اتفاق بين "الجبهة الشامية" و"أحرار الشام" لوقف الاشتباك بأمر من تركيا

اتفاق بين
الأحد ١٩ يونيو ٢٠٢٢ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

افادت مصادر اعلامية بان جماعتي "الجبهة الشامية" و"أحرار الشام" اتفقتا على وقف الاشتباك بينهما بامر من تركيا وعودة عناصرهما إلى مناطق سيطرتهم.

العالم - سوريا

وفي ظل تلبية مسلحي “هيئة تحرير الشام” (النصرة) لنداءات “حركة أحرار الشام”، وسيطرتهم منتصف الليلة الماضية على معبر الغزاوية وبدء اقتحامهم منطقة عفرين، اختلطت كافة الأوراق وموازين القوى والتحالفات بين فصائل أنقرة، فحاولوا بداية الحفاظ على ماء وجههم ومنع دخول “النصرة” إلى شمال حلب بالقوة، إلا أنهم وبحسب مصادر خاصة اعلامية، فشلوا في مهمتهم أمام الزخم العسكري والقوة المفرطة التي استخدمها مسلحو “النصرة” المتسترين برايات “أحرار الشام”، في تقدمهم نحو عفرين.

واستمرت مختلف فصائل أنقرة على مدار ساعات الليلة الماضية، في إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة غير مسبوقة إلى أطراف عفرين الجنوبية الغربية لوقف زحف “النصرة” وكتائب “أحرار الشام” الذين وصلوا من إدلب لمؤازرة مسلحي الحركة في ريف حلب، إلا أن كافة تلك التعزيزات فشلت في مهمتها، ليستمر توسع “النصرة” وتتمكن بحلول الساعة الثامنة صباحاً من السيطرة على قرية “كورزيلة” (قرزيحل) بريف عفرين، وصولاً إلى أطراف قرية “الباسوطة”

رنين ناقوس خطر “النصرة” وصل صوته إلى أنقرة، التي تحركت بدورها بشكل عاجل لوقف ما يحدث في شمال حلب، فأرسلت عدداً من كبار ضباط استخباراتها، الذين وصلوا إلى عفرين، وعقدوا اجتماعاً موسعاً مع قياديي فصيلي “الشامية” و”أحرار الشام” بحضور قياديين من مختلف الفصائل الموالية لتركيا في الريف الحلبي، وتمكنوا بالنتيجة من الوصول إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف القتال وتسوية كافة الخلافات بين الطرفين.

ووفق مصادر اعلامية فإن الضباط الأتراك ألزموا قيادات الفصيلين المتناحرين بوقف القتال نهائياً، وبأن تُعيد “الجبهة الشامية” كافة المناطق التي سيطرت عليها خلال الاقتتال إلى “أحرار الشام”، في مقابل التزام الأخيرة بإعادة مسلحي “النصرة” وباقي مسلحيها الواصلين من ريف إدلب، إلى مناطق سيطرتهم.

وقالت المصادر بأن الاتفاق دخل حيز التنفيذ مع حلول الساعة التاسعة من صباح اليوم، حيث سجلت بالفعل حركة حثيثة من قبل مسلحي “الشامية” و”أحرار الشام”، لإعادة الأوضاع وخريطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل بدء الصراع، والذي أسفر منذ اندلاعه صباح أمس، عن مقتل وإصابة أكثر من 35 مسلحاً من الأطراف المتصارعة، إلى جانب استشهاد مدني وإصابة عشرة آخرين على الأقل بجروح معظمها خطرة، عدا عن الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت بمنازل وممتلكات المدنيين.

وتحاول “النصرة” منذ سنوات التوسع من مناطقها في ريفي حلب الغربي وإدلب، والتمدد نحو مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في الشمال الحلبي، وسط رفض تركي مستمر نتيجة الضغط الكبير من قبل كافة فصائل أنقرة التي تتفق على أن وجود“الهيئة” يُشكل خطراً كبيراً على مصالحهم ومناطق نفوذهم في الشمال السوري بشكل عام، ما حوّل “النصرة” إلى فزاعة حقيقية من شأنها تحقيق كل ما تعجز عنه المفاوضات بين الفصائل، ضمن إطار الخوف والترهيب.