الاسير عواودة يكسر القيد وينتزع موعد حريته 

الاسير عواودة يكسر القيد وينتزع موعد حريته 
الخميس ٠١ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٨:٢٣ بتوقيت غرينتش

انتصر الاسير خليل عواودة في معركة الارداة وكسر القيد ومعه غرور الاحتلال بعد اضراب عن الطعام دام 172 يوما رفضا لاعتقاله الاداري، وصل فيه الى حالة صحية غير مسبوقة لأسير أضرب عن الطعام، بحيث أظهرت المؤشرات بأن أي مضاعفات على وضعه الصحي ستجعله في عِداد الشهداء.

العالم - قضية اليوم

الأسير عووادة البريء من كل التهم التي نسبها له الاحتلال بقي صامدا 172 يوما، رغم كل التداعيات السلبية والخطيرة على صحته عموما، وقدرته السمعية ورؤيته، والهزال الشديد، الذي أخذ ينهش بكل خلية من خلايا جسده المكافح والعنيد رافضا الاستسلام لمشيئة وانتهاكات وعربدات سلطات السجون والقضاء الإسرائيلي الفاشيين، الذين لا يتورعون عن ارتكاب أبشع عمليات التعذيب والتنكيل والمحاكمات الصورية الملفقة واللاإنسانية، والمنافية لأبسط معايير القانون الدولي ضد جنرالات الأسر الأبطال من أبناء فلسطين.
خليل عواودة (40 عاما) كان مع الشيخ بسام السعدي (62 عاما) عنوانا وسببا من أسباب عدوان الاحتلال الاخير على قطاع غزة، في الخامس من آب / أغسطس الماضي لثلاثة أيام. حيث افضى صمود المقاومة وردعها للاحتلال الى التوصل لاتفاق فرضت فيه حركة الجهاد عبر الوسيط المصري على حكومة الاحتلال الإفراج عن الأسيرين العووادة والسعدي، لكن غانتس، وزير الحرب، ومعه كوخافي، رئيس الأركان رفضا الإفراج عنهما، الأمر الذي فاقم من الأخطار المهددة لحياة المقاتل بأمعائه الخاوية العواودة، الذي اعتقل مرات عدة دون وجود أو إثبات أية تهمة ضده. والذي بدأ إضرابه في الثالث من آذار / مارس الماضي (2022)، ومارس الأمن الصهيوني سياسة الخديعة مع خليل لثنيه عن مواصلة الإضراب، فأبلغه أحد ضباط المخابرات (الشين بيت) بالإفراج عنه في 20 حزيران / يونيو الماضي، ما دعاه لتعليق إضرابه عشية الإفراج عنه بأسبوع، وأخذ المدعمات لتعافي جسده. غير أن جهاز أمن الاحتلال أبلغه لاحقا، أن وضعه الصحي لا يسمح بالإفراج عنه، وعليه أن يبقى في المسنشفى، ما دعاه للعودة للإضراب ثانية، وبقي الاسير مصمما على الدفاع عن حقه في الحرية، والخروج من السجن، حتى نال ما أراد يوم أمس بعد تعهد مكتوب من سلطات الاحتلال بالإفراج عنه في 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
حكومات الاحتلال المتعاقبة وأجهزة أمنها ومحاكمها المزيفة المختلفة تعمل وفق منهجية تاريخية على الإعدام البطيء للفلسطينيين بأساليب مختلفة، منها الاعتقال بمسمياته وصنوفه المختلفة، وأبرزها ما يسمى الاعتقال الإداري المرفوض عالميا، وما زالت الحركة الأسيرة الفلسطينية عموما والأسرى الإداريون خصوصا يقودون حراكا أساسه مقاطعة المحاكم الإسرائيلية، والذي قاده الأسير المحرر المناضل الثمانيني بشير الخيري، وما زال الحراك مستمرا حتى الآن بهدف إسقاط القانون الجائر، والمتناقض مع أبسط معايير حقوق الإنسان.
أمثال عواودة الذين يعانون من قانون الاعتقال الإداري الصهيوني (الاعتقال دون توجيه تهم أو محاكمة) يبلغ عددهم حتى الآن 650 أسيرا فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال وبطلتان من النساء، وبحسب نادي الأسير، فإن هناك 4650 أسيرا في باستيلات كيان التطهير العرقي الصهيوني، بينهم 180 طفلا، و32 ماجدة من ماجدات الشعب الفلسطيني، كما تجاوز عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا من عام 1967 حتى الآن المليون إنسان، بتعبير آخر، لا يوجد بيت فلسطيني لم يعانِ من وحشية الاعتقال، وهناك أسر عديدة يوجد منها أربعة وخمسة معتقلين، كما أسرة الأسير ناصر أبو حميد، الذي يعاني من تفشي السرطان في جسده، ويواجه مع رفاقه وإخوانه المرضى خطر الموت نتيجة سياسة الإهمال الإسرائيلي المتعمدة.
الأسير البطل خليل عواودة كسر القيد الإسرائيلي الإجرامي وانتصر بأمعائه الخاوية على الجلاد الصهيوني الوحشي، كما انتصر رفاقه الذين سبقوه في معركة الأمعاء الخاوية. ومنهم نتعلم الصمود وان المقاومة هي السبيل الوحيد لانهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ونيل الحرية والكرامة.