الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب.. بديل آمن لقناة السويس

الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب.. بديل آمن لقناة السويس
السبت ٠٩ يوليو ٢٠٢٢ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

إن تفعيل الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب (INSTC)، الذي يبدأ من سنت بطرسبرغ في روسيا وآسيا الوسطى حتى شواطئ بحر عمان في جنوب إيران قادر على يكون بديلا لطريق البحر الأبيض المتوسط ​​الطويل وقناة السويس.

العالم - ايران

يربط ممر "شمال ـ جنوب" العاصمة التجارية الهندية مومباي بإقليم أوراسيا مترامي الأطراف. ويتألف من شبكة متعددة الطرق، تبلغ 7200 كيلومتر، من السفن، والسكك الحديدية، والطرق البرية، ويهدف إلى نقل البضائع، والمرور عبر أراضي الهند، وإيران، وأفغانستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وروسيا، وآسيا الوسطى، ثم أوروبا الشرقية.

ومن المقرر أن ترتبط بالخط الرئيسي للممر خطوط فرعية تخترق وسط آسيا وشرق أوروبا قبل وصوله إلى مدينة سان بطرسبورغ غربي روسيا، ومنها إلى الأسواق الأوروبية برا وبحرا.

ووقع على المشاركة في مشروع ممر "شمال - جنوب" قبل نحو خمس سنوات، إلى جانب دول الخط الرئيس، كل من: تركيا، أرمينيا، سلطنة عمان، كازاخستان، طاجيكستان، قرغيزستان، أوكرانيا، وبيلاروسيا، بالإضافة إلى بلغاريا كعضو مراقب، بحسب الموقع الرسمي للمشروع.

وتتمحور فكرة ممر النقل هذا حول نقل البضائع من الهند إلى ميناء "تشابهار"، في جنوب شرق إيران وهو الميناء الإيراني الوحيد الذي يطل على المحيط الهندي، ومن ثم شحن البضائع بواسطة البر إلى ميناء بندر إنزلي على ساحل بحر قزوين، ومن ثم نقل البضائع عن طريق البحر إلى أستراخان بروسيا، ومنها إلى شمال روسيا أو أوروبا بالسكك الحديدية.

وتظهر مقارنة بين مسار الشحن من الهند إلى شمال أوروبا عبر إيران، ومسار الشحن عبر قناة السويس، أن ممر النقل عبر إيران أقصر مقارنة بقناة السويس.

ووفقا لمسؤول إيراني فإن الربط التجاري بين مومباي وسان بطرسبورغ سيقلص فترة نقل البضائع من 38 يوما إلى 14 - 16 يوما مقارنة بقناة السويس.

كما أنه يعد ذا جدوى اقتصادية مرتفعة، حيث سيقلص تكاليف النقل بين الهند وروسيا بنحو 30%، والزمن الذي تستغرقه بنحو 40%، مقارنة بالطرق التقليدية، بحسب تقرير لـ"ذي ديبلومات" (The Diplomat) بتاريخ 4 مايو/أيار 2015، حيث يبدأ بطريق بحري، يصل الموانئ الهندية، وفي مقدمتها مومباي، بالموانئ الإيرانية، ومن إيران يتحول إلى طريق بري سريع يوازيه خط سكة حديد، لنقل البضائع من الموانئ الإيرانية إلى روسيا، عبر أراضي أذربيجان، والمسار نفسه بالعكس من روسيا إلى إيران كذلك، على أن يضاف خط آخر ينقل البضائع بين موانئ كل من إيران وأذربيجان وروسيا في بحر قزوين.

وكان تقرير لصحيفة "فيستنيك كافكازا" الروسية، نشر في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2016، قد أشار إلى أن مشروع "ممر شمال- جنوب"، يعتبر أحد أكبر مشاريع النقل الدولي في العالم.

وأشارت تقارير دولية آنذاك، إلى أن قناة السويس ستكون من أكبر المتضررين من المشروع الذي جرى اختباره، ويمكن أن ترتبط به أيضا موانئ عربية، منها عدن اليمني وجدة السعودي.

وكانت صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" الهندية قد أشارت، في تقرير لها في 8 سبتمبر/أيلول 2016، إلى اهتمام اليابان بالمشروع الهندي ـ الإيراني، الأمر الذي يأتي في سياق تقارب بين طوكيو ودلهي، لمنافسة "المد الصيني".

وبغض النظر عن الآثار السياسية، فإن الاستفادة من التكلفة والوقت اللذيْن يوفرهما الممر في التبادلات التجارية، ستكون متاحة لجميع الدول، الأمر الذي سيضاعف عوائد المشروع من الرسوم المفروضة على استخدامه، وهو ما تعول عليه الدول المعنية، خاصة روسيا، في التخفيف من اعتماد اقتصاداتها على عوائد قطاع الطاقة.

بالمقابل، ستكون قناة السويس المصرية من أكبر المتضررين من المشروع، حيث تمر بها البواخر التجارية نحو الجزء الشمالي والغربي من الكرة الأرضية، إضافة إلى عدن اليمنية وجدة السعودية، التي تمثل محطات مهمة على طرق التجارة البحرية، وكذلك موانئ أوروبية جنوبية، شكلت نقاط تجمع للبضائع، في عملية التبادل التجاري بين أوروبا وكل من آسيا وإفريقيا.

السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي، قال في منشور له على "فيسبوك" في 27 مارس/آذار 2021، إن "ممر (شمال - جنوب) خيار كبير لاستبدال قناة النقل العابر لقناة السويس بتخفيض وقت السفر إلى 20 يوما وتوفير يصل إلى 30 بالمئة".

وأضاف جلالي: "نظرا لحصار قناة السويس في الأيام الأخيرة والأضرار اليومية للاقتصاد العالمي بمبلغ 9 مليار دولار، هناك ضرورة للإسراع في إنجاز البنية التحتية وممر (شمال- جنوب) كبديل للمرور عبر القناة (المصرية)، والذي بات يحظى بالأهمية أكثر مما مضى".

وتابع: "ممر (شمال – جنوب) هو الخيار الأول لاستبدال قناة السويس في العبور مع تخفيض مدة السفر لمدة تصل إلى 20 يوما وتوفير النفقات. الحادث الأخير يعتبر مؤشرا على ضرورة البحث عن بديل أقل خطورة من القناة التي يعبر منها أكثر من مليار طن من السلع سنويا".