عدو ’لا يقهر’!.. مقاوم واحد يزرع الرعب في قلب جيشه

عدو ’لا يقهر’!.. مقاوم واحد يزرع الرعب في قلب جيشه
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

عملية بطولية نفذها فدائي فلسطيني ومن نقطة الصفر، أشهر سلاحه واطلق رصاصاته مرديا بها مجندة صهيونية واصاب جنديين آخرين احدهما بحال الخطر عند حاجز شعفاط في القدس المحتلة وسط رعب وفزع جنود الاحتلال الصهاينة الذين هرعوا خوفا على حياتهم امام بسالة وشجاعة منفذ واحد هو من اختار التوقيت والمكان.

العالم - كشكول

سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تلقت ضربة موجعة اعترفت بمقتل مجندة واصابة جنديين اخرين احدهما بحال الخطر في عملية اطلاق نار عند حاجز شعفاط في القدس المحتلة، وامرت بمواصلة قواتها عمليات البحث عن منفذ العملية مغلقة مداخل مخيم "شعفاط" وبلدة "عناتا" و"ضاحية السلام" شمال شرقي المدينة حيث منعت المواطنين من الدخول والخروج وطواقم الهلال الاحمر من نقل المرضى.

وفيما بعد كشفت وسائل اعلام عبرية أن منفذ عملية حاجز شعفاط هو عدي التميمي 22 عاما لم يعتقل سابقا، وليس لديه أي انتماء تنظيمي، مبينة أن تقديرات أجهزة أمن الاحتلال تشير إلى احتمالية أن يكون التميمي قد تصرف بمفرده بدون أي ارتباط بتنظيم فلسطيني أو خلية منظمة، لتقوم بعدها باعتقال والدة ووالد وشقيق المنفذ، بالإضافة للشخص الذي أقله في مركبته، وثلاثة شبان آخرين يدعي الاحتلال أنهم قد يكونوا ساعدوه.

يدرك القاصي والداني أن لكل فعل ردة فعل ولكل جريمة عقاب فبفارق وقت قصير على الاعتداء الوحشي الذي نفذته قوات الاحتلال الصهيوني على المقدسيين المحتفلين بذكرى مولد الرسول الاكرم محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام في باب العمود بالمدينة المقدسة واستشهاد 4 شبان بالضفة الغربية جاء الرد عند حاجز شعفاط احد اكثر الحواجز تنكيلا واذلالا بالفلسطينيين.

تفاصيل العملية البطولية شاهدها العالم عبر المقطع المصور الذي نشرته مصادر عبرية وبالدخول بالتفاصيل اظهر المقطع نزول الفدائي الفلسطيني من مركبة اجرة بكل هدوء ثم شرع باطلاق النار باتجاه الجنود المتواجدين على الحاجز من نقطة صفر من سلاحه ما ادى الى اصابة الجنود المنتشرين داخل الحاجز بحالة من الرعب والفزع فور بدء المنفذ باطلاق النار والذين هربوا من المكان فيما تمكن المنفذ من الانسحاب بسلام من الموقع.

العملية البطولية جاءت بعيد اعلان سلطات الاحتلال اغلاق مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين بسبب الاعياد اليهودية، ليوجه الفدائي رسالة للاحتلال الصهيوني مفادها ان كل اجراءاته وتحصيناته واستعداداته وتأهبه المستمر لن يمنع اويحول دون وصول المقاومين لاهدافهم، وان المقاومة قادرة على تصفية جنوده في اكثر الاماكن تحصينا.

وفور وقوع العملية الفدائية عبر اطلاق النار سيرت قوات الاحتلال طائراتها واستنفرت على مداخل مخيم شعفاط وفرضت حصارا شاملا على المخيم وقرية عناتا ومنعت الدخول او الخروج منها كما شنت حملة دهم واعتقالات وتنكيل بالاهالي بذريعة البحث عن منفذ العملية، حيث أكد شهود عيان ان قوات الاحتلال تواصل اقتحام المنازل السكنية في مخيم شعفاط وضاحية السلام وتجري تفتيشات دقيقة للغرف والاسطح وكذلك تفتيشات للحارات وبعض المحال التجارية متعمدة ترويع الاهالي خلال اقتحام المنازل دون الاكتراث بوجود مرضى واطفال وكبار سن.

فصائل المقاومة الفلسطيينة أشادت بعملية شعفاط البطولية، وأكدت أنها رد على اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والعدوان على جنين بالضفة الغربية المحتلة، حيث قال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، تعقيبًا على عملية إطلاق النار بالقدس، إن هذه "العمليات تحمل رسالة مفادها أن ثورة شعبنا ماضية ولن تتراجع، وأن عمليات وطلقات الشباب الثائر ورشقاتهم ستلاحق المحتلين وقطعان المستوطنين في كل مكان ردًّا على جرائمهم واقتحامات المسجد الأقصى"، مضيفا أن غضب الأقصى المتدحرج في مدن ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلة سينفجر في وجه الاحتلال ومستوطنيه، ولن ينطفئ إلا بإفشال مخططاتهم الرامية لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه.

بدوره الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي عن الضفة الغربية طارق عزالدين بارك العملية واكد ان عملية شعفاط تاتي في الزمان والمكان المناسبين للرد على جرائم الاحتلال، مشددا على انها تعبير عن الحالة الاصيلة للشعب الفلسطيني، كما قال عزالدين ان العملية كسرت المنظومة الامنية والعسكرية والسياسية للاحتلال لافتا الى ان يد المقاومة طويلة وستصل الى كل مكان على الاراضي المحتلة.

أما الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، فقالت في بيانٍ لها، إن الاحتلال واهم إن اعتقد للحظةٍ واحدة بأنّه سينجو من ردّة الغضب الفلسطيني على جرائم إرهابه المنظم بحق القدس والأقصى والأسرى، مضيفا "إن احتفالات شعبنا بعملية شعفاط هي دليل واضح على أنّ شعبنا لا يرى بغير المقاومة طريقًا ومنهجًا لردع العدوان والإرهاب الإسرائيلي".

اما على المقلب الاخر أثارت العملية البطولية عاصفة من الانتقادات الداخلية في الكيان الإسرائيلي، بعد عجز عشرات الجنود عن مواجهة مقاوم فلسطيني واحد يحمل مسدسًا، وقال مراسل القناة "13" لشؤون القدس يوسي إيلي، إن المشاهد القاسية للعملية تدلل على إخفاق رهيب، مشيرًا إلى أن 15 جنديًا كانوا في المكان على شكل مجموعات كبيرة خلافًا للتعليمات، مؤكدا أن "الجنود فشلوا في مهمة منع العملية، وفشلوا في استهداف المنفذ"، واصفًا المشاهد بـ"القاسية جدًا".

بدوره المراسل العسكري للقناة "11" روعي شارون، فقال: "لم يلاحظ أي من الجنود نزول المنفذ من المركبة وسط الحاجز وكانوا متوقفين على شكل مجموعات ولم يطلقوا النار باتجاهه ساعة الصفر"، مضيفا انه "لم يتمكن 6 جنود من استهدافه رغم أنهم كانوا على مسافة صفر منه. لقد نجح في الفرار.. هذا أمر فظيع"، في حين، قالت مصادر في شرطة الاحتلال إن العملية كشفت مدى إهمال الجنود في المكان، على الرغم من حالة التأهب القصوى التي جرى الإعلان عنها.

من جانبه قال المراسل العسكري "تال ليف رام" إن: "الفيديو يدلل على وجود خلل خطير في أساليب عمل الجيش وكيفية تمكن مسلح واحد من اختراق صفوف عشرات الجنود والخروج سالمًا من بينهم"، داعيا "رام" وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التعامل بإنسانية مع عائلة المجندة القتيلة، وعدم نشر الفيديو.

اذا نحن امام عملية بطولية من نوع جديد هذه المرة في القدس تؤكد ارتفاع مستوى المقاومة في الضفة والقدس والتطور الملحوظ في الاداء التكتيكي الذي تفوقت به في استنزاف الكثير من قدرات جيش الاحتلال بوجه منفذ واحد هو من اختار التوقيت والمكان، وكذلك امام حالة تحدي شكلت وعيا متقدما عن وعي كافة التنظيمات المقاومة وتاتي ردا على العقيدة العسكرية الاسرائيلية القديمة الجديدة التي ارساها بن غوريون وهي اخضاع واذلال العدو بمزيد من النار حتى القبول بوجود الكيان الغاصب عن فلسطين والمنطقة.

حالة التحدي هذه يجب ان تدرس بعمق لانها حالة غير مسبوقة رغم جبروت النار الاسرائيلية ورغم العقيدة العسكرية الاسرائيلية التي حذرت الجميع من المس بأمن "اسرائيل" غير آبهة بكل التهديدات التي بنيت سابقا في العقلية العربية والفلسطينية بان العدو لا يقهر.

كلمات دليلية :