ما المخاطر الناجمة عن اقامة تحالف اسرائيلي عربي على دول المنطقة؟

الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

اكد استاد العلوم السياسية في جامعة لبنان د. علي فضل الله، ان الرئيس الامريكي جو بايدن يسعى خلال زيارته للرياض دمج السعودية مع الكيان الاسرائيلي لبناء تحالف عسكري بين تل ابيب ودول التطبيع العربية برعاية امريكية وهو موقف معلن عنه.

وقال فضل الله في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان العالم لا ينسى زيارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الاولى الى السعودية، التي روّج لها كثيراً وجمع خلالها حوالي 50 دولة وتم الحديث عن تحالف عسكري كبير في المنطقة والذي لم ير النور.

واوضح فضل الله، ان هذا الموضوع هو نفسه طرحه جو بايدن في مقالة نشرها على الواشنطن بوست حول سبب زيارته للسعودية لانشاء هذا التحالف العسكري، معتبراً ان هذا دلالة على ان هناك مشكلة في الداخل الامريكي وليبرر لمعارضيه، بعدما جرى نقاش عنيف حول هذا الموضوع على مدى اسابيع.

ولفت الى ان هناك اسبابا كثيرة دفعت بايدن الى خوض هذا الامر من جديد وسبب زيارته للسعودية. واضاف ان من الامور المهمة التي لفتت الانظار واثارت الجدل كثيراً هو موقف ملك الاردن في مقابلة علنية على سي ان بي سي، عندما تحدث عن ناتو عسكري عربي ونظام دفاع جوي مشترك وان هناك تحالفا بين بعض الجيوش العربية مع الجيش الاسرائيلي ومقره سيكون الاردن، وانعكاساته الرئيسية ستكون ابتداءاً بسوريا والعراق وبالطبع هدفه الاخير سيكون ايران.

واعتبر فضل الله ان دور هذا الناتو العربي هو عسكري ومناورات ودفاع وهجمات وعمليات ويعمل على تغيير كبير في موازين القوى، واذا حصل فستكون نتائجه خطيرة.

من جانبه، اعتبر الخبير العسكري الاستراتيجي العميد الدكتور امين حطيط، ان دمج نظام دفاع الاحتلال مع دول التطبيع العربية بينها السعودية، ليس عادياً وانما هو دمج "اسرائيل" بالقوى العسكرية بالمنطقة، واقامة كما اسموه نظام شرق اوسطي للدفاع الجوي.

وقال حطيط: ان الدمج يلبي احد اهم الاحتياجات الاسرائيلية في الدفاع الجوي، لان كيان الاحتلال يواجه اليوم تحديين رئيسيين، التحدي الاول هو التحدي الناري والذي يتشكل عبر المنظومة الناریة التي يمتلكها محور المقاومة وقد اثبت الميدان بان القبة الحديدية عجزت عن احتواء اخطارها ولم تصل الى اكثر من 36 من الفعالية، وبالتالي مع كل ثلاث صواريخ تستهدف الكيان الاسرائيلي، هناك صاروخ تلتقطه القبة وصاروخان يصلان الى اهدافهما.

واشار حطيط الى ان مردّ ذلك عائد الى امرين: الاول كثافة النار التي تأتي من الخارج، والامر الثاني ضيق المساحة وضيق المناورة للقبة الحديدية، وان هذه العقبة لا تستطيع تل ابيب تجاوزها الا عبر توسيع مسرح العمليات، كي تفرض ايقاعاً جديداً على كثافة الصواريخ وتعطي حرية اكبر للتعامل مع الصواريخ الاتية من المدى البعيد، ولهذا السبب فان دمج القدرات العسكرية الاسرائيلية مع القدرات العسكرية الاقليمية للدول الخليجية ومعها السعودية، يمكّن الاحتلال الاسرائيلي من التغلب على التحدي الاول بشكل فعال.

واوضح العميد حطيط، ان التحدي الثاني، هو تحدي المعركة عبر الحدود او المعركة عبر الجولان، ويعتبر هذا التحدث اقل شأناً من خطر التحدي الاول، فالاول هو الذي يرعب الاحتلال الاسرائيلي ويكبل يديه.

واكد العميد حطيط، ان الدمج العسكري يعني اعتماد مسرح العمليات المندمج الممتد من فلسطين المحتلة غرباً الى منطقة الخليج (الفارسي) شرقاً، ثم نشر المنظومات الثلاث الرئيسية للدفاع الجوي والتي هي منظومة المراقبة (الرادارات)، ومنظومة الاطلاق والتعقب، ومنظومة الرصد، ونشرها بشكل تكاملي بحيث توزع فيها المهمات لتدافع عن فضاء واحد ويصبح بذلك كيان الاحتلال الاسرائيلي جزء لا يتجزأ من مسرح العمليات الاقليمي الواسع، وينقلب الاحتلال من توصيفه بانه غدة سرطانية وعضو غريب عن المنطقة ويجب اقتلاعه واجتثاثه، ينقلب عبر نظام الشرق اوسطي الى عنصر بنيوي وعضوي من اساسيات المنطقة، وهذا ما يؤديه الدمج العملاني والاستراتيجي، وربما ينطلق فيما بعد الى دمج اقتصادي واجتماعي وثقافي ورياضي، وكل هذا سيمكن الاحتلال من تثبيت وجوده في المنطقة، ولا يمكن لاحد ان يفكر بأنه جزءاً هامشياً بل هو الجزء القيادي المشرف على نظام شرق اوسطي للدفاع الجوي والقائد الفعلي لهذا النظام.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6263043