حيث كانوا قبل نهوضه وثورته يغفون في سراديب النسيان، فأعطاهم الأمل بأن التغيير ليس ممكنًا فحسب، بل وحتميًّا أيضا، وان الامام حرر المسلمين والمستضعفين من رعب الدول الكبرى، ذلك السيف الذي ظل مسلطًا على رقابنا عقودًا طويلة، ويحاول أن يستحضره المهزومون اليوم، وفي كل يوم.

واضاف النخالة لقد أكد الإمام بثورته أن الدول الاستعمارية الكبرى يمكن أن تنكسر، ويمكن أن تتراجع، ويمكن أن تهزم، إذا تحررنا من استلابها والتبعية لها، وإذا امتلكنا إرادتنا حرة، وبعثناها بالإيمان والعمل فاعلة وقوية، ولقد أعاد الإمام للإسلام جوهره النقي، إسلام الجهاد والاستشهاد والنهوض والثورة، مشددا ان الإمام أصبح رمزًا عظيمًا لكل الرجال الذين يصنعون التاريخ وستبقى ثورته تحمل أبعادًا أكثر عمقًا كلما درسناها، وكلما تعمقنا بها.

كما أكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أن الامام الخميني "قدس سره" استطاع بثورته قطع التبعية للولايات المتحدة من خلال تحرير الشعب الايراني منها، مشددا ان ثورته اعطت الامل والقوة لحركات المقاومة في المنطقة لمقارعة الاستكبار والاحتلال الصهيوني، وان الامام الراحل كان تؤرقه قضايا المنطقة وهو يعمل لتحرير شعبه من الهيمنة الامريكية الغربية وناضل طويلا وكانت له شعبيته، وثورته هذه الثورة التي قادها قد احدثت تحولا استراتيجيا في المنطقة سواء على صعيد توازن القوى الداعمه للكيان الصهيوني.

اذا .. أمة في رجل، هكذا تعبر الأمم عن عظمائها، رحل الإمام الخميني (طيب ثراه) ولم يغادرنا من خلال الإرادة التي حملها طوال مراحل حياته التي قارع خلالها الطغيان، جاعلاً من القضايا الاساس للأمة محور توجهها في مسيرة الصراع الذي تخوضه من اجل قضاياها المصيرية وفي مقدمها مركزية الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين وقدسها قبلة المسلمين الاولى، كما لم تكن هوية الامة واستقلالية خيارها وقرارها بعيدة عن هذه الإرادة حيث نداءه (لا شرقية ولا غربية) إنها اسلامية الهوية بالقرار والخيار.

ورجل في أمة... الامام الخميني (قدس سره) لا لم يغادرنا... ما زلنا على العهد والامانة... أمانة يجسدها اليوم قائد الثورة الاسلامية السيد (علي خامنئي) حاملاً لها، حافظاً للعهد على استقلالية القرار وحرية الخيار ومن وراءه امتداد جماهيري واسع عنوانه الاساس محور المقاومة، مقاومة الموروث التاريخي للإستعمار، رافعاً للواء الحق.